نحن وجميع العراقيين مع الانتخابات والديمقراطية في العراق , ولكن ..

 

 

 

شبكة المنصور

سعد السامرائي

لا شك في أن  تفسير ازدواجية المعايير هو أن يظهر طرف ما غير ما يبطن , وسميت بهذه التسمية للدلالة السياسية التي تمارسها بعض الحكومات أو الأحزاب وأيضا تطلق على بعض الأفراد كذلك وتكاد تكون معظم دول العالم تمارس هذه الازدواجية  لكن تختلف فيما بينها  بمقدار هذه الاستعمالات ! . وفي إيران تسمى هذه تقية..ويعرفها الخميني (أن يقول الإنسان قولا مغايرا للواقع أو يأتي بعمل مناقض لموازين الشريعة ) ويقصد بموازين شريعة مذهب الشيعة الذي حرفوه (المرجع "كتاب كشف الأسرار ص 147").. ونحن لا نختلف مع معظم مفسري اللغة العربية في أن ازدواجية المعايير أو التقية أو النفاق أو ما يسمى باليابانية (هونييه ) وتعني لهم بالمجاملة !  كلها تعطي نفس المعنى و تفسيره وهي النفاق , وكأنما أريد بهذه التسميات تلطيف  قبح هذه المعايير بل أن أصل كلمة النفاق التي جاءت بدورها من كلمة نفق وأصلها  من النفق الذي تحفره الأرانب وتجعل له فتحتين أو أكثر فإذا هاجمها عدوها ليفترسها خرجت من الجهة الأخرى، وسمي المنافق به لأنه يجعل لنفسهِ وجهين يظهر أحدهما حسب الموقف الذي يواجهه !.

 

وفي الإسلام حدد نوعان من النفاق أصغر وأكبر أما أصغرهما فهو أن يقوم الشخص بأعمال المنافقين التي حددناها مع بقاء إيمانه بالله سبحانه بيد أن الأكبر هو الذي يظهر صاحبه مسلما ويبطن الكفر وعلى ضوء ذلك تنطبق الأفعال وهذا النوع مخرج صاحبه من الملة وهو مخلد بالنار والعياذ بالله لقول الله عز وجل: ((إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً))  سورة النساء آية 145، و أيضاً : ((يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ) سورة البقرة آية 9 , ولقول النبي الأمين محمد : ((أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها، إذا اؤتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر)). وفي الحكم والأمثال وجدنا: اجتنب مصاحبة الكذاب فإن اضطررت إليه فلا تُصَدِّقْهُ. - إذا سمعت الرجل يقول فيك من الخير ما ليس فيك فلا تأمن أن يقول فيك من الشر ما ليس فيك - أطهر الناس أعراقاً أحسنهم أخلاقاً. ...و كل ما سبق في وصفه يعتبر من الأفعال الغير حميدة والسيئة. وازدواجية المعايير هذه وجدناها على سبيل المثال في إيران نوردها على عجالة : ائتمنها العراق على طياراته أبان العدوان الثلاثيني بعد وعد كاذب من إيران  ولم تعيد الأمانة  وهذه خصلة من النفاق ,نقضت جميع المعاهدات مع العراق سواء بالقول أو بالفعل ومنها ما يتعلق بشط العرب , التقية مبدأ شرعي لدى السلطة الحاكمة في إيران وهي ازدواجية معايير في التعامل السياسي . تدعي أنها دولة ديمقراطية وتنكر وتطمس حقوق غيرها من –سنة – أكراد – تركمان -  بلوش ... ثم وجدنا أمريكا  : تضرب بيد من حديد المسلمين –عرب وعجم – لأي سبب كان أو مبرر وتغض الطرف عن إسرائيل اللقيطة بل و تتغازل مع إيران في كثير من الأمور ترهيبا لدول الخليج العربي التي وقفت معها في حربها ضد العراق ومولت الكثير من نشاطاتها المريبة في المنطقة  الأمر الذي استرعى قادتها مؤخرا استصدار أحكام جديدة تصل عقوبتها الإعدام لمن يخون أوطانها أو يكشف أسرارها . ثم وجدنا أوربا: مدعية حماية الحريات والديمقراطية تساهم باحتلال غاشم للعراق وقبلها ساهمت بتجويع شعبه في اكبر عملية حصار اقتصادي عالمي يتساوى مع استعمال أسلحة الدمار الشامل في محصلة لذلك الحصار.. أيضا موقفها المتباين من الشعب الفلسطيني المسلوبة أرضه وبين شتات أوربي عالمي صهيوني مغتصب للأرض.. وما دمنا قرب فلسطين السليبة فأننا وجدنا حزب اللات : يدعي انه حزب لبناني لكن يعلن علانية ولائه لفقيه شيعة إيران ويستمد تعاليمه الروحانية وقوته منها وينفذ مآرب إيران على حساب وطنه .. يدعي أيضا أن سلاحه لا يشكل تهديد للبنانيين لكنه استعمله بعنف ضدهم وقتل من قتل منهم سعيا وراء فرض شروطه المخالفة للدستور اللبناني , ادعى انه نصير للفلسطينيين وبالذات حماس وهو لم ينصرهم وقت الشدة لان تعليمات إيران له أن لا ينصر غير مآربه ولا يقوي طرف آخر بالمنطقة غيره. وكذلك تفعل مصر التي ترفع شعار العروبة وتساهم بمحاصرة الشعب الفلسطيني وتخنقه اقتصاديا..ولائها مزدوج يميل للغرب ضد الدول العربية و للذي يدفع أكثر .! .

 

والآن وبعد هذه المقدمة الطويلة نعود لعنوان مقالنا وقبل أن نسترسل فيه ولكي لا يفوتنا الحديث عن حكومة العملاء والأحزاب المشاركة بالسلطة التي وضعتها أمريكا  فهؤلاء أسوأ من الآخرين انفين الذكر من حيث أنهم يمارسون التقية وازدواجية المعايير أي النفاق والكذب ويدعـّون ما ليس فيهم ..يدعي هؤلاء الريبوتات ( إنسان ألي ) أنهم ديمقراطيين فدعونا نسأل بعضهم كيف تتناسب الديمقراطية مع ولاية الفقيه التي ينتهجها عملاء الشرق فهل يريدون تطبيق مفهوم إيران بما يسمى ديمقراطية في العراق فإذا كان الشعب الإيراني قد تم الضحك عليه أو ارتضى ذلك بالقوة المسلطة عليه فان الشعب العراقي يمتلك من الثقافة الفكرية أكثر بكثير مما يمتلكه عباد المتعة في إيران ولا يمكن تمرير ذلك عليه ,  هذا من ناحية ومن ناحية أخرى ليتفضلوا ويعطونا ما هو تفسيرهم ومبررهم باقتصار الانتخابات على مؤيديهم فقط وهي محرمة على من غيرهم !

 

هل سيقولون على سبيل المثال أن حزب البعث كان يضطهدهم فنقول وماذا تفعلون انتم الآن ؟.. أم مثلا أيضا انه تم استبعاده ( ولا ننسى هنا رفض الحزب وبقية الأحزاب والقطاعات الوطنية القاطع للتعامل مع الخونة والعملاء ) لأنه منع وحرم أحزاب العمالة من الاشتراك في السلطة أبان حكمه , فعليه إذن ولأنهم يدعون أنهم أحزاب ديمقراطية فان حزب البعث كان يمارس الديمقراطية مثلهم فما الذي اختلف ؟!! وما هي مبررات قتل أكثر من مليون ونصف المليون عراقي من بعد الاحتلال لقد وجدت سببين بالتأكيد هما دافعهم في ديكتاتورية الديمقراطية التي يمارسوها وهما الخوف من انتصار الأحزاب الوطنية ( المعطلة )عليهم ولذلك فهم يماطلون ويؤخرون في سبيل كسب الوقت ظانين أنهم ربما يكسبون شعبية اكبر مستقبلا والسبب الأخر هو مصالحهم الشخصية وتضاربها في حالة خروجهم الأكيد من السلطة وهذان السببان يشعران يهما جديا ..

 

ولما كانت الانتخابات الديمقراطية حق يمارسه كل فرد ضمن العمر المحدد من أفراد أبناء البلد المعين في انتخاب من يمثله  ويعتبروه  الأجدر بالحكم وبما أن ملايين من الشعب العراقي سوف لن تمارس هذا الحق لان ممثليهم من الأحزاب الأخرى ممنوعين من المشاركة فان ما سيحدث في العراق أقل ما يقال عنه ديمقراطية ناقصة أو ديمقراطية  نخبة من الشعب الذي يمثل أطراف معينة وليس كل الشعب .. لذلك فلا ديمقراطية في العراق الآن  وهو يرزح تحت الاحتلال و لن تكون أي حكومة ديمقراطية حتى لو انتخبها مؤيدوها ما دامت هي تحت الاحتلال وهي تعطل البقية الغالبة عن ممارسها حقها الدستوري في الانتخاب . ولهذا فإننا نطالب بقية أبناء شعبنا بتحكيم عقولهم بصورة صادقة و عادلة و بمقاطعة ما يطلق عليه انتخابات

 

ولتكونوا معنا في مفهومنا التالي :

نحن إذن مع الانتخابات ومع الديمقراطية في العراق ولكن لا انتخابات ولا سلطة تحت وجود الاحتلال. ونحن مع الانتخابات متى ما كانت كل هذه الأمور تتم بشفافية وأمانة وحرية الترشيح.   

 

ونحن مع الانتخابات متى ما توقفت عن النفاق وازدواجية المعايير كل الأطراف المؤثرة على الساحة العراقية من أمريكان ومجوس وعملائهما على أنواعهم.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٢٨ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور