ألدباغ ورهطه ( يعاقرون ) الغباء الرياضي !!

 
 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن

قبل فترة ليست بالقصيرة كتبت تعليقين نشرتهما الدارالعراقية حول قرار أتخذه خبيرالرياضة الأولمبية الجديد السيد نوري المالكي (ولا تستغربوا هو خبير ببيع كل شيئ من السياسة للسبح)!


ألقرار أتخذه بنصيحة ممن هو اخبر منه على ما يبدو وأقصد به (دباغه علي) ليستثمر مهارته في دبغ الرياضة العراقية , وعلى وجه التخصيص كرة القدم فيها ويذكر المتابعون للشأن الرياضي العراقي كيف أن القرار الذي أتخذه المالكي قبيل بدء دورة بكين الأولمبي عام 2008 ألقاضي بحل اللجنة الأولمبية العراقية ووقف أنشطة الأتحادات الرياضية المنضوية تحت لوائها , مما أحدث أزمة مع اللجنة ألأولمبية الدولية , التي لم تعترف بالقرار وطالبت بالعودة عنه , وألا ستحرم الرياضيين العراقيين من المشاركة في عموم أنشطتها , كما خلق القرار أزمة أخرى مع الاتحاد الدولي لكرة القدم – الفيفا – الذي هدد بحرمان منتخبنا الوطني من المشاركة في تصفيات بطولة الأولمبياد الكروية .


ويومها نبهت عبر ما كتبته, وما فعله غيري أنطلاقا من الحرص على رياضيينا الى ان الجهل المطبق بالأنظمة واللوائح التي تنظم العمل الرياضي الأولمبي وتحميه , وهو الذي أوقع المالكي في شراك التناطح الخاسر مع الميثاق الأولمبي , الذي ألتزم العراق رسميا بتنفيذ مبادئه التي تمنع جميع الحكومات في العام من التدخل في الشأن الرياضي لبلدانهم , وقلنا في وقتها لهم ولناصحيهم , الرياضة في العرف الأولمبي , أهلية تستند لمبدأ الهواية , لا فرصة لكبار الحكوميين الدوليين للعب في حومتها , و أن الالتزام بميثاقها يشكل شرطا لقبول أنضمامها لعضويتها .


و بدلا من أن ينصاعوا لهذه الحقيقة , ذهبوا لاعتماد الكذب ظنا أنهم سينفذون به من حرج الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية بأدعاء ان قرار الحل لا يشمل أتحاد كرة الفدم , في حين أن قرارهم الصادر من رئيس الوزراء نفسه لم يستثن أتحاد الكرة !!


ولأن الغباء مستشر بين مستشاري المالكي فأنهم واصلوا ركوب الخطأ فلم يستمعوا الى النصح الجديد الذي دعاهم مطلقوه بصوت عال الى الأنتباه بأن كذبهم على -الفيفا- لن يجعل اللجنة الأولمبية الدولية تتراجع عن التهديد بحرماننا من المشاركة في جميع الفعاليات الأولمبية المقبلة بضمنها دورة بكين , وربما جمدت عضوية العراق فيها .


وحدث ما توقعناه , فجاءت ردة الفعل هذه المرة بتحذير جدي من الأولمبية بالمعاقبة أن لم يعود العراق الرسمي عن قرار الحل ونسميه بالغبي , لأنه صادر عن جهل والقصد منه , كان أستبعاد شخصيات رياضية لا تبدي الولاء السياسي لعهد الملالي ,ومثل هذا كان سيتحقق لهم بمجرد أختتام دورة بكين الأولمبية , ولم يكن يفصل أصدار المالكي قرار حل اللجنة الأولمبية العراقية وبين الحل التلقائي للجنة سوى بضعة شهور , لأن جميع اللجان الاولمبية في العالم ستكون محلولة بعد أختتام أي دورة أولمبية , لتتلوها أنتخابات لجان أولمبية جديدة , فعلام هذا الأستعجال , أهو جهل , أم غباء , أم ماذا ؟!


فماذا نسمي العودة لنفس المطب هذه المرة ,وهم يتوقعون عدم سكوت (الفيفا) على قرار أتخذته بمدصلاحية
عمل أتحاد الكرة الذي يرأسه السيد حسين سعيد لثلاثة شهور أخرى , ولسبب بسيط , فنظام الاتحاد الدولي لا يسمح لأ ي جهة كانت التدخل في شؤون الأتحادات الكروية الوطنية المتمتعة بعضويته ؟؟ .


والغريب الملاحظ في مشهد اليوم هو استمرار الدباغ بنفس المنهج , ولكن بتعديل بسيط تمثل في ممارسة دوره من وراء الستارة هذه المرة , وبأنابة غيره ليظهر على مسرح الاحداث , ليقع مجددا في وهم , فشل سابقا بتحقيقه , ظنا بأمتلاكه قدرة الضغط على الفيفا ليلغي قرار التمديد لفترة محدودة أضافية , والمتخذ نتيجة اقتناعه بالمبررات ألمقدمة من قبل حسين , ورفضه القبول بطروحات وأجراءات الدباغين !!


الأن وبعد أوصلنا العقلاء جدا الى نقطة اللاعودة بأتخاذ (الفيفا) قرارا بأمهال العراق 72 ساعة للعودة عن قرار حل أتحاد الكرة العراقي , وألا فأن الامر سيحال الى لجنة الطوارئ لتتخذ العقوبة ألتي ترتأيها بحقه , وهنا يقع ما حذرنا منه في السابق , ونعيد التحذير منه الأن وهو الحرمان من المشاركة في البطولات الأسيوية المقلبة.


ولا أظن أن الرياضي الصديق رعد حمودي أبن الكرة العراقية يقبل أن يكون طرفا في تبرير أتخاذ الفيفا قرارا بحرمان لاعبين عراقيين من فرص المشاركة مع منتخباتهم المتأهلة لخوض غمار نهائيات بطولات اسيوية لمختلف ألأعمار .


فالقرار المحتمل بعد أعلان الأمين المالي للجنة الأولمبية العراقية اصرار لجنته على عدم الأستجابة لطلب الفيفا بوقف قرارها بحل أتحاد الكرة العراقي , سيشمل عددا كبيرا من اللاعبين العراقيين الذين تأهلت منتخباتهم لنهائيات أسيا للمتقدمين والشباب والناشئين وكرة الصالة وسيشمل القرار حرمان حكامنا وكودرنا الفنية من الأسهام في أدارة وتنظيم البطولات الأسيوية اللاحقة أسوة بزملائهم الأسيويين .


ترى لمصلحة تدار هذه المناكفة مع الأتحاد الدولي لكرة القدم وفي شأن نظامي , وهل يصح أن نتعامل معه بعنتريات , يدرك الدباغ قبل غيره أنها بالية ولا تنفعه كأسلوب للأقناع في التحاور مع الفيفا ؟!


ويجب أن نحذر المصرين على ذلك , بأن تصرفهم هذا يدفع عجلة الكرة العراقية الى المجهول , ويلحق بها من الأضرار ما لا تتحمله بعد أن حققتت نتائج ملموسةفي غياب الدولة , ورفع لاعبوها بيرق العراق في المنافسات الأسيوية وهم يجوبون بعيدا عن سطوة الدباغين ليدخلوا المسرة الى قلوب شعبنا الجريح ويعيدوا الفرحة والضحكة لوجوه اهلنا العراقيين بعد أن أحاطهم الحزن واليأس والأسى طويلا .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٠٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور