جمهورية العراق

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية

الوطنية العراقية

 

 

العـــدد :
التاريخ :  ١٥ / ٠٥ / ٢٠٠٩
 

في العراق الجريح قصة المتاجرة بالمعتقلين العراقيين
 منهجٌ مدروس للتدمير النفسي والاجتماعي واسلوب خبيث للاثراء الفاحش

﴿ الحلقة الثانية ﴾

 

 

شبكة المنصور

رابطة ضباط ومنتسبي الاجهزة الامنية الوطنية العراقية

 

اللصوص في السلطة يتسابقوا مع اسيادهم على المتاجرة بالمعتقلين :

 

انتبه  العملاء في اجهزة السلطة لهذا المورد المالي الضخم وجميعهم من اللصوص المحترفين الاهثين وراء المال الحرام وتستروا وراء ( كلمة حق  أريد بها باطل) وهي المطالبة بتسلم  ( الملف الامني ) من قوات الاحتلال ليكون مدخلاً (قانونياً)  للانفراد بنهب المبالغ المنوه عنها تحت ابواب الصرف( كلف الاحتفاظ بالمعتقلين ) ناهيك عما كانت تتوخى من بين ما تتوخى من الاهداف السياسية المعروفة في السيطرة على السلطة وتحجيم قدرات قوى المعارضة السياسية والمقاومة الوطنية وايذائها تحت ذرائع ( قانونية) مبطنة  وكذلك لتغطي فيها الاحزاب الطائفية في السلطة عيوبها ( الطائفية ) في ادارة السلطة ومخالفاتها     ( الدستورية) في تكميم الافواه , وهناك أيضاً ما هو  ابعد من تلك الاهداف السياسية الطائفية وهو تحقيق نزعات ثأرية لتصفية حسابات عقائدية في نفوس العملاء والخونة والجواسيس ضد كل القوى الوطنية والقومية الرافضة للأحتلال واعوانه وتصفيتها جسدياً دون عناء وبدم بارد بعيداً عن انظار الاخرين  ...  

 

ولكن هذه الشراذم العميلة ضلت تكثر النباح وتبذل ما بوسعها  لتحقيق الأهداف الاكثر قذارة لنهب ثروات البلاد الوطنية بأساليب اكثر خبثاً وقباحة وصفاقة وبدعم القادة الميدانيين الامريكان .

 

التقاء النوايا الشريرة للاحتلال وعملائه على هدف  المتاجرة  :

 

ورغم ان الاحتلال لايزال قائماً بكل تفاصيله السياسية والعسكرية،ولكن جرت حالات التسابق والتنافس الدنيئ بين العملاء في السلطة ( تجار الحروب)  للسيطرة على المعتقلات والسجون بأعتبارها مورداً مالياً ضخما ًفالسيطرة عليها يحقق موارد مالية غير منظورة من قبل الاخرين في ( العملية السياسية ) وان المبالغ المرصودة في الموازنة الاعتيادية او الاستثمارية والهبات الدولية كبيرة جداً والفساد الاداري والمالي استشرى في كل مفاصل السلطة الجديدة  وبرزت بداياتها المقيته بعد تولي العميلين ابراهيم الجعفري  وباقر جبر صولاغ  ومعهم الوافدين من ايران الشر والرذيلة الذين تولوا على ادارة وزارة الداخلية وعشعشوا في اروقتها وكان عددهم انذاك قد تجاوز الثلاثين الف عنصر  وكذلك ما يسمى التشكيلات الاستخباراتية والعسكرية  وامسكوا بذلك الملف بأعتبارهم (جزءاً حيوياً في السلطة الجديدة) .

 

وبتوجيه مخابراتي صهيوني ايراني أنتهج سلوك المتاجرة بدماء المعتقلين العراقين ليشفوا غليلهم وبأبشع الصور المنافية للسلوك الاخلاقي والانساني متجاوزين على كل المعايير الدولية والقانونية المتبعة في ادارة مرافق ذات طبيعة خاصة في التعامل وهي ادارة شؤون المعتقلات والسجون على اقل تقدير .

 

وكخطوة اولية سريعة تلبي احقاد وكراهية وضغائن هؤلاء المرتزقة ضد الشعب العراقي وبالتحديد قواه الوطنية والسياسية المناهضة للأحتلال الرافضة لهولاء الوافدين معه وتعدهم دخلاء على الوطن والسلطة  ...

 

ومن خلال الحملات المسعورة التي استهدفت القوى الوطنية والقومية ازدادت اعداد المعتقلين رغم تزامنها مع التصفيات الجسدية التي نفذها جلاوزة صولاغ واجهزة المخابرات المعادية التي تساعده على تنفيذ برنامجه العدواني والتدميري الحاقد على كل ماهو عربي ولضيق واكتضاض اماكن الاعتقال وتجاوز عدد المعتقلين مئتي الف معتقل عراقي في سجون ومعتقلات السلطة  انذاك   ...

 

باشرت وزارة الداخلية ببناء خمسون موقعاً جديداً دفعة اولى كمراكز اعتقال في بغداد وحدها يضم كل موقع اعداداً من وحدات الاعتقال أعلن عنها العملاء صراحة دون الحد الادنى من الحياء الوطني او الاكتراث بمشاعر المواطنيين  لتضم في دهاليزها مئات الالاف من شباب ورجال العراق وتوزعت السجون في مناطق مهمة في بغداد حتى شملت الملاجىْ الحكومية والخاصة وكذلك الحال في جميع  محافظات  البلاد الاخرى وقد بلغت كلف احالتها على عدد من المقاولين المحليين ( اعضاءاحزاب ومليشيات ) مبلغ تجاوز خمسة عشر مليار دولار وقسم من هذه الابنية هي مباني حكومية قائمة ( مخازن مواد ) منذ العهد الوطني قبل الاحتلال حورت لتكون معتقلات وسجون  .( وهذه المبالغ تزيد عن ميزانيات دول بكامل هياكلها التنظيمية ونفقاتها في كل اوجه الحياة وتبني منه مصانع وتدعم المزارع وتحدث الجيوش وتبني صروح للعلم والمعرفة )...

 

وليتصور القارىء الكريم حجم الاحقاد والضغائن التي يحملها العملاء في السلطةعلى ابناء الشعب وهم في بداية السنة الثالثة من الاحتلال ليبنوا هذا الكم الكبير من المعتقلات والسجون ناهيك عن حجم الفساد المالي والاداري الذي ينفذونه هم واعضاء احزابهم الطائفية للاستحواذ على اموال الشعب وهم يدركون افعالهم الخسيسة في ايذاء وتدمير المواطن العراقي البريء . اضافة لمواقع اعتقال خاصة بفيلق القدس الايراني ومراكز استخباراتية وتجسسية ايرانية هي الاخرى رديفة لمعتقلات السلطة تخفي العديد من العراقيين المستهدفين من الاجهزة الاستخبارية المشار اليها وكان صولاغ على علم تام بها ويخفي فيها من يخفي ...

 

في ضوء تطور الصراع الطائفي والعرقي على السلطة ولي الاذرع سياسياً بين الكتل المتصارعة برزت من بين الاهداف المعلنة النزعة الاجرامية في تصفية المعتقلين جسدياً عن قرب بدون تعقيدات او موانع ادارية او قانونية .

 

وان يكون المعتقلين في اماكن قريبة من متناول ايدي المليشيات الطائفية الموالية لأيران  المتواجدة داخل وزارة الداخلية ووحدات مايسمى ألوية الذئب والعقرب والكلب والحمار ... الخ , وهناك شواهد ووثائق تشير الى حدوث الالاف من اعمال التصفية الجسدية للمعتقلين على ايدي افراد يسمون انفسهم (ضباط التحقيق ) والعاملين معهم وهم من الطائفيين (معروفين لدينا ) .

 

اما بخصوص ممارسات التعذيب الوحشي فقد كانت حالة تشمل كل من يصل الى تلك الاماكن مهما كان وضعه الاجتماعي او الانساني اوالصحي او الوظيفي ...الخ والغاية هي تعبير مطلق عن نزعات ثأرية طائفية حقودة مزمنة متوارثة .

 

ولازالت هناك دوائر تحقيقية تمارس هذه النزعات حتى اليوم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر اللواء السابع شرطة اتحادية ( منطقة الدورة ) بأمرة العميد عبد الكريم الطليباوي من محافظة ميسان وقسم الاستخبارات في اللواء المذكور و ( مصادره السرية) وما يحويه من جلادين من امثال الجلاد الرائد عقيل الذي قطع في احد المرات قضيب احد المعتقلين الابرياء وهذه الحادثة مؤثقة قضائياً وجنائياً . وكذلك الحال في اللواء التابع لوزارة الدفاع المسؤول عن منطقة ابو غريب والذي يحمل زوراً وبهتاناً اسم ( المثنى ) خسئوا ويخسئوا ان كانوا يتشبهون  بالقائد العربي البطل  المثنى بن حارث الشيباني وهذه الممارسات وامثالها متأصلة في نفوس المتسلطين على السلطة التنفيذية والمليشيات التابعة لها وفي مقدمة هؤلاء العناصر الايرانية التي دخلت الى اروقة وزارة الداخلية تحت عباءة صولاغ والجعفري وما تكنه من عداء تاريخي للعرب والمسلمين منذ عهد الرسالة الاسلامية حتى ان يرث الله الارض ومن عليها  .

 

ولكن من بين الدوافع الخفية من وراء تلك الجرائم هو ابتزاز المواطنيين وعوائلهم وذويهم والاثراء الفاحش على حسابهم واجبارهم على دفع مبالغ طائلة تتراوح بين عشرة الاف دولار وخمسون الف دولار حتى وان كانت تلك العوائل غير ميسوره الحال على امل اطلاق سراحهم او تخفيف التعذيب الذي يتعرضون له على ( ايدي ضباط التحقيق )  واستغلالهم بكل صغيرة وكبيرة سنتطرق لذلك في الحلقات الخاصة بمعاناة المعتقلين في سجون السلطة  !!!

 

والاوضاع الانسانية التي عانى منها المعتقلين للاعوام 2005 و 2006 و2007 تزداد سوءً فكانت في منتهى التعسف والبشاعة قد لا يستطيع المرء ان يجسدها في كل تفاصيلها التي حدثت بها مع المعتقلين انذاك وتمارس  على مدار الساعة على ايدي اشخاص اصولهم غير وطنية مولودين سفاحاً ( اولاد زنا ومتعة وسبق وان تحدثنا عنهم في مقال سابق كان بعنوان جيش الساقطين نشر على المواقع الوطنية انذاك ) يتعاطون المخدرات والمسكرات يحضرون الى المعتقلات والسجون في ساعات متاخرة من الليل وهم مخمورين ويمارسون تصرفاتهم الشائنة الذي يندى لها جبين الانسانية والوطنية والاخلاق وهو تحدى وقح  لكل قواعد حقوق الانسان واللوائح التي تبنتها المنظمات العالمية الحقوقية والقانونية ازاء مثل هذه الضروف والاحوال وبالشكل الذي عاناه العراقيين ممن دخل هذه المعتقلات .

 

وكانت هناك مجاميع موزعة على المعتقلات التي اشرنا اليها تقوم باخراج عدد من المعتقلين بحجة التحقيق او نقلهم الى مكان اخر ولكن حقيقة الامر انها تساوم عليهم ذويهم وتاخذ منهم مبلغ متفاوتة تراوحت بين ثلاثون الف دولار ومئة الف دولار وعند تسلمهم الفدية تقوم بتصفية ذلك المعتقل في ذات اليوم الذي تتسلم به الفدية وتقوم برمية في اماكن متفق عليها مع مفارز الشرطة المحلية وهذه المفارز تقوم بجلب الجثث الى اقرب مركز شرطة في منطقة القتل ومن ثم ينقل الضحية المغدور الى الطبابة العدلية ...  

 

ولنا ان نصاب بالذهول امام قدرة الله عزوجل  التي منحها الله للمعتقلين ليجابهوا بها ذلك الظلم والجور والتعسف والقسوة والبشاعة والخوف وصمدوا امام ذلك الهول القاسي والعنيف من اساليب التعذيب البربري الذي مورست ضدهم وفي حقيقتها هي جريمة وارهاب السلطة المنظم بكل تفاصيلهما.

 

وانتزعت منهم اعترافات قسرية غاية في الظلم والتعسف ؟؟؟

وتلك الاعترافات بمجملها تشكل خرقاً قانونياً فادحاً وتحدياً انسانياً كبيراً. وللاسف ان جهات كثيرة قد أغمضت عيونها عن تلك المأساة وصمتت دون مبرر ...
وصراخ هولاء المظلومين يشق عنان السماء والارواح البشرية المظلومة تشتكي الى  الله الواحد القهار واستغاثاتهم في جوف الليل داخل تلك الزنزانات الرهيبة الكئيبة تحرك حتى الموتى ...

ولكن انا لله وانا اليه راجعون , ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم ...

 

ولعلنا نتسائل كيف تمكن من كتب الله له الحياة حتى اليوم ان يتعايش مع  تفاصيلها المريرة فمهم لازالوا تحت جريمة الاعتقال او بالاحرى السجن رغم مضي اكثر من خمس سنوات على دخولهم معتقلات السلطة  ؟؟؟

 وهذه التفاصيل تهز الوجدان الانساني مهما بلغت قدرته الذاتية في العنفوان والمجالدة و المصابرة ...

 

تابعوا معنا  الحلقة الثالثة

 

رابطـــة

ضبـــاط ومنتسبـــي الاجهـــزة الامنيـــة الوطنيـــة العراقية

بـغــــداد - الـعـــراق

 

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور