هذا هو عراق اليوم

 
 
 
شبكة المنصور
أحمد الدليمي
نقلت لنا وكالات الانباء خبرا مفاده أن قوة عسكرية ايرانية استولت على بئر رقم اربعة في حقل الفكة العراقية في محافظة ميسان و انزلت العلم العراقي الذي كان مرفوعا فوقه ورفعت بدلا عنه علما أيرانيا ،  وقد تظاربت الانباء عن حجم هذه القوة ومنهم ما ذكر انها بحدود الف جندي ، والاخبار الاخرى والتي هي اقرب الى المصداقية  أن عدد أفراد القوة بحدود أحد عشر رجلا  ودبابتين .. ومنذ ثلاثة أيام لا زالت هذه القوة مسيطرة على البئر النفطي المذكور .


بينما تصريحات الحكومة العراقية تراوحت بين النفي و التأييد ولم تعطي تلك التصريحات أهمية لهذا الموضوع بما يستحق ،  وقد خرج بيان  ما يسمى بمجلس الامن القومي كسيحا خجلا و دعى الى حل الموضوع بطريقة دبلوماسية .


أن هذه الحادثة هي ليست جديدة و قد تكررت بالعشرات منذ الغزو الامريكي للعراق و الى يومنا هذا و في عدة مناطق مختلفة و خاصة المناطق التي  فيها آبار و حقول نفطية قريبة من الحدود الايرانية .


وزارة الخارجية التي يديرها  زيباري أعلم بتلك التفاصيل ، و السيد محمد الحاج حمود وكيل الوزارة  هو الوحيد من الحكومة العراقية كان يطرح موضوع النفط و الابار النفطية التي تعتدي عليها ايران باستمرار مع أي وفد مغادر لأيران أو أي وفد ايراني قادم الى بغداد .


أن الخروقات الايرانية على الحدود العراقية و بكل اشكالها مستمرة ولم نسمع يوما من حكومة العراق ذات العمالة المزدوجة بيانا أو شجبا أو أستنكارا لكل الحوادث التي جرت من شمال العراق الى ابعد نقطة فيه في الجنوب ، فهي لم تستنكر يوما القصف المستمر للمناطق و القرى الكردية العراقية المتكررة  و التي تكاد أن تكون مستمرة  مما أدى هذا القصف الى نزوح العشرات من العوائل الكردية لقراهم و الانتقال الى المناطق البعيدة من الحدود العراقية الايرانية  ،  ولم تعترض يوما على الحكومة الايرانية بسبب قيام مفارزها الحدودية  طمس معالم الدعامات التي تم تثبيتها طبقا لاتفاقية الجزائر عام 1975 ،   ولم تعترض هذه الحكومة يوما على  قيام الجانب الايراني  بنصب اسلاك شائكة و تمديد حدودها الى داخل الحدود العراقية لمسافات بعيدة و بناء مخافر لها على طول حدودنا التي اصبحت مباحة للجانب الايراني عبرت من خلالها كل ممتلكات العراق الصناعية من مواد و أجهزة و مصانع و أليات مختلفة الى ايران و بمساعدة عملائها من قوات بدر و الاحزاب الطائفية الاخرى الموالية لها .. كما عبرت  من تلك الحدود المفتوحة معظم الترسانة العسكرية العراقية و بكل اشكالها الجوية و البرية و البحرية .


الحكومة العراقية لم تعترض يوما على ايران بسبب اعتداءاتها المستمرة على الصيادين العراقيين في الخليج العربي و شط العرب،  كما أنها لم تتابع موضوع الاعتدءات الايرانية على  منشآتنا النفطية الحدودية  حيث تتعرض بأستمرار الى القصف المدفعي الايراني لتعيق عمليات  الصيانة و الانتاج و غيرها  ، بل انها لم تطالب الحكومة الايرانية بأطلاق سراح عدد من حراس آبار النفط في  حقول غرب الواقعة  في محافظة ميسان و الذين تم أختطافهم من قبل قوات ايرانية تدخل الى تلك المنطقة لطرد العاملين  في العديد من آبار النفط العراقية و منذ اليوم الاول للأحتلال .


و أخيرا و ليس آخرا أن الحكومة العراقية لم تنبس يوما بكلمة آزاء العمليات الاجرامية التي تقوم بها فرق الموت و المليشيات التابعة للأحزاب الدينية الحاكمة بحق ابناء شعبنا العراقي و على مدى سنوات الاحتلال المظلمة و آخرها التفجيرات الكبيرة و المدمرة و التي راح ضحيتها المئات  من المواطنين و دمرت خلالها مباني  و ممتلكات أكثر بكثير مما بنته هذه الحكومات العميلة  المتتابعة منذ تاريخ قيامها ليومنا هذا ..


هذه الحكومة لم تهتز لها شعرة  من رأس رئيسها حتى ابسط موظف فيها على انهار الدم التي تسيل يوميا في شوارع مدن العراق و حاولوا استثمارها  برمي مسؤوليتها على جهات  لم تعرف هذا الاسلوب في تعاملها مع الاحداث و حاولت توضيفها سياسيا للنيل من منافسيها على السلطة.. أنهم يدافعون عن ايران و بكل الوسائل مما يعطي الجميع انطباعا مؤكدا بأن أركان هذه الحكومة و الاحزاب الحاكمة هي شريك اساسي في الجرائم التي تحصد ارواح العشرات يوميا من المواطنين العراقيين و على مدى سنوات الاحتلال التي جعلوها دامية بأيدي عميلة و قذرة و طائفية مقيته و نتنه..  أن هذه الحكومة تحاول و بشتى الوسائل التغاضي  عن جرائم ايران بالعراق  و هي تعمل على تسليم ما تبقى من العراق الى ايران و بشتى الوسائل و خاصة بعد فشل مشروعها التقسيمي بقيام  دولة الجنوب الطائفية ..


أن هذه الحكومة لم تعرف أن تصدق مع العرايين يوما و كل ما تتحدث به كذبا و عار عن الصحة و الشواهد كثيرة منها على سبيل المثال .. في مقابلة تلفزيزنية جمعت النائب  ظافر العاني  عضو البرلمان عن كتلة التوافق و تحسين الشيخلي الناطق بأسم قيادة عمليات بغداد المدني أو ما شابه هذا العنوان على شاشة قناة الرشيد مساء يوم السبت 19/12/2009 ذكر النائب الدكتور ظافر العاني بعض مما جرى في الجلسة البلمانية التي خصصت  لمناقشة وزيري الداخلية و الدفاع و أوضح أن وزارة الدفاع تحدثت عن مسك متهمين بجريمة يوم الاربعاء الدامي و عرضتهم و أعترافاتهم على شاشات التلفاز ، بينما وزارة الداخلية تحدثت عن الجريمة و المتهمين فيها بشكل آخر  مغاير للرواية التي أعلنتها وزارة الدفاع مما يدل  على أن على الاقل أحدى الروايتين كاذبة، فلا تستغربوا من كذب هذه الحكومة لانها جبلت عليه أو هم جبلوا على الكذب منذ تتلمذتهم في المدارس الايرانية الصفوية.


أن الشعب العراقي لن يضل مكتوف الايدي أمام هذه الحكومة العراقية التي اباحت الدم العراقي و سلمت رقاب مواطنيه  لعدوهم و اسهبت في أذلاله و تشريده و تعذيبه و زجت ابنائه بسجونها المنتشرة في كل شبر من ارض الوطن ،  ولم يكفها هذا بل تمادت الى  تسليم ايران مساحات واسعة من ارض و مياه العراق الطاهرة ، و العراقيون قادرين بعون الله الدفاع عن حدودهم  بدلا من الاعتماد على حكومة الاحتلال التي لا تستطيع حماية الوطن من تجاوز 11 نفرا على حدوده و الاستيلاء على ثرواته الوطنية ،


يجب ان تقف هذه الحكومة عند حدها و محاسبتها عن كل الجرائم التي حصلت و تحصل للعراق ولا بديل لهم إلا أن يختاروا حكومة و طنية تستطيع الدفاع عن العراق و تحمي حدوده و تحافظ على دماء ابنائه و يعود العراق شامخا ، أن يوم الخلاص قادم انشاء الله.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٠٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور