التداعيات السياسيه والتاريخيه لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحده الامريكه

( احتلال المنطقه اقتصاديا والهيمنه عليها  )

﴿ الحلقه الثالثه ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

المهندس معن باسم عجاج
باحث اكاديمي في مجال سهل نينوى
لو عدنا للمراحل التاريخيه السابقه فاننا سنجد ان الهدف الاساس من احتلال الوطن العربي هو وجود الخيرات الكثيره فيه كونه منطقه زراعيه متنوعه وذات مناخ مختلف متباين يتباين بين الصحراء الممتده من الخليج العربي حتى المحيط الاطلسي الى سهول العراق وبلاد الشام ودلتا النيل الى المناطق الجبليه في العراق ولبنان والجزائر والمغرب  وايضا وفره الانهار الكبيره والدوليه كدجله والفرات والعاصي والاردن والنيل وشط العرب ومن هنا نجد ان التباين الحاصل مناخيا واقليميا على الارض يبرز بوضوح في العراق الذي تتميز محاصيله الزراعيه بالجوده بسبب نوعيه المياه الممتازه . كما ان طبيعه الفرد العراقي تمتاز بالحركه والعمل بل ان تاريخه الحضاري يضفي على مواطنه سمه الذكاء وهذا ما نراه من اكتشاف الكتابه وهو اهم حدث عالمي ويليه اكتشاف العجله وهو اهم حدث صناعي حضاري وتاسيس القوانيين وهو اهم حدث تقدمي في مجال حقوق الانسان واكتشاف المدارس وهو اهم حدث في مستوى التعليم والثقافه ولا يوجد من يخفي ان هذه العوامل الاربعه انما هي نتاج عراقي خالص ...وعلينا الا ننسى اهميته الاقتصاديه من خلال وقوعه في افضل منطقه اتصال ومواصلات بحريه من خلال وقوعه على الخليج العربي وقربه من البحر المتوسط والبحر الاحمر والبحر الاسود وكونه يربط دول اوربا باسيا بافريقيا  بريا اضافه الى وجود ووفره المعادن والفلزات فيه وتنوعها. واخر الامر اكتشاف النفط بالكميه الهائله ذات النوعيه الحسنه واحتياطه النفطي الكبير كل هذه الامور كانت عامل الجذب الاستعماري للعراق والمنطقه التي حواليه دون سواه من مناطق الشرق الاوسط..


وبعد انتهاء الهيمنه البريطانيه والفرنسيه كان لابد من بروز الهيمنه الامريكيه لافقط من اجل ان تغطي اسواقها بالمواد والخامات الاوليه  وسد احتياجها وتامين وفير مستقبلي لها بل لانها سوقا مستهلكه للمنتوج الامريكي او هي احد اهم المعابر التجاريه لدول المحيط الهندي.وخصوصا انه أي اعراق يقع ضمن منطقه السيطره والتكم العسكري الامريكي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.


ومن مميزات مناطق العراق وبلاد الشام وايران انها ومهما كان نوع الحصار الاقتصادي او التجاري عليها والذي يمكن فرضه لاي سبب فانه ستتمكن من العيش باسلوب الاكتفاء الذاتي . وما حصل في العراق مابين عام 1990 وعام 2003 كان دليلا على ان الامر كان فيه استمراريه للحياه ماعدا الجانب الطبي الذي تاثر نسبيا لضعف الكوادر الطبيه العراقيه ولضعف الصناعه الدوائيه في العراق (في المانيا واليابان مثلا كان يحاول الطبيب بعد الحرب العالميتين ان يعتمد على امكانياته الذاتيه ليصنع الدواء او يستكشف الحالات المرضيه من دون وجود دعم من الدوله ان لم يكن هناك عدم اهتمام في المجال الطبي بسبب الاهتمام في الشان الصناعي ومجال الاتصالات بمعنى انه يحاول ان يطور ذاته ذاتيا).


وبالفعل فقد تمكنت الولايات النمتحده الامريكيه من احتلال العراق اقتصاديا بعد عام 2003 وارغامه من خلال حكوماته المنتخبه من قبل قوات الاحتلال على توقيع معاهدات اقتصاديه وتجاريه بعيده الامد  وخصوصا بعد شعورها بضعفها في الساحه العربيه وضروره المغادره ..كما ان الفلزات الاستراتيجيه  كالزئبق واليورانيوم كان الغايه الاكثر اهميه للولايات المتحده في العراق بل قامت بنقله الى مناطقها وبالسرعه الفائقه وتحت حمايه الحكومات المتعاقبه بعد الاحتلال. ومن ثم ياتي النفط بالاهميه الثانيه والان يتوجه الاحتلال الى نوع السيلكون العراقي الذي يستخدم في مجالات الطاقه الشمسيه.


وبهذا فان العراق اصبح شبه محميه اقتصاديه ودوله تابعه اقتصاديا في اقل تعبير اذا لم نقل احتلال اقتصادي مع سبق الاصرار والترصد حتى بعد زوال الاحتلال العسكري الامريكي..ناهيك عن تشتت الخيرات بشكل عشوائي بين دول المنطقه وهذا ما سمح به الاحتلال ليتمكن من تغطيه ما قام به في انهيار الاقتصاد العراقي . وانهيار السياحه الدينيه والتي تمكنت ايران من تحديدها والتحكم في انعاشها او انهائها..اما السياحه الدوليه في شمال العراق تكاد تكون محدده بموجب اتفاقيات سريه تحيل الى منع ازدهارها ومنع السواح من دول الخليج التوجه اليها بشكل او باخر تاركين اوربا وامريكا بعد ان بدئوا فعليا التوجه الى دول جنوب شرق اسيا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور