الأهداف الإستراتيجية للإحتلال وتداعياته المستقبلية على التعليم في العراق

( دعوة لإقامة مؤتمر وطني لتقييم التعليم في العراق )

 

 

 

شبكة المنصور

الجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق
في حادث قديم يستشهد به على تقييم قدرة أي بلد على الإستمرار والنهوض هو التأكيد على ضمان التعليم ومحو الامية وتأمين القضاء العادل وتنفيذ قرارته .


أيها العراقيون مهما كانت أيديولوجياتكم وإنتمائاتكم فأن مستقبل أجيالكم بات مهدد بإنتشار الأمية وهي إحدى اهم أسلحة الدولتين المحتلتين للعراق الآن وفي المستقبل إشاعة الفوضى والسيطرة على مقدرات ومستقبل العراق ، فغلى مستوى التعليم العالي جاءت حادثة الجامعة المستنصرية التي تم إيقاف الدراسة فيها بسبب الخلافات السياسية بين الطلبة قبل الإنتخابات البرلمانية المقبلة لتدق ناقوس الخطرفبعد الجهد الذي تم بذله لعدم السماح بتدخل السياسة في العملية التعليمية نجد أن الأمر قد تراجع ووصل الى حد إغلاق الجامعة بتأثيرالخلافات السياسية على الطلبة وعلى مستوى التعليم الإبتدائي أدت التراكمات والسلبيات الى تسرب أكثر من مليون تلميذ ودارس من مدارس العراق وعلى مستويات دراسية مختلفة وتركهم مقاعد الدراسة كما جاء في التقاريرالإحصائية لمنظمة اليونيسيف بوجود مليون طالب عراقي خارج العملية التعليمية في العراق بسبب التطهير العرقي والتهجير الطائفي الذي حصل داخل العراق وقتل أكثر من (1,5) مليون شهيد عراقي نتج عنه فقد المعيل مما دفعهم الى النزول للشارع للدخول في مجال العمل لتأمين معيشتهم وفي تقارير المخابرات الأمريكية وإستراتيجيتها، فأن تخريب التعليم في العراق هو أحدى المهام المطلوب تحقيقها من قبل قوات الإحتلال وحكوماته ، ففي الوقت الذي كنا نفتخر به قبل الإحتلال والحصاربإصدار قرار التعليم الإلزامي وتعاون الشعب في تطبيق مضامين ذلك القرار والقضاء على أكبر نسبة من الأمية والتوسع في فتح المدارس والمعاهد والجامعات نجد الآن العكس في ظل حكومة الإحتلال التي تدعي عراقيتها ولكنها تقوم بتنفيذ جميع أجندة الاحتلال وهذا نداء الى من يعمل في مجال التعليم من مهنيين الى تحدي تلك الأجندة لإعادة مجد التعليم الى واقعه والذي كنا نفتخر به ويجب أن يلعب القطاع العراقي الخاص دوراً فاعلاً وخاصة وخاصة أصحاب الدكاكين السياسية الذين يطمحون الى كراسي الحكم بإستخدام الأموال القذرة وغيرها التي يحصلون عليها من هذه الجهة أو تلك فعليهم أن يصحوا لأن الشعب المتعلم سورللوطن إذا كانوا عراقيين فعلاً ويفكرون بحماية مسقبل أجيالهم .


لذلك أول وأهم قطاع أصابه الضررالمقصود من قبل الإحتلالين الأمريكي – والإيراني هو قطاع التعليم والتربية لما تتمخض عنه نتائج سلبية على بناء شخصية الإنسان العراقي إذا ماتم القضاء على السياقات الصحيحة والثوابت المرتبطة ببناء تلك الشخصية ومدى تعلقها بالقيم والمباديء التي تتوارثها الأجيال العراقية والمعاني النبيلة التي جاء بها ديننا الأسلامي الحنيف وبشَر بها خاتم الرسل والأنبياء محمد المصطفى (ص) : ويمكن تسليط الضوء على شكل ونوع الضرر الحالي والمستقبلي على واقع الأجيال العراقية القادمة حاضراً ومستقبلاً :
1) وزارة التربية والتعليم من بين أهم قطاعات ومؤسسات الدولة العراقية التي تدخل ضمن حسابات أعداء العراق من أمريكان وفرس وصهاينة لأنها الحقل العلمي الذي يتبنى مسؤولية إعداد جيل من الشباب قادر على بناء البلد وحماية مستقبله أي عليها مهمة تهيئة الملايين من الشباب وإعدادهم علمياً ومعرفياً في كافة المجالات وتغذية الجامعات بطاقات وأذهان يمكنها التعامل مع العلم ومواكبة حركة التطور التي يشهدها العالم في العصر الحديث لذا يعتبر تخريب نفسية الشباب بوابة الدخول لتدمير البلد وهنا برز دور الإحتلالين الأمريكي- الإيراني في العمل على تغيير المناهج التربوية بشكل مستمر الى زرع شكل من أشكال الطائفية وتوظيف عناصر غير مؤهلة تقود العملية التربوية يصاحبها فساد كبير في الجانب التربوي من حيث إعداد البرامج العلمية والتعليمية وعدم توفر المناهج التربوية وغياب الوسائل التعليمية وتسرب أسئلة الأمتحانات الوزارية للمراحل المنتهية وإفشاء أسئلة المراحل الدراسية للصفوف غير المنتهية إذ وصل الإنحدار في مستوى التعليم ضمن الترويج الطائفي الى قيام وزير التعليم في حكومة الإحتلال بقتل عدد من الطلبة وهم يؤدون الإمتحانات النهائية في قاعات الأمتحان الوزاري والغاية من تلك الممارسات المخزية الإشراف على إعداد جيل فاشل علمياً وهذا هو هدف الإحتلال الذي يحاول جعل البلاد دائماً بحاجة الى خبرات علمية أجنبية .


2) إستهداف الكفاءات العلمية من أساتذة الجامعات والخبراء حيث قُتل من قٌتل وأعتُقل من إعتقٌل وهجر الآلاف لإفراغ البلاد من المادة الأساسية وعنصر البناء الأول للمجتمع والدولة هو العقول العراقية المبدعة ذات الكفاءة والتجربة المشهود لها في ميادين العلم والإعمار والبناء بل وصلت الدنائة بحكومة الإحتلال وشطرها الموالي لإيران الى إستدراج أحد الأساتذة العراقيين من الخارج في العلوم الذرية الى العراق بحجة مكافأته وتم عرض عليه العمل ضمن المفاعل النووي الإيراني وعندما رفض تم إعتقاله وهو رهن الإعتقال حالياً .


3) القتل اليومي المنظم الذي طال جميع أبناء العراق من قبل قوات الإحتلال والميليشيات والخلايا المرتبطة بقوات الإحتلال والمخابرات الإيرانية حتى بلغ عدد العراقيين الذين قتلوا خلال فترة الإحتلال أكثر من ( 1,5) مليون ونصف المليون عراقي وأصبح جيل كبير من الأيتام بلغ عددهم حسب الإحصائيات المنشورة ( أكثر من 2 مليون يتيم ) فقدوا من يعيلهم مما أدى الى تسربهم قسراً من المدارس بسبب الظروف المعيشية.


4) بالرغم من إرتفاع أسعار النفط وأصبحت إيرادات العراق حوالي ( 150) مليار $ دولار أمريكي سنوياً إلا أن مستوى الفقر في العراق آخذ بالإزدياد بسبب حجز الإيرادات لدى الجانب الإمريكي والفساد المالي والإداري وهو مما أدى الى تسرب مئات الآلاف من أطفال العراق ولجوئهم الى الشارع للعمل في عمالة الأطفال لكسب لقمة العيش وهو عامل مهم لشيوع الجريمة .


5) زج آلاف الأطفال والشباب دون سن 18 سنة في السجون والمعتقلات وتعذيبهم ، وتتفاخر حكومة الإحتلال بذلك من خلال زيارة طارق الهاشمي نائب رئيس جمهورية الإحتلال الذي زار السجون والمعتقلات في محاولة لتلميع صورته السيئة عندما لوح بإطلاق سراح البعض إلا أنه لم يستطع ، وخاطب الموقوفين ظلماً ( بأنهم أفضل حال من غيرهم من الذين يقتلون في الشوارع يومياً ) وهو مؤشر الى أي حد وصلت إليه عمالة هؤلاء من يدعون أنفسهم دولة لكنهم في الواقع عملاء مأجورين للمحتل يكافؤن العراقيين بالسجن مقابل الموت تحت مهزلة الحرية .


6) جعلت حكومة الإحتلال ميادين العلم والمعرفة ساحة دائمة للصراعات الحزبية والمذهبية والعرقية من خلال تشجيع النعرات الضيقة وزجها في العملية التعليمية مما يؤدي الى تحريف كبير في تاريخ العراق وتأثير سلبي على العقل العراقي ما لم ينتبه المثقفين والعلماء والخبراء والأكاديميين من أبناء العراق يساندهم الساسة الوطنيون الأحرار وشيوخ العشائر العراقية الى حقيقة هذا الأمر وتداعياته الخطيرة للعمل على إنقاذ العراق وتحريره ورسم شكل العراق المستقبلي على نحو يضمن السيادة والإستقلال وكرامة الشعب والحفاظ على ثروته ومعالجة آثار الإحتلال .


واخيراً تدعو الجبهة الى إقامة مؤتمر وطني لتقييم العملية التربوية وإشراك الوطنيين المهنيين العاملين حالياً في الدولة العراقية في هذا المؤتمر والآخرين في البرلمان ممن يدعون الوطنية لصياغة خطة إستراتيجية وطنية للتعليم في العراق قبل فوات الأوان لبناء العراق وخدمة الشعب العراقي وأجياله الحالية والقادمة تجسيدا لقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( وقل إعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) .

 

 

 

الأمانة العامة
للجبهة الوطنية لمثقفي وجماهير العراق
جمهورية العراق – بغداد
١٨ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٣٠ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور