عندما يتحول مفهوم الديمقراطية إلى أداة لإرهاب الشعب العراقي

 
 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

من الدعايات الخادعة والمضللة للاعلام الامريكي هي اعادة مسرحية ـ الانتخابات ـ المزمع إجرائها في العراق ، و القول أنها تمثل تجسيداً لإرادة وقرار الشعب العراقي بحجة تحديد و رسم مستقبله ونظام حكمه السياسي. غير أن نظرة بسيطة على صورة الأوضاع في العراق المحتل وخارطة الاحزاب التي يرأسها العملاء و خونة العراق  ونفس عملية  ـ الانتخابات ـ وترتيباتها المختلفة، كفيلة بأن تكشف لنا زيف هذا الإدعاء والسخف الكامن فيه. فكيف من المقرر أن تجسد الجماهير وتمارس دورها وإرادتها وتتخذ قرارها بصدد بديل لا هو يعكس تطلعاتها ولا هو يمثل رؤيتها للمستقبل السياسي العراقي ولا حتى بإمكانه أن يشكل أبسط تغيير في أوضاعها المزرية والوخيمة في ظل الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي وسيادة قوى الشر والبغي وقوى تعمل لتنفيذ اجندة خارجية صهيونية صفوية امريكية؟!!...

 

لقد وضعت دولة الاحتلال الامريكي للديمقراطية ضوابط تحميها من أن تكون ممرًا لبلوغ ما لا يحقق أهدافها أو يحقق مصالحها ، وعلى ذلك فلا توجد ديمقراطية حتى بالمفهوم الذى أرتاته  وإنما يوجد احتيال وتدليس وتلاعب وتزوير ... قد تقوم مظاهرات غاضبة فى كل عواصم الدنيا مثل التى شاهدناها قبل قيام الحرب على العراق ، وتكون المظاهرات بالملايين ، ولكن لا أحد يستجيب لهم ، ويتحكم فى القرار بضع رجال ملكوا خيوط المؤامرة وصنع القرار.

 

ان الديمقراطية لها شروطها وتطبيقاتها العملية في الحياة اليومية من هرم السلطة التنفيذية والتشريعية إلى المواطن العادي في المجتمع وبين مختلف مكوناته الدينية والقومية والسياسية. وهي لا تفرق بين مواطن وآخر على أساس ديني وعرقي وسياسي ومحسوبيات لهذا وذاك. أن الديمقراطية تعني المساواة المطلقة بين أبناء الوطن الواحد وتكافيء الفرص بينهم في الإنتخابات وقيادة البلد وفي كافة مجالات الحياة.

 

واختيار الغرب للديمقراطية لم يكن محض صدفة وإنما هو من اختيار الشياطين للأسلوب الذى يمكنهم من بلوغ الأهداف وتنفيذ الخطط والمؤامرات ، ولذلك فإن للديمقراطية ضوابط غريبة تخالف حتى المنهج الذى قامت عليه ، فمثلاً فى مجلس الأمن الدولى قد يتفق 14 عضوًا على قرار واحد ، ويلغى هذا القرار عضوًا واحدًا يمتلك حق النقض ( الفيتو ) .. نفس الأمر يحدث على مستوى الدول إذ يحق للحاكم حل مجلس الشعب الذى اختاره الشعب إذا ما حدث خلاف بينه وبين الحكومة .. كذلك يحق للحاكم استخدام سلطات استثنائية تكون على عكس رغبة من يخالفه الرأى حتى ولو كان الشعب كله ... أى ديمقراطية تلك ، وأى نظام هذا ؟!!

 

ويبدو ان الديمقراطية اصبحت كلمة مرادفة للإرهاب, ترهب بها امريكا الشعوب المستضعفة , خصوصا في العراق فأن الديمقراطية اصبحت وسيلة إضطهاد وتهميش تستعمل ضد مكونات الشعب العراقي من قبل عملاء الاحتلال القابعين في المنطقة الخضراء ( ودعونا نطلق عليهم تسمية ـ ملوك الطوائف الخضران ـ ) لتنسجم مع مصالحهم  لتنفيذ مآربهم الشخصية والعائلية والطائفية ومصالح الدول التي يخدمون لها مثل ايران والكيان الصهيوني ودولة الاحتلال الامريكي , فلا وجود للديمقراطية في ظروف أستخدام العنف بكافة أنواعه وإنعدام الأمن , ولا وجود للديمقراطية والبلد يرزخ تحت نير الاحتلال والملايين من ابناء العراق مشردين ولاجئين داخل الوطن و خارجه. فالديمقراطية التي ينادي بها عملاء المنطقة الخضراء ـ ملوك الطوائف الخضران ـ مبنية على العنف ,وهذه ليست ديمقراطية بل طغيان.

 

أن ملوك الطوائف الخضران يحاولون تدنيس الديمقراطية لأعطاء المشروعية لطغيانهم من خلال سلب إرادة الناخب بكل الوسائل غيرالشرعية مثل إستخدام المال العام وتوزيع البطانيات واصدار فتاوى دينية تخدم اجندتهم وتجبر المواطن العراقي البسيط ان يرضخ لهم .

 

لم تدخل أمريكا للعراق لا بأغصان زيتون أو أدوات تعليم أو أغطية أو أدوية أو وسائل إنتاج وتطوير ، وإنما بالمدرعات والطائرات والصواريخ والبوارج وكل الأسلحة الفتاكة المحرم منها والغير محرم ، وتصرفت بمقدرات العراق وبالانسان العراقي بغير الحق وقصفت ودمرت وقتلت وشردت ونهبت واغتصبت ومازالت ، وفى نهاية المطاف نصبت خونة وعملاء لها  وسط الركام والحطام وامرتهم بإقامة لعبة اسمتها (انتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة ، وادعت زورًا بأنها رسول الحرية والديمقراطية ) ، واصبح المواطن العراقي لا يملك ا غير تصديقها اما تملقـًا ونفاقـًا اوخوفـًا ورعبًا من الارهاب الديمقراطي للدولة الديمقراطية المزعومة التى قامت على الغدر والخيانة ولا تعرف أى شئ عن الفضيلة أو القيم النبيلة ، ولا تعرف غير نشر الخراب والدمار.

 

إن أمريكا لا تستخدم العصا والجزرة كما يدعى الكثيرون ، فأمريكا لا تفعل الخير أبدًا .. كل ما فى الأمر انها تقتطع جزءًا من الغنيمة لكلاب الصيد ، فتلهى العملاء بالفتات والكلاب تلهيهم بالعظام ، وكل شئ على حساب الآخرين .. تـُطعم لحم هذا من لحم ذاك ، وتأخذ من جيب هذا وذاك ، وتبحث عن الغنائم بحث الكلاب عن الجيف النتنة ، وكلما سقطت منها حُجة بدلتها بألف حجة .. سقطت حجة ارتباط القيادة العراقية الشرعية قبل الاحتلال بتنظيم القاعدة فأخرجت له حجة أسلحة الدمار الشامل ، وعندما سقطت حجة الأسلحة تحدثت عن الإرهاب وأبو مصعب الزرقاوى ، ولها فى كل دولة من يروج بضاعتها الكاذبة ويجعل الخيال واقع والسراب حقيقة .. يساندها فى ذلك غرب ظالم وشرق نائم لا يدرى ما يحدث من حوله .

 

حتى أن المرجعية الصفوية فى العراق كانت متؤامرة ضد الشعب العراقي و مع الغزو الأمريكى للعراق وأنها قدمت تسهيلات فاعلة ومؤثرة لقوات الاحتلال ، ويكفى فتواها بوجوب المشاركة في شرعنة مشاريع الاحتلال من خلال اجبار المواطن الساذج على المشاركة في الانتخابات بل واجباره على اختيار كتل واحزاب بعينها دون غيرها .إن الصبر على المرجعيات الصفوية فى العراق لابد أن يكون له نهاية ، وذلك برفض مقلدي تلك المرجعيات أنفسهم لهذه المواقف الغير مسئولة والتى ستكلف العراقيين الكثير بما فيهم مقلدوا تلك المرجعيات أنفسهم . إن المرجعيات الصفوية فى العراق تبني سياستها مع قوات الاحتلال وفق مصالح كاذبة شأنها فى ذلك شأن دول الجوار التى تتعامل مع القضية من حيث المكسب والخسارة وتحقيق أكبر قدر من المكاسب بغض النظر عن العواقب

 

إن نجاة العراق لن تكون أبدًا فى أى عمل تشرف عليه أمريكا ، ومخطئ من يتصور أن فى حكومة البيت الأبيض مسئول واحد يتحلى بالمصداقية ويحظى ولو بقدر قليل من التحضر والإنسانية ... إنهم مجموعة لصوص وقطاع طرق وأشخاص من أقذر ما أنجبت البشرية ، وما مسرحية الانتخابات العراقية غير ورقة نصب تريد أمريكا من خلفها تضليل العالم وإضفاء الشريعة على أفعالها الإجرامية فى العراق ، وهل ستسمح أمريكا لغير العملاء والخونة بالترشيح ، وهل ستقبل بعد كل هذه الخسائر والإهانات التى منيت بها فى العراق أن تأتى حكومة عراقية نظيفة على غير ذى صلة بالمصالح الأمريكية ؟!!

 

ان أمريكا عبارة عن خيالات وأوهام ليس لها نصيب على أرض الواقع .. إنها لم تنجح فى أى معركة عسكرية فى تاريخها كله من غير مساعدة الخونة والعملاء والفاشلين والساقطين ... إن أمل أمريكا كله اليوم تضعه في عملائها المتواجدين في المنطقة الخضراء ( ملوك الطوائف الخضران ) ، وهم مثل تلك الفاجرة التي  انكشف أمرها فخلعت غطاء الرأس ودارت بين الشرفاء على حل شعرها وسط حماية من ضللولها وعزلوها عن أهلها

 

لقد صمت العالم الذى يدعى التمدن عن جرائم أمريكا فى العراق ، وصمت أيضًا على جريمة اغتيال المجاهد العظيم صدام حسين ,,,,,, أما ترك الحبل الأمريكى على الغارب ونشر الأكاذيب وتصديقها إرغامًا وإجبارًا هروبًا من الضمير ، فهذا ما لا يليق بعالم متحضر يدعى الحرية وصيانة حقوق الإنسان ، إذ كيف تصان حقوق الإنسان وحقوق الحاكم مهدرة ؟!! .... وكيف تصان حقوق الأشخاص وحقوق الزعماء غائبة وضائعة ؟!!

 

الكل يتاجر فى آلام العراق ، والجميع يتكاتف اليوم من أجل تدعيم أقدام الباطل من خلال المساهمة فى اتمام الانتخابات العراقية التى لن تأتى بخير أبدًا ، فأمريكا لن تضحى بجنودها وسمعتها ومصالحها من أجل إقامة انتخابات نزيهة يفوز فيها من يطالب أمريكا بالرحيل .... لا يمكن لأمريكا أن تترك الخيار للشعب ، ولقد كانت أفغانستان خير شاهد على ذلك ، فالذى اختارته أمريكا منذ اليوم الأول للقصف هو الذى نجح اليوم فى الانتخابات ، وما حدث فى أفغانستان سيحدث فى العراق

 

ولعل المضحك المبكي ان حكومة العملاء المنصبة من قبل الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي ، وفي كل انتخاب او قرار تتخذه داخل العراق بأمر من المحتل ، توحي ان هذا القرار فيه تجسيد للسيادة العراقية . ففي انتخابات ما يسمى  بالبرلمان العراقي ، او مجالس المحافظات ، او رئاسة الجمهورية ، يردد الإعلام الرسمي للمنطقة الخضراء ان هذه الانتخابات تجسد الحرية والسيادة العراقية. وهل هناك اصلا سيادة بوجود قوات للاحتلال؟ وهل هناك سيادة والبلد يرزخ تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة؟ وهل هناك سيادة واصغر جندي من قوات الاحتلال يستطيع متى ما اراد ان يدوس بحذائه على رأس المالكي او الطالباني ولا احد يردعه؟

 

ان مجرد وجود انتخابات في أي دولة لا يدل على ان الشعب حقق كل آماله وطموحاته . والانتخابات وحدها لا تدل على شرعية النظام . فالانتخابات في الكيان الصهيوني مثلا لا يعطيها شرعية الوجود ولا يعطيها شرعية القصد . لان المبادئ لا تأتي عبر صناديق الانتخابات فقط .

 

دعونا نتساءل ما الذي يحتاجه العراق والمواطن العراقي؟؟..هل ان المواطن العراقي الان بحاجة الى ممارسة الديمقراطية ام هو بحاجة الى ان يتحرر من الاحتلال وان يتحرر من ملوك الطوائف الخضران وان ينعم بالامن والامان وان يعيش بلا خوف وبلا تهجير وبلا قتل على الهوية وبلا كتل كوننكريتية تقسم المدينة العراقية على اساس طائفي؟؟.

 

ان الشعب العراقي بحاجة الى قيادة وطنية شرعية عراقية محررة همها الاول والاخير الحفاظ على مصالح الشعب ووحدة الوطن ولاتسمح بالتفريط بامواله واملاكه التي تنهب نهاراً جهاراً ، ومن واجبها ايضاً رص صفوف وحدة ابنائه المخلصين دون تمييز عرقي او طائفي او ديني ، وهذا من مهام الحكومة حصرا ومن واجبات القيادات الحاكمة المسؤولة .

 

أن ما حصل ويحصل في لعبة ومسرحية الانتخابات هو مجرد جرعة مخدر لتمرير اللعبة الامريكية وهي خدعة كبيرة للعراقيين الواهمين و دغدغة العواطف المذهبية في عصر التطور والفضاء والانترنت وهم يعيدوننا الى مئات بل الاف السنين الى الوراء حيث القبلية والعرقية والعنصرية واستخدام المرجعية كلاعب رئيس في الترويج لهذه اللعبة الامريكية من خلال خداع البسطاء والسذج وهنا الرابح الوحيد هو قوى الشر المتمثلة بالاحتلال الامريكي الصهيوصفوي والخاسر الوحيد هو الشعب العراقي المسكين

 

اخيرا ماذا نقول  للشعب العراقي

 

نقول أن من يطل على العراقيين عبر الفضائيات او من قاعات المنطقة الخضراء من ملوك الطوائف الخضران ومن ينوب عنهم  , ان خطاباتهم الرنانة في الوطنية غير مقنعة فالعراقيون سئموا وجودهم اللاشرعي و اللا ديمقراطي واللا انساني فلا خبز ولا ماء ولا كهرباء ولا أمن ولا عمل ولا تربية وتعليم ولا هم يحزنون , ان العراقيين لن تغرهم خطابات ملوك الطوائف الخضران بعد اليوم, فلن تفيدهم جمل التلميع والوطنيات والتضحيات في سبيل الشعب والشعب مقسم ومهجر داخل و خارج العراق, ان خطاباتهم اصبحت كالاسطوانة المشروخة وغير مقبولة وشعاراتهم الرنانة باتت غير نافعة, كما ان محاولة ملوك الطوائف الخضران ومرشحيهم لتحسين صورتهم امام العراقيين قبيل الانتخابات باتت غير مجدية هي الأخرى.

 

نقول للشعب العراقي انه امام مسؤولية ادبية واخلاقية وتأريخية لفضح الذين تآمروا مع المحتل لتمزيق العراق واعادته الى عصور الجاهلية والشعوذة , فالعراقيون الأصلاء بمختلف مكوناتهم الدينية والقومية ومنذ الاف السنين قد تعايشوا فيما بينهم بكل مودة ومحبة وتربوا على ثقافة تحترم كل الأفكار والمعتقدات , ولانهم كذلك فلا يمكن ان يخدعوا بشعارات كاذبة كالتي سيقت اليهم وتساق هذه الأيام , لقد آن الآوان لقيام العراقيين بكشف زيف القادمين من خارج الحدود ومن يعاونهم في الداخل من الكتل البشرية التي نصبت نفسها لحكم العراق بوجود وبمعاونة المحتل , وعليه يجب على الشعب العراقي رفض مشاريع الاحتلال ورفض ادوات الاحتلال ورفض ملوك الطوائف الخضران الذين جلبهم المحتل ... ارفضوا المشاركة في لعبة المحتل ..قاطعوا الانتخابات ...وافشلوا مشروع الاحتلال.. ادعموا وساندوا المقاومة العراقية فهي السبيل الى الخلاص والى تحرير العراق من هؤلاء الجراثيم .

 

عاش العراق حرا ابيا ابد الدهر

عاشت فصائل المقاومة العراقية بكل فصائلها وصنوفها ومسمياتها

عاش شيخ المجاهدين القائد العام لسرايا الجهاد والتحرير

عاشت فلسطين حرة ابية

المجد والخلود لشهداؤ العراق والامة العربية وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكير صدام حسين رحمه الله

الحرية للاسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٣ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور