احتلال إيران للفكه منهج أم حزمة رسائل

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

اعتادت إيران استثمار ظروف النزاعات الدولية لجني مكاسب، كما إنها اعتادت استغلال مراحل التداعي العربي للتمدد على حساب العرب، فهل احتلال بئر رقم 4ضمن حقل الفكه العراقي الغني بالنفط حلقة ضمن ذلك المنهج؟ حيث إن احتلال العراق عام 2003 من قبل تحالف كل قوى الشر والجريمة والفاشية والإرهاب بقيادة أمريكا زعيمة الطاغوت والبغي انتهاك صريح واستهتار بالقوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ومعاهداتها بدفع ورغبة صهيونية وتعاون فارسي وتواطأ رسمي عربي، فلو عدنا للتاريخ على الأقل الحديث نجد إن إيران اعتادت على استثمار واستغلال الظروف غير الطبيعية لذلك كما جرى في اقتطاع إقليم الاحواز على مراحل عدة والاستيلاء على الجزر العربية الثلاث طنب الكبرى والصغرى وأبو موسى بعد انسحاب الاحتلال الاستعماري البريطاني، فهل احتلال الفكه حلقة جديدة في منهج إيران المتسلسل التوسع على حساب العرب وهو منهج لا يتغير بتغير النظام وتوجهاته الفكرية. ومن يخالفني الرأي ليرجع للتاريخ ليجد ما قلته صحيحا ومبنيا على وقائع وأحداث، وليس تجني أو قول لا يستند إلى سند ودليل، أم هو حزمة رسائل سياسية لجهات متعددة ولكل رسالة قول وأهداف؟

 

يأتي احتلال إيران لحقل الفكه النفطي عقب أحداث متعددة على الساحة العراقية والعربية والدولية فهل العدوان الإيراني على الفكه هو حزمة رسائل لكل الجهات ؟ سنقرأ بعض هذه الرسائل من وجهة نظر تحليلية مع عدم نفي أو إهمال الاستنتاج الأول وهو استغلال إيران للظروف لأجل التوسع، والقراءة تبدأ من تحديد الجهات التي أرادت إيران أن تبلغها تلك الرسائل.

 

1.     الأنظمة العربية وحكومات مجلس التعاون الخليجي بالذات.

2.     أمريكا وقواتها في العراق.

3.     المالكي وحزبه.

4.     حلفائها وعملائها في العراق.

5.     الشعب العراقي ومقاومته.

 

إن احتلال البئر الرابع في حقل الفكه العراقي يمثل رسائل متعددة بعد مؤتمر القمة لدول مجلس التعاون الخليجي، وتشدد أمريكا في إنزال عقوبات قاسية بإيران إزاء موقفها من ورقة منظمة الطاقة الذرية ومفاوضاتها مع ما سموه 5+1 بشان برنامجها النووي، وبعد إصرار المالكي على خوض الانتخابات بقائمة منفردة والانفصال عن التحالف المرتبط بحكومة إيران، وقراءتها للوضع السياسي الذي سبق الانتخابات العراقية والإيحاء إلى حلفائها بما تراه، وجس نبض الشارع العراقي وموقف الشعب بعد هذه الفترة من عمل حلفائها وأتباعها وأجهزتها في العراق ومعرفة رد الفعل لتحديد أساليبها اللاحقة.

 

1.  رسالتها للنظام الرسمي العربي وحكومات دول مجلس التعاون بعد القمة الخليجية في الكويت التي طالبوا إيران فيها بالانسحاب من الجزر الإماراتية المحتلة التي احتلها إيران عقب الانسحاب البريطاني عام 1971، تقول لهم فيها الأتي :

 

·   إبلاغهم بان أمريكا لن تحميهم، وها هي إيران تحتل واحد من أهم حقول النفط العراقي، الذي تحتله أمريكا رسميا وفيه عدد كبير من جيوشها ومرتزقتها.

·   إن من كان يردع العراق ويحد من نفوذها قد راح، وعليكم التعامل وفق الواقع الجديد.

·  إن إيران بإمكانها أن تأتيكم برا وليس بحرا فقط.

 

2.     رسالتها لأمريكا وقواتها في العراق تقول :

 

·   إن إيران لم تعد تخشى تهديدكم، وها هي تدخل حقل الفكه رغم وجودكم العسكري المكثف في العراق.

·  إن تلويحكم بالعقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي سيكلفكم كثيرا وهو تهديد وجودكم في العراق وأفغانستان.

·   إن منابع النفط التي خضتم لأجله الحرب تحت متناول إيران وعليكم إدراك ذلك.

·  رغم وجودكم شرق وغرب إيران وانتشاركم في المحيط الهندي فلسنا خائفون منكم، بل نحن قادرين على تهديدكم وخلق المشاكل لكم.

·  إن إيران قوة فاعلة في المنطقة وعليكم التعامل معها على هذا الأساس.

 

3.     أما رسالتها للمالكي وحزبه فنقرأ فيها :

 

·   إن نزع العباءة الإيرانية والانضواء تحت المظلة الأمريكية ثمنه باهض احدها الحرب والاحتلال المباشر وهذا ما لا تطيقه.

·   إن إيران بثلة من جنودها قادرة أن تعريك أمام الشعب العراقي فاعرف من أنت ومن الذي جاء بك ومكنك من الوصول للسلطة وان أمريكا غير قادرة على الحد من نفوذنا في العراق.

·   إن عدم تنفيذ أوامر حكومة إيران وقراراتها ونزولك بقائمة منفردة له ثمن فلا تكرر ذلك مستقبلا، وذلك ردا على عدم عودته للائتلاف المرتبط بإيران رغم مجيء لاريجاني إلى بغداد لأجل إعادة توحيد التحالف.

·   إن بقائك مرتبط برضانا عنك وأنت مجرد عميل صغير  فلا تنسى.

 

4.     وفي رسالتها لحلفائها وأتباعها في العراق نقرأ :

 

·   إن المؤشرات تؤكد إنكم لن تبقوا بالسلطة، وقد لا يكون لكم ثقل في البرلمان القادم ، حيث إن الشعب قد كشف ارتباطكم ولم يبقى كثير وقت، فلتباشروا ترسيم الحدود وليبدأ من الفكه والمناطق الغنية بالنفط.

 

5.  ارادت من خلال عملها الاستفزازي ان تجس نبض العراقيين عموما والعرب بالذات، وترى كم استطاع عملائها وفتنتهم من ان تنال من وحدة شعب العراق؟ والحمد لله جاء الرد يؤكد ان لا فتنة ولا عملاء ولا احتلال ولا اعلام مكثف مضلل قادر على النيل من الشعب ووحدته واستعداده لحماية كل شبر من ارض العراق، فتناخى العراقيون افرادا وجماعات من كل العراق من الفاو إلى زاخوا يرددوا كلنا جنودك يا عراق كلنا نفديك بالدم والمال، عرب واكراد وتركمان كلنا نفديك بالروح والدم، اخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه، عهد الله من لا يدافع عن العراق ليس عراقيا.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٠٦ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور