دبلوماسي عراقي من الطراز الرفيع ؟

 

 

 

شبكة المنصور

زين إبن الرافدين
عندما يوصف البعض باللباقة وسرعة البديهية وحسن الكلم ومراعاة الأدب في المجاملة والهدوء في النقاش والقدرة على التفاوض وإجادة فن المناورة، يوصف بأنه دبلوماسي، أي أن الدبلوماسية مرادفة للخلق الحسن والمجاملة والكياسة والتفاوض والإلتزام بالبروتوكول، وهذا الوصف غالبا ما نستخدمه في حياتنا العامة. ويمكن القول أن الدبلوماسي يجمع تلك الصفات التي تميزه عن غيره . وهي مكتسبه من ثقافته الجامعية والعامة ودراسته لفن الدبلوماسية والبروتوكول وإختلاطه بنظرائه الدبلوماسيين والنخبة المرموقة. ولأن الدبلوماسي لا يمثل نفسه بقدر ما يمثل حكومته فأن هذا الأمر فرض عليه الإلتزام بالضوابط الوظيفية والأخلاقية والثقافية والإجتماعية والمثابرة على تطوير مهاراته وقابلياته.


في مقال للأستاذ الدكتور مجيد العنبكي نشره في موقع كتابات تحدث عن الأخطاء المؤلمة في وزارة الخارجية العراقية. وهي أخطاء لا يمكن لعاقل أن ينكرها ! وبالرغم من إن مقال العنبكي كان مبتسرا للغاية إلا أنه كان في الصميم، ربما إنطلق من القول بأن "خير الكلام ما قل ودل" ولم يك العنبكي بعيدا عن المنطق والهدوء والعقلانية في أسلوبه، ولم يك القصد من المقال التشفي او الحسد أو الإنتقام من وزارة الخارجية وبيشمركتها بل لمسنا الحسرة والرغبة في تجاوز الأخطاء. الأستاذ ذوو خبرة أكاديمية مقترنة بشهادة علمية عليا، كما أنه لم يكتب عن واقع بعيد عنه أو عن تخصصه الأكاديمي أو الوظيفي، فالرجل عمل في وزارة الخارجية سيما في الدائرة القانونية وله خبرة جيدة في العمل الدبلوماسي. ولسنا بصدد بيان المحاسن والمساوئ للعنبكي فهو أقدر منا ومن غيرنا في الدفاع عن نفسه. رغم إننا على ثقة تامة بأنه لا يحتاج إلى مثل هذا الدفاع ليس قصورا منه معاذ الله، بل لأن ما كتبه مصطفى الرشيد لا يستحق منه الردً. ليس نقصا لشخص الرشيد وخبرته الدبلوماسية التي قدم لنا موجزا يسيرا عنها، فهو فعلا من الدبلوماسيين المحترفين ودرجتة الدبلوماسية جاءت نتيجة عمل وجد كما أخبرنا زملائه، رغم أن لهم عليه مأخذ بسيط وهو التسرع والغضب والإنفعال الذي لا مبرر له والذي يفقده أحيانا توازنه وإتزانه. وربما هذا السبب وراء ردًه الفقيرعلى الأستاذ العنبكي.


يعيب الرشيد على العنبكي بأنه غريب عن الخارجية ولا علاقة له بعمل الوزارة فقد عيين في الخارجية بتوصية من الوزير السابق ناجي الحديثي, ولا تزيد خبرته في العمل الدبلوماسي عن(6) سنوات، وبالتالي يحرمه من تقييم عمل الوزارة! وهنا نسأل الرشيد أليس من ضمن الشروط السابقة في قبول الطلاب في معهد الخدمة الخارجية أن يكونوا حصرا من خريجي كلية اللغات والإقتصاد والسياسة والقانون، والعنبكي ليس خريجا من كلية القانون فحسب بل أستاذا فيها تتلمذ على يديه بعض أقرانك، وهذا يعني ان له علاقه وثيقة جدا بالعمل الدبلوماسي وليس غريبا كما أسلفت. ولا أظن أنك نسيت بأن القانون الدولي والعلاقات الدولية من ضمن الدروس المقررة في معهد الخارجية وكذلك في إمتحانات الترقية! أن كنت أستكثرت على الأستاذ قصر خدمته في وزارة الخارجية فما هو رأيك فيمن منح درجتك الدبلوماسية كمسشار أو وزير مفوض خلال شهر وبلا شهادة جامعية، وأرسل للعمل في البعثات كشخص ثاني؟ مع علمنا بأن هذه الدرجة تحتاج إلى ما يقل عن عشرين عاما من العمل الدبلوماسي والترقيات الوظيفية؟ ثم ما هو رأيك في السفير أو رئيس الدائرة الذي تعمل بمعيته وما هي يا ترى خدمته في الخارجية وخبرته الدبلوماسية؟ وهل تعطيه الحق في تقييم عمل الوزارة أو تحرمه من هذا السخاء؟ وما رأيك بالدبلوماسيين الذين تخرجوا بدورة دبلوماسية لمدة شهر واحد ونقلوا على أثرها للعمل في البعثات ليكونوا مسخرة لنظرائهم الدبلوماسيين العرب والأجانب؟ هل تعلم بأن قولك فيما يتعلق بموجز حياتك الذي قدمته لنا مشكورا ينسف أهلية كل السفراء والدبلوماسيين الذين جاءوا بعد الإحتلال والذين عيينوا دون التقيد بالضوابط الدبلوماسية مثل حظرتك! فقد ذكرت" لاعطاء القارئ مقارنه بين الالية الصحيحة للترقية والحصول على الدرجة في وزارة الخارجية، وبين الحصول على الدرجة مباشرة دونما التقيد بالضوابط الدبلوماسية"!


ثم هل أنت مخول من الخارجية للرد على العنبكي؟ أم ان المهمة شخصية تحملت مسئوليها متبرعا لوجه الله تعالى! مثلك مثل ياسين البدراني أو محسن ميرو ومحمد الحميميدي؟ فأن كنت تمثل نفسك إذن فأنت بلا وجه حق تحرمنا من تقييم عمل الخارجية؟ وان كنت تمثل الوزارة فمن المفروض ان تكتب مخول أو ناطق بأسم الوزارة لتكون لك صفة رسمية في الرد!


هناك دوامة رحمك الله أشركتنا فيها بلا ذنب منا، فأنت تتحدث بصفة وزير وليس كادر متوسط وإلا كيف تعلل لنا قولك" نجيبك باللجان ونطلب رأيك الاستشاري في الامور الي تدخل باختصاصاك (هكذا وردت) ونعطيك ايفادات وحتى اكثر مما كان يعطيك صديقك العزيز رياض القيسي ابو بكر"! لله درك من كريم وسخي تهب أكثر من هبات غيرك بطريقة كيفية! فعلا الوزارة تزهو بك وبإمكاناتك الجبارة! ولكن بودي أن أهمس في إذنك بأن القيسي كان سفيرا محنكا ورئيسا لدائرتك وليس من الوفاء أو الكياسة أن تسخر منه بهذه الطريقة السمجة، فهو لا يستحق منك هذه الصلافة والصفاقة ونكران الجميل.


إنك تحمل العنبكي مكرمة من الزيباري بإرساله للعمل في البعثات وكأنه ناكر للجميل! لكن ألم تتمتع أنت كذلك بإمتيازات العمل في البعثات والإيفادات كما اخبرتنا؟ وهل كانت تلك مكرمة لك أم جزء من عملك الدبلوماسي؟ وهل العمل في البعثات مكرمة لموظفي الخارجية أم هي من متطلبات العمل الوظيفي؟ فأن كان العمل في البعثات جزء من المهام الوظيفية فلا فخر في نقل العنبكي؟ وإن كانت مكرمة من الزيباري فحضرتك حظيت بأكثر من العنبكي فعلام تحاججه!


تحدثت عن نقل المعلومة من البعثات أو مركز الوزارة إلى بقية الوزارات والمؤسسات بقولك" اما تحليل المعلومة وايصالها في الوقت المناسب فهذا شغلنا احنا الدبلوماسيين المحرتفين(هكذا وردت في النص) المتمرسين" ولكن لا نعرف كيف توصل تلك المعلومة وبأية لغة وأنت تفتقر إلى أهم المقومات لدى الدبلوماسي وهي معرفته بلغته الأصل، مضافا إليها لغة أجنبية! فأنت كما أكد لنا أقرانك تتحدث الإنكليزية ولكنك لا تجيدها إجادة تامة في كتابة المذكرات الدبلوماسية. اما العربية فألله يستر, فقد جاء في مقالك من الأخطاء اللغوية والمطبعية ما لايفوت طالب خريج إبتدائية! وهذا بعض منها "باختصاصاك، المحترفيين، المحرتفين، ما يهعم، ويعيط حصصا، ولدمة زمنية، المكتوبة في كتابات(تقصد المنشورة), الى لقرار" رحم الله سيبويه لكان مات كمدا وهو يقرأ مقالك! أما قواعد اللغة فقد إشتطت بها فأشتاطت غيضا منك وولت مدبرة من رؤيتك لما سببته لها من ضجر ويأس يا محترف ومتمرس! ويبدو أنك غير دقيق أيضا في الكتابة، ولا تتنازل عن جزء من وقتك الثمين جدا لمراجعة ما كتبت وتصويب الأخطاء! لا أعرف كيف سيكون موقفك لو طلب منك إعداد كلمة تلقيها في حشد دبلوماسي أو منظمة ما وتوزعها عليهم مطبوعة؟ يا للكارثة اسأل الله أن لا يجعلك في مثل هذا الموقف!


وردت في المقالة كلمات لاتليق بك كدبلوماسي ومحترف ومتمرس وغيرها من الصفات التي أسبغتها بكرم على نفسك، لا تعليق عليها! وإنما نتركها للقراء ليقيموا بها إحترافك وتمرسك وخبرتك وتأريخك الدبلوماسي الحافل منها "وهاي الاغنية مال احنا ساهمنا بارجاع الوزارة؟؟؟بيك بغيرك. ويابه ممنونين. مقصر وياك. شيسويلك بعد. متحترمك واشتكيت. كان بعدلك ستة اشهر. وتكول باي باي. واشتغلت وياهم مو شغلتك. انت رجال استاذ جامعي مو دبلوماسي. ابويه لا الدولة تريدهم ولا الدبلوماسيين يريدوهم. والله احنا نريدك ترجع بس".


نسأل الله أن يغفر لك إهانتك لمن هو أكبر منك سنا وعلما ومنصبا. ونسأل رياض القيسي وغيره من فطاحل الدبلوماسية ومخضرميها الذين علموك أبجديتها أن يسامحوك على جحودك ونكرانك الجميل. ونسأل علماء اللغة أن يغفروا لك أخطائك المطبعية والإملائية واللغوية. ونسأل الزيباري أن يسكتك وياسين البدراني وبقية الشله التي " تزيد الطين بله" ونسأل مكب النفايات أن يغفر لموقع صوت العراق لنشره مقالكم بما تضمنه من عبقريات لاتحسد عليها والحمد لله أولا وآخرا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٢ ذو القعدة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٢١ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور