المستحب والواجب في حياة العرب

 

 

 

شبكة المنصور

زامــل عــبـــد

الأعمال والأفعال التي يقوم بها الفرد أو الجماعة تنقسم إلى  قسمين منها المستحب والتي تختص برغبة القائم بها وتوجهاته والأخر الواجب الذي تحتمه الحالة أو الظرف أو نظرة ألفاعلين البعيدة  للحياة وإفرازاتها ، وان هذه الأعمال نجدها أخذت الحيز المهم والأساسي في مجال العبادات في كافة الديانات السماوية وحتى  ديانات المشركين واتخاذهما عنوان للموضوع  ينطلق من زاوية أراها ذات علاقة بالحركة التاريخية للأمة العربية من حيث تفاعلها ونموها وتكوين شخصيتها المستقلة

 

من اجل البقاء والاقتدار على مقاومة كل الأفعال العدوانية التي تعرضت وتتعرض لها ألامه العربية منذ فجر التاريخ وللوقت الحاضر توجب  تميز القائد الملهم المقتدر على استيعاب ألامه بحاجاتها وأماني أبنائها والعمل على نقلهم إلى شاطئ الأمان الذي يمكنهم من تحقيق الأهداف النبيلة التي امنوا بها وضحو من اجلها ومن أبرزها الحياة الحرة الكريمة والعدالة الاجتماعية التي يتساوى فيها كافة أبناء ألامه من حيث خط الشروع  ، أي وجوب تميز القائد واضهاره بالشكل الذي يمكنه من تحقيق التحول النوعي في مقومات اقتدار ألامه أو الشعب   ومن خلال هذه المسلمة النابعة من الوعي الإيماني لضرورات الاقتدار تعامل حزب البعث العربي الاشتراكي  مع الموضوع تعاملا غير اعتيادي مبتدأ" بأداتها وهو الإنسان العربي الذي أعدة قيمة من القيم العليا التي تحكم الحركة التغييرية في بنية المجتمع العربي وباشتراطاتها وجوب توفر القائد الميداني المبدع ، وهنا الإبداع لايمكن أن يتحقق مالم يكن هناك الاستيعاب الواعي والشمولي لكل أوجه الصراع الذي تخوضه ألامه أو الشعب  ، وقد شهد التأريخ العربي ظهور القادة المتميزون والذين أبدعوا في قيادة ألامه و تحقيق الأفق الإنساني لها  من خلال تعاملها مع الأمم الأخرى وطرح التجربة العربية  كي تستفد منها تلك الأمم بما يجعلها مقتدرة على تجاوز حالة الركود الحضاري والانغلاق ، وبقدر تكون العلاقات الإنسانية كانت هناك مواطن الحقد والكراهية نتيجة التصادم الحضاري فيما بين ألامه العربية وتلك الأمم التي ارتكز تكوينها على معايير العدوان والاستغلال والتوسع على حساب الغير وكانت هذه حالة جديدة معززة للتوجه الأساس من حيث وجوبيه القائد الملهم المميز الذي يمكن ألامه من تجاوز الصعاب والمحافظة على بنائها ومكونات هيكلتها

 

حزب البعث العربي الاشتراكي الوليد الشرعي الذي  أنجبه رحم ألامه استجابة لحاجات الإنسان العربي وكرد علمي وواقعي على كل مالحق بالأمة العربية في العصر الحديث وخاصة مابعد اضمحلال الدولة العربية الإسلامية وسقوط بغداد عام 1258 م وما نتج بعد ذلك من تراجع في الحياة العربية وفقدان الأمة لكثير من مواطن القوة والتأثير ، فكان المخاض العسير الذي أنجب الفتى المهيأ ليكون قوة الدفع في حركة حزب الأمة ومنقذها كهدية من ألامه العربية إلى  محورها الفكري الثائر البعث والعكس صحيح من حيث انتصار الفتى لامته واختياره طريق التضحية والنضال  وهو الواجب الإنساني القومي في أن واحد أي أن اختيار الصعاب وصولا إلى الغاية السامية لم يكن استحبابا" بمعيار الإيمان والتماثل فيما بين الذات والجوهر الذي تشكله ألامه ببعدها الإنساني والروحي الذي تسموا فيه كل المعايير التي يراد منها  الانتصار على  النقيض العام والخاص وبتعبير أوضح الانتصار على كل مايحيط بالأمة ويشكل تعارضا مع حركتها الإنسانية ويعمل على وئد كل ولادة جديدة تبلور  القيم السامية التي تنشدها ألامه ، أما الخاص ويراد به العلل والأمراض التي أخذت تفتك بالجسم العربي والتي تمكن العدو من  فرضها وتنمية العقل المدافع عنها وصولا إلى جعلها امرأ" واقعا في الأمة ،  وفي خضم الأوضاع المستجدة التي تمر بها الأمة العربية فبعد النكسة عام 1967وبعد المتغير الإيراني ومجيء خميني من فرنسا وابتداع فكرة ولاية الفقيه وهذه الفكرة غريبة على القران والســــنة النبوية الشريفة  ، البعث واجه النقيضين الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان وبعقلية هادئة ومنفتحة بعيدا عن التعصب الأعمى والتسرع فأكد على العلاقة العضوية بين العروبة والإســـلام (فكرة القومية المؤمنة ) وتحرير الدين من السياسة وملابساتها وتجلى ذلك بشكل واضح في جملة كتابات وشعارات الحزب ومحاضرة القائد المؤسس المرحوم احمد ميشيل عفلق التي ألقاها في جامعة دمشق في وقت مبكر من دعوته عام 1943 والتي نشرت تحت عنوان (في ذكرى الرسول العربي) لدليل على توجه الأصيل من بداية فكر البعث نحو استلهام التراث بطريقة ثورية ويقول رحمه الله (التشبع بالتراث القومي لا يعني مطلقا العبودية للماضي والتقاليد ولا يعني فتور روح الابتكار) ، وما لخصه الأب القائد المرحوم احمد حسن البكر في عبارة قصيرة ( انفتحوا على العالم من أول نقطة مضيئة في تاريخكم كونوا معاصرين شرط أن تكونوااصيلين فالمعاصرة لا تعني انقطاع الجذور ) وما قاله القائد المجدد الشــــــهيد صدام حســين رحمه الله عليه وأرضاه في عليين ( إن عقيدتنا ليست حصيلة جمع كل ما يحمله الماضي والدين وإنما هي نظرة شمولية متطورة للحياة وحل شمولي لاختناقاتها وعقدها ودفعها إلى أمام على طريق التطور ) ويقول ( إنها مترشحة عن واقع امتنا ومتقدمة عليه في نفس الوقت )  كان الواجب أن تظهر ألامه القائد الذي يمكنها من الاستمرار  بخوض غمار الصراع الحضاري مع أعدائها التقليدين والجدد ،   وخاصة مابعد غزو واحتلال العراق والتي هي في حقيقتها  استكمالا للجريمة التي ارتكبت  باغتصاب فلسطين وإقامة كيان استيطاني عنصري يعمل بكل قدراته وإمكاناته تمزيق الممزق وإسقاط مفهوم الوطن العربي الكبير وإعطاء الشرعية لكل الدعوات العرقية والطائفية  والدينية المقيتة ولخير دليل الاشتراط (( الذي يوجب على من يفاوض من الفلسطينيين  الاعتراف بيهودية الدولة  ))  وان من أهم إفرازات النكسة في الخامس من حزيران 1967 تحرك المارد العربي انتصارات لإرادة الآمة وإنسانها المهمش فكانت ثورة 17 – 30 تموز 1968 في العراق والانجازات المتحقق بإبعادها القومية والوطنية والتي أصبحت بحق الأمل المرتجى في الأمة والقاعدة المشعة  فتكالب الأعداء والخصوم لقتل الوليد الجديد وإعادة روح اليأس والقنوط في نفس ألامه وعقول أبنائها فتم استخدام الحرب بالنيابة  مردفا"بشبكات الجاسوسية والرتل الخامس الموكلة له زرع الفتنة وتأليب الرأي العام لإعاقة التحولات الثورية التي  طرحها حزب البعث العربي الاشتراكي إن كان على مستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي بدأ" من تصفية شبكات التجسس ووضع الحل الشامل لحقوق أبناء العراق من الكرد والقوميات والأقليات المتأنية  وفقا" لرؤية البعث لها على المستوى القومي والوطني وتأميم شركات النفط الأجنبية وتحقيق شعار نفط العرب للعرب  والبترول سلاح سياسي في المعركة القومية وفي خضم هذه الأجواء  الثورية بدأ الإشعاع القيادي المميز يظهر على الساحة العراقية  للرفيق صدام حسين كونه المحاور والراسم لبيان آذار الخالد والمهندس الفاعل لقرار التأميم والعقل الذي سحب البساط من تحت أقدام الأعداء باتفاقية الجزائر عام 1975 والتي أسقطت الرهان على  الدور المرسوم للقيادات الكردية العميلة من سليلي الخيانة  والدور الفاعل في الإعداد للثورة وتنقيتها من  الشوائب التي علقت بها أثناء مراحل الإعداد والتنفيذ

 

من ابرز المراحل التي مر بها العراق  التي أوجبت  استلام القيادة مباشرة من قبل الرفيق  صدام حسين هي عام 1979 والبدء التنفيذي لوثيقة بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي والمتغيرات التي تمت في إيران بشعاراتها وأهدافها المعلنة ( الفكر القومي الإنساني هو المستهدف من قبل الامبريالية والصهيونية الصفوية ومن هنا نقول أن الصراع الفكري والعسكري والحضاري والإنساني يتجسد في ارض الأنبياء والرسل وسيحدد مصير المنطقة بل العالم من العراق المعمد بدماء الشهداء ونزيح عن كاهل الإنسانية إثقال القرون الوسطى بتخلفها ومن هذا ولد البعث وهو يحمل سر قوته فسيبقى شعلة تضيء الدرب مع مشاعل الإنسانية في أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوربا الغربية ليكونوا نبراسا للإنسانية وما خفي كان هو الأخطر لأنه يستهدف روح الأمة العربية بفكرها الثوري والنضج الذي بدأ يتحقق على الساحة العراقية كونها الأرضية التي تخوض معترك الصيرورة العربية الجديدة الهادفة إلى بناء المجتمع العربي الديمقراطي  الاشتراكي الموحد ، فكان شعار خميني تصدير الثورة الإسلامية إلى العراق والذي هو البدايات الفعلية للحرب المفروضة على العراق لثمان سنوات وبالنظر لعدم تمكن القوى الامبريالية الصهيونية الفارسية من تحقيق أهدافها نزل الغرماء المباشرين إلى الساحة مباشرة بعد  تحريكهم حكام الكويت ودفعهم لإيذاء العراق الذي ضحى بفلذاته من اجل حمايتهم ودفع الشرر الفارسي عنهم فكان العدوان الثلاثيني وما رافقه من صفحة الخيانة والغدر وصولا إلى الحصار الجائر والظالم والتدخل بالشأن العراقي  بدعوات كاذبة وعدوانية  هي نتاج التفرد الأمريكي بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء" بالغزو والاحتلال وان ماحدث ويحدث ألان في العراق في ظل الاحتلال وعملائه هو الدمار الشامل للبناء  الاجتماعي وإفراغ الدين الإسلامي من محتواه  الحضاري الإنساني فجعلوا المذهب  يتحول إلى مذهبية تسودها العقد والحقد والكراهية والطائفة إلى طائفية مقيتة فتنوية الهوى والسلوك فكان شهيد يوم الحج الأكبر يقول بصراحة قاطعة (إن حزبنا ليس حياديا بين الإلحاد والإيمان، وإنما هو مع الإيمان دائما ولكنه ليـــس حزبا دينيا ولا ينبغي أن يكون كذلك ) فنجد اليوم المرتدون والخونة والعملاء يذهبون في تفكيرهم وسلوكهم إلى حد التعصب الأعمى فيغدر أبناء الوطن الواحد على الهوية والاسم بل أنهم يحولون أنفســـــــــهم إلى أوصياء على المجتمع وعلى حاضره بأ سم الدين والمذهب ،

 

وكما حصل في الأندلس قبل وبعد سقوط غرناطة عندما  تحولت العقيدة نفسها إلى قياس محاكم التفتيش التي أعدمت على آلة التعذيب مئات الناس وهذا ما حدث ويحدث في العراق عندما حول إبراهيم الجعفري وصولاغ وزارة الداخلية إلى وكر للمليشيات التي تقوم بقتل العراقيين بالات الدريل وصنوف أخرى وما يسمونها بالمحاكم الشرعية في البصرة والنجف وبغداد بقتل الوطنيين من العلماء والأدباء والشعراء والاكادميين والفنانين والصحفيين ، المطلوب منا هو أن نكون ضد تسييس الدين من قبل الدولة وفي المجتمع وأن نعتز بالدين بلا سياسات للدين) المعنى المباشر لهذه العبارات هو التمسك بالوطن والارتفاع فوق الانقسامات الدينية والطائفية

 

ألم يكن الواجب الوطني والإنساني الإعلان المباشر ومن خلال كل المنافذ الإعلامية المتاحة الوفاء للقائد صدام حسين  أضحية الأمتين العربية والإسلامية والإنسانية والمضطهدين أينما يكونون وتجديد عهد الولاء والوفاء للفكر الذي  هيأه ليكون الرمز والقوة التي تتصدى لكل الظلاميين والأشرار يوم 29 تشرين الأول 2009 ردا على الجريمة النكراء التي ارتكبت بحق الإنسانية والعدالة باغتياله صبرا في فجر يوم الحج الأكبر ومن خلال هذه الوقفة  نجدد البيعة للمجاهد الكبير شيخ المجاهدين وخادم الجهاد المعز بالله العزيز القدير الرفيق المناضل عزت ابراهيم خليل قائدا" وموجها نحو النصر المؤزر وبهذا يتم الوفاء للقائد الشهيد وكل  المناضلين الذين قضوا دفاعا عن العروبة والمبادئ ومن اجل رفع صوت الحق عاليا

 

ألله أكبر                 ألله أكبر                ألله أكبر

يامحلى النصر  بعون الله

وليخسأ الخاسئون

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٣٠ شـوال ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور