قراءة في ما يجري بالبرلمان العراقي ودلالات إضافية تهم العراقيين والعرب ودول الجوار

﴿ الحلقة التاسعة والاخيرة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
عبد الله سعد
تناولت في الأجزاء الثمانية السابقة طبيعة الكتل المرتبطة بأجندات خارجية ولا تخدم العراق ولا يربطها بالعراق شيء إلا مصالحها الشخصية والمعني هنا رؤساء الكتل وهي بالأسماء المجلس الأعلى برئاسة آل حكيم ومنظمة بدر برآسة هادي العامري والحزب الإسلامي برئاساته المتغيرة والمؤتمر احمد جلبي وجبهة التوافق برآسة عدنان الدليمي وكل التكتلات الطائفية مثل الصحوة هذه الكتل لا يعنيها أمر العراق ومصلحة الشعب، ومن يلتقي معها أو يحالفها يدخل ذات النهج، والحزبين الكرديين مجاميع جلال طلباني ومسعود بارزاني الساعيان للانفصال وتنفيذ مشروع الصهيونية، كل هؤلاء مرتبطين بأجندات ومشاريع خارجية تريد تدمير العراق وقتل كل شريف من أبنائه يقاوم الاحتلال بأي شكل من الأشكال، وهؤلاء يشكل ممثليهم في مجلس النواب أكثر من ثلثي المجلس ومعظم النواب هم ممن جاءوا للعراق مع الاحتلال وفي مشروع أمريكا إضافة إلى مشاريع أخرى ترتبط بها تكتلاتهم.


وفي هذا الجزء سنركز على القلة من الأعضاء الذين دخلوا البرلمان من خلال ترشحهم كمستقلين أو ضمن تكتلات من الداخل عليها ملاحظات في مواقفها من الاحتلال ولكن بكل حال هم من الداخل ولهم مواقف لم تنضج بشكل كامل من الاحتلال لمؤثرات عديدة والتقائهم بالكتل المشار لها آنفا، لأسباب هم غير قادرين على أن يمتلكوا الشجاعة في أن يكونوا بمنئي عنها، لان العلاقة مع العائدين تحت بساطيل الغزاة والمجندين للاحتلال وأطرافه المتعددة أمريكا الصهيونية وحكومة إيران وقوى الخيانة من حكام العرب تسيء لهم وتجعل الشعب يعددهم من تلك الكتل، وأولئك الذين جاءوا مع الاحتلال مصدقين إن أمريكا ستبعد لهم النظام وتسلمهم العراق، وهم شكلان أما إنهم مضليين أو كانت أحقاد في نفوسهم ضد العراق أو قيادته جعلتهم يفقدوا بصائرهم فصدقوا وعود من قال عنهم الله لا وعد ولا عهد لهم، أو إنهم أدركوا قبل غيرهم من حلفاء أمريكا ومجنديها إن الشعب لا يقبل من يقف مع الاحتلال ويعمل بمنهجه فغيروا منهجهم وبرامجهم وصاروا في البرلمان وفي غيره يطرحوا ما يراه الشعب، وهو لا للطائفية والمذهبية، لا للعرقية والكراهية والبغضاء، لا لتقسيم العراق وتحت أي مسمى وبأي شكل، العراق جزء من الوطن العربي وشعبه جزء من الشعب العربي لا تبعية لأمريكا ولا لإيران ولا صلح ولا اعتراف بالكيان الصهيوني ولا تخلي عن فلسطين.


على ضوء ما أملاه الشعب من حراك ورفض للاحتلال ومرتزقته وما افرزه جهاد الشعب عبر قواه المقاتلة برزت تيارات وتكتلات جديدة في الساحة الوطنية سعت إلى إنشاء تكتل موحد كبير لتخوض الانتخابات القادمة، ورغم رأي كمواطن عراقي بالعملية الانتخابية برمتها حيث إني اعتبرها احدي أساليب العدوان والاحتلال لأسباب معروفة أهمها :


1. تغطية مبررات احتلاله للعراق وقتل شعبه وتدمير بنيته كاملة أمام الرأي العام العالمي وضغطه خاصة في داخل بلدانهم.


2. التظاهر كذبا بأن واحدة من مبادئ الديمقراطية قد بدأت وهو انتخاب برلمان.


3. انتهاجها كوسيلة لتضليل العراقيين وتقليل اندفاعهم لمقاومة الاحتلال ومرتزقته.


4. تقسيم الشعب بين مؤيد ويتوقع صدق العملية السياسية بإخراج العدو وإعادة بناء العراق وتردد عل الأمر يكون صحيحا.


لكن مع اختلافي مع العراقيين الذين صدقوا العملية السياسية أود أن أقول لهم وللشعب كله الملاحظات الآتية :


1. عليكم إفهام الشعب منهجكم بشكل كامل.


2. عليكم أن تستفيدوا من رفض الشعب للمذهبية والطائفية والعرقية وتضعوا في حسابكم إنهم يرفعوا شعارات مضللة يتظاهروا فيها إنهم غيروا منهجهم ولكن في الشعارات ولا صحة لذلك.


3. إن تلك الكتل التي نزلت للانتخابات بقوائم متعددة على أساس إنها مختلفة بالبرامج والرؤى كاذبة وعملت ذلك لأمور تكتيكية هي :


أ‌. إن تتفادى الرفض الكامل لهم فان فشلت واحدة سيعودوا من خلال الأخرى كما هو قائمة دولة القانون وقائمة الأحزاب المذهبية القائمة الموحدة.


ب‌. إن كل تلك الكتل ستتوحد إن استطاع التكتل العراقي الرافض للطائفية والمذهبية والإقصاء والتقسيم في البرلمان من تحقيق نسبة كبيرة في الانتخابات، نعم يتوحدوا ليشكوا كتلة ضدكم.


ت‌. سواء التي تدعي المذهبية بجناحيها أو العرقية بحزبيها لأنهم يلتقوا كما أسلفنا بهدف واحد تدمير العراق.


ولكن أود أن أؤكد لهم إن الانتخابات في الرؤيا الأمريكية هي العمل على نتائج توافقية، وسوف تتدخل أمريكا ودول الاحتلال الأخرى أن تظهر نتائج كما هم يريدوا، لا كما يصوت ويأمل الشعب، وهنا يجب أن يكون لكم موقف هو إن العملية الانتخابية كذبة أمريكية، فيلتحق الجميع بمعسكر المقاومة بشكل نهائي ولتعلن ثورة شعبية ضد الاحتلال لا تتوقف إلا بتحرير الكامل للعراق وخروج أخر جنود الاحتلال ومرتزقته بشكل نهائي.


هذا هو البرلمان كما يشير واقعه وسلوكه وقراراته ولذلك اقر اتفاقية الارتهان والعبودية مع زعيمة الإرهاب الدولي وقائدة العدوان الإجرامي الرامي لتدمير العراق، وقد كتبت في مقالات عديدة لماذا جاءت أمريكا وما هي أهدافها ولا أريد أن أعيد، لكن أريد أن اسأل: لم يفكر أحدا من أعضاء البرلمان نفسه ماذا سنقول للناس وليس للشعب إن وافقنا على اتفاقية مع من جاء لتدمير العراق وقتل الشعب؟ بعد أن فرض حرب تجويع وقتل جماعي عليه 13 عاما؟ ألم يخجل احد منكم أن يقول عنه الشعب سووها كما يقول المثل (ودع البزون شحمة) أو (حاميها حراميها) أو (يقتل القتيل ويمشي بجنازته) قبح هكذا ممثلين للشعب وكذبوا هم ومن نصبهم اعضاءا للبرلمان، الذي ما هو إلا أداة لتضليل الشعب لا لتمثيله.


تحية لشعب الإيمان والتحدي ولمقاومته البطلة الصادقة بانتمائها للعراق والدفاع عنه بالسلاح، وتحية لمن أعلنوا رفضهم للاحتلال ومرتزقته الفاسدين وهم يحيوا ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، أولئك الذين تضامنوا مع مقاومتهم وأعلنوها مدوية اطلع بره يا محتل اطلع أنت وإذنابك، العراق لن يكون ضيعة للفرس والفكه عراقية رغم تواطؤ حكومة الاحتلال وقواته، والعراقيين يحرروها بدمائهم كما حموها أمام العدوان ألصفوي عام 1980واستمروا يدافعوا عنها ثمان سنين في سلسلة ملاحم ابتدأت بسيف أبي عبيدة والشوش ديزفول ووادي السمتيات وتلول الله اكبر والفكه الطيب والفكه الشيب والرميلي وانتهت بالانتصار بمعركة توكلنا على الله الرابعة، والله يحب الصادقين.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور