في ضوء تدخله في اجتماع المتحاصصين .. هل هيل ناصح (شفاف) أم ضاغط ( نزيه ) ؟!

 
 
 

شبكة المنصور

ضياء حسن
هذا النداء أجد من الضروري بمكان أن أطلقله الان  قبل أن يستفحل ظلم الناس- للعزيز – كريستوفر سفير العم سام في بغداد الذين يتهمونه بمعاداة العراقيين , وهو بريء براءة الذئب من دم يوسف !


وندائي الذي ارجو أن تستوعبه فطنتكم , يدعوكم لأن تتفهموا جيدا أبعاد الحملة(المغرضة)التي يقودها أعداء )تحرير(العراق ضد هذا - الهيل - !!


ويعد واحدا من الجنود المجهولين الذين اكتشفت الخارجية الأميركية أنه مُولَه بمحبة الشعوب وخدمة مصالحها ,هكذا من دون غرض شخصي , ولوجه الله تعالى , وبما يتوافق ومنهج واشنطن –المنتصر- دائما لارادة البشرية وبكل الوسائل المتاحة أميركيا لأراحتهم من -مشقة- البقاء على قيد الحياة ومن -متاعب- الدفاع عن الحرية المتاحة !!


وأياكم أن يتملككم الظن الأثم , المروج له بشطارة هذه الأيام من قبل – البعثيين الظلاميين- , فهؤلاء من فرط حسدهم لكم على تمتعكم بديمقراطية الأندثار صاروا يكذبون ويفترون , وبنزاهة الأميركين مافتئوا يشككون !؟
ويكفي الادارة الاميركية انتفاخ أوداج , لتسكت (المتخرصين) أمثالنا , أختارت رجلا ولا كل الرجال , سفيرا لها في بغداد ليعبر عن (حسن نواياها) أزاء أحبائها العراقيين , الذين غزوهم - بحسن نية - على - عناد البعثيين طبعا - !!


ولا تستغربوا حسن النية التي يروجون , ولهمس المغرضين أنصحكم أن لا تنصطون , فليس لجلود الهنود الحمر سكان أميركا الأصليين هم سالخون , ولا للمقابر الجماعية في العالم هم مبتكرون ؟!


ومن اجل أن ننأى بأنفسنا عن سكة (الحاقدين) , سنورد لكم ملخصا عن سيرة وخبرة - أبو الهيل - مستلة من المصدر الذي رشحه ليكون راعيا وحاميا لكرد حزبي الاسايش قبل رعاية عموم الكرد و العرب والأقليات الأخرى؟!


وأسمحوا لنا بعدم الدخول في تفاصيل المعمعة , فنحن في دور التدقيق والتمحيص لكي لا نقع في مطب ألحاق الظلم بمن (أحبنا) بصدق وعمق لا يقل فورانا عن حبه الجم للكوريين الشماليين والبوسنيين من قبل , بعد أن عايشهم وقدم لهم خدمات كبيرة بكل شفافية و حبية , وليس بغلاظة كما –يتقول عليه - ناكرو جميل عمو بوش مصدر انفلونزا الديموقراطية لبلادنا , مجانا أو بأزهد الاسعار ؟!


فكريستوفر رُشِحَ لأنه ضليع في شأن الدول الاخرى التي تواجه اوضاعاً صعبة , لِذلك اختير ليكون حلالاً للازمات التي واجهت العراق في ظل الاحتلال الاميركي وما يحتمل ان تواجهه واشنطن في مراحل لاحقة و ليست سهلة.


هذا الأمر كان حتِّم على أوباما أن يأتي به سفيراً لبلاده في العراق، لانه يمتلك مواصفات يقول الاميركيون انها عالية في الكفاءة، والقدرة على التفاوض، واستيعاب الآخر.


مِن هنا قال فرانسيس ريتشاردوني - السفير الأمريكي الأسبق في مصر - عن كريستوفر هيل: "لا تملك بلادنا موهبةً أفضلَ من تلك لأي مهمة صعبة"، ويقصد بالكلام هنا هيل، أما أوباما، فقد قال عنه : إن السفير هيل خضع لاختبارات عدة، مِن عمله في برنامج التعاون المدني "بيس كوربس"، اضافة إلى عمله في كوسوفو وكوريا، وأثبت فيها براغماتية وموهبة، نحن في حاجة إليها في الوقت الحالي.


وفي وقت يرى فيه الكثيرُ من المحللين والسياسيين الأمريكان أن كريستوفر هيل هو أجدر دبلوماسي أمريكي، يمكن أن يُخرِج أمريكا من مأزقها السياسي في العراق , الا ان وزيرة الخارجية الأمريكية - هيلاري كلنتون – قالت: إن "كريستوفر هيل دبلوماسي مميز ومحنَّك، خدم في بعض المواقع البالغة الصعوبة لحساب بلدنا" وانه سيستعين بمستشارين يملكون الخبرة التي يفتقر إليها.


لذلك جاء أختياره سفيرا للولايات المتحدة , أعترافا بحسه الأنساني العاشق للشعوب عامة وتوقع ان يحظى العراقيون بمحبة خاصة منه لا غلاظة تسود التعامل معهم ,كما يشيع -الحاقدون-!!


واعود لندائي الذي يقطر حرصا لتبيان أغراض الحملة المغرضة التي يبغي فيها مطلقوها تشويه مقاصد المعز للعراق السفير كريستوفر من أنشغاله اليومي بالشأن العراقي , أكثر من أنشغاله بالشأن الأميركي فنقول : ايها العرافيون لا تصدقوا المضللين , لأن مثل هذا الأنشغال وراءه أحساس (عالي الجناب) موروث من المس بيل الشهيرة بمحبة أهل العراق وأستطابت التواجد والأسترخاء بين رجال العراق وخصوصا الشيوخ الأقطاعيين منهم( ! ) وموروث كذلك من سفراء بريطانيا في العراق قبل قيام ثورة14 تموز , الذين أطلق عليهم الفنان العراقي الراحل عزيز علي لقب مختار ( ذاك الصوب ) تندرا , عبر منلوجاته التي كانت تذاع ٌفي ذلك الوقت من محطة الاذاعة اللاسلكية- أذاعة بغداد- لهدف سياسي , الغرض منه أمتصاص أحتقانات الشارع الوطتي بين الحين والأخر لان الفنان علي كان يودع المعتقل كلما –طوخها- في مهاجمة الحكومة واشر تدخل السفير البريطاني في شؤون البلاد خصوصا في أنتخابات مجلس النواب واقرار من سيترشح ويفوز فيها , خدمة لأجندات بريطانية مراد تمريرها بحسب طبيعة كل مرحلة من المراحل , وبضمنها ترجيح فوز نوعية وكفاءة رجال يتولون تقاسم مهمات تمرير هذه الأجندات من خلال البرلمان –المنتخب- والحكومة المختارة -ديمقراطيا- من أغلبية نيابية - تنتقى- بعفة السفير المختار لتغفوا في الجلسات بعد سهر الليالي , ولاتصحوا الا لتقول – موافج - دون أن تدرك مخاطر ما تبصم عليه من قرارات , يرفضها الشعب ,وينتفض ليسقطها , بتحريض - من مشاغبي - القوى الوطنية والقومية والاسلامية الهدامة المصرة على التشكيك - بنزاهة- البريطانيين في حراسة المصالح العراقية ,الى حين اتمام تأهيلهم لتولي أدارة شؤون بلادهم , ولكن بعد حين !!


وعذرا ان أطلنا التوقف أمام صور ماضية , للتشابه بين أدوار من سبق (الحبيب) كريستوفر من سفراء الدولة العظمى التي غابت عنها الشمس , والدور الذي انيط به في القرن الحادي والعشرين .


ففي ذلك فائدة له لمعرفة فعل السابقين ,وفائدة لنا لاستذكار افعال السوء التي الحقها بنا من عشق أبار نفطنا قبل أن نستدل عليها ,فقرر أن - يحررنا- من ربقة أحتلال العصمليين الاتراك بأستبدالهم - ويا للمفارقة - بأحتلال أخر وألعن !!


الان نعود للحديث عن الظلم الواقع على صاحبنا السفير المظلوم,راجين من أخوتنا العراقيين أن يتفهموا وجهة نظره كما وردت في تصريحات نقلتها عنه وكالات الأنباء الغربية وفي مقدمتها رويتر.


وربما حرف مغزاها الحقيقي (الحاقدون) على مبادئ حقوق الانسان المبشر بها من قبل الأدارات الأميركية بتجييش الجيوش وتحريك الأساطيل , و أطلاق الصواريخ حماية لها !!!


التصريح المقصود , منفوش بشفافية خاصة وهو مكرس حصرا لمعالجة الشأن العراقي بالأعلان عن أستعداد واشنطن لتقديم المساعدة من أجل ضمان أنتخابات نيابية شفافة ونزيهة في كانون الثاني ( يناير ) المقبل وهذا نصه من دون تحريف كما أدلى به هيل :- كنا نهتم بقضية أقرار قانون الانتخابات العراقي لكن ما يثير أهتمامنا أكثر في المرحلة المقبلة هو تقديم العون لمفوضية الأنتخابات العراقية من اجل تنظيم عملية أنتخابية ناجحة من خلال ضمان معياري الشفافية والنزاهة فيها , كي تعبر عن تطلعات الشعب العراقي بجميع مكوناته وتسهم في ترسيخ الديمقراطية في البلاد .


ويضيف هيل : - لم نتدخل في الشأن العراقي ودورنا كان فيها يخص قانون الأنتخابات والمشاكل التي اعترضته, وهو دور أستشاري وعامل مساعد يأتي في أطار تقديم النصح والمشورة فقط , ولم نمارس أية ضغوط من أجل تسريع سن القانون!!!.


انتهى نص تصريح السفير – ولا اكو أرق منه-
ففيه نفي (مؤكد) من قبله طبعا , بعدم التدخل في الشأن العراقي , ولكن قراءة محايدة لهذا التصريح , بعيدا عن تأثيرات(المحرفين)و(الظلاميين) و(الحاقدين) كافية للمساعدة على القراءة الصحيحة لما قدمه كريستوفر هيل من (مساعدة) يفترض أن لا نشكك بنزاهتها !!


هو ينفي تدخله في الشأن العراقي , ولكنه يعترف في نفس التصريح بممارسة دور يصفه بالناصح فيقول ( دورنا كان يخص قانون الانتخابات والمشاكل التي أعترضته في أطار أستشاري ناصح وعامل مساعد يأتي في أطار تقديم النصح والمشورة فقط ) !


ونسأله مخلصين لا مشككين , من طلب منك النصح ومن رجاك أعطاء المشورة في شأن انتخابي عراقي داخلي ؟؟
وأي نزاهة طَبَعتَ نُصحِكَ , وبماذا نَصحتَ , وكيف تسمي وجودك في أروقة البرلمان قبل أكتمال النصاب وفي غياب أبرز عناصر الطبخة , وهل أنت أحرص من رئيسه السامرائي الذي -شلع- وتركك تصول وتجول لتمارس دور إيصال نصيحة أدارتك الاميركية المعبر عنها منذ وقت غير قليل , سبق أنعقاد الجلسات العديدة للأمين المتحاصصين , وقد تناوب علي أطلاقها أبرز مسؤولي البيت الأبيض وفي مقدمتهم رئيسكم أوباما ونائبه ومسؤولتك المباشرة هيلاري , من دون ان يطلب ذلك منهم أحد , فهل تسمي هذا نصحا لوجه الله تعالى , أم هي ممارسة للضغط من اجل سن قانون الأنتخابات المستفيد الأول منه واشنطن , وليس العراق بجميع مكوناته كما بررت ذلك في تصريحك , وفاتك ان اغلب كلام مسؤوليك كان مشحونا بأشارات تحذرمن أن التأخر في سن القانون سيؤدي الى أرجاء موعد أنسحاب القوات الاميركية ؟؟!!


فبماذا تنعت ذلك يا أخ هيل غير الضغط ,ألذي أسمته دبلوماسيتك -بالنصح المساعد- وأنتهى الى أقرار الهدف الأميركي بسن قانون الأنتخابات التي تعهدت وأنت خارج دائرة المسؤولية الأنتخابية بتقديم -- ألدعم لمفوضية الأنتخابات لضمان نجاحها في تنظيم انتخابات نيابية ناجحة من خلال ضمان معياري النزاهة والشفافية فيها --؟!
فمن أعطاك هذا الحق , وما هي صلاحيتك ,وعلى أي قاعدة سمحت لنفسك التدخل بشأن أنتخابي عراقي , وبأي صفة ستقدم لمفوضية الانتخابات التي يقال أنها مستقلة العون وأنت ترأس سفارة دولة أجنبية محتلة تعمدت الاخلال بألتزاماتها التي نصت عليها الأتفاقية التي وقعها بوش والمالكي وتعهدت بضمان أمن البلاد والعباد , ولم تف بتعهدها وتركت العراق يطحن بسلسلة من المذابح لا يبدو انها ستنتهي؟؟!


لن أطالبك بالأجابة على تساؤلاتي لكي لا أحرجك , ودعني أجيب عليها بنفسي , وعلى قدر معلوماتي المتواضعة أقول أنك تنطلق من مبدأ ( الميانة ) التي تعطيك حق التدخل فيما يعنيك ولا يعنيك , ولتقرر نيابة عن الأخرين ما ترفضه أغلبيتهم ولا تتحمس حتى الأقلية فيهم الموافقة على منحك هذا الحق !!


واخيرا استميحك عذرا ان أنتهزت مناسبة
هذا الحديث-لأمون- عليك فأقول لك بنصح الصادق , لا بنصح الضاغط بأن صيغة تعاملك االبارع في كوريا الشمالية والوسنة والهرسك كما تصفه الدوائر التي رشحتك سفيرا لها في بغداد لا يتوافق مع طبيعة العراقيين الحقيقيين , وان من تعاملت معهم حتى الأن ليسوا هم الممثلون الحقيقيون وبعكس ذلك ستدور في حلقة مفرغة لن تساعدك بلادك على الخروج من مأزقها في العراق وهو ما أخترت بسببه , سفيرا للأدارة الاميركية !


ولسبب بسيط تؤكده حقيقة انك في المرات السابقة كنت محاورا لحل ازمات لست طرفاً فيها , اما في العراق فانك سفير بلاد هي سبب الازمة , و مصرة على أن تديم أوارها وهي تنفذ مخططاً في الضد من مصلحة العراق والعراقيين .


فالنجاح الذي حققته في حوارات كوريا الشمالية , و حوارات البوسنة والهرسك لا يمكن أن يتكرر لان الحوار الذي تطلبه منك إدارتك يتصل بتمرير مخطط سلخ العراق عن محيطه العربي والاسلامي وجعل العراق قاعدة لتمرير مخططاتها الملعونة, و جعل بحر ثرواته النفطية نهباً لشركات اميركية احتكارية و مثيلاتها الاوربية والأسيوية التي اسهمت بلدانها في غزو العراق , ولتمنح حق استثماره بسخاء, كما أمر نائب اوباما حكومة المالكي ان تفعله خلال زيارته الاخيرة لبغداد, وفعله وزير نفطه الشهرستاني بسخاء إضافي!!


واخيرا وبصراحة,المطلوب منك حوارات تؤدي الى اذعان من سيقع عليه خيار بلادك ليكون عضواً في مجلس (النواب) المقبل وفي الحكومة التي تتطلعون لها لأكمال تنفيذ اهداف غزوكم واحتلالكم للعراق و كما هو منصوص عليه في الاتفاقية الامنية المصادق عليها اميركياً وهي الجهة ( الغالبة ) والجانب العراقي ( المغلوب ) الفاقد للشرعية و المرفوض من قبل العراقيين ..


وكفى ايها العراقيون (تشكيكاً) بمقاصد من يريدون مصلحتكم , ويبذلون (بشفافية) و(نزاهة) كل الجهود لاجل اسعادكم , وتعليمكم كيف تكون الحياة , ولكن على الطريقة الاميركيا !!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ٢٥ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٣ / تشرين الثاني / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور