''كروكر'' يبني اسوار باستيله ومبارك يعمق أحزمة التوراة والازهر يبارك جدران الفولاذ

 
 
 
شبكة المنصور
عبد الكاظم العبودي
سقط جدار برلين وقبله جدار بارليف وسقطت قبلهما جدران السجون والمعتقلات وحمايات ألانظمة المستبدة منذ عصر الباستيل. قدر الحرية ان كثيرا من الطغاة لازالوا يحلمون ببناء قلاع وجدران جديدة كجدار الفصل العنصري في فلسطين المحتلة والجدار الفولاذي بين غزة ورفح، وجدار ظل يفكر به كروكر وبريمر وخليل زلماي حول المنطقة الخضراء. كما سعت المجموعات والعصابات الطائفية الى تكريس الفصل الكيفي الطائفي والسعي الى بناء الجدران مابين مناطق ومحلات عاصمة الرشيد في العصر البويهي الجديد.. فالى اين هم ذاهبون؟...هل هي مجرد تجارة للاسمنت المسلح أم مكافئات المقاولين وشركات النهب باسم مشاريع الاعمار المُستَلَب... أخيرا صارت لسرايا المليشيات صفقات تباركها الفتاوى الدينية، وتزكم بها روائح الفساد المالي ورشوات الافتاء لتمتد من باب الازهر والنجف الى مقرات ولايات الفقه الاحتلالي وأبواب المرجعيات العليا التي لم تعد تستحي من رؤية تطبيق نصوص العزل والاقصاء بين البشر، وهاهي تنفذ ارادات التقسيم والتجزئة من خلال بناء الجدران والاسوار والتفريق بين الاحياء والمدن وحتى الدول. فالى اين سيذهب العملاء في خلق كانتوناتهم ؟هم يفتحون أبواب مقابرهم خلف أسوار العزلة التي إختاروها عن شعوبنا.


لا نترككم من دون وصية: احيطوا لنا ولكم ، حدود المنطقة الخضراء بجدار إسمنتي، طال الزمن ام قصر، سوف لن يطال ارتفاعه أبراج بغداد الصابرة على رؤية معاصيكم ، وعبث خنازيركم، وهي تدوس بأقدامها الهمجية بيادر خير العراق.


أحيطوا ما كانت تسمى بالامس قصور جمهورية العراق العربي، العباسي، البابلي السومري، الاكدي، الآشوري بكل الأسوار الأمريكية التي تقدمها خبرات الاحتلال، لنرى كم هي قزمية قاماتكم أمام قامة شموخ العراق بشعبه السامي.


لا تعتقدوا: ان أسوار سجونكم أضحت حقا هي "الملاذ الآمن الأخير" لسفير المحافظين الجدد، سواء كان المُسمى "كروكر" أو بريمر أو خليل الطوائف زادة، ومن خلفه وقدامه قيادات المارينز وأقزام"احكومات كانتونات العرقنة" وسنافير"البرلمان المُقعَد" وأكوام العملاء على كرسي الاحتياط المنتظرين اللحاق بركب آخر طائرة مغادرة لبغداد تذهب بهم الى بئس المصيرنحو واشنطن، بهرولة الخيبات، من طويريج الى تكساس والباقي آت.


يا أيها المهرولون الى ربع الخراب الامريكي، عليكم البقاء معنا، في العراق الجديد، أنتم ضيوف باستيله الجديد الذي تبنونه اليوم بأيديكم عبر المدن والحارات والاحياء البغدادية. نحن عراقيوا الرافدين، أول من يطالبكم بإتمام أسوار الباستيل الجديد، احرسوه بالسيوف والمدي والحراب. فسوركم، لكم، إنجزوه بحيث لايبق لكم عبره معبراً ومنفذا. نحن باقون هنا على صدوركم كجذور النخل واوتاد الجبل، لا أحد منكم سيهرب عندما تغلق قبضة المقاومة بوابات سجنكم الابدي خلف الأسوار الطائفية.


لاول مرة نعلن نحن الاحرار العراقيون رأينا ونحثكم على بناء المزيد من جُدُر المنطقة الخضراء؛ وحولها جُدُرُ المناطق الحمراء، والسوداء، وكلها تتمركز حولكم كطبقات البصل العفنة، كونوا وسط عفن المزابل ونفايات الاحتلال دُمى من غير روح، وليكن لكل جدار منها ما يكفي من الخرسانة المسلحة، كي تعرفون يوماً كيف سيحاصركم جرمكم لتندموا على ما فعلت به أياديكم في محاولة تقسيم العراق الواحد الموحد.


من الغباء ان تتصوروا بأن مقرات إقامتكم الجبرية هذه ستظل ثابتة وحصينة لا تهتز بانفجارات العبوات العاصفة بصوت الاحتجاج الشعبي المتصاعد من حولكم في مواكب الرفض لكم ولحماتكم الامريكيين. وهذه الأحزمة والأسوار الأمنية حول بغداد وجميع مدن العراق المُستباحََة ستهتز حتماً عندما تدقها قبضات الرجال وتركلها أقدام المقاومة الزاحفة.


نُعلمكم ان سور حراس اهل البلاد عالية بسواعد أهلها، ستبقى الاعلى والأكثر حصانة، تطالكم مهما علت اسوار المارينز. سيرتفع عاليا سور حرية العراق بأهله الصامدين فوق كل الأسوار الامريكية والايرانية. أحرار العراق هم الذين سيسقطون حصون الباستيل الجديد في يوم تموزي، يقتحمون جحيم سجونكم جداراً جداراً ويفتحونها باباً باباً، لتُزغرد في أسماع الحشود عُشتار الرافدين بصدى هلاهل الماجدات.


ستكون لنا الف ليلة عراقية، تحكي شهرزاد فيها قصة النصر للأجيال، وتترك لكم ليلة سوداء فاصلة، لا فجر لها، ليلة ستحكي الحُرَّةُ كيف محى شعب العراق كل آثار الأقدام الهمجية التي مرت يوما من هنا ومن هناك.


لا أحد يضمن لكم تنفيذ الانسحاب المخزي، "المُشرِف على القدوم وليس المُشَرِف" بلغة "بوش"؛لان قواته المنهزمة في كل أطراف إمبراطورية الشر ستنشغل بجمع خردتها وما خَفَّ من عتادها وتلوذ بالفرار الأبدي. على كياناتكم الكارتونية أن تنزع أقنعتها السوداء والخضراء لتراها عيون العراقيين على حقيقتها، لقد خبرها شعبنا بعيون ثاقبة، وبمنظار الوطن الذي لايخطئ، ولا يحتاج الى اشعة تحت حمراء امريكية ترى في العراق، مجرد مزرعة أمريكية، ومرعى بقر، وبئر نفطي مفتوح على خزانات ناقلة حربية مثقوبة الذاكرة من عبر التاريخ.


بات يومنا قريباً، فيه تَبيَضُ الوجوه لأهل البلاد وأحرارها ومناضليها، أما أقنان "بلاك ووتر" وصراصيرالنفط الاسود سنعيد لهم أسمائهم وكنياتهم المستحقة في قاموس المًُسميات التي أخفوها تحت واجهات عناوين الكيانات ألامريكية وإلايرانية الصفوية الخادمة للاحتلالين المتوافقين.


ربما نسي البعض منكم عنوانه الفرعي، واختفى خلف واجهة التاريخ وتضاريس جغرافيات الغزو واهماً بالبقاء خلف أسماء رميم من رستم أوكسرى أو يزدجرد اوخسروان... الخ، وما سُمِّي من عُباد النار وأوثان الاحتلالات وخُدام الجلادين من شرق النهروان وظهر الفَكَّة وعمق الحويزة الى ضياع النفط في لندن وواشنطن.


نحن العراقيون: لا نخاف الفراغ، ولا نخشى على من سيملأ العراق بعد انسحاب ضباع الغزاة، وتلك غايتنا ان نرى المستنقع يبتلع في طينه بشرا من طينة أُخرى، وتلك حقيقة نراها كالشمس تتجسد يوم ، هي صورة الحلم العراقي تتجسد في صور الشوارع والدروب التي ترى غدها، وكيف سيهرب الأمريكيون الغزاة، ويتركوا البلاد لأهلها. حلم فات بوش وجنرالات الحرب يوما كيف يتصوروه، وكيف سيبقي العملاء خلف الاسوار دون ترجمة وإجابة لأسئلتهم لماذا تتركهم أمريكا فجأة بعد سنوات عجافها في العراق.


قد يخاف الامريكيون على حكاية الأمن ببغداد، وكيف يتركوه وهو وهم هباب، وكيف يفكرون بمن سيخلفهم على جمع النفايات الامريكية من بقية عصابات الاربع الاربعين قدما سوداء جمعتهم يوما المطامع من لص خائب الى مختلس منكود ومزور لمئاسي المظالم الانسانية على ارض العراق.


نطمئنهم جميعا ، وقطعا.. لا أحد سيكون معهم خلف الاسوار العراقية مُدافعا عنهم، لأن الجميع سيقول حينها: هذا ما جناه علي بوش والشاه المعمم في خراسان وأنا جنيت على وطن كان لي ولأهلي.


اخرجوا أيها الاغوات من بلادنا، قبل فوات الاوان، لبغداد لها رب وشعب يحميها ويحررها ويطهرها من رجس الأغراب. لا يخافكم بعد اليوم أحد. نخاف فقط على دجلة الخير وتدفقها بعبق التاريخ العراقي، وفُرات الامل وما بينهما من الرواء العظيم، حقاً نخاف على دموع النهرين، ان شح فيهما الماء الرقراق الصافي المتلألأ دوماً بالفرح كزلال عيون اطفال العراق.


لنا الحق ان نمتلأ فخرا بعراقِناً، ولكم ان تمتلئوا خزياً بذلك الفراغ الاسود ومستنقعه، ومن خاض به من أخمص قدمه الى أعلى لفة عمائمه المُسورة بعجلات الهمرات. "بلاك ووتر" لا تحمي نفسها، ولا تحميكم، سواء طلبتم منها الخروج أو البقاء وراء الاسوار، دعوها تبقى فهي مأمورة، وسنرى إن وقفت لحظة وقت هبوب العاصفة، وتلك قطعانكم من دون راع ترتجف أمام زحف طلائع جيش العراق الوطني العائد تواً الى بغداد الحبيبة المقاومة الباسلة ليحررها من رجس الإحتلالين معاً.


المنطقة الخضراء نريدها كما هي، فاتركوها بجدارها الاسمنتي أو حواجزها الالكترونية، إسحبوا منها كلاب حراساتكم من كل الجنسيات، واتركوا لنا فقط تلك الكلاب الجرباء التي نبحت بلغتنا في سيرك الاحتلالين ولم تعد أمينة في الثغور. ستبقى الكلاب الجرباء بحفظ الصون، في ذمة ورعاية العراقيين ليعالجوها من جذام جلودها وتعاسة نفوسها بقير وزفت ونفط وناركركوك الازلية .


نحن نعرف تاريخكم الغادر، وخذلانكم لعملائكم ساعة المحنة والصفر. إتركوهم حيث غسلتموهم دائماً بالماء الاسود، وكما كفنتموهم بالعار، وهم أحياء لايُرزقون، حين ألبستموهم سرابيل جهنم، وورطتموهم بلبس قفازات الدم الحمراء، ليكونوا قطعانا إستكلبت وتغولت وتنادبت بمئآتم ومنادب ومجازر وهي تجري لاهثة وراء غبار الدبابة الغازية حين مرت فوق ظهر المستضعفين من ضحايا العراق الجريح.


لماذا غطيتم وجوه عملائكم بالأقنعة السوداء، وهم صفر الوجوه، مرعوبين من يوم حسابهم القادم في يوم ناصع البياض. بوم بات يطرق الابواب البغدادية كالقارعة المنتظرة.


وانتم يا من رفعتم رايات سوداء مضللة في كل زمن هجري محرم، هي الواقعة ليست لكم، ولستم من حسين ثائراً وشهيداً بصلة،ولستم مع العباس وآل بيته بيعة ونُصرةَ. سود وجوهكم حتى ولو سالت فوقها كل سيول الدمع الكاذب. وصدوركم خاوية من الايمان، كما هي ظهوركم لا ينفع جلدها ندما على ما فعلتم وانتم أول من تَنَّكَرَ لنصرة الحسين في ظهيرة عاشورائية من أفريل العام الميلادي 2003 باحتلال بغداد وكربلاء معا.


وانتم يا من تنافحتم بلا شرف تتنصتون على أنين ضحايانا من خلف اسوار الحصارات والمجاعات، كنتم أدلاء أذلاء لدبابات المحتل وهي تدوس قلب العراق حضارة ووجود.


وانتم يا من طالبتم باجتثاثات شعب العراق عن أرضه وعن حقه في الحياة، يامن دفعتم بالغوغاء الى الثارات المقيتة جئتم بالفتنة النائمة من بطون الاحقاد والعشائر الغابرة، ستُحفَظ لكم ثاراتكم بتلافيف الألم والحسرة في ذاكرة العراقيين جميعاً .


تلك هي شرائطكم موثقة بالصورة والصوت، مُسجَّلة في عُلَبِ الصندوق ألأسود فهو ألامين المتكتم على الذاكرة العراقية، لا يتجاوزها التاريخ حتى وان أخفاها إعلام الإحتلال وكتابات عملائه وتزوير فضائياته طوال سنوات الاحتلال والمحنة العراقية.


اتركوا المنطقة الخضراء لنا ، ايها الامريكيين: من الواجب ان نُذَكركم قبل تسجيل هزيمتكم المنكرة: اتركوا هناك كل شئ على الارض التي ستشهد مخازيكم، وحيثما كانت بيادقكم من اراجوزات العملية السياسية من لاعبي رقعة الشطرنج الامريكية فهناك مجزرة ونزيف دم للعراق. إتركوا لنا ما هَيكَلَه الاحتلال من خرائب البوم والارض الخراب لكي نضمها الى مقتنيات متحف الديمقراطية الامريكية في العراق، تلك شاهدة حية على هزيمة مشروع إمبراطورية الشر التي سقطت على يد شعب العراق ومقاومته الباسلة.


نؤكد للعالم ان "الهولوكوست الامريكي" في العراق كان الأبشع والأدمى والأكثر إيلاماً وخبثاً وغباءا ً على مر التاريخ الانساني. وان ضحاياه المليونية هم من أبناء ارض السواد العراقية الخصيبة. هذه الارض رفعت يوماً راية عباسية سوداء فوق بيوت حكمة المنصور والرشيد والمأمون، راية سوداء أرعبت كلاب الروم وعرش بيزنطة، وظلت خفاقة فوق المستنصرية وبوجه خصومها من الأعاجم والموالي والغلمان وأزلام خراسان، تلك دولة المنصور ظلت بيضاء اليد والمقاصد والعطاء، لمن اراد ان يكون مع العراق حراً ومُحَرِراً . حال اعلان لحظة التحرير ستهدم سواعد الثوار أسوار وزنازين سجون ابي غريب وبوكا والداخلية والجادرية والكاظمية وبراثا وسيكتفي شعب العراق بإبقاء سجن المنطقة الخضراء شاهدا ومتحفا ومعلما لكفاح شعب جسور،سجن ارادوه حديقة حيوات تذكرنا بحقبة عصر ساد به رعاة البقر وثيرانهم التي حكمت العراق نيابة عن البيت الابيض وحثالات البيت الاخضر.


ستسقط الاسوار ويبقى العراق
ستردم الاسوار وتبقى فلسطين
سقط الجدار فظهرت ألمانيا موحدة، وتغير وجه العالم، وحين سقط امبراطور الصين صار جداره متحفا للفرجة لدولة يحكمها العمال وفلاحي الارض. ذلك هو مكر التاريخ ولعبة عبث الاقدار، عبرة لمن يحفر تحت غزة يطمرتحت رفح جدار الفولاذ ضمن خندق يباركه شيخ الازهر تزلفا للفرعون وبني صهيون. فماذا انتم فاعلون؟؟
ان غدا لناظره قريب.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور