في ضوء ملاحظة الزميل احمد صبري لمحات قومية إنسانية يجب أن تستذكر

 
 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

جيد أن نمتلك حسا قوميا نابضا ،نهتدي من خلاله , وبه الى ما يشيع الأمل والاعتزاز ونحن نستذكر حقائق ومواقف وقرارات أتخذها قادة ورجال عرب وأتصفت بالأيجاب .


جيد أن يقع الاستذكار في زمن رديء يعمد فيه الاعلام العربي ( ألحر الديمقراطي جدا !) بتوافق غريب مع حركة الأعلام الأجنبي لتسفيه جميع الصور الجميلة في الحياة العربية , بما فيها صور الأبداع العلمي والثقافي والفني الذي شكل أس التقدم الأنساني في هذه المجالات الحيوية , وأثرت بما أقتبسته من العرب وهي تبني بشطارة التقدم الحضاري الغربي الراهن .


فجميع ما يطرحه المضللون عنا, سوداوي المنشأ , مُُعَتمٌ على صفحات بيض لأفعال أهلنا الأنسانية في الهدف والمسعى والمبنى ,خصوصا في التعامل مع الشعوب ودعم نضالاتها على طريق بناء عالم يسوده السلام و تقرير المصير, وأقامة تجارب وطنية تستند على قاعدة من العدل والحرية والديمقراطية .


أخلص مما تقدم الى الأشارة لتدافعنا بحماسة زائدة للحديث عن السلب السابق , وكأن حياتنا خلت تماما من الأيجاب الذي يستحق أن نُذَكرُ به أطفالنا وشبابنا لننأى بهم عن التوهم ,بأن ما فعله من سبقنا أسود , فيظنوا أن ما سيفعله بدلاؤهم الذين حلو علينا بفعل عدواني حاقد , أو بفعل طائفي ماكر هو الصح!! , ولايكتشفون الحقيقة الأ بعد أن يقع (الفاس بالراس) , كما حدث في العراق وقبلها في سورية و مصر والجزائر وما ينتظر أن يحدث لأنظمة أخرى وأن أختلفت طبيعة الحكم فيها , فالألسن غير الموضوية هي , هي هنا وهناك و(الطبلجية) حاضرون !!


وأجدني متحمسا للوقوف عند كلمة الزميل أحمد صبري الصحفي , والشخصية النقابية العراقية المعروفة والتي نشرت في عدد من المواقع الألكترونية اليوم ,لأنها أولا أتسمت بالوفاء – وما أحوجنا اليه في الوقت الحاضر - عندما تم يُجَييش المناخ بين اهلنا الطيبيين في مصر والجزائر وهم يتابعون مباراة كروية بين منتخبيهما الوطنيين و كاد يؤدي الى حوادث مؤسفة , بعد أن تسبب عشيتها بخلق حالة من التعصب أدت الى توتيرصفو العلاقات الأخوية بين ابناء القطرين المنتمين لأمة عربية واحدة .


وجمالية مقال الزميل أحمد وجدتها في عقده مقارنة بين مبادرات سابقة لقائديين عربيين عملا على صياغة مواقفهما بما يكفل تكييف الأجواء في جميع المجالات , لتكون مكرسة لخدمة هدف تعميق التعاون والتلاحم بين أبناء الأمة العربية وبما لا يؤدي الى تعكير صفو العلاقات بينهم . واشار الزميل بين ما اشار اليه كبر مواقف القائدين في معالجة قضايا قومية كثيرة , وحسمت في الأتجاه الصحيح , المعمق لوحدة الوقفة العربية في الخندق الواحد , وفي الفعل الأنساني العربي الموحد , وهي لا تعد ولا تحصى .


ولن تنسى مواقفهما أبدا مهما حاول الرعاع من اعداء الأمة التعتيم عليها , وعلى وجه التحديد دأب مصر على تغليب قدرات أشقائنا الجزائريين لدحر المستعمرين الفرنسيين , التي اقدم عليها القائد الراحل جمال عبد الناصر, فهل كان الرئيس ناصر رحمه الله سيفرط الان بموقف قومي كريم كهذا , بالموافقة على توجهات اجهزته الأعلامية المؤدية الى تأزيم علاقات مصر مع الجزائر بسبب التنافس الرياضي و للفوز بمباراة كروية كما هو حادث الأن على وفق حرب تسييس للقاء بين فريقي البلدين الشقيقين , واعتقد أن الراحل من الكبر ما كان يجعله لا يقبل بذلك أبدا .


وبصدد التنافس الكروي بين الاشقاء ذكرنا الزميل احمد بسابقة قومية كبيرة كنت أحد الذين عايشوها وكنت كلفت بأعلان تفاصيلها قي مؤتمر صحفي عقد في أبو ظبي , وكان صائغها الشهيد القائد صدام حسين ,و تمثلت بأنحيازه لادامة المحبة بين اهله العراقيين وأهله الخليجيين بأطفاء الحساسيات التي سادت بطولات الخليج بسبب الشحن والتحريض الأعلامي الرياضي الغبي لمسؤولي الفرق واللاعبين المشاركين فيها , وكأنهم لا يتنافسون حبيا , بل يخوضون حربا لا حدود لها مع غرباء , ولهذا كانت هناك أسباب وكان هناك مسببون لا مجال للدخول في ذكر تفاصيلها الأن!!


فقد تضمنت مبادرة القائد الشهيد الواعية دعوة لمنتخبنا بالأنسحاب من مباراة حاسمة أمام الأشقاء الكويتيين وأهداء الفوز لهم , فلم يجد الراحل مناسبا أن يخوض شباب الكرة العراقية تنافسا مشحونا , لنيل سبق فوز ببطولة كروية , تؤثر نتائجها على سلامة علاقة العراقيين بأشقائهم الخليحيين الذين نذر قدرات العراق للدفاع عنهم أزاء مخاطر أيرانية تتهددهم.


هذه واحدة من صور الأيجاب القومي وغيرها كثير ومخزونها الشفاف رائع وكبير , وحري بالأستذكار أمام كم التشويهات التي تمرر بهدف الإساءة لنا عن قصد في وقت تأخذنا أغفاءة نرجو أن تبددها صحوة على ما يجب أن نستذكره الأن , الأن وليس غدا في عموم مجالات العمل القومي الثنائي والعام .


وأخيرا, شكرا لمن حرضنا ويحرضنا على أستذكار الماضي بوجهييه ألأيجابي لنعززه و نطوره , ونقف عند السلبي لنتبينه جيدا, ولنجتث أدرانه , وليس لنراوح عند عتبته , حرام !!!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور