احتلال الفكه : حادث خطأ لعرس إيراني ؟ أم تكتيك انتخابي ؟ أو بداية احتلالات لاراض عربية ؟

 
 
 
شبكة المنصور
أبو علي الياسـري - العراق المحتل / النجف الأشرف

اعتذر عن التأخير في كتابة المقال الذي يخص الاحتلال إلا يراني لأبار نفط الفكه العراقي . المعلوم لأبناء العراق والأمة  أن الاحتلال إلايراني الذي جاء مع  احتلال  أميركا للعراق في  اليوم الأسود  من عام 2003م  إنما هو  لمتطلبات  مرسومة ضمن صفحات خاصة باستراتيجيات مترابطة ومشتركة  صهيونيا وأميركيا وفارسيا.. وهذه المتطلبات المهمة  قد   تسهل في الحصول واستثمار الكثير من  ألأمور السياسية والجغرافية  المهمة من اجل  تعديل خارطة المنطقة جغرافيا (عراقيا وإقليميا وعربيا ).. وهذا المطلب في التعديل  ورد  في أكثر من مناسبة وعلى لسان حكام إيران  لملئ الفراغ الذي سيحصل  بعد انسحاب القوات الأميركية من العراق  ... والدليل على ذلك تصريح( احمدي نجاد ) الذي  أدلى به قبل فترة ليست بطويلة ..

 

إن الغاية من ملئ الفراغ  هو لجعل  إيران تلعب دور شرطي المنطقة , وهذا الدور يكلل من خلال اعتمادها على نفوذها المنتشر في المنطقة العربية بصورة عامة ودول الخليج العربي بصورة خاصة . نفوذ مستند على قاعدة متينة من خلال امتلاكها عدة عوامل سياسية واجتماعية وعسكرية واقتصادية ودينية وتجارية..الخ . مما  يؤشر ذلك  بأن إيران في طريقها لرسم خارطة جديدة لها  للهيمنة والسيطرة على دول المنطقة لتكوين إمبراطورية فارسية..

 

التجارب التاريخية أثبتت للأمة العربية أن إيران اتخذت منذ القدم  تكتيكا معروفا لأجل السيطرة والهيمنة على دول المنطقة باستغلالها النهج الطائفي , نهج  صنعته نار المجوسية وعن طريق ادواتها التي زرعتها  في الكثير من الدول العربية وبالأخص دول الخليج العربي.. حيث قامت  إيران بالحفاظ  والتواصل مع هذه الادوات التي  أبقتها في سبات طويل لاستثمارها بالوقت الذي يأتي دورها مستغلة  عامل الزمن الذي كيف هذا النفوذ ضمن المحيطات التي تعيش فيها .. ثم أحيائها وإنهاضها  لأخذ  دورها المهم  كأدوات مهمة  عن طريق تشكيل  ألأحزاب والميليشيات  والكتل السياسية الطائفية التي منها ظهرت والأخرى  ستظهر لاحقا  وبعدة عناوين ومسميات والمغلفة بعضها بالأغلفة  الدينية والطائفية والبقية كأحزاب وطنية ظاهريا  ولكن أصل  مبادئها وبرنامجها  صفوية ..

 

بهذه الصفحات استطاعت إيران أن  تخدم الإستراتيجيتين الصهيونية والأميركية . ثمة سائل يسأل .. كيف تقدم إيران  خدمة لهاتين الإستراتيجيتين (الأميركية والصهيونية )؟ الجواب على ذلك  من خلال تحريك خلاياها في الدول العربية القريبة منها لإحداث الكثير من الإشاعات الطائفية أولا ثم يعقب ذلك  حالات من الشغب والغوغاء هنا وهناك , ثم  المطالبة بتدويل الحالة لغرض أن تأخذ مكانا مهما لصفحة مهمة من صفحات  الإستراتيجيتين أعلاه وكما حصل في العراق,  وما يحدث اليوم في (اليمن ) جراء تحريك ادواتها من (الحوثيين) الذي وصل الحد بهم أن يقاتلوا الجيش اليمني ويجعلوا من اليمن دولة غير مستقرة بسبب تدخل إيران السافر في جميع شؤون اليمن الداخلية هذا من جهة ... ومن الجهة الأخرى وفي نفس الوقت الذي اتخذته من العراق  واليمن حالة عدم استقرار وفوضى تقوم إيران  بإشغال بعض الدول العربية  البعيدة منها ( كالمغرب والجزائر وتونس وليبيا ) بمشاكل طائفية لتصرف نظر تلك الدول العربية عن ما يحدث في اليمن أو العراق لانشغالها في المشاكل الطائفية التي حدثت في هذا البلد العربي أو ذاك , والهدف الرئيسي من كل هذا  لإنجاح صفحاتها الأولى في زعزعة المنطقة العربية بأكملها  وجعلها ضعيفة وغير مستقرة  ... وهذا الضعف وعدم الاستقرار هو بسبب ادواتها القابعة في تلك الدول من الذين جاءوا إليها بعد الثمانينيات  تنفيذا لمنهج  الخميني التوسعي الذي يسعى إلى تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج  ... من هنا يتأكد لجميع أبناء الأمة  بأن إيران هي الأداة الرئيسية في تنفيذ الإستراتيجيتين الصهيونية والأميركية من خلال ما معروف عنها  بتوافقها الاستراتيجي منذ قرون وخير دليل على ذلك ألإحداث  التاريخية  العربية والإسلامية مع بلاد فارس  ...

 

إما اعتذاري في تأخري لكتابة  موضوع احتلال إيران لآبار الفكه النفطي العراقي  فيعود إلى السببين التالين :-

الأول . ترقبي والشعب العراقي الصابر لاحتمالات  حدوث حدث يفاجئ العالم ومعه الدولتين المحتلتين أميركا وإيران!! .. وهذا التوقع  ليس في حكومة الاحتلال المعروفة بولائها وتبعيتها لإيران  جراء موقفها الهزيل لما صرح به رئيس حكومة الاحتلال ( المالكي ) عندما قال  ( بان هذا الحدث أي احتلال إيران لآبار النفط في الفكه  العراقي  لم يؤثر على عقود النفط التي تم تعاقدها مع الشركات الأجنبية ) , أو بأعضاء برلمان حكومة الاحتلال الصفوية الذين أغلبيتهم  يحملون الجنسية الإيرانية..  والذي صرحوا تصريحات هزيلة بخصوص هذا الحدث  بدليل ما صرح به عمار الحكيم عندما قال بان  ( احتلال الفكه إنما هو مجرد إشكاليات بسيطة ) ثم  أعقبه الإيراني كريم شاهبوري الذي تم تسميته  باسم ديمقراطي عند وصوله إلى العراق ب ( موفق الربيعي ) عندما قال ( ارفض استخدام العنتريات الإعلامية التي لم تغير وإنما ساءت  العلاقة بين البلدين ) وغيرهم من الأقزام  .

 

وإنما هو بالرد القوي الذي سيصدر من ما يسمونه اليوم  بمجلس الرئاسة!!!! ( ما شاء الله .. عين الحسود فيها  عود  ) , وكذلك بما يسمى برئيس برلمان حكومة الاحتلال الصفوية الذي أظهره  الله لأبناء العراق بأنه من هواة البدع والدجل الذي تعلمها من أسياده  الايرانين خلال زياراته السرية والتي فضحت شانه المشين في وسائل الأعلام والفضائيات  المحلية والعربية المحايدة التي اكتشفت حقيقته , وليس وسائل الأعلام الديمقراطية المنشأ الطائفية الولاء والصفوية بالأصل والجنسية .. ودليل الشعب على ذلك رفضه لعقد اجتماع سريع لما يسمى بالبرلمان لمناقشة الاحتلال الإيراني لآبار نفط الفكه العراقي  .  

 

ولكن التوقع  خيب ظن محبي الديمقراطية الأميركية  في  مجلس الرئاسة !!! لأنه  فاجأ  الشعب وبجميع قومياته وأقلياته وأطيافه وأديانه بعد أن اكتشف  حقيقته الفوضوية !!! إذ تبين من جراء ذلك بأن مجلس الرئاسة في واد والعراق وشعبه في واد آخر .. وهذه الحقيقة يجب أن يعرفها شعب العراق والأمة والتي اكتشفها  احد المصادر المقربة من ثلاثي رئاسة دولة العراق الديمقراطي الفيدرالي الوردي البنفسجي الطائفي  الجديدة .. حيث  أفاد  المصدر المقرب من الرئاسة ما يلي :-

 

أن رئاسة الجمهورية تصف  الموقف عن حادثة الاحتلال الإيراني لأبار نفط الفكه العراقي نتيجة  لمعلومات استخبارية أولية وردتها بعد  نشر الحدث في وسائل الأعلام والفضائيات المحلية والعربية انه حصل التباس بسيط بعكس ما  تناقلته وسائل الأعلام لخبر احتلال إيران للبئرين الأولين من آبار نفط الفكه العراقي .. وعبرت  رئاسة الجمهورية  بان الحادث هو  ليس احتلال إيراني لأبار النفط العراقية ... وإنما حادث وقع   نتيجة  خطأ  سائق عجلة مدنية يتقدم عجلات زفاف لعرس إيراني في القرى الحدودية بين العراق وإيران  .. وبسبب الظروف الجوية أجبرت هذه العجلات على  أن  تخطئ الطريق ومكان قرية العريس لتعبر خمس كيلومترات داخل الحدود العراقية حتى وصلت العجلات  إلى كرفانات تبين لهم بأنها غير إيرانية .. وعند الاستفسار من قبل أصحاب العجلات المدعوين في زفة العرس الإيراني عن هذا المكان  .. تبين  لهم بأنهم  اخطئوا  الطريق وهم الآن  داخل الحدود العراقية بمسافة  تبعد عن الحدود الإيرانية ب (5) كيلومترات .. وعلى الفور انسحبوا عن الكرفانات بمسافة(50)متر ليتسنى لهم الانسحاب إلى داخل الحدود الإيرانية بعد تحسن الظروف الجوية .

 

تصور يا شعب العراق .. يا شعب الحضارات والأمجاد هؤلاء هم  قادة العراق الجديد من ثلاثي رئاسة دولة الاحتلال  .. انظروا  لقادة العراق الجدد وهم  يحللون التهديدات الخارجية واحتلال منابع نفط  العراق الذي عرضته  شاشات الفضائيات المحلية والعربية والأجنبية, بعرس إيراني !!! .. إذا ماذا نقول للديمقراطية التي استوردت لنا هكذا ديمقراطيين هوايتهم تأجير البدلات الخاصة بالأعراس والاحتفالات الإيرانية  ؟.. لا نقول  إلا مبروك لنا وللشعب هذه الديمقراطية التي جاءت لنا  بهذه الشلة من العصابات الدولية  والسربلية الذين يتصورون ويتخيلون  التهديدات  العسكرية في احتلال العراق بزفة عرس إيرانية !!!.

 

ثانيا .لكي يتأكد شعب العراق الصابر بصورة قاطعة لا لبس فيها  .. بان النظام العراقي الوطني  هو نظام وطني قومي أنساني مع شعبه وقضايا الشعوب الأخرى .. نعم نظام وطني قومي  لأنه لم يستكن يوما على انتهاك أرضه وعرض شعبه وأمته العربية المجيدة   .. نظام وطني قومي  عانى منذ استلامه السلطة للكثير من  الاعتداءات الإيرانية المتكررة في قصف المخافر والقرى الحدودية العراقية  من الشمال إلى الجنوب , واحتلالها لبعض المخافر ,مما جعل النظام الوطني العراقي آنذاك يدافع عن ارض وشعب  العراق ..نظام وطني بمعنى الوطنية والقومية  لم يبدأ بالحرب على إيران عام   1980 حسب مزاعم الكثير من العملاء والمتلونين والمرتدين والنفعين وضعاف النفوس وتجار المهنية الذين يريدون تغيير  عقائد الجيوش التحررية , وكذلك التجاريون الذين يلهثون خلف الديمقراطية الأميركية  على أرض وادي النهرين  من الذين ترعرعوا مع الصفويين أو من الذين أصولهم إيرانية  من أحزاب وكتل وميليشيات وفرق موت والكثير من الأنذال الديوثية ... وهذا التأكد حدث فعلا من خلال وحدة الشعب قلبا وقالبا من خلال المظاهرات التي اجتاحت محافظات العراق في الشمال والوسط والجنوب .

 

أما ما يتداوله  الشارع العراقي اليوم بسبب المعلومات التي أشيعت  من  الذين يعملون مع كتلة المالكي والتي تسمى نفسها  ( بائتلاف دولة القانون )  بان هذا الحادث , ويقصد به احتلال إيران لحقول نفط الفكه العراقي .. هو تكتيك متفق عليه بين دولة رئيس الوزراء (المالكي ولاريجاني) من خلال زيارته إلى العراق .. حيث سيتخذ  المالكي تكتيكا مهما  بعد أن فشل في السيطرة على الوضع الأمني والسياسي في حكم سلطة الاحتلال  الجائر ,وهذا التكتيك سيترجم بعد أيام وقبيل الانتخابات المقبلة  من خلال  إذاعته  أي ( المالكي ) لبيان عبر الفضائيات المحلية والعربية والأجنبية  يهدد فيه  إيران للانسحاب من الفكه وإلا    !!!!!!!!!!!!. مما سيساعد ذلك  على تنفيذ الاتفاق الذي عقد بين الطرفين .. وهذا سيجعل إيران تقرر سحب قواتها  من أبار نفط  الفكه العراقي داخل الحدود العراقية   .. وبهذا التكتيك السياسي  تستطيع إيران إحراز تقدم مصحوب  بموقف سياسي جيد   للمالكي والذي سيساعده حتما  في الانتخابات المقبلة لإبقاء نفس  الكراسي الطائفية  في  برلمان الحكومة الجديدة  من كتل وأحزاب وميليشيات صفوية تعمل تحت إمرة السفارة الإيرانية وبإشراف لاريجاني  ....

 

من هنا أود  أن اسأل رئيس حكومة الاحتلال , وأعضاء برلمانها , والناطق الرسمي لما يسمى برئيسها الأسئلة التالية :- لماذا لم تتهموا وكعادتكم المعروفة للشعب من خلال اسطوانتكم المشروخة  بالصدامين والبعثيين والقاعدة في هذه الجريمة السيادية ؟ .. ولماذا لم تتهموا سوريا الشقيقة والمملكة العربية  السعودية ودول الجوار العربية والمتهمين  من قبلكم دوما بالإرهاب أيها الحاقدون في احتلالهم آبار نفط الفكه العراقي؟ وهل احتلال إيران لنفط الفكه هو تكريم من أحزابكم وكتلكم وميليشياتكم  الصفوية نتيجة تربيتها اللااخلاقية والإرهابية والإجرامية لشخوصكم النتنة المغلفة بالفتنة والطائفية منذ 1331 سنة , أم تعويض عن ما خسرته إيران  في الحرب العراقية الإيرانية؟  .

 

أما ما يخص محورنا الأخير  والخاص بالإطماع الإيرانية  في الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي  وكما وضحت آليته أعلاه ..فهو البداية المهمة  والرئيسية في تنفيذها  ضد  الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي , لان ألأبعاد الإستراتيجية للمشروع الصهيوني الإيراني في المنطقة هو تحويل النظر من فلسطين إلى العراق ...  وهذا التحويل يكون من خلال الاعتماد   على التطابق في الإستراتيجية الإيرانية  مع جميع الصفحات الخاصة بالإستراتيجيتين الصهيونية والأميركية مستغلين ذلك الضعف من خلال معرفتهم  بان النظام الرسمي العربي لا يعتمد على إستراتيجية جريئة وواضحة  للدفاع عن هوية ووجود الأمة .

 

من هنا  نقول بان أبناء العراق وامتنا العربية قد اكتشفوا حقيقية التداخل الاستراتيجي بين أميركا وإيران والصهيونية , وما لذلك من فائدة كبيرة  في معرفتهما باستخدام الإستراتيجية الإيرانية كصفحة مهمة جدا في تقسيم وتفتيت وتقطيع الأمة العربية وبجميع  أنظمتها الرسمية , وكما فعلته مع العراق ونظامه الوطني القومي ,ويتوهم من يقول أن أميركا تحمي أصدقائها وحلفائها من التهديد والتدخل الإيراني .

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور