حتى واشنطن بايعـــت صدامـــــــا

 

 

 

شبكة المنصور

نبيل ابراهيم

معنى البيعة او المبايعة في التاريخ الاسلامي ومفهومه هو التعاقد والتعاهد وهذا المفهوم كان يعطي في صدر الاسلام معنى الطاعة والانقياد . والعهد هو عقد من طرف واحد والعهد والبيعة هي حاجات نفسية للتواصل وللارتباط بالعقيدة  وهي بالتالي إيمان بالمبايع وبأفكاره وبمعتقداته.

 

نحن عندما كنا نبايع الشهيد الحي صدام حسين قبل اغتياله فإنما  لأننا  كنا على قناعة تامة من ان الشهيد يملك من القدرة والقابلية على تطبيق احلامنا في الوحدة العربية الى ارض الواقع وينقل الشعب العربي الى مصاف الشعوب المتقدمة و مبايعتنا له كانت بمثابة الاعتراف به رئيسا للعراق والاعتراف به شخصا كفؤا قادرا على تلبية و تحقيق متطلبات الامة , اما ان نجدد مبايعته الآن وهو شهيد فهذا لا يعني اعادة انتخابه وانما ودعوني هنا اقتبس ما ذكره بيان اللجنة التحضيرية لحملة الوفاء للشهيد الحي حول مهنى تجديد عهدالوقاء والمبايعة للشهيد الحي ...

 

(( ان مبايعة القائد صدام حسين لا تعني اعادة انتخابه رئيسا كما ظن البعض واعترض على اساس انه استشهد واصبح في عالم الخلود ، بل هي تعني ، اولا وقبل كل شيء ، تأكيد الوفاء لنهجه ومبادئه التي ضحى من اجلها وديمومة حبه واحترامه ، فلقد تحول من قائد لدولة وحزب الى رمز جهادي عظيم خالد يساهم في تحريك جماهير الامة ، ويحث على التمسك بالمبادئ السامية القومية والاسلامية التي ضحى من اجلها . من هنا فان المبايعة هي مبايعة لصدام الشهيد بكل رمزيته التاريخية والجهادية والمبادئ التي تمسك بها وجسدها يوم استشهاده )) .

 

قد يستغرب بعضكم من عنوان المقال اعلاه لكن دعوني ان اوضح الامر لكم ببساطة , فقد ذكرت مصادر صحفية واعلامية ان واشنطن أدركت وإن كان متأخرا جدا فشل سياستها في التخلص من صدام حسين ، فهى كانت تعتقد أن الأمور ستستقر لها فور إسقاط نظامه وستتضاعف ميزانيتها من نهب النفط العراقى إلا أن المقاومة كانت لها بالمرصاد وفاقت خسائرها بمراحل كثيرة ما حصلت عليه ، بل وتراجعت شعبية الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش إلى أدنى مستوى لها عند خروجه من السلطة ، وصار خلفه أوباما يبحث هنا وهناك عن حل يحفظ ماء وجه أمريكا القوة العظمى في العالم إلا أن هذا أيضا عجز عن تحقيقه ، ولم يجد فيما يبدو من مفر سوى اللجوء إلى أنصار النظام الشرعي للعراق قبل الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي  وانصارحزب البعث العربي الاشتراكي لإنقاذه من ورطته فيما ذكرت أن مسئولين أمريكيين أبلغوا عبر وسطاء رغد الابنة الكبرى لصدام بأنهم لايستهدفون فعلا حزب البعث إنما كانوا يستهدفون نظام الرئيس صدام حسين فقط.

 

فيما ذكرت مصادر اعلامية اخرى في  تقارير لها نقلا عن سياسيين أمريكيين أن واشنطن لم تكن تتصور حجم الفوضى التى خلفها إسقاط نظام صدام حسين ، حيث كانت تتصور أن الفوضى التى أطلقتها ستقدر على التحكم فيها وتحسن توظيفها، لكنها ارتدت عليها وأصبح العراق ملتقى للتدخل الإيرانى والتركى والصهيوني، فضلا عن تمركز القاعدة التى عولمت المواجهة فى العراق وأفقدت المناورات السياسية الأمريكية جدواها.

 

وجاء في التقرير " الأمريكيون نادمون على ضياع زمن صدام حيث يشعرون بجسامة الخطأ الذى ارتكبوه حين أطاحوا بسلطة متماسكة وذات شعبية وزرعوا بدلها عملية سياسية مشوهة لجمعها بين فرقاء لامشترك بينهم سوى محاولة ملء فراغ مابعد صدام، فأغلبهم بلا تجربة وتسيطر عليهم الانتماءات الطائفية والتجاذبات الخارجية والعراق آخر مايمكن أن يفكروا به ".

 

وأضاف التقرير " المناورات السياسية الأمريكية ما تزال تراوح مكانها لأنها تحصر نفسها فى الأطراف المساهمة فى العملية السياسية، وهى أطراف لا يمكن أن تضمن لها انسحابا مشرفا ، الحل يبدأ من قناعة إدارة أوباما بأن المهمة فى العراق فشلت عسكريا وسياسيا واقتصاديا وأن الاستمرار مضيعة للوقت ثم البحث عن الطرف الحقيقى الذى يضمن الانسحاب المشرف".

 

ويبدو أن الأزمة المتصاعدة بين حكومة نوري المالكي وسوريا على خلفية تفجيرات "الأربعاء الدامي" في بغداد ترجع إلى قلق المالكي الشديد من احتمال تحالف واشنطن مع البعثيين الموجودين في سوريا لتأمين انسحاب آمن لقواتها ، الأمر الذي يرجح أن صدام حسين مازال يؤرق حكام العراق الجدد رغم مرور ثلاث سنوات على رحيله.

ماذا يعني أن واشنطن نادمة على اغتيال صدام حسين وماذا يعني أن واشنطن ادركت حجم الخطأ وحجم الكارثة التي ارتكبتها وماذا يعني ادراكها لحجم الفوضى التي سادت العراق في غياب صدام حسين؟ ماذا يعني أن الامريكان نادمون على ضياع زمن صدام حسين؟؟..

 

الا يعني هذا فيما يعنيه أن صدام حسين كان على حق وكان على صواب اثناء فترة حكمه وقيادته للعراق؟ الا يعني ذلك أن صدام حسين كان يعرف كيف يقود العراق الى شاطئ الامان؟ الا يعني هذا اعترافا من واشنطن أن صدام حسين كان الرجل المناسب في المكان المناسب ؟

 

الا يعني هذا اعترافا من واشنطن باتت مقتنعة بان صدام حسين هو الوحيد والقادر على ادارة دفة الحكم العراقي وبالتالي الا يعني هذا انتخابا من واشنطن للشهيد صدام حسين ليكون قائدا ورئيسا كفؤا للعراق؟

 

رب قائل يقول وماذا يفيد الندم بعد أن تمت عملية اغتيال الشهيد وبعد أن خسرنا الشهيد ؟؟ ,, الجواب على ذلك شديد البساطة فان ندم واشنطن على ما اقترفته يعني اننا كنا على حق وان صدامنا كان على حق وانهم كانوا على باطل وان استشهاد صدامنا لم يذهب هباء بل زادنا قوة وزادهم ضعفا ويعني ان صدامنا قد انتصرعليهم حتى بعد استشهاده.

 

أن ما يجري في عراقنا المحتل اليوم من فوضى واعمال قتل وتشريد للشعب ونهب للثروات انما هي بحد ذاتها عاقبة من لم يعي التاريخ ولم يستفاد من تجارب التاريخ وهذا حال امريكا فهم لم يدرسوا التاريخ ولم يستوعبوا العبر منه وحتما حكام النظام الرسمي العربي لهم النصيب الاوفى والقدح المعلى في ذلك بالنظر لسياساتهم وما حصلوه من مادة التاريخ وعدم فهمهم  على سبيل العموم وكذلك ملوك الطوائف الخضران عملاء الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي من امثال المالكي والجلبي والطالباني والبرزاني والهاشمي والياور بعدما تصوروا لهم بان العراق سيصبح جنة الأرض لهم بعد أسقاط نظام صدام حسين رحمه الله .

 

 ورغم كل هذا هل تتصورون بأن دولة عظمى كامريكا ذات باع طويل في مجال التكنلوجيا ومعلومات أستخبارية كبيرة بأنها غبية لدرجة انهم صدقوا كل ما قاله لهم عملائهم بان العراقيين سوف يستقبل الجيش الأمريكي الغازي بالورود ؟.

 

 أمريكا تعرف جيدا بان هولاء العملاء ليسو سوى نفر ضال ومنبوذ من الشعب العراقي وليس لهم أي قاعدة جماهيرية في العراق ، بل أنهم على علم بأنهم ليسوا رجال سياسة وقادة يمكن الاعتماد عليهم في ادارة دفة العراق بعد أسقاط نظامه ،لأنه وببساطة فأن من صنع هؤلاء هي أمريكا نفسها ورغم معرفتها بان كل الذرائع التي فبركتها لها أجهزتها الاستخبارية بخصوص امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل تارة وعلاقة نظام الشهيد صدام حسين رحمه الله بالقاعدة تارة اخرى لم تكن سوى ذرائع كاذبة ، لكن ورغم كل معرفتها بهذه المعلومات الا ان أصرار اللوبي الصيوني في الكونكرس الامريكي على شن الحرب على العراق واسقاط نظامه وحل جيشه الذي كان يخيف الكيان الصهيوني بأستمرار هو السبب الرئيس وراء شن الحرب واحتلال العراق وتدميره والقضاء على علمائه وتدمير بنيته التحتية ، لكنهم المفاجأة الكبرى التي اغفلها  الامريكان والتي غابت عن حساباتهم جراء ضعفهم في مادة التاريخ هي انهم قد  فتحوا على انفسهم أبواب جهنم من عدة جبهات ، فانطلاق المقاومة العراقية من اول يوم للاحتلال الامريكي الصهيوصفوي والتي اذاقت وما تزال جيش الاحتلال الهزائم والخسائر ما جعلها اضحوكة امام العالم .

 

ماذا نقول للشــعب الامـريكي ولحكــامه؟؟

نقول أن حقد حكامكم دمر العراق وشعبه غروركم بالقوه جعلكم مجرمون وقتلة والملايين من البشر في معظم دول العالم تكرهكم وتكره سياساتكم وتكره حكامكم , جيشكم هو الوحيد من استعمل الاسلحة النوووية واسلحة الدمار الشامل وقتل وفتك بالملايين من البشر من الهنود الحمر اللذين اغتصبتم ارضهم ومحوتم هذا الشعب من الخليقة  الى اليابان واوروبا وفيتنام وكمبوديا وكوريا ومعظم دول امريكا اللاتينيه وللكثير من شعوب الارض .

 

نقول لكم اننا  امة متابعة ندرس ونعرف التاريخ  كرهنا لكم ليس كما تدعون لاننا ارهابيون و متخلفون  قتخلفنا انتم السبب في ذلك بمواقفكم وافعالكم  انتم اعداء شعوب واسياد حكام وحكومات  جعلتم من حكامنا دكتاتوريات علينا وسبب رئيسي لتخلفنا تسرقون العقول الصالحه والثروه خلقتم منا المتطرفين الاصوليين القتله من اجل مصالحكم وكنا نحن المتضررون الاوائل منهم بدعمكم لهم وبعد ان اخذتم ما تريدونه منهم رميتم بهم الينا وصاروا ارهابيين بنظركم وهم صناعتكم.

 

 هاهي ادارة رئيسكم تعترف بالخطا الفادح وبالكارثة التي اقترفتها ادرة المجرم بوش رئيسكم السابق وانتم ايضا تدركون ذلك واذا اراد رئيسكم  الحالي اوباما ان يحافظ على ماء وجهه ووجه صورة أمريكا في العالم عليه اعادة الحق لأهل العراق واحترام ارادته الحرة في اختيار القادة والنظام الذي يريده هذا اذا كانت جادة في ذلك واذا ارادت ان تحافظ على الانظمة العملية لها في الخليج والوطن العربي ، وعليهم الاسراع في ذلك لأن حمى فايروس الطائفية القادمة من أيران تسري بسرعة كبيرة في جسد الوطن العربي كسرعة انتشار وباء انفلونزا الخنازير الذي عجز علماء الطب لحد الآن من الحد على انتشاره والسيطرة عليه . وما احداث اليمن الا خير دليل على ذلك.

 ولو اردتم ايها الشعب الامريكي أن تعرفوا لماذا احببنا وما زلنا نحب صدام حسين فنجيبكم لان ...

 

ــ نحب صدام لانه صاحب المشروع القومي العربي الكبير ورائده ،لانه وهب نفسه في سبيل أمته حينما باع الآخرين نفوسهم وضمائرهم وارتضوا لانفسهم الذل والعار الذي لا تمحوه الأيام ،حينها كان صدام يمسك بدفة القيادة ويسير بأمته نحو المجد التليد على طريق الأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة ،،، كانت السفينة تسير نحو هدفها المنشود لولا تكالب المتكالبين من شذاذ الأفق المتصهينين و.... الذين أحدثوا خرقاً بسفينة الأمة حقداً وكرها من عند أنفسهم .

 

ــ نحب صدام لانه صاحب نهضة العراق الذي امم النفط بعد ان كان نهباً للشركات الاستعمارية الغربية في الوقت الذي كان يعاني فيه العراقيون من الفقر والجهل ، ولانه من قضى على الأمية التي كانت وباء العراق الاول فانجب العراق في عهده من فخرت بهم الأمة من علماء وأطباء ومهندسين هم فخر الأمة الحقيقي فاصبح العراق بلد العلم والعلماء ومنارة الثقافة كمان كان دائماً،، ولانه من عمر العراق وبناها فبنيت الجسور فوق الأنهار وعبدت الطرق العظيمة واصبح العراق واحة خضراء يقودها صدام سيد العز والمجد.

 

ــ نحب صدام لانه من دافع عن الأمة وصد عنها العدوان وحمى بوابة العرب الشرقية من خطر داهم هو نار المجوس التي بدأت تشعل من جديد لتاكل الاخضر واليابس فقام لها صدام فأطفاها في حرب الثماني سنين حتى جرع أعداءه كأس السم وابقى الأمة في منعة من شرهم ،،، فكيف لا نحب صدام؟.

 

ــ  نحب صدام لانه كان مملوكاً لشعبه كلهم بكافة أطيافهم وطوائفهم التي طالما فخر بها فلم يفرق يوماً بين طائفة وأخرى بل كان ابن لكل طوائف شعبه و لانه جسد الوحدة الوطنية في أبهى صورها فلم يسمع الناس في عهده ولم يكن يهمهم أن يعرفوا من منا سني ام شيعي ام صابئي بينما غرق الآخرون في طائفيتهم حتى النخاع.

ــ  نحب صدام لانه الوحيد الذي تبنى قضية فلسطين وجعلها في قلبه بل مكلت عليه جوارحه ،فاكرم الشعب الفلسطيني حينما تكالب عليهم الجميع القريب قبل البعيد ، وحده صدام الذي وقف معهم وساعدهم وتنبى جهادهم في سبيل الله ايمانا منه بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى وهي لبنة الاساس نحو الوحدة والحرية .

 

ــ  نحب صدام لانه  فتح بلاده لاخوانه العرب لينهلوا من خيراتها كما يتقاسمون احزانها فاصبح العراق في عهده الحضن الدافئ للعرب جميعاً ، فغرس حبه في النفوس حتى لهجت بذكره الالسنة في مدحه والثناء عليه.

 

اخيــــــــرا نقــــــول

رحِمك الله سيدي وقائدي صدام حسين ً .. كنت بحق بطلٌ من الأبطال الذين نفتقدهم هذه الأيام .. متَ واقفاً شامخاً كما الجبل. رفضت أن تغطّى وجهك لأنك أردت أن تعطي درساً للأجيال التالية أن الموت في سبيل الدين والوطن شرفٌ عظيم لايضاهيه شرف, سيدي وقائدي لقد راهن الاعداء لكنك ربحت الرهان لانه كنت تستمد رهانك من حبك وايمانك للمبادئ العظيمة التي حملتها دوما مبادئ البعث العربي مبادئ العروبة والاسلام مبادئ الانسانية وعمل الخير وقد فشل اعداؤنا فقد ارادوا اذلالك ولكن الله سبحانه اراد ان يرفعك وارادوا ارهابك لكن الله سبحانه انزل سكينته عليك وارادوا اهانتك فاهانهم الله بجرأتك وتحديك نعم لقد ربحت الرهان وربحنا معك لانك غرست فينا القيم والمبادئ الكبرى لنكون شعبا قادر مقاوم  محب لامته ومحب لفلسطين.

 

عاش العراق حرا عربيا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية الباسلة بكل فصائلها وبكل صنوفها وبكل مسمياتها

عاش شيخ المجاهدين القائد العام لسرايا الجهاد والتحرير

المجد والخلود لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين

عاشت فلسطين حرة ابية

الحرية لاسرى العراق في سجون الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٣ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٢ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور