رسالة ذكرى .. وذكريات أيام لا تنسى

 
 
 

شبكة المنصور

ضياء حســن

أخي سلام الشماع, شكرا لإرسالك رسالة الأخت ذكرى محمد نادر (صباحي ماطر... كيف حال صباحك؟)، وقد قرأتها صدفة, ورذاذ يوم ممطر يغمرني وأحسست أنها تعكس مشاعر لطالما أحاطتنا, ونحن نبحث عن موطيء قدم جديد على مقربة من مسناية الاعظمية, حيث أيام الصبا, وحتى أيام الشباب التي تفتح فيها عشقنا للقداح والدهلة وللنخلة وهي لم تبارح شغفها في عناق  شمس البلاد من وهجها اللافح فيء محبة, ينثرعطرحديثاتها النجيبات وندى شبابها مغمسين بحكمة شيابها وبصورالصبر والوفاء المتصببة غيرة كما ترويها حكايات الجدات وفاء, لامتدادت الخير التي ضمها الوطن الحبيب, الذي يتلوى الآن من جراح غائرة, وهي من صنع أجنبي غادر علمنا كبارنا مبكرا, كيف نحذره ونعد انفسنا للتصدي له, ان لم يكن بفعل مباشر, فبالجهد الداعم لمن يفعلونه .

  
وصدقني عزيزي وصديقي, لقد شعرت وأنا أقرأ سطورموطيء القدم وهي تشير الى - مسناية الأعظمية - وكأنها تلامس يوما ممطرا يصوغ  حكاية قديمة عن شباب اتخذوا من تلك المسناية الواقعة في محلة السفينة بالأعظمية, ملاذا أمنا لصيغة مبادرات تناهض السلطة التي حكمها (جني!) الأرتباط بأبي ناجي وقبلت أن تسلم أمرالبلاد لمختار ذاك الصوب السفيرالبريطاني في العراق على أساس أن دار السيد مضمونة بجوده, ولكنه تخلى عنه في لحظة حرجة, وهو عين المشهد الذي يتكرر الأن فمختارذاك الصوب عاد ليركب الحكام بتغير بسيط في الجنسية الأول كان بريطانيا كما أسلفت ليحل محله مختار ذاك الصوب ساكن المنطقة الخضراء هذه المرة وهو الأميركي هيل وعلى الرغم من سنوات الغربة الكئيبة, فما يزال عشق الأرض الولادة التي أنجبتنا لم تمح من ذاكرتنا الحنين لها ولم يحل مطر الأيام الغابرات من دون رغبتنا المتصاعدة لاستنشاق رحيق طلعها الدائم والدائم عطاء والضامن لفرش أرضنا بقداح البصرة الحاني طيبة وهو يعانق زهور شمالنا المعتق بالتوحد مع أهله في عموم العراق ليرسموا مع ورود الوطن بأكمله, ألوانا زاهية, أرى أن زخات مطرها كفيلة بغسل  اليأس الذي يروج له نفس الأجنبي الغريب, ليحل بدلا عنه تفاؤل يصنعه جمع العراقيين الضامن لعودة زهو أهلنا ليواصلوا معا, مشوار رفع اغطية التواكل والمرض المفتعل, ليعودوا بنائي مستقبل يقطرون أملا وهمة بعد أن يكونوا موحدين, وقد استعادوا ذكريات الخير والطيب العراقيين, وهم لم ينقطعوا عنها لحظة لا بسبب عتمة غربة طارئة ولا برجفة أذى من وجود محتل عدوه راحل لا محال, بل بدأ يرحل تدوسه أقدام مقاومتهم الوطنية وحينها يعود المغتريون, ويلتقي العراقيون وهم يستنشقون عبق الحياة الجديدة ببرتقال يروي ظمأ وجوههم, وبفراتين يغسلان أديمنا من غبرة المحتلين وأذنابهم ويكون لقداحنا عبق خاص يشيع التفاؤل بيننا ويجعل كل صباحاتنا ماطرة بالخير الوفير وسنعود الى مكان قريب من مسناية الاعظمية, وسيعود كل مغترب الى مكانه المحبب, لتستغرقنا ذكريات ماضيات فيها الايجاب لنعززه, وفيها السلب لنتجاوزه وبهما نتفادى ظلمة غربة جديدة وظلمها, إن حلت فستقطع الأنفاس, فتحية لذكرى ولأيام المطر الذي أحاطتنا بها ومعها البرتقال وقداحه والنخل وماء الفرات وجميعها, تذكر برموز الخيرالعراقي

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور