بمناسبة العام الجديد إلى اوباما رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
قلنا في بداية تولي اوباما للرئاسة الأمريكية للمتفائلين من العرب وأحرار العالم لا تستعجلوا فقد قال العرب (لا تقل سمسم حتى تلهم) ولم يقولوها جزافا بل تأكدا من خلال التجارب والمعايشة، وقلنا هل ممكن أن يكون اوباما منقذ أمريكا وبطلها الجديد؟، وقلنا في مقال آخر لا يهمنا من يفوز اوباما أو ماكلين الذي يهمنا تحرير بلدنا وها هو أكثر من عام يمر على وعود اوباما في حطاباته التي سبقت فوزه وعام واقل على توليه الإدارة وخطاباته في مصر وتركيا وأماكن كثيرة قدم من خلالها الوعود والكلام المعسول ولكن ما الذي فعله وحققه، وعود لا غير وعود وكلام ولكن الحقائق والوقائع ترينا غيرها، فهل ما زال هناك من يراهنوا على اوباما أو غيره؟

 

آن أمريكا تحكمها ثوابت لا يحق للرئيس أن يغيرها لان ورائها قوى خفية فاعلة وهي التي ترسم كل شيء وما الرؤساء إلى جنودا لديها هي تنصبهم ومتى شاءت أو خالفوا منهجها تزيحهم، المطلوب أن تنتخب الشعوب الأمريكية رجلا أمريكيا واعيا لمشاكلها وقادرا أن يواجه كل القوى الخفية التي تعتبر أمريكا تكوينا هم فعلوه ليكون صاداتهم لاستغلال العالم والسيطرة عليه، وان يحتشد الشعب فعلا لتغيير ميزان القوى في داخل أمريكا لتغيير المنهج من دولة الإرهاب والعدوان واستباحة القانون الدولي وارتكاب الجرائم لصالح تلك القوى إلى دولة حضارية متقدمة كبرى في اقتصادها وسلاحها وإمكاناتها وتأثيرها السياسي ولكن كبيرة في خلقها وتعاملها مع البشرية واحترام المجتمع الدولي ومعاهداته وقيمه وتسخير إمكاناتها للمشاركة في بناء مجتمع إنساني حضاري متعايش مع بعضه، يبني علاقاته البينية والكونية على أسس الفضيلة التي أهمها التعايش السلمي وتقرير المصير وعدم العدوان ومحاربة كل ما يضر البشرية والتعاون والشراكة والمحبة ورفض البغي. فهل الأمريكيون قادرون أن يحققوا ذلك لأنفسهم قبل أن يكون للعالم؟ وهل التكوين الفكري للعموم الأمريكيين فاشي إرهابي إجرامي؟ ننتظر عل أمريكا قادرة على تدارك الخطر المحيق بها قبل أن تنزلق للهاوية السحيقة، وتنقذ نفسها والبشرية من الأشرار والإرهابيين والمجرمين.


يا أيها الداعي بلسانك فقط إلى مكافحة الإرهاب حارب الإرهاب في داخلك وداخل مؤسسات بلدك قبل أن تدعي انك تحارب الإرهاب في أفغانستان واليمن والصومال واسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية واستراليا وأوربا وكل العالم، حاربه بالتصدي لمنهج ومخطط قوى الإرهاب والجريمة والبغي والعنصرية في بلدك إن كنت ممثلا للشعوب الأمريكية ومدركا لمعنى انتخاب الأمريكيين لك بتلك النسبة الكبيرة على منافسيك، الإرهاب أمريكا بسياسات إداراتها المتعاقبة تولد، ونتيجة عنجهيتها وأخطائها الإجرامية نشط ومول وتغذى وانتشر، ونتيجة تعاملها المنحاز دوما لصالح دول الإرهاب والعدوان تصاعد، ولبغيها على العالم وتصورها أن كل شيء يمكن تحقيقه بالقوة الغاشمة صارت أمريكا هدفا له، فهل أنت قادر على فعل ذلك؟

 

أم انك بيدق ومجند في جيوش قوى الظلام والبغي والإرهاب والفاشية والصهيونية ليس إلا ؟ لا ترسل جيوش لأفغانستان ولا تتباطأ بالانسحاب من العراق ولا تهدد شعب اليمن ولا تتدخل في شؤون البلدان ولا تقاتل الشعوب المطالبة بحقوقها القانونية والمشروعة، افعل ما قلت لك في داخل أمريكا والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وكونوا مع الحق وارفضوا البغي والعدوان ستجدون إن الإرهاب قد اختفى وقضي عليه بلا سلاح ولا خسائر بشرية ومالية، وان كنتم فعلا إنسانيين استثمروا تلك الأموال التي رصدتموها لمكافحة الإرهاب لمكافحة الكوارث الطبيعية والجوع والمرض والجهل.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١٨ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٤ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور