أصدقائي , زملائي , رفاقي
عيدكم مبارك , ولا اقول , عيد بأي
حال عدت أيها العيد , لأننا ندرك
, أننا أبناء شعب محسود , لأنه
أمتلك حضارة علمت الأنسانية ما لم
تكن تعلم , من علوم وفنون وقوانين
تنظم الحياة , ألم نكن من صاغ
للعالم أول حروف للكتابة ,هدت
البشرية الى كيفية أن تتعارف
شعوبها وتتفاهم وتتبادل ألمصالح
وتتناغم في تعميم معارفها
وثقافاتها .
و بلادنا ,بلاد ما بين النهرين
محسودة أيضا, لأن غرينها كان يفوح
عمبرا وجمارا وزنبقا قداحا , جعل
من نضارة خصبها مثالا ومرجعا
يحتذي به ممن أرادوا أن يجعلوا
أرضهم , كما فعل أهل العراق , وقد
هدتهم عقولهم مبكرا لصنع أدوات
حرثها وطرق حصدها , لتكون زادهم
الميسر لأمساكهم طرق النهوض
والاخصاب في جميع مجالات الحياة
العراقية الأخرى .
واكرر تهنئتكم بألعيد بالرغم من
الصور السود التي توشح أهلنا بسبب
ريح المحتل الصفراء وهي تجتاحهم ,
بمعونه ووجود معاول الشر الطائفي
والعنصري لتمارس تحطيم كل جميل
ومضييء في حياتهم.
نعم , نتبادل التهاني بحلول
مناسبة مباركة , ولا نقاطع ما
يدخل البهجة التي يريد أعداؤنا
حرمان أهلنا ولو من حصة قليلة
منها تعميما للحزن , وإفقادا لهم
من حلاوة أوقات عشناها في ظل أيام
سعيدات وماضيات , سنستعيدها ما
دمنا متمسكين بالأمل الٌقائم على
أصرارننا جميعا على رفض وجود
المحتل على أرضنا الطيبة , وأدامة
مقاومته حتى نعجل بأنبلاج فجر
العيد المضاف ,عيد الوطن المبتلى
تأريخيا باطماع أستهدفت خيراته ,
وخصوصا نعمة النفط , التي عدها
البعض نقمة , كونها رفعت وتائر
اطماع الأجانب وشركاتهم
الأحتكارية , وهم كانوا أكتشفوها
وأنفردوا باستثمارها , منتصف
العشرينيات من القرن الماضي , بعد
أحتلالهم العراق .
نحتفل بالعيد , لأنه عيد الشهداء
الذين خضبوا أرض الخير بقاني الدم
,وغادرونا والابتسامة لم تفارق
محياهم وكأنهم يقولون لنا ,أكظموا
الغيظ , ولا تحزنوا ولا تهنوا أو
تتردوا , فعدوكم واضح ومكشوف ,
عاملوه – بود - يقطع أنفاسه,
وبيقظة متربصة, كأنها خيال فارس
يلاحقهم ويفاجئ حركتهم , في كل
منحنى وزاوية .
فكل ضربة نجلاء تسسددونها تضيق
الخناق عليهم ,وفيها تسريع لخطى
الأمساك بالعيد الأكبر عيد تحرير
مجيد , وضع لبنته الأساس شهداء
مضحون , ويسيرعلى هدى دربه أهل
معاهدون .
وعيد الاضحى عيد لتأكيد هذا العهد
لشهيد الحج الأكبر ألراحل صدام
حسين , ولنقف وقفة خشوع وإكبار و
نحن نستذكر كيف هز أقدامه الهادئ
على منصة الاغتيال , أعصاب من
دبروا جريمة يوم الحج الأول ,
وأرعبتهم رجولته العالية , وهو
يهنأ بترديد الشهادتين قبل أن
يخطو مبتسما , خطوته الأخيرة الى
دار الخلود , وكأن مناديا يهمس له
بالأية الكريمة ,,يا أيتها النفس
المطمئنة أرجعي الى ربك راضية
مرضية,,(ص).
أذن ألعيد , عيد الحج المبارك
,عيد المعاني الكبيرة وعيد
الشهداء الذين افتدوا بأرواحهم
ديمومة فرح أهلهم العراقيين ,
فلنكن جميعا اوفياء للعهد والوعد
, فلا نحزن ولا نتردد ولنهنأ
بجعله عيد توجيه مقاومتنا البطلة
ضربات موجعة جديدة للمحتل وأعوانه
, راسمة خواتم وجودهم غير المشروع
في عراقنا الجديد.
وعيدكم مبارك يا أهل الخير , ولكم
مني السلام .
|