معايشة - تعليم مولانا في العراق

﴿ الحلقة الرابعة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
ابو فهد العراقي  - بغداد
الحديث عن الواقع التعليمي في العراق اليوم لايعني التحدث بالطريقة المتعارف عليها ، اي طريقة البحث العلمي التي تستند الى معطيات واحصائيات وبيانات ووفق منهاج بحث علمي واكاديمي ، فواقع الحال في العراق اليوم يقول ان الكادر التعليمي وللاسف لايتمتع باي من الصفات الاكاديمية والعلمية المتعارف عليها عراقيا وعربيا وعالميا ، ففي عراق امريكا الجديد لايقوى الانسان على التفريق بين خطاب المعلم والمدرس والاستاذ الجامعي وبين باع السمك او الطماطة في اي من الاسواق الشعبية في مدينة الحرية ومدينة صدام ، لذلك قررنا ان نكتب باللغة التي يفهما الكادر التعليمي في العراق وهي لغة ـ مولانا وسيدنا و الضرب على الصدور والتهديد والوعيد بالنسف ...الخ ، ولاننا وكما اسلفنا لسنا بصدد بحث علمي وانما بصدد نقل واقع حال من خلال مشاهدتنا اليومية وجراء معايشتنا لمدينة بغداد والتي اطلقنا عليها ارض المعركة بامتياز، السؤال هو هل تستطيع الدول خلق واقع تعليمي جيد وبالتزامن مع حالة الحرب ، اي حرب من الحروب تعيشها او عاشتها اي بلاد من بلاد الله الواسعة ؟ الجواب ، نعم يجوز ذلك فالبناء التعليمي في العراق وخلال قادسية صدام المجيدة قد استمرت صعودا طيلة سنوات الحرب ولكن استنادا الى قرارات كانت تصدر تباعا عن قيادته الحكيمة ، فالواقع التعليمي في العراق لم يشهد ايام القادسية الثانية اي انهيار كما يشهده اليوم في ظل دميقراطية السبع نجوم بل على العكس من ذلك والعاملين في هذا المجال يعرفون ذلك ، وحتى لانتهم بالانحياز رغم فخرنا بانحيازنا الى ارقى تجربة تنموية شاملة عاشها العراق ومنها التعليم فلابد لنا ان نؤشر الى مااصاب الواقع التعليمي من اضرار جراء الحصار الجائر على العراق ، فقلم الرصاص مثلا كان ممنوعا استنادا الى الشرعية الدولية التي يتشدق بها المتشدقون لانه كان يقود حتما الى انتاج سلاح فتاك سيفتك بالعالم المتحضر وعلى رأسه امريكا والكيان الصهيوني ، المقدمة اعلاه تؤشر الى اننا لسنا بصدد كتابة بحث علمي يقود القارئ الى نتائج لادخل لنا بها ، فكل الذي نريد قوله هو اننا نكتب مشاهدتنا وانطباعتنا والتي من خلالها نريد ان نلعن اليوم الاسود الذي جائنا بالديمقراطية المعبئة ـ بالشوال ـ الخط الاحمر ـ فمن يريد ان يلعن معنا فمرحبا به ومن لم يريد ذلك فله ماشاء فنحن نعيش ديمقراطية سوق ـ جماله ـ وسوق ـ مريدي ـ وسوق ـ العورة ـ ، واي حديث عن التعليم في العراق لابد ان يمر في هذه الاسواق التي نتمنى على الذين يعيشون في خارج العراق ان يتذكروها جيدا لانها ناشطة هذه الايام ولانها امتداد لسوق ـ جني مروة ـ في الجاره العشيقة للبعض ايران في اصدار الشهادات العلمية ، لعن الله كل من ذاب حبا بايران واعتبرها قدوته في التعليم .


قبل البدأ بموضوعنا لابد ان نعرج على يافطة كبير اثارت اهتمامنا لانها مسخ وقد كتب عليها ـ احباب الصدرين ـ والمقصود هو مقتدى وابيه ولاننا شاهدنا صورة جدارية كبيرة على واجهة مدرسة ابتدائية اسمها مدرسة ـ الصدرين ـ في بغداد وقد رسم عليها صورة الاب وابنه وبهذا فهي ترمز الى صدرين لاثالث لهما ، اي ان القوى الظلامية التي تقتل ابناء العراق وكما يقولون في العراق ـ على عينك ياتاجرـ لاتنتمي مرجعيا الى محمد باقر الصدر كما يعتقد البعض انما تنحصر مرجعيتهم بالمنغولي البائس وابيه ، اليافطة التي رفعت في اكثر من مكان تذكرنا باسم احباب القائد ،الفرقة الفنية الجميلة التي كان يقودها الفنان المتميز يحيى الجابري في مدينة صدام ، ويبدو ان عقدة الشهيد صدام حسين هي وراء هذا الاسم او ان الاخوة يريدون محاكاة طريقة مايطلقون عليه ـ البعث البائد ـ ابادهم الله ، فنحن نعرف ان اي مقارنة في هذا الامر لاتجوز لان المقارنة كما نعتقد تقود الى التقليل من شان الاخ الجابري والمبدعين الذين رفعوا اسم العراق عاليا بالمحافل الدولية وبين مجموعة عفنة تسمى احباب الصدرين تخرج خفافيش ولطامة وضاربي زنجيل من الطراز الاول وقادة مليشيات تقتل وتسفك الدماء على الهوية وهذا مالانري .


عندما تذهب لزيارة مدرسة من المدارس الابتدائية يواجهك اكثر من شرطي وكانك ذاهب لزيارة مركز شرطة واذا ما كنت دمث الخلق وتعاملت بلطف وخفة دم مع هؤلاء الشرطة فستعرف انهم ينتمون الى احزاب طائفية والى مرجعيات دينية مختلفة رغم انهم يحرسون طلاب مدرسة واحدة والكارثة هنا اذا ماوقع صدام بين هؤلاء جراء مناقشة الوضوء او الحيض والاختلاف بخصوصهما ، ان اجمل مافي المدرسة الالوان البراقة التي طليت بها فهي الوان قوس قزح او الوان هدهدية ، شكل لا علاقة له باي مضمون فهذه المدارس تذكرنا بالمثل الجنوبي الذي يقول ـ من فوك ملحس ومن جوه مدحس ـ ، التقينا في معايشتنا بمديرة مدرسة ابتدائية فاضلة ويبدو انها تمارس مهام وظيفتها في مجال التعليم منذ زمن بعيد لكنها وللاسف ترتجف كالفأر المذعور عندما ترى مشرفة والمشرفة التي رأيناها والله يشهد ذكرتنا بالمسرحية المعروفة ـ ريا وسكينة ـ المصرية وعند سؤالها لماذا ؟كان الجواب ، ان المشرف هو اما ان يكون سيد او تكون علوية وهم يمثلون حزب طائفي ما ، وان اي تقرير يريدون ايذاء المدرسين فيه لابد ان يتضمن ان المدرس او المديرة الفلانية المذكورين من جذور بعثية وهذا يعني ان الاوراق تتحول الى المفتي وهو الجلبي القذر وبالتالي فالاجتثاث يعني ان تتدخل المليشيات لتصفية المدرس وعائلته ، ومتابعة لممارسة المشرف التربوي في العراق نذكر ماقاله المدرس ـ ص ـ وهو يحدثنا عن زيارة مشرف من القادميين من وراء الحدود لمدرسته في بغداد ، نعم في بغداد وليس في هور الاحويزه ، قال المشرف الملتحي للمدرسات ان ارتداء السروال غير مسموح به ومن ترتدي السروال تعاقب ، والمطلوب هو ـ الجبة ـ وهنا يتدخل المدرس ليقول له ان زوجتي مدرسة وانا اريد ان تلبس السروال تحت الجبة لاني اراى انه الافضل في ستر عورتها في حالة تعرضها لحادث ما والحوادث طثيرة هذه الايام ، قال المشرف وبحزم ، هذا قرار وعليكم التنفيذ ويجب ان تكون الجبة بالوان معينة وتشترى من مكان معين ، وهنا قاطعه المدرس قائلا ، اعتقد انت صاحب المعمل والمنتج لهذه الجبب هو انت او ايران ، بداء العراك بالايدي في المدرسة الابتدائية بين المدرس والمشرف امام المدرسين وعيون الطلبة الذين شاهدوا ذلك عبر النوافذ التي غالبا اتكون بلا ستائر فالستائر ترف يزيل النعم وعمل يتنافى مع دميقراطية المدرس والطالب فد ...، فالمشرف على الاكثر امي يحمل مؤهل حزبي وشهادة مزورة من سوق مريدي ليس لديه مايتحدث في للمدرسين غير هذا الحديث عن الملابس ، فموضوع المنهج التعليمي والخطة الموضوعة لتطبيقها في المدرسة لاتعنيه من قريب او بعيد ، والملاحظ ان المدارس تسير على البركة كما يقال فنجاح الطالب مضمون وهو مقابل مبلغ من الدنانير يصغر ويكبر حسب الطلب ، بالمناسبة هذه حادثة واقعية وليست من صنع خيال بعثي حاقد على التجربة الديمقراطية جدا جدا جدا في عراق الحضيرة الخضراء ومن يريد ان يرى معمما يقود العملية التعليمية فما عليه الا الذهاب الى تربية الرصافة في بغداد وسيرى بام عينه مستواه الثقافي.


اذا اردت زيارة مدرسة متوسطة او اعدادية فانك ستصدم باسم الاستاذ الذي تحول الى سيدنا او مولانا او ابو سجاد او ابو كرار والحصة التعليمية التي اصبحت ثلاثين دقيقة وحضور الطلبة اصبح عشرة بالمئة واذاتغيب اوغاب مدرس المواد الاساسية لعذر مشروع او غير مشروع فيحل محلة مولانا ليدرس الطلاب كيفية كسر ضلع الزهراء ـ ع ـ والسقيفة والغدير، بالمناسبة مولانا هذا لا يراعي سن الطلبة ولا انتمائهم المذهبي فهو يطلق العنان للسانه السليط لعنا وشتما ، ان السبب وراء تغيب الطلبة والاساتذه هو العوز المادي الذي يعانوه وعوائلهم فجلهم يعمل وان العمل المتوفر هو البناء والشحاذه والسرقة والنصب والاحتيال والمطاعم والمقاهي والشيء الملفت هو كثرة المقاهي في بغداد واستشراء ظاهرة تدخين الشيشة بانواعها و الحشيش الايراني الذي اصدرت فتوى بتعاطيه ، فطلبة الثانويات هم من يشكلون النسبة الكبيرة من الذين يتعاطون الشيشة اليوم في عراق مولانا ، واذا مافكرت بالتوجه الى اي طالب بالسؤال ، كيف تحصل على درجات نجاح ؟ يقول لك كل شيء بالفلوس وكيف تجتاز البكلوريا ؟ يقول الله كريم ، اخلي اكثر من مدرس وادفع مليون مليونيين ـ الله كريم لاتدوخ ـ هذا مايقوله الطلبة صدقوني ، ان اللغة العربية الفصحى في المدارس الثانوية قد تلاشت او في طريقها لذلك ، فلغة مولانا هي السائدة وكذلك لغة البوراري والتفجيرة ، فاي مدرس مخلص جيد يهدده طلابه بالتفجير ، ان اسهل شيء على الطالب ان يفجر بيت استاذه ، فعلينا ان ننسى ـ قم للمعلم وابداء التبجيلى كاد المعلم ان يكون رسولاـ فبمجرد ان يسمع الطالب هذا المقطع يقول يمعود كول غيرها يامدرس يابطيخ ، ارجوا ان يسامحني البعض من الذين يعتقدون باننا تعرفنا الى العيانات التي نتحدث عنها من اولاد الشوارع ، فجل الطلبة الذين التقيناهم هم من ابناء العوائل التي عرف عنها كل ماهو خير قبل الاحتلال.


الجامعات وماادراك مايحدث في الجامعات العراقية اليوم ، المشهد الي تراه وان تدخل الى الحرم الجامعي هو جلوس الاساتذة في الحدائق يتظللون بظلال شجرة باقية لم يشملها الاجتثاث وذلك بسبب الحر الشديد وعدم وجود وسائل تكيف وان وجدت فالكهرباء في انقطاع دائم ، اما طريقة جلوسهم فهي تذكرنا بالحلاقيين الذين كنا نراهم في محلة الباب الشيخ وكراج سيارات النهضة اي على التنكة يجلسون على كراسي مثل التنكة من يعرف ماهي التنكة لايحتاج الى قاموس عراقي ، المهم ان هناك من يوزع الشاي وغالبا مايكون مستخدم فتح مقهى متواضع بالكلية للطلبة والاساتذه فهم يجلسون معا ، ديمقراطية ، عندما تجلس معهم ترى انهم ينتمون الى مفاهيم وافكار مختلفة ، يتناقضون لاتفه الاسباب ويتصايحون او انهم يفكرون بمن سيستلم السلفة هذا الشهر او هل يشتركون في سلفة قادمة وهذا هو مايتفقون عليه ، عندما تسائلهم عن الطلبة يقولون غياب وانهم ينتظرون الدوام المسائي الساعة الواحدة ظهرا ، تنتظر معهم لاياتي الطلاب ، الساعة الثانية ظهرا وقبل مغادرتهم الكلية تسئالهم من يحاسب الطلبة على الغيابات المتكرره يقولن لا احد ، لماذا ؟ لان الطلبة ينتمون الى احزاب ومليشيات ، اتدري ماذا حدث بالجامعة المستنصرية ، نعم اعرف ان الطلبة وحماية عميد الجامعة قد اشتركوا في ضرب العميد على الطريقة التي يقولون عنها ابناء العراق ـ ضربه صار عمل شعبي ـ لانريد ان يحدث لنا ماحدث له ، هذا مايقوله الاساتذة ، نريد ان نكتفي بمثل نقيس عليه وهو ان دكتور في الفيزياء جاء الى العراق من الخارج وهو فعلا قد درس الفيزياء اي ان شهادته اصلية وغير مزورة ، عين الرجل في جامعة بغداد ، يهدد هذا الاستاذ طالبه بجيش المهدي اذا تجاوز عليه ، من هالمال حمل جمال والحر تكفيه الاشارة والى حلقة قادمة  .

 

ـ يتبع ـ

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور