الاستجواب غاية أم وسيلة ؟

 
 

شبكة المنصور

زامـــل عــبـــد
النظام الداخلي لما يسمى بمجلس النواب نص على  استدعاء الوزراء ومن هم بدرجتهم  لجلســــــــات المجلس واستجوابهم عن ما خلص إليه النواب من ملاحظات ذات علاقة بآلية العمل أو الفساد الإداري أو المالي المؤشر لديهم في هذه أو تلك الوزارة أو الهيئة أو الدائرة ، وقبل هذا ضمن  الدستور المشرع من قبل أدواة الغزو والاحتلال هذا الحق من اجل  تضليل الرأي العام بتظاهرات يسمونها ممارسات ديمقراطية والحقيقة هي ليس  لها صلة  بالمفهوم الديمقراطي بل  القصد الأساسي هو زرع مفهوم جديد للديمقراطية في ذهن المتلقي يرتكز على إسقاط معنى المواطنة والوطنية  والإصرار على الحراك الفئوي وبما يخدم أهداف ونوايا وأداء الحزب أو الكتلة أو التيار وهم جميعا ملتقين في  نقطة واحدة تدمير العراق وتفتيت بنائه الوطني بالرغم من الصراعات الظاهرية والتي تشبه إلى حد ما صراع ألديكه التي يسـتأ نس بها المشاهد وهذا ليس بغريب لأن جلسات المجلس وما يهش به وينش أعضائه وثورتهم المصلحية وتهالكهم كي يسقط الآخرين  أصبحوا بمقياس المثل الذي ذكرناه


شهدت الأيام المنصرمة استجواب وزير الكهرباء ورئيس المفوضية اللامستقله للانتخابات وبقراءة بسيطة لها يلاحظ الجهد المبذول  من قبل عناصر غدر المتواجدين في وزارة الكهرباء واستلالهم الأوراق  والمخابرات والمستمسكات والحقيقة التي لابد من قولها إن البدرية  النائبة ألعبيدي قد أجادة الدور  والحركات الملائية التي جعلت المشاهد يزداد انشدادا" للحركات وليس لمضمون الاستجواب إن كان سؤال أو جواب  ، وذلك لأنه متيقن بان هذه اللعبة ليس باعثها وطني  خالص الغرض منه  خدمة العراق والعراقيين بقدر النوايا التي تدور في خلد الائتلاف العراقي اللاوطني  والائتلاف العراقي الوطني حاليا ، وهنا لم ارتكب أي جناية أو جنحة بالنعت لأني استندت إلى اعترافهم وإقرارهم بذلك من حيث العزوف عن التسمية الأولى والتأكيد على التسمية اللاحقة والتي طبل لها وزمر  الإعلام المرتبط بالكتلة العتيدة الرصينة التي شملت كل أطياف الشعب العراقي وملله وقد اكتمل النصاب بالسيد كريم شاه بوري وهو خير خلف لخير سلف والطيور على أشــــــــــــــكالها تقع وكما يقال الله يرحمك يا زمن  ، ومن اجل  التسامي على القناعات الذاتية والاختلاف بالأفكار والاتجاهات أقول أن ما ثبت  من ممارسات وأخطاء وأفعال فساد كانت تعبر عن الانحدار الحاصل في السلم الإداري في ضل الديمقراطية العتيدة  التي يتباهى بها أزلام الغزو والاحتلال وجنود التبشير بما يفسد النفوس والسلوك والتي هي بالضرورة الحالة الايجابية التي نقلت العراق من العهد السابق إلى عهد التحرر والرخاء  والديمقراطية والحراك السياسي فيه يخرج من المطبخ السياسي مسلفن ونكهة العمالة والخيانة الوطنية تعطره وإلا ماهو البديل لهذا الوصف وحضرات الدكاترة الشموليين بالاختصاص من التخصص بالبيطرية إلى الإلمام بشروط الرياضة وقوانينها أو علم السياسة وفنونها أو علم الاجتماع وغيرها من العلوم  التي يرونها تليق بالسنين التي هربوا فيها من أداء خدمة العلم أو الدفاع عن التراب الوطني أو من ملاحقة القانون لهم لجرائم الاختلاس والسرقة أو سلب المال العام ليعودوا  مجاهدين مناضلين متسلحين بعلوم السياسة والاقتصاد وإدارة الدولة الحديثة  بعراق  جديـد ديمقراطي فدرالي  ومن الاختصاص الاقتصادي  وخاصة في فصل حماية السراق والتستر عليهم ومن هم ضللوا واستثمرت شهوتهم المادية المجردة ليذهبوا إلى  قبورهم وهم غير مأســـوف عليهم لان السـيد مصان والد لوع مكرم في طهران ،  فكان الاستجواب حقا  وللحقيقة ليس لوزير الكهرباء وقبله وزير التجارة ولاحقة  مفوضية الانتخابات اللامستقله بل لعموم أعضاء مجلس النواب لأنهم لم يقوموا بواجباتهم على أكمل وجه وثبوت ابتعادهم عن الساحة والميدان وسماع رأى الشارع العراقي وهمومه لان  الشارع يقول باستمرار بان الفساد مستشري من الأعلى إلى الأدنى ولا توجد هناك خافية ، والإجابة ببساطه بان السادة النواب لا هم لهم ولا غم لديهم سوى ملئ الجيوب والكروش وكيف الحصول على المنافع  أثناء التواجد في المجلس أو بعد طرد الشعب لهم  بالانتخابات القادمة


إذن يمكن القول إن الاستجواب المتحقق والذي سيتحقق لاحقا" هو وسيلة دعائية الغرض منها النيل  وتحت مضلة القانون من الخصوم لإسقاطهم والتشهير بهم والنيل منهم بأي اسلوب حتى وان كان متعارضا مع الشرع والاعتبارات الذاتية وللدلالة على ذلك نعرض السلوك المتخذ من قبل الشيخ الجليل أبو البطانيات  وما ندري ماهي مبادرته القادمة  لحف لو صوبات  على أن تكون ممتلئة بالنفط الأبيض الغير مغشوش جلال زغير الذي انبرى هائجا" ثائرا" لاعنا" قناة العراقية الفضائية دون أن يكون متحدثا" بالاختلاسات والفساد والأفعال التي جعلها مادة دسمة في خطبته يوم الجمعة التي سبقت الاستجواب  حيث كان فيها الداعية النقي التقي المتألم المتذمر من ماهو واقع ويقع في حكومة  الدولة العراقية التي يقودها  احد رموز الائتلاف وان تمرد عليه كي يحقق أحلامه وتعهداته لأسياده ، فهل كان الوقوف أمام  قناة العراقية بحجم وخطورة الفساد الذي ساهم هو شخصيا" بإعداد ملفه  إضافة إلى إرشاده وتوجيهه للمجاهدة ألعبيدي ، أم الغرض هو الإكثار من طعنات السكين الذي استل  بتوجيه وإرشاد  الإطراف التي تقودهم وتوجههم جميعا من اجل تحقيق أهدافها وأجندتها والتي لا تبالي إن احترق  الحلفاء أو اقتتلوا أو  ارتكبوا أي شيء وليس ببعيد الصولة التي صالتها فصائل التيار الصدري وحرقها وأتلفها مقرات المجلس الأدنى وغدر في محافظات الفرات الأوسط والجنوب وها هم اليوم حلفاء متضامنون في السراء والضراء بأمر وتوجيه الحاج قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني  المسؤول عن الملف الأمني العراقي ، أي الوصول إلى الغاية بإنهاء دور وتأثير ائتلاف دولة القانون وإبعاد ألهالكي عن الدور الذي يرون أنفسهم هم الأفضل في تقديم الخدمات  بغية استثمار ذلك لتحقيق بند من بنود الوصية العصماء التي  أملاها  المرحوم على ولده الكتكوت كي يكون قرير العين وهو في برزخه الذي اختاره الله العلي القدير له بإعلان إقليم جنوب بغداد وتولي رجل الاقتصاد المتقلب دوما وراكض المارثون في الصعاب نحو واشنطن ليعرض خدماته ولكن من المؤسف لم يحالفه الحظ لان بريمر وثق حوله تقيم لايمكن تجاوزه من قبل الإدارة الأمريكية لأنه الرجل المتقلب الراغب بالاستحواذ بما يلبي رغباته الشخصية والذي لايوثق به بالرغـــــــم من ما يقدمه من خدمات جليلة وتفاني لإثبات صدقــــــه ، فأقول فهل أصبحت قناة العراقية بالأهمية القصوى التي  تسموا على كل الملفات التي تعصف بالعراق ومصالحه حتى تكون حديث الجلسات لثلاثة أيام يدعوا فيها  الشيخ جليل إلى فتح التحقيق ووصولا إلى المطالبة بغلقها وكحد أدنى  فترة الانتخابات  ألم يكن الأجدر منه الطلب بان كل الكيانات والتيارات وما تمتلك من قنوات أن تتوقف عن الكذب والخداع والتضليل والدجل والنشاطات التي يراد منها شراء الذمم  بل أن تتوقف عن البث ولحين الانتهاء من الانتخابات وهنا أشير إلى لقاء أجرته قناة الفرات وليس هي من الفرات بشيء مع احد الأشخاص المتوجهين إلى كربلاء سيرا على الإقدام في  أربعينية واقعة ألطف والتي صادفت والانتخابات حيث ســــــــــأله القائم بإجراء اللقاء ( وأنت قادم سيرا على الأقدام إلى الإمام الحسين ماهو رأيك بالانتخابات وهل ستنتخب ) ، ألم يكن هذا استغلال للمناسبات الدينية لغرض الإثارة والاستثمار الباطل وهذا هو السلوك المعتمد من هؤلاء حيث يتم تحديد المناسبات التي يريدون إعطاء الشرعية لهم ولمنهجهم وقتا" للانتخابات أو الاستفتاءات


ومن هنا فان الاستجواب الحاصل لم يكن الغرض منه  مكافحة الفساد والمفسدين وإنزال العقوبات الواجبة بحقهم وتنقية مؤسسات الدولة منهم من اجل الارتقاء بالأداء الإداري إلى المستوى الذي تعاد فيه هيبة الدولة ويسود القانون حقا ومن هنا تكون  الدولة دولة قانون والقائمين عليها أهلا للقانون وتطبيقاته وليس كما يدعون ويفعلون
 

ألله أكبر                ألله أكبر               ألله أكبر
العزة والمجد لكل من ضحى من اجل العراق وجاهد ويجاهد من اجل تحريره من الغزاة المحتلين واذلائهم

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٥ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور