الإعــلام العــراقـي المقــاوم ... ما لــه وما عليــه

 
 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

في غمرة الاحتلال الأميركي الصهيوصفوي  لعراقنا الحبيب ومن أجل إخضاعه والهيمنة على مقدراته وتطبيق مشاريع التقسيم  وتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به كونداليزا رايس ورعاه  بوش ويساهم  في تنفيذه الكيان الصهيوني والصفوية المجوسية الايرانية في قم وطهران ومجموعة من العملاء والخونة من الاقزام الذين جاؤوا خلف دبابة الاحتلال ,  في هذه الأوقات يبرز دور الكلمة المقاومة والإعلام المقاوم إلى جانب الطلقة والكلاشنكوف فالقضية العادلة تحتاج إلى من يدافع عنها بالكلمة والموقف وبشتى أنواع التعبير ومختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.‏

 

فالكلمة والصوت والصورة لهما نفس مفعول الطلقة والكلاشنكوف و يشكلون دويا ويحدثون أثرا  ويقدمون الحقائق ويشدون العزائم والهمم, ويدافعون عن الحق والعدل والحرية وسط زحمة وسائط الإعلام المعادية المضللة والتي يتناغم عملها مع الحرب النفسية الذي يشنها المحتل الامريكي الصهيوصفوي من خلال إطلاق حملات من الأكاذيب وقلب الحقائق وتقديم المعلومة المشوهة للمتلقي والقارئ  والمتابع لاجل مقاومة المقاومة العراقية وتشويه صورتها.

 

أن القوات الاحتلال الأميركية، التي تفاجأت بالزخم القتالي الكبير للمقاومة في العراق، لم تترك الانتصار العراقي المقاوم يمر دون إعاقات و تشوهات، إذ وضعت مختلف الخطط والبرامج لتشويه صورة المقاومة في العراق، فمنذ اوائل عام 2004، استدعت الخبير في صناعة الإرهاب والقتل الوحشي  ( جون نغروبونتي ) الذي وصل بغداد مع فريق متخصص في القتل والتعذيب الوحشي، لتبدأ عملية حرب واسعة ضد المقاومة في العراق، واعتمدت هذه المرة أسلوب (التشويه)، الذي يعتمد على وسائل الإعلام وما تبثه وتتناقله، وحققت حملة (نغروبونتي) وأدواته الأخرى نجاحات، لا بد من الاعتراف بها، في حين وقف إعلام المقاومة العراقية عاجزاً أمام تلك الحملة الشرسة، التي اتبعت نفس أسلوب برنامج (فينيكس) الذي اعتمدته القوات الأميركية في فيتنام بعد الهجمات الشرسة للفيت كونج عام 1968

 

من هنا فان مواجهة هذا الاعلام المضلل تأتي في سياق مواجهة مشاريع الهيمنة الأميركية الصهيوصفوية والتصدي لها وعرض حقائق العمل المقاوم في الساحات الاعلامية والثقافية والفنية للارتقاء بالأداء الاعلامي وبما يليق بالمقاومة وانجازاتها, و يتطلب ذلك وضع خطط واستراتيجيات على مستوى الوطن العربي وحشد الشارع العربي واستنهاض ثقافة وادب المقاومة والاستفادة من هذه الحالة  النهضوية التي خلقتها المقاومة التي استطاعت أن توحد المشاعر وتخلق حالة وحدوية شعبية تؤكد بأن أمتنا حية وقادرة على النهوض والتصدي للمخاطر بالموقف الموحد وبالكلمة الصادقة في وجه أعداء الشعوب وأعداء الحقيقة.‏

 

أن إيصال الحقيقة الصادقة للإعلام العراقي المقاوم إلى كل مكان والذي يبدأ أولا في نقل الخبر مرئيا من خلال بث العمليات القتالية لفصائل المقاومة العراقية المسلحة والفعاليات السياسية لجميع الأحزاب والحركات المقاومة والمناهضة للاحتلال الوطنية والقومية والإسلامية هو ضرورة ملحة ومطلب ستراتيجي لأن نجاح وفشل الأعلام يكون من خلال الوسائل التي يعتمد عليها، سواء كان في نقل الخبر إذاعيا أو مرئيا.

 

وبقدر ما يعدّ الإعلام المقاوم قوة دفاع فهو أيضاً قوة هجوم، ولنا في تاريخنا الاسلامي امثلة عديدة على ذلك فالمعتصم صنع من صرخة المرأة المسلمة المستغيثة به في أسر ملك الروم في عمورية سنة (223هـ / 838م) ملحمةَ فداء وكرامة؛ ابتدأها أيضاً برسالة إعلامية قصيرة لكنها جامعة لمعاني معاقبة من استحلَّ الحرمات وقتل الآمنين وأسر ألف امرأة مسلمة وقطع آذان الأسرى وأنوفهم وسمل أعينهم في إحدى المدن الصغيرة على أطراف الدولة العباسية.. من أمير المؤمنين المعتصم بالله، إلى كلب الروم: أطلق سراح المرأة، وإن لم تفعل بعثت لك جيشاً أوله عندك وآخره عندي ...، ثم كان الفتح المبين لعمورية.

 

المهم، في زمن العولمة والاتصالات السريعة وصناعة الرأي العام على يد الشركات الإعلامية الأمريكية والصهيونية ، يترابط العمل المقاوم بالمقاومة الإعلامية أكثر من أي وقتٍ مضى فاليوم، أصبح المقاتل إعلامياً، والإعلامي مقاوماً، بقدر ما تمددت رقعة الميدان وساحة المعركة من الأرض إلى الفضائيات إلى الإنترنت.

 

العراق تعرض لاحتلال من قوى متفوقة عليه تكنولوجياً وعسكرياً ومادياً ولهذا لجأت المقاومة العراقية إلى أسلوب حرب العصابات، وليس الحرب النظامية, فالمجموعة المقاتلة في حرب العصابات تتألف عادةً من عدد من المقاتلين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة و تتوزع أسلحتهم بين الخفيفة والمتوسطة من الكلاشنكوف إلى الآر بي  جي  الى كمية من القنابل, والمجموعة المقاتلة النموذجية باتت تحتاج في زمن التكنولوجيا عابرة القارات والإنترنت والفضائيات، بالإضافة إلى الأسلحة الخفيفة والقنابل، إلى سلاح لا يقل أهمية هو  كاميرة الفيديو لتسجيل وتصوير وتوثيق عمليات المقاومة وخسائر العدو وهذا سلاح بات لا يقل أهميةً عن القيام بهذه العمليات وإحداث هذه الخسائر, اذ ان تأثير مشاهد تفجير آليات العدو ، والتأثير المعنوي لمشاهد جرائم العدو ضد المدنيين، يخلق رأي عام مؤيد لعمليات المقاومة ويطالب بانسحاب قوات الاحتلال.

 

هنا وعندما ننشر أخبار المقاومة العراقية ، بالعربية أو بالإنكليزية، نسهم بالمقاومة الإعلامية ونصبح مرآةً حية للمقاومة على الأرض وعندما نحاجج وندحض من يشككون بالمقاومة العراقية الباسلة، ندعم المقاومين على الأرض ونمنع اعلام الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي من محاصرتهم سياسياً وإعلامياً  فاليوم، لا ينتصر المقاوم إن لم يكن إعلامياً فعالاً, والبندقية لا تحتاج لغصن زيتونٍ، بل لكاميرة فيديو ولموقعٍ على الإنترنت ولفضائية مقاومة.

 

من المؤكد ان من يظن أن المعركة يمكن كسبها بالإعلام وحده، هو على خطأ  ولكن يخطأ أيضاً من لا يجعل إلى جانب بندقيته كاميرة فيديو وجهاز حاسوب  لأن حربنا ضد المحتل على الأرض ليست حرباً نظامية، بل حرب عصابات تعتمد على المبادرة الشعبية، كذلك لا بد أن تكون حربنا الإعلامية تعتمد على المبادرة الشعبية، أي تعتمد على كل واحدٍ منا بما يملك من وسائل و مؤهلات بسيطة , فأهم  صفة في الإعلام المقاوم اليوم أنه إعلام  يقوم به أناس عاديون مثلنا تماماً في مواجهة المؤسسات الإعلامية العملاقة التي صرف العدو عليها المليارات , فلا ننتظر أن تهدى لنا قناة فضائية مجانا كي نمارس الإعلام المقاوم، بل علينا أن نخلق مثل هذه القناة بأيدينا حيث استطعنا ، و ليس مطلوباً منا أن نصنع الطائرة والدبابة والقمر الصناعي كي ننتصر، بل أن نتعلم كيف نسقط الطائرة وندمر الدبابة ونحاصر القمر الصناعي، بالكثير من الإبداع الشعبي، والكثير من التضحيات .

 

لقد تبيّن من خلال احداث تاريخية عديدة ومتكرّرة انّ الحقيقة التي تستطيع أمريكا التفوّق بها هي (الكذب), انّهم يكذبون في تصريحات رؤسائهم، ويكذبون في تاريخهم، ويكذبون في ديمقراطيّتهم، ويكذبون في حروبهم،و يكذبون في تصرفاتهم, ويكذبون علاقاتهم مع الاخرين بل ويكذبون على أنفسهم وفي كل شيء يكذبون، الحقيقة عندهم هي الكذب وانّ صولات المقاومة العراقية  قد كشفت حقيقة أمريكا المزيّفة للشعوب وبالتالي أصبحت امريكا تقود حملة عكسيّة يكون هدفها تقليص مصادر المعلومات وحجبها عن الناس وشن حرب افكار لغسل عقول الناس وتشويه الحقائق على العادة التي اتّبعوها من قبل.

 

 الهدف هو الإعلام المقاوم الذي يفضح الأكاذيب الأمريكية حول المعارك التي تجري في كل مكان من العراق المحتل مع الجيش الأمريكي  حيث النكوص الإعلامي والانهزامي العربي يقف متفرجا, بالمقابل فأنّ هذا الإعلام المقاوم أثار استياء الولايات المتّحدة الأمريكية فسارعت بعد أن أدركت خسارتها للمعركة الإعلامية، الى انشاء (قوّات خاصّة معلوماتيّة) في محاولة لتحسين صورتها المشوهة أمام العالم بعد أن قامت الإدارة الأمريكية في منتصف عام 2005 بتعيين كارين هيوز (المستشارة المؤتمنة للرئيس الأمريكي بوش التي طالما ساعدت في رسم صورة إيجابية لسياسته عبر النفاق والتشويه) في منصب مساعدة لوزيرة الخارجية مكلفة بـ (الدبلوماسية العامة), وقد حرص بوش ( في دلالة على أهمية المنصب )على حضور أداء اليمين في مقر الخارجية الأمريكية، وهو ما لا يفعله إلا نادرا وعندما يتعلق الأمر بالمناصب الحساسة فقط , لكنها (وبفضل ضربات المقاومة العراقية التي افقدت الادارة الامريكية لتوازنها ولعقلها ) فشلت هيوز وقدمت استقالتها نهاية 2007 حيث قالت الوكيلة المستقيلة ( أشعر أنني فعلت ما طلبته مني الوزيرة رايس والرئيس بوش, من تحويل الدبلوماسية العامة وجعلها أولوية للأمن القومي ), و هذا ان دلّ على شيء فيدل على انّ المعركة الإعلامية التي تجري خلف الكواليس هي حامية الوطيس لدرجة انّ الادارة الأمريكية لم تعد قادرة على تحملها.

 

هل فشل الاعلام العراقي المقاوم في بلوغ هدفه؟ وما هو المطلوب لانجاح العمل الاعلامي العراقي المقاوم؟

حقيقة إن الإعلام العراقي المقاوم بذل كل ما يستطيع في ايصال صوت المقاومة العراقية بالرغم من تواضع امكانياته وبالرغم من الحصار الاعلامي العربي والاقليمي والدولي وبالرغم من الهجمات الاعلامية المضادة والشرسة ولهذا لم يصل إلى المستوى الصحيح الذي يحقق ويساير على الأقل التقدم الذي وصلت إليه المقاومة العراقية ، فتكاد تكون الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) هي المنفذ الوحيد للاعلام العراقي المقاوم , ولهذا نجد ان  الاعلام العراقي المقاوم وقع في فخ هذه الشبكة العنكبوتية ، فوقعت اخطاء منها ...

 

ــ بسبب الحظر الاعلامي خصوصا الاعلام العربي فاضطرت الفصائل المسلحة ببث بياناتها على المواقع الإلكترونية ، وللحقيقة فأن زوار هذه المواقع في الغالب هم من أنصار ومساندي المقاومة، فتوجه الخطاب المقاوم بالنتيجة الى هؤلاء اكثر منه الى الفئات الاخرى خصوصا الفئة التي لها موقف غير مؤيد للمقاومة، بسبب الحرب الإعلامية الشرسة، التي يقودها الاحتلال الأميركي الصهيوصفوي وأدواته، لتشويه صورة المقاومة .

 

ان عدم الوصول إلى هذه الشريحة، يعد خسارة كبيرة للمقاومة، وقصوراً إعلاميا كبيراً، لأن الأهم أن تكسب من هم ضدك, وهذا أهم من زيادة مساحة الفرح والسرور عند محبيك، اضافة الى أن هناك فئة كبيرة من المجتمع العراقي ، التي تقف في الوسط، وتريد من يوضح لها الحقائق، ويقول لها إن المقاومة لكل العراقيين ومن أجل العراق، وهذا لم يحصل للأسف الشديد، والسبب يعود إلى الحصار الاعلامي المفروض على الاعلام المقاوم من قبل الانظمة الرسمية العربية وبالتالي اضطرار الفصائل المسلحة المقاومة الى الاعتماد على الإنترنت، وعدم التفكير الجدي بالخروج إلى فضاءات أوسع.

 

ــ  قامت الفصائل المسلحة إلى اعتماد التصوير بالفيديو للعمليات، التي ينفذها مقاتلوها ومجاهدوها ضد القوات الاحتلال،  وهذا امر هام ويحسب لصالح الاعلام المقاوم ولرجال المقاومة للتوثيق أولاً، وللإعلام ثانياً، إلا أن هناك  أخطاء رافقت هذه العملية اما بسبب ضعف الخبرة او بسبب ظروف تشغيل شبكات الانترنت لدت الى عدم إيصال هذه العمليات إلى الرأي العام، حيث جرى وضع العمليات على مواقع الفصائل في الإنترنت، دون تمحيص النتائج، فمن المعروف أن ضعف شبكة الإنترنت في الكثير من الدول العربية، يحول دون نجاح تحميل الفيديو، كما أن التحميل البطيء، يدفع بالكثيرين إلى إيقافه ، كما أن هذه الافلام لم تقدم في بياناتها  شرحا تفصيلياً مكتوبا للعمليات المصورة، التي يفترض بالقائمين على هذا الإعلام الخطير، معرفة ذلك، واستخدام جميع السبل للوصول إلى المتصفح العربي ، وأن يجد المتصفح تفاصيل قضية العملية المصورة مكتوبة بلغة سلسة ومختصرة، يتابعها بالقراءة وكأنه يشاهد اللقطات المصورة، وهذا يؤدي بحرمان الكثيرين من معرفة تفاصيل الهجوم الذي نفذه المقاتلون وهذا واحد من الإخفاقات الكبيرة في إعلام المقاومة العراقية.

 

وهنا وللانصاف يجب أن نذكر أن ما قام به القائمين على الاعلام العراقي المقاوم وبمختلف صنوفهم سواء القائمين على ادامة وتشغيل شبكات الانترنت وتحديث الاخبار او تنزيل ونشر المقالات وكذلك  الكتاب والمثقفين او الناشطين السياسيين وكذلك المصورين او المراسلين كل هؤلاء قدموا ما قدموه وطيلة سنوات الاحتلال بدون دعم مادي بسبب عدم وجود مؤسسة اعلامية رسمية او مالية تدعم هذا الجهد الاعلامي ماديا فكان كل ما بذل من جهد اعلامي طوال سنوات الاحتلال قائما على الجهد الطوعي سواء من الناحية المادية او من النواحي الاخرى, وهذا انما بسبب ما يملكه القائمون على الاعلام العراقي المقاوم من حس وطني ومن حب للعراق وايمان مطلق بالفعل المقاوم المسلح لتحرير العراق .

 

ما هو المطلوب للارتقاء بدور الاعلام العراقي المقاوم؟؟

 

أن الساحة الإعلامية تعاني غياب دورعربي فاعل في توجيه الإمكانات الإعلامية العربية لخدمة قضايا الوطن العربي حالياً على العكس تماما من ما هو موجود بالساحات الاعلامية الغربية في قدرتها بالتأثير في صناعة القرار الدولي في عالم القطب الأوحد.

 

 فلو عدنا الى مرحلة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي والتي شهدت توجه إلاعلام العربي الثوري لخدمة قضية القومية العربية وأمتداد هذا التأثير الثوري إلي الشعب العربي بفضل إذاعة صوت العرب والإذاعات المماثلة والإشراف على الإذاعة المصرية في اليمن والتي حررت الجنوب بخطاباتها الثورية ودعمت الشمال في عملية الاستقلال , ونجاح الاعلام الثوري العربي حينها الى التنبيه إلي خطورة الإعلام الصهيوني المتربص بقضايا العروبة والمؤثر بقوة في مخاطبة العقل الغربي في ظل غياب كامل لأي خطة إعلامية عربية واضحة للتصدي له .

 

المطلوب عربيا ومن الجامعة العربية بالذات بتبني مشروع إعلامي ضخم يهدف إلي التأثير في المطالبة بدور إعلامي عربي داعم للمقاومة العراقية ونقل الواقع السياسي المظلم والظالم لمشروع العملية السياسية للاحتلال الأميركي الصهيوصفوي وما خلف من سوء وتردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والحضارية والدينية والسياسية.

 

المطلوب فضح وسائل الأعلام الأميركية من خلال سيطرتها على وسائل الإعلام العربية في حجب وعدم ذكر كلمة (احتلال) العراق، ومنع وسائل الأعلام العربية من عرض أي فلم مصور لعمليات المقاومة العراقية الباسلة،وان كانت هذه الحالة موجودة مع بعض الفضائيات والتي تعمل حسب توجيهات وسائل الإعلام الأميركية بالتشكيك في مصداقية هذه الفعالية من خلال إضافة العبارة التي تدل على (ضعفها وخيانتها لشرف عملها المهني) عندما ينتهي المذيع من العرض اللحظي مطمئنا أسياده بقوله وبترديده لجملة (هذا و لم يتسنى لنا تدقيق الفلم من مصدرا آخر).

 

المطلوب أن نذكر دائما و ابدا و للاجيال اللاحقة أن ما نفذته وسائل الإعلام الأميركية ومن معها من وسائل الإعلام العربية والأجنبية، إنما هو لأجل السيطرة إعلاميا على الرأي العام الدولي والعربي وإبقاءه بعيدا عن الحقيقة التي وقعت بها أميركا في احتلالها للعراق.

 

بشرى انبثاق فضائيات  صدام والمنصور واللافتة

 

من المعلوم ان  الإعلام اصبح في عصر التقدم التكنولوجي والمعلوماتي والاتصالات المرئية والمسموعة والبث الحي والمباشر للحدث من أخطر الأسلحة في العصر الحديث. وقد اُعتمد على استخدام الكلمة سلاحاً، وتوظيف الصورة لتمرير سياسات ومواقف، وبات من الأهمية بمكان، بل ومن الضرورة أن تستخدم المقاومة هذا السلاح بالطريقة الناجعة والمفيدة، لتوصيل المعلومة والحدث الى المشاهد ولتوصيل أحقيتها في ممارسة الفعل المقاوم بأشكاله المختلفة.

 

ولاجل كسرالحصار العربي على المقاومة العراقية اعلاميا وعسكريا وماديا ومعنويا فأن المقاومة العراقية  طلبت من عدة دول عربيه افتتاح اذاعة  للمقاومة ولكن جميع الطلبات قوبلت بالرفض . بل أن هناك عدة دول عربيه تشارك الاحتلال وعملاءه من خلال الاعلام الهدام الذي يستهدف المقاومة ورموزها فالمؤامرة على العراق كبيرة امريكية صهيونية وايرانية بمشاركة ومباركة وسائل اعلام عربية .

 

 من هذا المنطلق تأتي اهمية القنوات ( صدام و المنصور واللافتة) الفضائية  كأقوى سلاح إعلامي، مؤثر في الجماهير العربية المعنية تثقيفاً وتوجيهاً،و لدحض إدعاءات غايتها تشويه صورة وإنجازات المقاومة، واعتبار المقاومة في العراق فصائل ارهابية وعصابات خارجة عن القانون من خلال الصاق عمليات قتل المدنيين (( التي تقوم بها فرق الموت التابعة لامريكا وللكيان الصهيوني ولايران )) بالمقاومة العراقية لغرض تشويه سمعتها واجبار الشعي العراقي على رفض هذه الفصائل المقاومة.

 

وختاما فإن صدق الرسالة والإلتزام بالحفاظ على قيمتها هو ما يجب أن يميز خطابنا الإعلامي المقاوم مستذكرين دائما أنه رغم كل وسائل الكذب والإدعاءات المفبركة والتهريج في مسألة أسلحة الدمار الشامل وغيرها من مبررات تسويق الحرب، إلا أنها قد سقطت جميعها اليوم كونها جانبت الحقيقة والموضوعية وبقيت الرسالة الصادقة عن عدم وجود أية مبررات قائمة للغزو وستبقى هكذا الى يوم يبعثون، وهذا دليل على أن كل الفبركات لابد لها أن تسقط آجلاً أم عاجلاً.

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت فصائل المقاومة العراقية بكل فصائلها وبكل صنوفها وبكل مسمياتها

المجد والخلود لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر

عاشت فلسطين حرة ابية

تحية لرجال الاعلام المقاوم

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٧ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور