قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة السادسة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

إن الامبريالية بقيادة زعيمة الإرهاب أمريكا وموجهتها الفكرية الصهيونية العالمية تعمل كل ما يجري على ارض العراق لأجل ما تقدم في أجزاء بحثنا السابقة، وتوعز لعملائها من المرتزقة في داخل العراق وحكام الكويت وبالتنسيق مع شريكتها الأهم بالعدوان على الأمة العربية والعراق خصوصا حكومة إيران اللااسلامية لتمزيق العرب وتباعدهم وتدمير كل بنى اللقاء التي أرادها الله لها ومنها لا وجود لحدود بين أجزاء الوطن منذ بسط الله الأرض ومهدها، وكل ما فعلوه هو عبارة عن وهم وتجافيا لحقائق التاريخ والمنطق، كيف تدعوا إنكم ممثلي الشعب؟ أقول لكم ولأسيادكم أمريكان وصهاينة وفرس إن العراق وسوريا واحد نعم هم جزأين من وطن واحد كأرض وشعب واحد، هكذا خلقنا الله وهكذا عشنا وعرفنا من أهلنا السابقين وسنظل هكذا حتى يوم الدين لا تبعدنا خنادق ولا متخندقين في خندق الطاغوت والشيطان لا تهمنا تغير حكومة ولا خيانة حاكم ولا ظرف صعب ولا جور زمان، نحن من بعضنا كالجسد كل جزء فيه هو الجسد وبغيابه ينقص الجسد ويعوق، مهما حفرتم من خنادق عزل خيانية أو بنيتم من جدران استسلام أو شبكتم من أسلاك شائكة أو أجهزة كشف متطورة نظل عرب لن نفترق إلا بموت اثنان العروبة والدين والله تعهد بحفظ هذا الدين إذن لن نفترق أو نموت، كيف قبلتم عذر المستأجرين إن الجرائم القتل اليومي مصدرها ودعمها سوريا ؟

 

أفقدتم عقولكم وعيونكم لو حدثت مجنونا بما تدعون لن يصدقه، نحن مؤمنون لا ننتحر، وسوريا إن شاركت بقتل العراقيين فإنها تنتحر، وبالتالي تخرج من دينها وأمتها وقيمها، لكن كيف قبلتم ذلك؟ هذا وأمثاله من أقوالكم يجعل كل عربي يدينكم ويتأكد من حقيقة إنكم لم تأتوا باختيار الشعب ولا تمثلوه، لان الشعب واحد فمن يختاره العراقيون لا يمكن أن يكون ضد سوريا والعكس صحيح ولكن من يقتل أو يعادي أي منهما يرفضه الأخر، إن الشعور الفطري الذي ألهمه الله لبني إسماعيل أن يتحابوا يقلق الأشرار والارهابين والمجرمين من أسيادكم، بل تؤرقهم ويعتبروه سلاحا خطيرا يهدد منهجهم ومخططاتهم، لذا لابد من العمل على تدميره والقضاء عليه، وقد استخدم المستعمرون والطامعون في القديم والجديد الكذب والتضليل والحكام الخونة الذين يقولوا ما يأمروهم، فالجاهل لأبسط مبادئ المعرفة والتحليل المنطقي لا يمكن أن يفكر بان سوريا خلف التفجيرات في العراق، وبلده ترتع به كل مخابرات قوى الجريمة والإرهاب، لأسباب معروفة للقاصي والداني، لكن مرتزقة الاحتلال يصرون على ذلك، وأعمى البصر والبصيرة وليس شعب العراق حاشاه لا يصدق تهريجهم، ويتغافلوا حقائق ووقائع تؤكد من هو الفاعل ومن هو المنفذ، وذلك يدل على الحقائق الآتية:

 

1.     قد يكونوا هم المنفذون.

 

2.  إن التصريحات مفروضة عليهم ولا يمكنهم مخالفتها لان تمنها كبير وهو المنصب الذي وضعوا فيه. وإلا بالله عليكم هل سمعتم أحدا يقول إنه غبي على نفسه ويجهل البديهيات، لكن لهم العذر فهم مرتزقة وكل شيء عندهم بثمن، وهل من باع نفسه ودينه وشرفه يستحي من شيئ ؟

 

أن الموساد الصهيوني وقوات أمريكا التي تضم كثير من الصهاينة وحكومة إيران هما المستفيد الأول من عدم استقرار العراق، وهما موجودان فعليا وعبر العملاء والمرتزقة في العراق تبرؤهم، وتذهبوا للبعث والصدامين وسوريا! خسئتم البعثيين هم كل عربي مؤمن شريف يؤمن بالله ورسله ويحب أمة الرسالات، التي خلقها الله وألهمها القيم الإيمانية والإنسانية لتحمل رسالاته للبشرية جمعاء، إن كانوا جادون في كشف من هم منفذي الأعمال الإجرامية فليفتشوا بينهم، فالأحزاب الطائفية لها أهداف وتنفذ أجندات خارجية والحزبين المتحالفين مع الكيان الصهيوني اللذان يتحكما بشمالنا الحبيب وأهلنا الكرد يمكن أن يكونوا من بين المنفذين، الأحزاب وسنأتي عن أسباب ذلك تفصيلا بجزأين خاصين بأجندة كل منها، فإيران والصهاينة يلقتوا تماما بل يتطابق منهجيهما في مسألة قتل شعب العراق والحقد عليه، ويلتقيان في إضعاف الأمة العربية وكسر شوكتها وتفتيتها عبر إنشاء كيانات مذهبية وطائفية وعرقية ويريدوا أن يجعلوا العراق نموذجا وبداية،إيران بحجة لا شان لها بها ولكنها تستخدمها للمتاجرة وغطاء لتنفيذ مخططها هي حماية الشيعة وبالتالي ممكن أن يكون ما يجري في العراق طريقا تتخذه للمطالبة بحكم فدرالي لهم في كل مكان من امة العرب السعودية ولبنان وسوريا واليمن والبحرين ومصر وأينما ما تمكنت أن تضع قدمها ويكون لها موطئ، وإيران ليس من الشيعة عموما والمذهب الجعفري الذي أساءوا له وللإسلام كثيرا بمنهجهم المبتدع منهج خميني تماما كما أساء للإسلام أصحاب مذهب محمد عبد الوهاب، وإما حزبي العمالة في شمالنا الحبيب فهم يهدفوا لإيجاد مبررات لإنشاء كيان انفصالي في شمال العراق وشمال غرب إيران وجنوب تركيا وشمال شرق سوريا ليكون برزاني رئيسا له، وهذا المنهج على الأقل في العراق لا تعارضه أمريكا ويؤيده ويدعمه ويموله ويخطط له الصهاينة، بل يعتبروه مشروعهم، في هذه النقاط بالذات يتوحد برنامج الصهاينة والفرس، وهو معنى تكليفكم بإنشاء خندق بين العراق وسوريا ويعملوا على أن تكون كردستان العراق قاعدة انطلاق لذلك ومعسكر مرتبط بالعراق شكليا لتغطية منهجهم والمخطط الذي وضعه الصهاينة ويدعموه، أنا كلما اسمعهم يرددوا إن دولة العراق الإسلامية قد أعلنت مسؤوليتها عن التفجيرات في بغداد أتأكد من حقيقتين، الأولى إن هؤلاء الذين يعلنوا إنهم تنظيم إسلامي بأي اسم سموا أنفسهم قاعدة أو دولة إسلامية أو غير ذلك هم ليسوا مسلمين ولا عراقيين لأنهم ينفذوا أجندة الاحتلال والموساد وحكومة إيران بقتل العراقيين الأبرياء، والثانية إن أمريكا قد شكلت مرتزقة سريين لا يقل عدائهم من عملائها ومرتزقتها العلنيين وتمولهم وتدعمهم لوجستيا لتنفيذ هذه الجرائم وأسمتهم القاعدة، أو إن نفس المرتزقة العلنيين هم اللذين ينفذوا الأعمال ضد أهلنا، أو هو الموساد الصهيوني مع حلفائه في العراق هم الذين ينفذوا تلك الجرائم خصوصا وهم يستندوا إلى فكر كهنوتي متطرف يعتمد التلمود بشكل يفوق التوراة وفتاوى قديمة وجديدة تجيز لهم قتل كل من يشتبه به يشكل خطرا على إسرائيل وان كان جنينا، والعرب جميعا في فكرهم ومنهجهم يشكلوا خطرا على كيانهم الفاشي فكيف وهم يعرفوا من التوراة والقرآن إن شعب العراق هو شعب الوعد، الذي وعدهم الله به بالعودة الثانية في التوراة والإنجيل والقرآن، ولذلك يعملوا على إنشاء كيان عنصري متطرف بالتحالف مع الحزبين الكردستانيين المتصهينين جماعة جلال طالباني ومسعود بارزاني يعدوهم بالدعم ويمولوهم لأهداف هم يريدوها، ويعدوا هؤلاء المخدوعين بوعودهم والله سبحانه وتعالى يصفهم بان لا عهد لهم ولا موثق، يعدوهم بأنهم سيساعدونهم بإنشاء كيان كردي يضم كل أكراد المنطقة في جميع الدول وسيبذل اللوبي الصهيوني كل إمكاناته لجعل دول أوربا وأمريكا خصوصا الدول دائمة العضوية بمساندة قضيتهم من خلال نفوذه على تلك الدول، وتلك الدول قادرة على فرض أوضاع دولية وسياسية مخالفة لمنطق التاريخ والقانون الدولي وأسسه،

 

هذه الجرائم الوحشية لا تتردد الصهيونية عن ارتكابها فتاريخ الصهاينة مليء بالجرائم والقتل والتهجير للناس ومن يجهل فليرجع لتاريخ نشوء الكيان الصهيوني ليجد كيف انشأ هذا الكيان الإرهابي الفاشي العنصري المجرم، إن مخطط الصهاينة تفجير المنطقة كلها ليتسنى لهم تنفيذ مخططهم الشرير، وبارزاني وطالباني لا يهمهما غير أن يصبحا حاكمين فهم لا تعنيهم القضية الكردية ولكنهم يستخدموها لتحقيق مآربهم الشخصية ويتاجروا بالعراق وشعبه كله عربا وكردا وتركمانا، أما التفكير بإنشاء كيان كردي فهو مشروع وضع مخططه الصهاينة ولا علاقة لشعبنا الكردي به ولا يخدم القضية الكردية بل يسيء لها ويفتح بابا لحروب كارثية في المنطقة والعالم، ويهدد السلم والأمن الدولي وامن المنطقة كلها بخطر جسيم

 

إن الله سبحانه وتعالى لم يجعل بين العرب حدود وانهارا وسدود، لأنه شاء أن يكون ويظل هذا الوطن واحدا وهذه الأمة واحدة، وأقول لهم جميعا محتلين ومرتزقة إن الله أمرنا أن نكون واحدا ولا نتفرق ونحن لأمر ربنا طائعين وبهدي الله مؤمنين وفي سبيله مجاهدين، ولا يسعني إلا أن اردد رائعة الشهيد العربي المسلم الرفيق مثنى وهو يخاطب فلسطين حبيبته وحبيبة كل عربي مؤمن صادق وبعثي غيور، إذ يقول :

 

لو شيدوا الجدران من حولنا

وحرموا الرؤية ما بيننا

لو سمموا بالحقد زورا حكاياتهم

عنا الندى والصبح والسوسنا

لو سمرونا ألف عام على صليبنا

لو نهشوا لحمنا

لو قطعونا قطعة قطعة

حبيبتي لن يقتلوا حبنا

لن يوغروا الشمس

فان الشمس يا حبيبتي أمنا

 

نعم يا وطني وأهلي في العراق وفي كل الوطن لن يستطيعوا أن يجعلونا نتفرق مهما فعلوا، لأننا جند الله وحملة رسالاته للبشرية فهو نصيرنا، مكروا ويمكر الله والله  خير الماكرين.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور