التفجيرات وانتخابات انقاذ ما يمكن انقاذه

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الاله البياتي
لا شك ان وصول مجموعة الى السلطة التنفيذية تدعو لاطلاق سراح المعتقلين وايقاف الاعدامات هو احسن من وصول مجموعة تدعو الى اضطهاد كل معارضيها وتنفيذ الاعدامات واعادة محاكمة الذين يطلق سراحهم ولكن اولا ان وصول هولاء الى السلطة التنفيذية عن طريق الانتخابات الحالية غير اكيد بعد كل الاجراءات والاحتياطات التي اتخذها البرلمان ،او التي لم يتخذها ،لكي تعود نفس القوى المسماة كبيرة الى البرلمان وثانيا ان هي ان وصلت الى السلطة فليس اكيدا انها ستنفذ ما تدعو اليه خلال الانتخابات وثالثا ان المحصاصصة الطائفية والاثنية التي شلت البرلمان ودمرت العراق لن تتغير بمجرد ان الكتل قد غيرت شعاراتها الطائفية خلال الانتخابات. ان التغيير لن يحصل الا بانسحاب الولايات المتحدة واجراء انتخابات حرة ونزيهة في ظل سلطة انتقالية تطلق الحريات الديموقراطية وتلغي القوانين والاتفاقيات والاجراءات التي دمرت العراق وسيادته ووحدة اراضيه

  
المحاصصة الطائفية والاثنية وصولا الى تقسيم العراق هو جوهر العملية السياسية والمخطط الامريكي لمستقبل العراق وقد زرعت الولايات المتحدة ما يكفي من قنابل موقوتة في الدستور وعلى الارض بحيث ان كل خطوة في العملية السياسية تتطلب موافقة الولايات المتحدة وارشاداتها والا فان العملية السياسية تنفجر واذا لم تنفجر ذاتيا قد يفجرها الاميركان او احد حلفائهم من داخل العملية السياسية او خارجها عندما يكون ذلك في خدمة مصالحهم ومخططاتهم


 هناك عوامل عديدة تمنع الادارة الامريكية من تفجير العملية السياسية الان اولها خطر انفراد حليفها عدوها الايراني وثانيها ضعف القيادات الكردية، حليفتها الاساسية، وعزلتها وثالثها الوضع في افغانستان ورابعها عدم  اتفاق خبرائها وجنرالاتها حول المستقبل وخامسها والاهم هو خطر سيطرة القوى المناهضة للاحتلال على الاوضاع 

 
لقد استطاعت الحركة المناهضة للاحتلال بمواقفها الوطنية الرافضة للاحتلال ان تحقق التفافا واسعا بين جماهير شعبنا حول شعاراتها في استقلال العراق ووحدته وسيادته على كل ارضه وثرواته وفي ضرورة بناء دولة مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات مما كشف خطل العملية السياسية ودورها في تدمير العراق وتفتيت النسيج الاجتماعي وفي منع بناء اية موسسة تخدم شعب العراق. لذلك فان شكل العملية السياسية الحالي اصبح عائقا وعبئا على الاميركان خصوصا بعد ازدياد انعزال المالكي وتلقيه الصفعات من كل الجهات ولا عجب عندئذ ان تتدخل الولايات المتحدة لفرض قانون الانتخابات الجديد لعلها تستطيع ان ترقع وتجمل العملية السياسية وتكسبها بعض الشعبية قائلة لحلفائها جميعا بعد المواقف الطائفية والشوفينينة البغيضة التي ابدوها خلال مناقشاتهم لقانون الانتخابات واصرارهم على اعادة نفس تركيب البرلمان الفاشل المفضوح الحالي ، قائلة لهم انقذوا ما يمكن انقاذه والا فليس امامكم سوى غضب الولايات المتحدة واهمالها لكم

 
لا نعتقد ان الكتل الكبيرة تملك القدرة ولا الرغبة في الوقوف ضد صانعها وراعيها الولايات المتحدة فالولايات المتحدة هي التي تقرر القوانين والسياسات والدعاية والتمويل وهي التي تملك المعلومات عن اجرام وفساد ولصوصية كتل العملية السياسية الاساسية وهي التي تملك السيطرة على مليون من القوات المسلحة فكان ان اذعنوا بدون اعتراض. الولايات المتحدة راغبة هذه الايام ، بمحافظتها على العملية السياسية ، ان يتقسم العراق الى اربعة اقسام بدلا من ثلاثة وهي لا تضع بيضها في سلة واحدة وانما في كل السلات وطريقة اقرار القانون كافية لمعرفة من يقرر  

 

ان القوى المناهضة للاحتلال لن تخدع بهذه الانتخابات الصورية ولن تشارك فيها وهي ان تتفهم ان عوائل المعتقلين والجائعين ،حتى وان كانت تدعم القوى المناهضة للاحتلال، تتمسك باية قشة امل لانقاذ ابنائها وتحسين اوضاعها مهما كان هذا الامل كاذب ،فانها تعتقد ، كما هو واضح من ادبياتها، ان انقاذ العراق لن ياتي من الانخراط في العملية السياسية لان اساسها مناقض لمصالح شعب العراق وحقه في الاستقلال والسيادة على كل ارضه وثرواته ولان الانخراط فيها يعني الرضوخ للارادة الامريكية التي تقرر كل شئ في العملية السياسية،.هذه الارادة التي لم تبدي لحد الان اية رغبة حقيقية بالانسحاب وترك العراق لاهله. السنوات السبع الماضية كانت كافية لاثبات ذلك للجميع وخصوصا لشعب العراق .


ستحمل الولايات المتحدة عار رعايتها لهذه العملية، عملية الدم والموت والاجتثاث والفساد واللصوصية، الى الابد امام عذابات الابرياء وامام ابناء العراق والضمير الانساني فالعملية السياسية تنحط اكثر واكثر والهلع قد دب في صفوف القائمينعليها فهم لم ولن يستطيعوا اقامة دولة يعتبرها العراقيون دولتهم بحيث ان لم يبق امامهم  سوى مزيد من الاغتيالات والتفجيرات والاعتقالات كدعاية انتخابية . لقد اصبح اسقاط هذه العملية وحكوماتها واطرافها ضرورة وطنية لكل العراقيين من جهة ومن جهة اخرى فان هذه العملية البائسة ستتفجر غدا من داخلها ان لم تتفجر اليوم .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٢ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور