قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي
ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة الخامسة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
البرلمان هذه المؤسسة التي تمثل الشعب ومصالحة عند كل شعوب الأرض، إلا في العراق فإنها تمثل وتنفذ مصالح الاحتلال وكي لا أكون غير موضوعي وأنكر وجود عراقيين شرفاء في البرلمان منهم من فاز بالانتخابات ولا يشكل خطرا كبيرا على الاحتلال ولإضفاء شيء من الشرعية مرر بعض من العراقيين من الداخل كأعضاء في البرلمان على أن لا تتجاوز نسبتهم 10% لضمان الأغلبية المطلقة لحلفاء أمريكا وممثليها في البرلمان، حتى وان انتبه البعض من الذين دخلوا مع أو خلف الاحتلال من العراقيين وغيروا موقفهم وأرادوا أن يكفروا عن خطئهم باتخاذ موقف صحيح، فالأمر يظل بيد الاحتلال لان التكتلات الكبرى متحالفة مع الاحتلال، وان أراد الشعب فعلا أن يقتلع كل الخونة عليه أن يرفض كل طائفي وعرقي فينتخب على أساس المواطنة والكفاءة والبرنامج الانتخابي الصادق لا مجرد حبر على ورق وادعاءات تضليلية ووعود كوعود اليهود الذين وصفهم الله إن لا عهد لهم، وكوعود الاحتلال التي أطلقها في بداية الاحتلال، أنا متأكد إن عدد غير قليل ممن هم الآن في البرلمان أو انقطعوا عنه غيروا وندموا وتابوا وهذا أمر أباحه الرب ومن به على عباده، ونحن حري بنا أن نقبله، فخالد بن الوليد من قائد فرسان احد التي أنزلت بالمؤمنين خسائر كبيرة إلى سيف من سيوف الإسلام مسلولا لمقارعة الكفر والشرك والاضطهاد والبغي، فليس غريبا أن يتوب المخطئ والمضلل، ولكن انتبهوا ليس كل من يدعي التوبة تائب، نعم كلهم غيروا شعاراتهم ولكنهم منافقين وانتم لستم مغفلين فيغشوكم بالشعارات، المطلوب أن يقترن التغيير بالعمل والفعل الميداني لأجل الوطن والشعب وترك الضغائن والبغي كي نصدقه، أما أن تكون توبة البعض كإسلام عبد الله بن أبي بن سلول فلن يمر علينا، ولن تنطلي الأكاذيب والتضليل على شعبنا بعد ما عاشه من الويلات على أيديهم وأسيادهم.


أتساءلتم مع أنفسكم يوما لماذا حافظت قوات الاحتلال على وزارة النفط التي اتخذتها مقر لقيادة القوات الأمريكية في بغداد ولم تحافظ على موجودات الجامعات العراقية التي اتخذتها مقرات أيضا بل تعرضت للنهب والحرق والتدمير من قبل جنودهم وبموافقة ومعاونة للمخربين من المرتزقة أو المتقصدين تدمير العراق؟ لأنهم يريدوا تدمير العلم والمعرفة والتنمية التي أداتها الأولى وقائدها الإنسان المتعلم، إنهم يريدوا أن يعيدوا الجهل والأمية، وان يحولوكم كما هي الشعوب التي يستعمروها عن طريق وكلائهم حكام تلك الدول عربية وإسلامية لتكونوا فقط تأكلوا وتناموا تماما كدجاج الدواجن لتكون بلدانكم سوقا لتصريف منتجات شركاتهم، أتيح لي أن ازور وزارة النفط قبيل الاحتلال واقتادوني عندما أسروني بعيد الاحتلال لها للتحقيق معي مع قائد أمريكي يتخذها مقرا لقيادته لم أجد تغييرا في أي من الأجنحة التي مررت بها (عندما فتحوا عيوني) لا في أثاث حرس باب النظام ولا الاستعلامات ولا قاعة الانتظار ولا الجناح الذي حققوا معي فيه وهو مكتب مدير عام الدراسات والتخطيط ، لماذا؟ هل فكرتم لماذا حافظوا على منشآت قطاع النفط ومقرات هيئاته؟ أنا منذ دخلت وزارة النفط بعد الاحتلال عرفت أن قوات أمريكا باشرت استخراج النفط وضخه لميناء البصرة لتصديره كم هي الفترة بين الاحتلال وبين عودة وزارة النفط وشركة النفط الوطنية لتشغيل منشآتها ؟ كل تلك الفترة كانت القوات الأمريكية تستخرج النفط الخام من حقول الرميلة والقرنة وتبيعه لحسابها، وكذلك الكيانات العميلة التي جندوها لتكون قوات إضافية للاحتلال، من كان يقوم بتشغيل المنظومة النفطية؟ ومن يعلم كم استخرجوا وأين مبالغ بيع ثروات العراق تلك؟ لماذا حافظوا على منشآت قطاع النفط ونهبوا والمافيا التي جاءوا بها المتحف العراقي والآثار والبنك المركزي والمصارف الفرعية ولماذا كانوا يسمحوا بدخول لصوص من العراقيين هم منتسبي تلك المليشيات المرتبطة بهم بشكل مباشر أو غير مباشر عبر حكومة إيران ويصوروهم حتى ضن الناس في العالم كله إن شعب العراق ينهب نفسه من خلال ما كانوا يعرضوه على شاشات إعلامهم أو المستأجر أو المجبر على نشر ما يريدوا بثه ؟ هل فكرتم لماذا سمحوا لمليشيات برزاني وطالباني والحكيم والدعوة والجلبي بنهب موجودات العراق من المعدات والمعامل والمصانع وقطع الغيار والسيارات والأموال وكل شيء إن كنتم فعلا أيها البرلمانيون عراقيين؟ إنها ثمن لأولئك المرتزقة ومكافئة على معاونتهم الاحتلال وقتلهم العراقيين الشرفاء الذين تصدوا للاحتلال،وهي تلتقي مع منهج الاحتلال وغاياته التي تقضي بتدمير العراق كدولة وشعب وبنية تحتية وإفراغه من موجوداته التي سيستخدمها العراقيين لإعادة بنائه عند اندحار الاحتلال، وهي أن يغطوا كم سرقوا هم قادة قوات أمريكا والموساد الصهيوني وتحولوا من خلال تلك السرقات إلى اكبر رأسماليين في بلدانهم.


إن كنتم فعلا تمثلوا الشعب كان المفروض أن تفتحوا ملفات لكل ذلك وتثبتوه وتطالبوا الاحتلال به، وتأشروا كل من كان خلفه ولمن ذهب لإيران أو غيرها. أن تؤشروا كل من نهبكم لان موجودات البلد هي ملك الجميع.


إن أهداف الاحتلال متعددة وخطيرة ولكن عمليا تنفيذها يتطلب شريكا محليا وإقليميا فكان أولئك المرتزقة شركائهم على أساس إنهم عراقيين وحكومة إيران وحكام الكويت شريكهم الإقليمي الذي ستذهب له وتمر من خلاله سرقاتهم، هنا التقت وتطابقت مناهج الاحتلال بمنهج حكومة إيران وحكام الكويت لغاية التوحد، وعلى كل الشرفاء في العالم أن يفهموا التناقض الصارخ بين ما معلن من الاختلاف بين إيران والامبرياليين وما يجري حقيقة على ارض العراق، إن أهداف العدوان والغزو والاحتلال يمكن تلخيص أهمها بالاتي :


1. تدمير العراق كبناء اجتماعي وفكري والعمل لتدمير أهم ركائز قوته ووحدته الوطنية المتمثلة بالتسامح والمحبة والتعاون ونبذ الاختلافات والإقصاء والبغضاء التي كانت سائدة في علاقات كل مكونات الشعب، والتعامل بينهم على إنهم إخوة وشركاء في الوطن، ومؤمنين بمسؤوليتهم عن بنائه والدفاع عنه.


2. تدمير مقومات البنية الاقتصادية للعراق وبالأخص استثماره العظيم في بناء الإنسان الذي يشكل الحلقة العليا في البناء،لهذا كان استهداف العلماء والخبراء والمهنيين وأساتذة الجامعات وتدمير الجامعات والمصانع والمعامل والمكتبات .


3. تدمير كل البنية التحية التي تعيد اقتصاده لذلك دمرت مشاريع الري والإنتاج الزراعي والحيواني وكل منشآت الصناعة والكهرباء ومشاريع ماء الشرب والصرف الصحي وإهمال صيانة كل المنشآت والطرق وإلغاء شركات التنفيذ التي يشهد العالم كله بقدرتها وكفاءتها.


4. تدمير الجيش العراقي وكل المنظومة العسكرية والأمنية العراقية لتامين الكيان الصهيوني الذي صار العراق يمثل رادعا كفئا لإرهابه وعدوانه المستمر على العرب والمسلمين.


5. فرض منطق الاستسلام والتخلي النهائي عن المقاومة لتحرير القدس والأراضي المحتلة، ومحاربة كل قوى الجهاد والتحرر العربي في كل الوطن من المحيط للخليج على أساس إنها قوى إرهابية متطرفة، واللجوء إلى الاستسلام والموافقة على المنهج الامبريالي الصهيوني بالاعتراف بالكيان الصهيوني والتعايش معه، وبذلك إضفاء شرعية عربية وإسلامية على الاعتراف بقاعدة عدوانية إرهابية متقدمة لقوى البغي والاستغلال العالمي على إنها دولة.


6. ترسيخ منطق التجزئة والفرقة والقطرية المقيتة وإسكات أي صوت داعي للوحدة أو على الأقل التضامن والتنسيق والتكامل العربي لهذا استهدف البعث كأعلى واقدر صوت نقي وصاحب البرنامج الإيماني القومي ذو البعد الإنساني حيث إن اجتثاث البعث لا يعني حزب البعث وحده بل يعني اجتثاث الفكر والبرنامج والمنهج وهذا يعني اجتثاث الأمة كلها.


7. تدمير أواصر العلاقة بين العرب والمبنية على قواعد الدين والدم والتاريخ والمصير والجغرافيا وكل ما أراده الله أن يكونوا امة واحدة اصطفاها لتحمل رسالاته كلها للبشرية،ولا اضن أن أحدا يجهل منهج الامبريالية والصهيونية في معاداة ذلك،فمن معاهدة سايكس بيكو إلى وعد بلفور إلى إنشاء الكيان الصهيوني إلى مؤامرات تفكيك الكيان العربي في المغرب العربي ومصر والسودان والعراق ولبنان بإشكال متعددة ومناهج طائفية أو عرقية أو دينية خير دليل على ذلك، وما تهريج المجند الأمريكي نوري المالكي وعصاباته بحزب الدعوة ومن جندهم معه كالعبيدي والدباغ وقاسم عطا من كذابي بغداد بان سوريا تدعم العنف في العراق وهي والبعث ينفذوا مجازر قتل العراقيين إلا جزء مدفوع الثمن من منهج أمريكا والكيان الصهيوني.


8. تقويض الشعور الغريزي بين أبناء الأمة وهدمه حيث إن أي إنسان يتعرض لنكبة أو مصيبة يلجأ فطريا لربه وأهله ولذلك كان نزوح المهجرين من العراق بكل أديانهم وانتماءاتهم الفكرية والعرقية إلى سوريا والأردن والإمارات وقطر ومنهما إلى اليمن ومصر وأقطار المغرب العربي والسودان، هذا الشعور بان هؤلاء أهل كل عراقي يحاربه الأمريكان وإلا لماذا من يلجأ لدول أوربا وأمريكا يشمل بمساعدات إنسانية ومصاريف تمنع عن اللاجئ في الوطن العربي. لذلك بدأت أمريكا تنفذ منهجها بالعمل على وضع حدود بين أجزاء الوطن العربي كإنشاء خندق الخيانة والغدر بين العراق وسوريا وما يجري في حدود لبنان وسوريا والمغرب والجزائر ومصر والسودان واليمن والسعودية ليس بخافي عن أهل العقل والدراية.


9. إن منهج أمريكا والصهيونية العالمية القضاء على كل أواصر الروابط القومية بين العرب وترسيخ صورة الدول القطرية المتناحرة بين العرب في حين يسعوا بكل إمكاناتهم لتوحيد دولهم وإنشاء كيانات اقتصادية وفكرية وأحلاف عسكرية فيما بينهم يعبر عن مدى العداء والبغي علينا والمؤسف إن كثير من حكامنا وبعض من مثقفينا مجندين لهم ومرتبطين معهم، لذلك كل من يدعوا لوحدة العرب وتضامنهم وتكاملهم متطرف ومساند وحاضن للإرهاب ودكتاتوري وشمولي وضمن محور الشر والآخرين هم دول الاعتدال والديمقراطية والسلام.


هنا أريد أن اتسائل كمواطن عراقي هل كل ما مر يناقض الديمقراطية ويهدد السلام العالمي بالخطر؟ هل التقارب العربي والتواد والتكامل والتقارب بين العرب يشكل تهديدا للسلم والأمن الدولي، وتكتل دول العدوان والفاشية والإرهاب والاستعمار يشكل تحصينا لهما، هل نمو التطرف اليميني المعادي والفاشي سواء الديني منه أو الإلحادي في المجتمعات الأوربية والأمريكية يمثل منهجا حضاريا ومدنية راقية والمنهج الإنساني الإيماني القومي يشكل تعصبا وعنصرية لأنه يريد وحدة لعرب والتكامل بينهم والمسلمين عموما والانفتاح المتكافئ المبني على احترام الأخر والتعامل بالندية ورفض التدخل بالشؤون الداخلية.


هل فكرتم أيها البرلمانيون وكياناتكم بذلك؟ إن الله عز وجل انعم على الإنسان كثيرا ومن بين أنعمه البصر والبصيرة فلماذا لا تشكروا الله على نعمه وتستخدموها ؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور