بين حقوق الإنسان وعقوقه

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الجبار سعد
بعد أقل من يوم على إعلان خبر الأمر القضائي البريطاني بالقبض على تسيبي ليفني وزيرة الخارجية السابقة للكيان الصهيوني بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها في غزة قامت تلك العصفورة ( وهذه هي تسميتها بالعبرية ) بتهديد الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس وإحدى خمس دول عظمى ذات الموقع المتميز الدائم في مجلس الأمن ومن تملك حق الفيتو على أي قرار يصدر عنه ..


العصفورة الحسناء هددت الإمبراطورية العظمى بصقورها وحمائمها بأنها ستستبعدهم من أي دور في مفاوضات عملية السلام في الشرق الأوسط وزادت بالقول أنها فعلت مايجب عليها أن تفعله تجاه الفلسطينيين الأبرياء تلك التي يسميها البعض جرائم حرب ,


***


لم يمر وقت طويل بعد هذه التصريحات النارية حتى ظهر وزير خارجية الإمبراطورية العظمى وبشكل مخزي وكأنه يرتعد رعبا وخوفا من غضبة الآلهة تسيبي ليفني ليقول أن الحكومة سوف تغير القوانين كي لا يتكرر مثل هذا الخطأ الفاحش تجاه دولة إسرائيل المقدسة في نظرهم والمقدس قادتها لدى الغربيين أجمعين خصوصا بريطانيا التي أوجدت هذا الكيان الصهيوني السرطاني في قلب العالم العربي والإسلامي .. ثم وقبل أن يتم تغيير القانون يصدر تصريح رئيس وزراء هذه الإمبراطورية اللعينة عاجلا ليقول أن تسيبي ليفني مرحّبٌ بها في أي وقت في بريطانيا وكذلك قادة إسرائيل ايا كانت جرائمهم فمن ذا الذي يقدر أن يقوم أمام غضبة إسرائيلية صهيونية وليست مضرية عربية .


***


إذن فنحن أمام حقوق إنسان غربي وصهيوني وعقوق لإنسان عربي وإسلامي ..


حقوق الانسان الغربي والصهيوني محفوظة ومقدسة حتى لو محى الوجود كله بكل اسلحة الدمار الشامل وبغير أدنى مبرر وعقوق الانسان العربي والمسلم واجب مقدس على جميع اهل الارض ثم نستمع للمؤتمرات التي تعقدها منظمة هيومن رايتس أي حقوق الانسان في العالم العربي وفي اليمن ونشاهدهم وهو يرتقون منصات الفنادق الفخمة ليسمعونا تقاريرهم حول حالة حقوق الإنسان في بعض الدول العربية وفي اليمن خصوصا فنسمع منهم عجبا ..


***


ومن أعجب العجب أن تسمع أن تقرير حقوق الإنسان في الوطن العربي الأخير كرر سبع مرات عبارة "تحسن وضع حقوق الإنسان في العراق" فمن يمكنه أن يصدق أن وضع حقوق الانسان في العراق الذي قتل الصليبيون والصفويون والصهاينة فيه قرابة المليون ونصف مليون وشردوا أكثر من أربعة ملايين من ابنائة وعشرات بل مئات الآلوف من المعتقلين والمطاردين والمنتظر تصفيتهم تحت ذرائع شتى أهمها اجتثاث حزب البعث كثيرون وينتظرون آجالهم كل لحظة .


***


وفي اليمن يبدو الأمر هكذا فأنت تستمع إلى تقرير حقوق الانسان وتكاد تبكي من معاناتك والكثير من أبناء وطنك التي سببها عملاء الشرق والغرب في الشارع السياسي الرسمي وغير الرسمي و التي لم تصل اليها عبارات تقرير حقوق الإنسان لأنك كغيرك مواطن بسيط لا علاقة لك بمشاريع الشرق الأوسط الكبيروغيرها من مشاريع التمزيق ولأنك إنسان فأنت تندرج ضمن قسم آخر في نفس المنظمة اسمه عقوق الإنسان ..

 

هذه المنظمة هي نفسها التي تكتب التقارير المعلنة سلفا بدماء المستضعفين والمعلن عنها عبر وسائل الأعلام التي لا تجتمع لسرد مآسي البشر التي تعاش في كل لحظة ولكنها تجتمع بناء على نداءات عملاء الصهاينة والصليبيين والصفويين لتحقيق مآرب سيدة المشارق والمغارب دولة إسرائيل الصهيونية العظمى .

 

فصبر جميل ولابد لهذا البغي من منتهى ولهذا الليل والظلم من آخر ..فمايزال في سمائنا قمر ومازال في الكون مدبر حكم عدل لا تضيع عنده الحقوق .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٢ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ١٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور