قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة الثالثة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
إن ما يجري في البرلمان هو انعكاس لما يجري على الأرض، صراع بين الشعب ومقاومته للاحتلال من جهة وقوى الاحتلال أمريكا الموساد قوات حكومة إيران اللااسلامية حليفتهما في الغزو والاحتلال ومجاميع المجندين والمرتزقة الذين جاءوا مع الاحتلال على أساس كونهم عراقيين أو كشركات ومن الداخل أولئك الذين تم تجنيدهم مع دخول قوات الاحتلال بواسطة عملائها ومرتزقتها الذين اشرنا لهم سابقا من جهة اخرى، لقد تم تجنيد مجاميع من العراقيين المضللين من خلال إعلام الامبريالية الذي كان موجها للعراق والذي بلغ 400ساعة بث يوميا عبر محطات عديدة منها مملوكة لهم ومنها مستأجرة، وذلك من خلال الكيانات الإجرامية والعميلة التي أسموها أحزاب كالدعوة بأجنحته المتعددة برئاسة المالكي والجعفري والمجلس الأعلى برئاسة آل الحكيم وفيلق بدر الذي تحول إلى منظمة بدر برئاسة هادي العامري والفضيلة برئاسة الجابري وحزب الله برئاسة كريم ماهود والمؤتمر الوطني برئاسة احمد جلبي والحزب الإسلامي برئاسة محسن عبد الحميد ومن ثم توالى كثيرون على رئاسته والحزبين المتصهينين في شمالنا الحبيب الاتحاد الكردستاني برئاسة جلال طالباني والوطني الكردستاني برئاسة مسعود برزاني وحزب الأمة برئاسة مثال الالوسي، لقد عمل كل هؤلاء على تجنيد مواطنين عراقيين بحجة توسيع تنظيماتهم ولكنهم في حقيقة الأمر قاموا بتجنيد أولئك العراقيين كمرتزقة لصالح الاحتلال والجهات التي ترتبط بها تلك التيارات العميلة فقد تم تجنيد أولئك الناس بتمويل أمريكي وتحت غطاء وتسهيلات جيوش الاحتلال وكانت جميع الكتل والتيارات تعمل وفق منهج العدو وتحت إشرافه إضافة لإشراف الجهات الأخرى فكل تيار معروف تحالفاته ومرجعيته فالتيارات التي تنضوي تحت خيمة المذهبية مرتبطة بإيران والكويت والحزبين الكردستانيين والأمة متحالفان مع الكيان الصهيوني ويعملا بمنهج وإشراف الموساد الصهيوني، وقد شكلت مجاميع خفية مرتبطة بالمخابرات الأمريكية والموساد وحكومة إيران أسموها القاعدة، ولاحقا تم تشكيل تنظيم جديد أسموه الصحوة، وتم الإيعاز للمالكي أي حكومة الاحتلال الرابعة بالعمل على تشكيل تنظيم مسخ عميل آخر اسماه الإسناد لكنه فشل لعدم استجابة عشائر الجنوب والفرات وشيوخها الشرفاء الدخول تحت مظلة الاحتلال، فأشار الأمريكان بتركه وإهماله وقد جرى كل ذلك بتمويل وفعل أمريكي مباشر اشترك فيه المجرم الدولي بوش الكلب مباشرة.


إن الشعب قد حسم أمره واستجاب لأمر الله بالجهاد، وتلبية الواجب الوطني فانتظم ضمن أي تشكيل مقاوم للاحتلال، لا يفكر بالانتظار لحين ترتيب تشكيلات المقاومة من قبل القيادة الشرعية فالتحق أبناء العراق بعثيين مؤمنين من كل الأديان فتجد المسلم أيا كان مذاهبه والمسيحي والازيدي والصابئي ضمن تشكيل يحمل اسما إسلاميا بل وقد يكون منهج التشكيل إسلامي بحت، لم يكن التخندق على أساس مذهبي أو فكري بل كان على أساس الإيمان بوجوب مقاومة الاحتلال تحت أي مسمى وبإمرة أي شريف مقاوم، لذلك لم ينتبه بعض المجاهدين لوجود بعض التيارات المخترقة والتي يعمل بعض منها كمقاومة ولكنها في الحقيقة تعمل لصالح الاحتلال، كما هو الحال بتنظيم القاعدة المخترق وكذلك تم اختراق التيار الصدري،وسنأتي لتفصيل ذلك، أتصور إن صورة اختراق القاعدة واضحة حيث لا ارتباط بين مجاميعها، بل تعمل كل مجموعة بمفردها ونظرا لحملة الإبادة ضد مناضلي الحزب وقياداته لكل المستويات والتي أدت إلى قتل أكثر من 180الف بعثي معظمهم من قيادي وناشطي التنظيم على أيدي مرتزقة الاحتلال (كمليشيا منظمة بدر والمجلس الأعلى وحزب الدعوة وعصابات جلبي التي جندها مقابل 150دولار لكل فرد ينتمي له) وأدت إلى اسر عدد كبير أخر وهجرة أعداد مما أربك تنظيمات الحزب في بداية الاحتلال خصوصا مع صدور قانون اجتثاث البعث سيء الذكر، فالتحق كثير من البعثيين عسكريين ومدنيين إلى تنظيمات وجدوا فيها انها مقاومة في البداية مثل المجاميع التي تدعي إنها قاعدة أو التيار الصدري.


• لقد عمل الاحتلال وحكومة إيران إلى احتواء التيار الصدري عبر أساليب متعددة :


1. استخدام القوة من قبل قوات الاحتلال خصوصا الأمريكية وتوجيه التيارات العميلة المرتبطة بأمريكا وإيران على التضييق عليه والعمل على تحجيمه واحتوائه.


2. كونه تيارا لا تنظيم لهم ولا فكر يربط بين من يدعوا الانتساب إليه فقد تم زج أعداد غير قليلة ومجرمة وساقطة اجتماعيا ليدخلوا فيه ويرتكبوا أشنع الجرائم باسمه ووصل الأمر بإصدار فتاوى تحلل الحرام وتجيز القتل والسلب والنهب إلى أن وصل إلى مستوى إن الناس يروا العملاء أفضل منه. وصار القاعدة والصدريين يمثلون قوى التناحر المذهبي وممتهني القتل على الهوية مما أدى إلى إحداث شرخ كبير في وحدة الشعب وهذا ما يعمل عليه الاحتلال وحلفائه ويتمنوه ويباركوه ويدعموه، وقد تم اختراقه بشكل كبير بحيث بات ملغوما ولا يمكن إصلاحه بل قد تؤدي محاولة إعادته إلى ما تأسس عليه بعد الاحتلال كفصيل مقاوم استقطب أعداد كبيرة من إشراف العراق إلى أن بتشرذم وتتأسس منه كتل متناحرة يؤدي تناحراها إلى سفك دماء كثير من المنتسبين له ودماء عراقية عزيزة، حيث تشكل داخله تيارين مؤثرين احدهما يرتبط بأمريكا والأخر بحكومة إيران ومرتزقتها في العراق.


3. ضرب مقاتلي الشعب الذين استثمروا التيار الصدري لتشكيل مجاميع جهادية للتصدي لقوات الاحتلال بشدة والتفاوض مع عناصر تم اختراقهم يتبوءوا مواقع في التيار الصدري وبتأثير من مرجعية السيستاني بالإفتاء بعدم جدوى المقاومة وإمهال العدو والمرتزقة سنة كي يتبين موقفهم الحقيقي، أيضا بتأثير من تلك الأحزاب ومرجعية إيران المتمثلة بخامنئي فتم احتواء التيار الصدري واستدرج للعملية الخيانية التي اسماها الاحتلال العملية السياسية التي شرعت ولازالت تشرع للاحتلال، وظل يتأرجح بين مشارك بالعملية ومنسحب إلى أن دخلت إيران على الخط وتم احتواء وشراء مقتدى الصدر الذي يعتبروه مرجعهم وقائدهم، وبذلك تحول التيار الصدري إلى احد تشكيلات التكتل الخاضع لإرادة وتوجيه حكومة إيران وقواتها اطلاعات وفيلق القدس العاملة بالعراق، وتم تسليم معظم سلاحه خصوصا الفاعل في حرب العصابات كالهاونات والقاذفات والرشاشات الثقيلة والمتوسطة لقاء مبالغ مجزية هي عبارة عن شراء ذمم وليست شراء أسلحة، وتم شراء ذمم بعض المؤثرين في التيار بإعطائهم حقائب وزارية.


• أما تنظيم القاعدة يجب أن لا نغفل دور شركات المرتزقة خاصة بلاك ووتر سيئة الصيت وصاحبة أشنع تاريخ إجرامي دولي في إمكانية تجنيد كثير من العرب بدراية أو تضليل وإدخالهم للعراق على أساس إنهم مقاتلين يرتبطوا بالقاعدة وتدفع كل مصاريفهم وتامين إيوائهم، كما لابد أن لا نغفل عن تحالف إيران مع تنظيم يدعي انه قاعدة وتموله وتوجهه لتنفيذ منهجها، وما قتل العراقيين في أيام الأربعاء والأحد والثلاثاء وغيرها من أيام السوء والقتل والحزن التي بلغت 3264يوما بين 9/4/2003و5/12/2009 إلا من تنفيذ ثلاث مجاميع مرتبطة بالاحتلال والموساد وحكومة إيران، أما تهريج جوقة الكذابين والمرتزقة من العملاء متعددي الارتباطات فلا يعدو عن محاولة تبرئة أنفسهم وأسيادهم، أو أن يقولوا إنهم يديروا العراق وهم مجرد بيادق لا حل بيدها ولا ربط ، نعم إن كل القتل الذي يحدث في العراق والذي استضاف كما يسموا الدمى وزراء دفاع وداخلية وامن ومخابرات كي يناقشوهم عن الأسباب والتقصير.


• إن أمريكا استثمرت السلوكيات والإعمال الإجرامية التي قام بها كل من تنظيم القاعدة الممول والمدعوم سرا من أمريكا، ومليشيا طائفية هي عبارة عن عناصر مجرمة ومنحرفة دينيا واجتماعيا وسلوكيا اتخذت لها مسميات عدة كثار الله و ممولة ومدعومة من حكومة إيران أي احد أركان الاحتلال، فعملت أي أمريكا من خلال لتوليد وإنشاء تنظيمات مشوهة وعميلة أخرى مثل الصحوان التي برروا إنشائها بمواجهة القاعدة وأعمالها ضد شعبنا في محافظات وسط العراق وبغداد ونينوى، أي إن أمريكا وشركائها يغذوا تنظيم إرهابي ويمولوه ويسلحوه ويدعموه لوجستيا ليقوم بأعمال معادية لشعب العراق وتظهرها على إنها مرتبطة بالمقاومة العراقية زيفا وكذبا لتنشأ مليشيا عميلة تعادي الشعب ومقاومته من جهة وتحاول أن تسيء وتشوه المقاومة، خسئوا.


• أقول النواب الشرفاء والذين يتوقعوا إن بإمكان البرلمان أن يفعل شيء، فإنهم غافلون أو مغرر بهم، إن كانوا فعلا مصدقين بإمكانية التغيير عبر المسخرة السياسية والانتخابات محددة النتائج وفق الرؤية الأمريكية، والتزام من يقدم خدمة اكبر لشركات الاحتكار خصوصا النفطية ولذلك يترك المالكي كل شيء وينفذ الأجندة المطلوبة مع حسين الشهرستاني، دون الرجوع إلى مدى قانونية تلك الصفقات ومخاطرها المستقبلية على شعب العراق وثرواته واستقلاله وتضحياته كي ينجز التأميم وتدريب أبنائه ليقودوا الصناعة النفطية.


إني أبين للشعب ولكل عراقي وعربي شريف إن ما يجري في البرلمان تمثيل وتهريج والمشاركين منهم من هو ممثل له دور في ذلك ومنهم مجرد كومبارس لا يعلم ما يدور حوله، أو واهم فهذه كل الحقيقة، والبقية ستأتيكم إنشاء الله في أجزاء لاحقة وستكون في طبيعة التحالفات والتوجهات والنوايا لكل الكتل الرئيسية وأهدافها وارتباطاتها، وهل فعلا تخلوا عن الطائفية والعرقية وعادوا لصوابهم.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٣٠ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور