قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة السابعة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد

إن كنتم فعلا ممثلي الشعب يجب أن تفتشوا عن المستفيد من قتل وتدمير وتخريب العراق والعراقيين، من القوى داخل العراق وخارجه، فالأحزاب والقوى التي تنضوي تحت خيمة الطائفية والمذهبية تعمل بأجندات لا تمانع من ارتكاب أي جريمة لأجل تنفيذ مخططاتها، والأحزاب العرقية الانفصالية أيضا، وسنتناول هذا الجانب بالتفصيل.

 

إن إيران لها أطماع في الوطن العربي ولديها مخطط لا يتغير نظام الحكم لذلك فقد أعدت عدتها منذ تأكد لهم إنهم غير قادرين على العراق أثناء السنوات الثلاثة الأولى لعدوانهم في 4/9/1980فبدأوا يخططوا لذلك منذ ذلك الحين فشكلوا المجلس الأعلى برآسة باقر الحكيم وفيلق بدر في عام 1982 وخرقوا كل قوانين الأرض والسماء وليس معاهدات جنيف فقط بحق الأسرى العراقيين لأجل ذلك، واستقطبوا كل المنحرفين والمطلوبين للقضاء واللصوص والهاربين من الجيش واستمروا بدعم تنظيمهم المنحرف عن دين الله الذي أنشأته مخابرات الشاه منذ سبعينات القرن الماضي حزب الدعوة لأجل تنفيذ مخططهم الاستعماري، وحالفوا حزبي برزاني وطالباني لأجل تدمير العراق علما بان أكراد العراق يتمتعوا بالحكم الذاتي ويشاركوا بحكومة العراق في حين يمنع الكردي في إيران أن يقول أنا كردي أو يتحدث بلغته. فلماذا لم يفكر البرلمان والحكومة بذلك ؟ عند استضافته دمى الاحتلال المنصبين وزراء لدفاع وداخلية وامن العراق ومخابراته،اللذين جاءوا خلال تلك المسرحية البكائية ليشكو عدم التنسيق ونقص الإمكانات وفقدان التنسيق وغياب القيادة وعدم وجود خطة أو قانون للعمل، واعترفوا بما لا يقبل الشك بان الحكومة فاشلة ولا تعرف كيف تواجه الطوارئ وورد فعلها بطيء ومصابة بالشلل والعجز التام وعدم وحدة القرار والإجراء، ولجهلهم وعدم قدرتهم على التشخيص لم يذكروا الأسباب وهي إن كل الأجهزة مخترقة من قبل دول الاحتلال أمريكا وإيران والموساد الصهيوني ويعمل كل فصيل بأجندة ترتبط بالجهة التي يعمل لحسابها خاصة بعد دمج المليشيات الطائفية بالحرس والشرطة، وليس من قبل ضباط بعثيين التحقوا بالأجهزة، فالبعثيين وان كان الحزب قد رفض العملية السلمية كما يسموها لا يخونوا ولا يقتلوا شعبهم.

  

منهج القوى الطائفية والمذهبية عموما والتي ترتبط بإيران خصوصا:

 

إن التيارات الطائفية والمذهبية التي أنشئها الاحتلال أو تلك التي أنشئها الإيرانيون ترتبط بمنهج مؤسسيها، وهي شكلت لتنفيذ أجندة محددة ترتبط بمخطط مرجعيتها، فكل مجموعة لها مرجعية وبرنامج،ل لا يجمعهم إلا شيء واحد هو معاداة وحدة العراق وعروبته، والعمل وفق منهج الاحتلال المحاصصة المذهبية والعرقية لإلغاء الهوية الوطنية وتقسيم الشعب إلى كتل وتيارات متناحرة لضمان عدم القدرة على تجاوز الوضع المقيت وبذلك يضمنوا عدم عودة العراق لسابق عهده وتكوينه ولكن الشعب المؤمن الحضاري وعى المخطط ورفضه وتصدى له وهزم الاحتلال ومخططه وأسقطه، فتظاهروا أولئك العملاء المرتزقة بتغير شعاراتهم تصورا منهم إنهم قادرين على خداع الشعب، التيارات الطائفية لا تمثل من المسلمين إلا فرق ضالة، فقد مر المسلمين فتن كثيرة عبر التاريخ العربي الإسلامي وصلت إلى النزاع المسلح وقتل في بعضها ثلاثة من الخلفاء الراشدين والصحابة الكرام والسبط الرمز الحسين عليه السلام، فقد حدثت الفتنة الكبرى والتي امتدت من خلافة سيدنا عثمان بن عفان واستشهد فيها، وامتدت لخلافة سيدنا الإمام علي عليه السلام وقتله الخوارج ولحقت بداية خلافة سيدنا الحسن عليه السلام وقتل مسموما بعد الصلح مع معاوية بن أبي سفيان ووقعت معركة الجمل وقتل فيها الصحابيين الجليلين الزبير بن العوام حواري الرسول وطلحة رضي الله عنهما وعمار بن ياسر في صفين وعدي بن حاتم بعدها بقليل ولكن لم يصدر أيا من الصحابة الذين تلقوا القرآن وعلومه وتفسيره وأحكامه عن الصادق الأمين وسمعوا الحديث عنه تكفيرا للباغين، بل طلب من سيدنا علي وهو المعروف بغزارة علمه ومعرفته الكاملة بأحكامه والذي تربي في حجر الرسول صلى الله عيه وعلى آله وسلم صبيا ولازمه فتى وشابا ورجلا حتى رحل إلى جوار ربه وهو الذي قال فيه من لا ينطق عن الهوى (أنا مدينة العلم وعلي بابها) فلا اعلم منه بالقرآن وأحكامه غير رسول الله ولا أدرى منه بسنة المصطفى احد ولا اعرف منه بالفقه الإسلامي بل الكثير يعتبروه مصدر الفقه الإسلامي كله،طلب منه أن يكفر جيش الشام فرفض ورد السائل، فقال له السائل: ماذا نقول فيهم؟ فقال سيدنا علي عليه السلام (إخوان لنا بغوا علينا) وعندما قال رسولنا وشفيعنا الكريم لعمار بن ياسر (عمار تقتله الفئة الباغية) انتبهوا إخواني المؤمنين عموما والمسلمين خصوصا قول رسول الله الفئة الباغية ولم يقل الفئة الكافرة، ورد سيدنا علي على الطالبين تكفير جيش الشام أو الخوارج، إنهم إخوان لنا ولكنهم بغوا علينا ونهى عن لعنهم، فمن أين جاء الصفويين وورثتهم أتباع ولاية الفقيه لداعيتها المبتدع خميني، والوهابيين أتباع محمد عبد الوهاب مجهول الأصل والنسب والدين وورثته السلفيين بهذا الفقه البدعة تكفير القائل لا اله إلا الله محمد رسول الله؟ وهي التي سن حبيب الله ورسوله مرارا من قالها فقد عصم مني دمه وماله، إنها الفتنة والضلالة (كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار) اللهم أهدهم واعز الإسلام بالوحدة والنهج القويم، نعم يا أهلي أهل الحق والوسطية والإيمان أبناء العراق كل داع إلى طائفية ومذهبية مرتزق في خندق أعداء الله والإسلام والعراق أيا من الرسل اعتنق وأيا من المذاهب اتبع، وإياكم والفتنة والتمزق فإنها ذهاب لكم في الدنيا والآخرة.

 

نعم إن هذه التيارات الطائفية تريد العودة إلى منهجها الذي وضعه لها الأمريكان بإقامة نظام فدرالي كما سموه في العراق وتقسيم العراق تحت هذا المسمى، والذي تريد من خلاله التأسيس لشق المسلمين إلى شيعة وسنة تماما كما فعلوا بالمسيحية كاثوليك وبروتستانت وذلك عبر اعتبار التحالف بين إقليم فدرالية الجنوب والفرات أو إقليميهما مع نظام إيران ومن ثم فعل نفس الشيء مع البحرين وغيرها لشق الإسلام إلى كيانين مختلفين الشيعة والسنة لتبدأ التحريفات تطال المبادئ والثوابت بدل الأحكام وليكون كل منهما دينا مختلفا لا علاقة له بالإسلام والقرآن، وتصير المذاهب أديانا وهويات وانتماءات متناحرة لتدخل الصهيونية باسم العلمانية وفصل الدين عن الدولة ليعم الكفر والإلحاد ويطفئوا نار الله، ولكن هيهات فقد اسقط شعب الإيمان والحضارة هذا المخطط وقبره ولن يبعث من في القبور إلا الله، و إن الله متم نوره ولو كره الكافرون، نعم أيها المسلمون هذا مخطط يشترك فيه الامبرياليون والصهاينة والطائفيون، لان الحرب على العراق هي حرب على الإسلام كله مثلما هي حرب على البشرية. عليكم أن تحتكموا لدينكم وشرفكم ووطنيتكم وان تسقطوا كل طائفي ومذهبي وعرقي في الانتخابات القادمة، إن كانت الانتخابات فعلا تعبيرا عن أصواتكم، أما إن كانت النتائج معدة مسبقا كما أنا متأكد من ذلك، فاتخذوا قراركم واسقطوا الكذب والدجل والمسرحية التي أسموها العملية السياسية وعودوا كلكم لما كتبه الله على كل مؤمن بقوله تعالى (قاتلوا الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)، فتوحدوا مع مقاومتكم واسقطوا كل افاك أثيم وطامع محتل، وللتوضيح أدرج لكم منهجهم بالنقاط الآتية :

 

1.  السعي بكل الوسائل لتقسيم العراق وإنشاء كيانات هزيلة قائمة على أسس مذهبية لتنفيذ أجندة شريرة وخطيرة تستهدف الأمة كوجود، والإسلام كرسالة ودين يدعوا لمكارم الأخلاق والفضيلة والتسامح والمحبة وتعزيز إنسانية البشر.

 

2.  العمل على الانتقال بما حاولوا أن ينفذوه بالعراق من فتنة مذهبية لا تمت للإسلام ومذاهبه وفقهه بشيء ليكون سلاحهم لشق الإسلام كدين ومسلمين إلى سنة وشيعة كما فعلوا بالمسيحية.

 

3.     العمل على محو الهوية الوطنية وإحلال هوية مشوهة ومشبوهة بغيضة محلها هي الهوية المذهبية والعرقية.

 

4.  العمل على تكوين كيانات كارتونية ضعيفة تتيح للاستعمار التدخل بشؤونها الداخلية طوعا وبطلب منها لكونها غير قادرة على حماية نفسها مما يتيح للكيان الصهيوني أن يكون القوة الكبرى في المنطقة العربية دون خشية من نمو قوة عربية قادرة على ردع عدوانها المستمر.

 

5.  نشر الفساد والإفساد والانحراف بكل أشكاله ديني وخلقي واجتماعي وإداري وسياسي من اجل تدمير بنية المجتمع وتقويض أسسه، لان الأمم الأخلاق ما بقيت.. فان ذهبت أخلاقهم ذهبوا، من هذا نجد إن حكومة المالكي احد أكثر جنود الاحتلال والطائفية الإيرانية فسادا في العالم.

 

6.  العمل على إنشاء كيانات مرتبطة بإيران أو غيرها في العراق لتكون نموذجا سيئا لاعتماد ذلك في كل الوطن العربي، وهذا هدف تلتقي به إيران مع قوى الطاغوت الامبريالية والصهيونية بدراية أو جهل الله اعلم، هم يريدوه للقضاء على الأمة العربية والإسلام وإيران تريده لمحاولة إعادة الإمبراطورية الفارسية بحجة الدفاع عن شيعة آل بيت النبوة، وكان هناك فئة من المسلمين لا يشايعوا أل بيت النبوة أو يحبونهم لا سامح الله.

 

7.   إحياء فكرة الكسروية والشاهنشاهية عبر التعامل مع الأقاليم كما كانت تتعامل معهم في عهد المناذرة، لتعود أديان فارس بالظهور بدل الإسلام، وليعود تعامل حكام الفرس بحاكم العراق على أساس التبعية.

 

8.  تنفيذ أطماع إيران بالسيطرة على ثروات العراق وخيراته نفطا وسهولا ومراعي طبيعية ونخيل ومناخ متنوع ومسطحات مائية متنوعة الفوائد والخيرات، كما فعلوا بإقليم الاحواز المغتصب.

 

تناولت في هذا الجزء منهج الطائفيين وسيكون موضوع الجزء الثامن منهج حزبي العمالة المتصهينين المتحكمين بمقدار شعبنا الكردي الأصيل، إنشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ٠٩ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٦ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور