التداعيات السياسيه والتاريخيه لاحتلال العراق من قبل الولايات المتحده الامريكية

( تغير طبوغرافيه المنطقه وارثها الحضاري وربطه بالحقائق التاريخيه )

﴿ الحلقة الرابعة ﴾

 

 

 

شبكة المنصور

المهندس معن باسم عجاج

باحث اكاديمي في مجال سهل نينوى

لايمكن ان يستطيع احدا ان ينكر الطبوغرافيه السكانيه في العراق والتي يمكن تحديد معالمها قبيل سقوط الدوله العباسيه على اساس انها الدوله التي كانت من يحكم العالم العربي والشرق اوسطي قبل وقوعه في قبضه الدوله العثمانيه.


العرب والاكراد ومن تبقى من الاشوريون والكلدان هم السكان الاصليون للعراق او لنقل ان جذورهم تحكي عنها حضاره العراق بينما نرى تقادم الفرس والايرانيون خلال الغزوات والذين تركوا في شرق مدينه الموصل تكوين جديد اصبح عراقيا فيما بعد اسمه الشبك وذلك بعد فشل حصار نادر شاه على مدينه الموصل وللشبك اصولا قوميه مختلطه ناتجه عن تفاعل الباقون من من حاصروا الموصل وتفاعهم مع قوميتين اساسيتين هم العرب والاكرادولعل قربهم من الاكراد جعل لغتهم الاقرب اليها ...بينما التركمان فقد برزوا خلال حقبه حكم الدوله العثمانيه في العراق وكانوا متمسكين في لغتهم والكثير من عاداتهم .ورغم هذا فان هاتين القوميتين غدتا قوميتين عراقيتين وطنيتين وكان دورهم مشرفا في الدفاع عن العراق في كل الضيقات والحروب التي خاضها العراق.


ومن هنا نرى ان محاولات الاستعمار في تغير الطبوغرافيه من خلال القضاء على المكونات الاساسيه كان صعبا ومستحيلا بينما تمكن من اضافه نوعيات طبوغرافيه ومكونات جديده غدت بمرور مئات السنين جزا لا يتجزء من العراق.


ولم يكن لتاثير الاستعمار البريطاني دورا في تغير الطبوغرافيه السكانيه او تحديدها لانه لم يكن يعنى بذلك. ورغم ان الاحتلال الامريكي لم يعنى بهذا الامر رغم انه حاول عزل الاكراد كشعب في منطقه خاصه بهم الا ان الاكراد كانوا ومازالوا جزءا عظيما من شعب العراق وهم يعيشون في العراق عموما برغم ان كثافتهم السكانيه في الشمال دون الجنوب بينما الكثافه السكانيه للعرب في الوسط والجنوب هي الاكثر من ما هي عليه في الشمال .


ولكن ما حصل بعد احتلال العراق بفعل الارهاب العالمي الذي زرعته وانمته قوى الاحتلال وبفعل الارهاب الطائفي والمدعوم من الحكومات التي حكمت العراق عقب الاحتلال  الامريكي انما خلق حاله فزرع ورعب وتقسيم قومي وديني وطائفي وعنصري ومذهبي وبدعم حكومي من خلال الصمت المشلول للحكومات وخلق نوعا من التكتل العنصري المكاني مما حذا بتنقل غير متزن بين ابناء العراق واظهر تحالفات القوى الضعيفه للتمكن من العيش في ظل جناح القوميات او الطوائف الاكبر .


وهذا ما خلق اختلاف في التوازن الطبوغرافي للمكونات الاصليه للمجتمع العراقي والحقيقه ان قوات الاحتلال كانت تغذيه لاسباب عديده اهمها عدم استقرار الوضع العراقي...اما الدور الايراني في تسيس الطائفيه لم يفلح بسبب الفكر النير لابناء الشعب في الجنوب ولكنه بدا واضحا من خلال الممارسات الحكوميه التي حاوت ان تضفي نوعا من الصبغه الطائفيه لخللق حاله عدم توازن فكري.


نحن لا ناخذ نموذج يوغسلافيا او الهند او الصين بل سناخذ اقرب الدول الينا والتي تمتاز بطابعها العربي وهي سوريا ففيها الاكراد والاشوريين والكلدان والعرب والدروز وو وهي وحده كامله مستقره تحكمها سلطه واحده موحده الشعب .ولربما للبعض من ابناء تلك القوميات والطوائف الرغبه ليبني استقرار واستقلال ذاتي لشعوره بخصوصيه ذاتيه داخليه في تركيب الوحده الذاتيه لمكون السكاني منفردا او بدافع خارجي محتمل وبكلا الحالتين ولسبب وجود حكومه وطنيه غدا الامر مستحيلا للتفكيك . وربما هناك دعم امريكي او من جهات خارجيه لتفكيك المكون الطبوغرافي لا حقدا عليه بل رغبتا في اضعاف الدوله لتغدوا ضعيفه امام اسرائيل وهذا ما حصل في العراق .


لو تدارسنا الاحزاب المتنفذه فعليا في الشارع العراقي خلال فتره تاسيس الدوله العراقيه فاننا نرى بوضوح بروز الشيوعيون والبعثيون والتيارات الوطنيه والديمقراطيه دون سواها لانهم قبلوا كل  القوميات دون تمايز في اداره البلاد واشركوا الجميع في القياده رغم تفردهم في اداره الكثير من الجوانب لان السلطه تكون لفئته الحاكمه وهذا ما متعارف عليه في تاريخ العرب ودول الشرق اوسط وهذا ما حافظ على توازن في التوزيع السكاني رغم حدثين مهمين الاول انتقال الكثير من العرب الى كركوك وانتقال الكثير من الاكرد الى وسط وجنوب العراق وبرغم انها اخذت كنقطه سيئه على نظام الحكم في العراق في الثمانينات الا انها خلقت بعدا فكريا واندماج اجتماعي يرفض الكثير الاعتراف به وان ما حصل في انتقال الكثير من اهالي الوسط والجنوب لبغداد العاصمه ومن بعدها سامراء العاصمه وهجره اهالي تكريت في القرن السادس عشر الى مدينه الموصل وهجره اهالي عقره في اواسط القرن العشرين الى الموصل المدينه والكثير من اهالي شمال العراق للموصل انما هو امر حاصل غير قابل للنقد مادام ضمن حدود الوطن الواحد . وبعد احتلال العراق دعت الحكومات الى اعاده العرب الى الجنوب من كركوك فاني اقول من جاء برغبته فهو ابن العراق اما من يرى انه جاء غصبا وقبل العيش وتعايش وبنى تركيبه اسريه في مجتمع مستقر لما نحاول ان نهدمه ولكن من يشعر بضروره ان يعود علينا ان نشجعه ونؤيده وهكذا يمكن ان تكون الامور.


لا يمكن ان يكون لامريكا نزاع حضاري مع العراق ولو كان فانه اشبه بصراع الحفيده ابنه العامين مع جدها الكاهل الوقور...ولكن ان تسكت او تشجع فان هذا امور سياسيه وتشتيت في المقدره على التحكم في اداره البلاد وخلق بلبله للسيطره عليه اقتصاديا وربطه بمعاهدات عملاقه تجعله اسيرا لها لسنوات. ولا يمكن درجها في اطار الفكر الهيمني الامريكي على العراق الا اذا عدنا في الذاكره الى تاريخ السومريون والاشوريون في السبي ابابلي والسبي الاشوري دولتي اسرائيل ويهوذا في شمال وجنوب فلسطين قبل الميلاد ومث هكذا امر يمكن ان يؤخذ بنظر الاعتبار اذاما كانت لامريكا اتفاقيا لاخذ الثار من العراقيين  لصالح اسرائيل.

 

انتظروننا في الحلقه الخامسه .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٩ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور