التفاوض بالقنابل

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الاله البياتي
الذي يقوم بالتفجيرات هو في الحقيقة يوجه رسالة الى اطراف العملية السياسية ومن بينهم رئيس الوزراء يقول لهم انا اقوى منكم جميعا ولن اعترف مقدما بنتائج التصويت. في التفجيرات الاولى كان يعترض على الاتفاقيات الاستراتيجية مع سوريا وتركيا وقج فهم المالكي الرسالة فاسرع الى اتهام سوريا بالقيام بالتفجيرات محاولا استخدام دماء الابرياء لمنع القوى المناهضة للاحتلال من المشاركة بالتصويت مشددا حملات الاعتقال والتصريحات الطائفية


وكان يمكن ان تتوقف التفجيرات عند التفجيرات الاولى لو ان منع المالكي من الفوزهو الهدف الوحيد فهذه التفجيرات قد هزت صورة المالكي كرئيس وزراء يدعي انه قام بانجازات على نابلمستوى الامن


ولكن يبدو ان الهدف هو ابعد من ذلك. فالتفجيرات التالية هدفها ايصال رسالة بان الخط التي اتخذته العملية السياسية من تقليم اظافر القوى الطائفية والاثنية والاعتراف بحق المهجرين في المشاركة تهيئة لانسحاب القوات الامريكية هو امر مخالف لمصالح الطرف الذي يقوم بالتفجيرات ومخالف للاتفاقيات السابقة بين الولايات المتحدة والاطراف التي شاركتها في غزو العراق


لا شك ان الولايات المتحدة، وقيادات الامن العراقية ايضا، تعرف من يقوم بالتفجيرات ، رغم انها تتهم القاعدة كالعادة، فهي تسرع لتؤكد للطرف الذي يقوم بالتفجيرات بان تفجيراته لن تؤثر على خطط الانسحاب. فمن يريد ان تبقى القوات الامريكية في العراق؟


هناك اطراف عدة اولها وبشكل علني القيادات الكردية التي ترفض انسحاب الولايات المتحدة قبل تحقيق السيطرة على كركوك وتحقيق تقسيم العراق وثانيها ايران فان المنحى الذي بدات الامور تاخذه لا يخدمها لانها غير متاكدة من السيطرة على العراق بعد انسحاب الاميركان كما ان هذا الانسحاب يحرمها من ورقة ضغط على الاميركان وثالثها اسرائيل التي ترى ان الانسحاب الامريكي يعني الاعتراف بفشل مشروع الشرق الاوسط الجديد التي حرضت بوش لتحقيقه خصوصا وان الاتفاق الاستراتيجي التركي السوري قد وضع هذا المشروع على الرف وخصوصا وان هذا الاتفاق قابل لان يتطور ليكون اتفاقا استراتيجيا بين دول المنطقة ورابعها الاطراف الامريكية المرتبطة باسرائيل وشركات النفط والسلاح


قد تكون واحدة او اكثر من هذه القوى هي التي تقوم بالتفجيرات ومما يؤيد هذه الاطروحة انها هي الوحيدة التي تملك قدرة القيام بهذه التفجيرات وهي متواجدة بكثافة في الاجهزة الامنية ولان هذه القوى يهمها مصالحها الاستراتيجية ولا تابه لدماء العراقيين الابرياء كما ان امتناع اطراف العملية من كشفها يوضح خوفهم من جبروتها وقوتها وتحكمها بمفاصل العملية السياسية العراقية

 
ادارة اوباما مجبرة على التصريح انها ستنسحب لا ن المقاومة العراقية حولت الاحتلال الى نزيف مالي وعسكري ولاسباب اخرى كمعارضة الداخل الامريكي لاستمرار الاحتلال و تركيزالولايات المتحدة في هذه الفترة على افغانستان وبسبب تقديم حكومة المالكي النفط العراقي والمستقبل العراقي سلعة رخيصة لها ولكن التصريحات شئ والواقع شئ اخر فهي ضمنت السيطرة على العراق عن طريق اتفاقية انسحاب القوات وعن طريق اتفاقيات المالكي ـ الشهرستاني النفطية وهي لم تنسحب حتى الان بل وقد تغير رايها ولا تنسحب اذا لم يجبرها الشعب العراقي

 
ان القوى المناهضة للاحتلال تدين هذه التفجيرات التي يستشهد بواسطتها ابناء العراق الابرياء بدون تمييز وهي تدين هذا التفاوض بالقنابل بين الاميركان واطراف العملية السياسية وتؤكد ان العملية السياسية، عملية القتل والموت والنهب والفساد واللصوصية  ،


 هي جزء من الاحتلال وهي لن تعترف بدستورها وقوانينها واتفاقياتها واجراءاتها الباطلة حسب القانون الدولي ومصالح شعب العراق. كيف يمكن ان نعترف بقوى لا هم لها الا تدمير العراق والتنكيل بابنائه؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٣٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور