الأمام الحسين (ع)  يقتل من جديد في العراق المحتل

 

 

 
 
شبكة المنصور
علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي

يا لبؤسك أيها العراق السليب! فقد تعاونوا أبنائك من الانذال وألسفلة والمجرمين والمأبونين ممن تغذوا وهم أجنة على الأوساخ في رحم العمالة مع أسيادهم شياطين البيت الأبيض وحلفائهم شياطين قم، ليمرغوا أنفك العالي بالتراب ويسحقوا كرامتك وكبريائك بهوان ما بعده هوان. لم يكتفوا بفعلتهم الدنيئة تلك فحسب بل رضوا أن يكونوا بساطيل يحتذيهم الغزاة ليدوس بهم على رأسك المثقل بالهموم. أخذوك الجبناء على حين غرة فلم يتسنى لك سبر أغوار الأسباب والتداعيات. المفاجأة لم تك من الأعداء بل من الأبناء والأصدقاء والجيران! صدق الأمام علي وهو يسأل الله جلً جلاله" اللهم نجني من أصدقائي وأنا كفيل بأعدائي" لكن طوبى للإمام الجليل حسن حظه فلم يخنه أبنائه وجيرانه بل أصدقائه فقط! التأريخ يكرر نفسه يا عراق فهاهم أحفاد أبليس يختفون في عمائم رجال الدين ممن ألقى الفجور فضلاته الكريهة في عقولهم المتعفنة فأوقعوك في فخهم ومن ورائهم جمع من الثعابين والعقارب السامة .

 

وأسفاه! واعلتاه! واحسرتاه يا وطني الحبيب! فقد تعاون الغزاة السفلة مع تجار الدين الأنذال الذين حولوك إلى مزاد لبيع الضمائر، جميعهم ضمائر مستتره تقديرها ميت، وبصائر مجهولة تقديرها العمى, هم عمائم للشر وسدر للعهر! حروفهم عله وأسمائهم معتله، وأفعالهم ناقصة ترفع حقوق الشعب، مبتدأ للشر وتنصب حقوقها خبر لغائب مقهر. يجمعون الأخماس ويضربونها أخماس في أخماس ويبنونها أبراجا، أكياس فوق أكياس، وأتباعهم من أفقر الناس! فقيمة الشعب بنظرهم بقيمة مداس! ومع هذا فالبعض يرتجي منهم أن يراعوا الله فيهم، وهم لا يراعون الله في أنفسهم! الأنكى من ذلك انهم تحولوا من تجار دين الى صناع دين، بل اصبحوا هم الدين نفسه وتسلموا راية الوصاية من الله على الخلق مباشرة دون المرور حتى بالنبي محمد(ص) أو التوقف عند الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.

 

فصاحب أكبر عمامة أشبه بمصحف في خمارة! متخم لا يشعر بجوع من يسكن جواره! بارك الغزاة وأفتى بالتعاون معهم، ورغم كل الكوارث التي حلت على العراق وشعبه لم يغير بعد موقفه من الغزو فيا لجسارته وصفاقته وهو ضيف وليس مواطن! و صاحب أكبر سدارة مثل سبحة بيد لص، نصفه في جهنم وسيتبعه بإذن الله بقية النص. الأول نصحنا بـقائمة(555) مستذكرا فضائل الأخماس, فخمس له وخمس لأهله وخمس لأعوانه! ليس بالخبز وحده يعيش المؤمنون, لكن بالخمس وحده يعيش الكافرون! وصاحب السدارة أرتعش عندما تسلم الإمارة ونزع عنه كل بنات أفكاره، فبانت عورته العفنة لنظاره. عجبي! في زمن الإحتلال تكسد كل أنواع التجارة وتنشط تجارة الدين فقط. ألا بئس التجارة في عقول الناس!

 

أي وطني المعفر بالذل! احتلوك، أغتصبوك سرقوك، إنتهكوا عرضك، قطعوا نسلك، حرقوا زرعك، قتلوا شعبك، قسموك، طبخوك على نار هادئة ثم وزعوك على دول الجوارغداءا حسينيا لينهشوك الغرباء والجيران وأبناءك العقوقين بشراهة، كذئاب أوجعها الجوع ووجدت ضالتها في شاة تائهة! تظافرت قوى الشر كلها بقيادة شياطين القبعة وشياطين العمامة وعبيد الإحتلال من مختلف الأديان والمذاهب والقوميات والأجناس ليغتصبوك أمام أنظار العالم كله ويتفاخروا بفحولتهم وهتك سترك!

 

بأسم الحسين أيقظوا الفتنة واشعلوا فتيل كل الكبائر, بأسم الحسين قتلوا ونهبوا واغتصبوا وحرقوا ودمروا ويتموا ورملوا وعاثوا فسادا لم يجاريهم الشيطان فيه. ثأروا من الحسين ولم يثأروا له! نهبوا البيوت ودنسوا الجوامع وحولوا بيوت الله إلى بيوت الحسين. والله لو كان الحسين حيا لقطعهم إربا أربا وجعلهم عبرة لمن أعتبر.

 

إستذكروا الحسين وشهادته وتجاهلوا أسبابها، وحرفوا مبادئها، ودنسوا أهدافها، ومسخوا بطلها الشهيد وحولوه إلى إله تارة وإلى صنم تارة! هادنوا الأعداء بذل وخنوع ونسوا إن الحسين لم يهادن! وما كان الحسين حسينا لو هادن الأعداء! جعلوا التأريخ كربلاء والجغرافية كربلاء! كل العلوم كربلاء وكل المعارف كربلاء وكل الفنون كربلاء. أمس كان كربلاء واليوم كربلاء وغدا كربلاء, كل الأيام والشهور والسنون والقرون والألفيات عاشوراء وكل أرض كربلاء! إستبدلوا انسكلوبيديا العلوم بأنسكلوبيديا أبي مخنف, وحلت النظرية الحسينية محل النظرية النسبية, يعلمون أطفالنا كيميابلاء وفيزيابلاء وهندستبلاء ورياضيات الصالحين. وأمسى دعاء كميل مصدر إلهام العلماء والمفكرين والفلاسفة! وبات حب الحسين هو مفتاح الجنان وليس حب الله ورسوله! ولم تعد هناك حاجة للصلاة والصوم والزكاة والحج والشهادة والعمل الصالح فمن بكى على الحسين" غفرالله ذنوبه ولو كانت بعدد قطرات البحار وحبات الرمال" هكذا يضحكون على الناس؟ أم على أنفسهم؟ الله أعلم.

 

إنها دعوة غير مباركة لأرتكاب الشرور والفواحش أخطف! أقتل! أنهب! أغتصب! أحرق! أزني! أفعل ما تشاء بمن تشاء وكيفما تشاء وقتما تشاء فلا حرج! إستسهل الكبائر وإستصغر العظائم ومازح الأقدار وصاحب الإشرار ونم قرير العين بإقتدار! فلا عيب ولا غيب بعد الآن! المصائر معروفة والجنائن محجوزة والحقوق مضمونة! فحب الحسين يطهرك ويصفي ذنوبك كطفل في عامه الأول، ويسلمك يد بيد مفاتيح الجنان لتدخلها بالمجان أنت وجميع الأتباع والأعوان فليخسأ الشيطان فلم تنفعه ألاعيبه بإغوائنا! أهرب للقطب الجنوبي أو الشمالي لا تخشى شيئا فسفينة النجاة تلحق أتباع آل البيت وترمي لهم بطوق النجاة لتنتشلهم من قاع الرذيلة إلى فردوس خمس نجوم! لا تسل كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ فحروف الإستفهام تخر خاشعة لأتباع آل البيت وتنحصر وظيفتها في توكيد النجاة! لكنها تنتفض صارخة راعدة بوجوه بقية الأديان والمذاهب؟ المقاعد محجوزة والآمال معقودة على سفينة النجاة! لا تستغرب! أليس قائدها الأمام الحسين و طاقمها آل البيت وأنت من الأتباع! طوبى للأتباع فقد حرمت النار عليهم كما حرمت الجنة على من غير مذهبهم! فهنيئا لهم جنات الخلد! من خير العباد كانوا أو من الأوغاد! أسياد كانوا أم عبيد! أبطال وطنيون أم عملاء مأجورون! لا يهم فالأمر سيان. ولكني أعجب من رجاء الأمام زين العابدين وهو يسأل ربه جلً جلاله" اللهمّ إحملنا في سفن نجاتك"! فعلام يتوسل الربان بأن يحمل في سفينة إن كان يملك سفينة؟ وهل هناك سفن لله جل وعلا وسفن لآل البيت وكلاهما يؤدي إلى مرفأ الفردوس؟

 

سيدي حفيد رسول الله! كم ظلموك الأشرار في حياتك وكم أساء لك الظالمون بعد مماتك, لقد تأبط عتاة الطغاة والمجرمين أرث ثورتك بلا حق ونسبوا أنفسهم لذريتك بالباطل وفصلوا رسالتك على مقياس مصالحهم وملذاتهم وشهواتهم البهيمية! إذا ذبحوك أشرار الماضي مرة فأن أشرار الحاضر يذبحونك كل يوم مائة مرة! وبكل حمق وغباء يدعون التفاني في حبك و" من الحب ما كفر"! فما أشبه البارحة باليوم! مجرمو اليوم يا سيد الثوار هم أحفاد مجرمي الأمس، والتأريخ يعيد نفسه برتابة مملة ويأس طالما أنه فقد خاصيه الوعظ والأرشاد والتحذير ليجنب الآخرين تكرار نفس المآزق والأخطاء.. يا لغباء البشر إلا يتعضون!

 

معذرة أمامي الجليل حفيد رسول الله زعيم الأحرار ومشعل الثوار! لقد علمتنا ثورتك بأن التضحية هي أن تهب أفضل وأعز ما تملك، والقناعة أن تقبل من الآخرين الأقل والأسوأ, وعلمتنا بأن الجهاد أول صفحة من كتاب الإيمان، لكن بناة عالم الشيطان عطلوا الفريضة حتى ينهض الغائب من قبره ليستأنف طفولته لكن هذه المرة بالقتل والدمار ويبدأ بأهلك من قريش هكذا يحدثنا الخبثاء! فالجهاد معطل إلى يوم لا مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم! ومافائدة الجهاد بعد إستباحة الأوطان والأموال والأعراض؟ لماذا يديروا ظهورهم للحديث الشريف" أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر"؟ وهل هناك جور أشد من الإحتلال؟ لقد سمل من يظنون أنفسهم أحبابك وأتباعك عيون الحق كقرابين للتقرب من ملوك الظلام حاملين معهم أوراق إعتمادهم إلى جهنم وبئس المصير. وحولت الشياطين المعممة القابعة في أعماق القرف الدائم المذهب السمح إلى مجموعة من القماقم والطلاسم والأحجية والأوفاق والاساطير والخرافات المستعصية على الفهم وزينوه بمجموعة من العمائم والألقاب والخواتم والسبح والمتع.

 

سيدي زعيم المجاهدين وفارس الحق المبين! لم يعد المذهب مذهبك ومذهب أبنائك ومعاذ الله ان يكون هكذا! فقد أفرغ قاموس ثورتك من المباديء والقيم والمثل العليا ليحل محلها التطبير وجلد الذات بالسلاسل الحديدية ومجالس العزاء والتشابيه المخزية  ورايات سوداء وخضراء وبيضاء ونواح ولطم ومسيرات على الأرجل مئات الكيلومرات لا أول لها ولا آخر لا تقدم بل تؤخر. وأمسى شاغل المعممين ممن يدعون باطلا أنهم من نسلك ـ خسئوا في إدعاءاتهم الكاذبة ودعواتهم المشبوهة ـ البحث في الزنى والمتعة والحيض والنفاس والطهارة والغصب وغيرها من المفردات البالية كأنهم يعيشون خارج الزمان والمكان الصحيحين.

 

يصرخون بملأ أشداقهم ويا لسخرية الأقدار وعبثها" هيهات منا الذلة" والذل يعفر جباهم ويعشعش فوق رؤسهم البليدة ويتحرك كالفطريات بين أصابع أقدامهم. يعيشون بذل ما بعده ذل، ويموتون بذل ما بعده من ذل و"هيهات منا الذلة"! يأكلون بذل ويشربون بذل ويعملون بذل و"هيهات منا الذلة"! يلاحقهم الذل كظلهم في كل مكان ويتوسد معهم نفس السرير و"هيهات منا الذلة"! ينامون على بساط من ذل ويلتحفون بغطاء من ذل و" هيهات منا الذلة "! تسرق ثرواتهم أمام أعينهم و"هيهات منا الذلة"! وترمل نسائهم وييتم أطفالهم و"هيهات منا الذلة"! تغتصب بناتهم ويختطف ابنائهم و" هيهات منا الذلة "! تحتل بلادهم من قبل الغزاة ويركعون لتقبيل بساطيلهم ويتسابقون لتقبيل الأيادي الآثمة التي تصفعهم و" هيهات منا الذلة". يزحفون على أربع كالبهائم لمرقدك الشريف ولا يهبون للدفاع ضد الغزاة الزاحفين لتدنيس عتبتك المقدسة و" هيهات منا الذلة". كأني أرى الذل يضمهم بين أحضانه يدفئهم كما تضم الدجاجة فراخها تحت جناحيها.

 

هذه هي مصيبتك سيدي! كثرة اتباعك المتخاذلين والجهلاء والجبناء وقلة أتباعك المؤمنين العقلاء الشرفاء! مذلون مهانون على طيشهم وسذاجتهم وجهلهم وهشاشتهم، فلم يكتفوا بظلمك وظلم أبيك باب مدينة العلم بل تمادوا في غيهم ليدنسوا سمعة أبنائك وأحفادك ويمسخوا زهورهم النظرة إلى اشواك واخزة تدمي قلوب أتباعك الحقيقيين ويا قلتهم واحسرتاه! أفاقون دجالون يتأرجحون في حبك بين الإسراف والإتلاف. شوهوا صورتكم الناصعة بطلاء الكذب والرياء والمغالاة وأنتم منها براء ولا حاجة لكم بها! وهل آل البيت بحاجة إلى تزكية من أحد؟

 

هل تعلم أمامي الجليل بأن أبيك سيد المناقب ومحراب المعارف وباب مدينة العلم وقلعة البلاغة والخطابة. نسبوا إليه بأنه حبيب الشيطان ويتمازح معه إبليس "والله يا علي أني لأحبك جداً وما أبغضك أحد إلاّ شاركت أباه في أمه فصار ولد زنا"؟ فيضحك الإمام ويخلّى سبيله! وأن أخاك الحسن إلإمام الأمين وحاقن دماء المسلمين قد مارس الإستنساخ البشري قبل ألف وأربعمائة عام فقلب إمرأة لرجل وزوجها إلى إمرأة وعلى هذا الحال رزقا بولد!

 

وأن إبنك الإمام الصادق معلم الفقهاء وفقيه العلماء نسبوا إليه ممارسة السحر! وأنه مسخ إعرابي لكلب وإعاده لآدميته! وكان مثل النبي سليمان يعرف لغة الحيوانات يأمرها فتنفذ أوامره. هل تعلم سيدي المفدى بأنهم شوهوا صورة أبنك الباقر ونسبوا إليه أنه" صنع فيلاً ـ المصيبة فيل وليس صقر أو نسر ـ من طين، فركبه وطار في الهواء، حتى ذهب إلى مكة ورجع إلينا". عجبي! هل أساء أليك يا حفيد رسول الله أعدائك مثلما أساء إليك من يدعون  إنهم أتباعك؟

 

يسترخصون دمائهم بسخاء في حبك ويطبرون رؤسهم الفارغة كالطبول ويجلدون أنفسم بالسلاسل والأمواس تزلفا لك، ولا يسترخصونها في الدفاع عن دينهم ووطنهم وشرفهم! يعتبرونك رمزا للثوار ويرفضوا التشبه بك والثورة على الطغاة والظالمين. تقول للسيوف خذوني ويقولون للسيوف إرحموني! تبتسم للموت ويرتعشون أمامه ويفرون كألفئران المذعورة! يقبلون أيادي الجلادين التي تجلد ظهورهم بكل قسوة! يمشون على أربع مرة لزيارة مرقدك الشريف ومرة لمسح بساطيل الطغاة ليعينوهم على وأد الدين والوطن وكل القيم الشريفة التي ناديت بها ودافعت عنها وأستشهدت من أجلها، ويدعون بكل صلافة أنهم من أتباعك! بئس الأتباع.

 

 لا أعرف عن ماذا يبكون ويلطمون وينوحون رجالا ونساءا ويمارسون طقوس السادية بأبشع صورها الدموية؟ ألم يذكر الرسول(ص) " ثلاثة من أمر الجاهلية الطعن في الأنساب والنياحة والأنواء"! أم هو إعتراض على حكم الله وقضائه بأن جعلك سيد شباب الجنة وقبلة الثوار؟ لماذا لا يؤدون نفس الطقوس على موت جدك الرسول الكريم؟ أم بلغت مرتبة أعلى من النبي بنظرهم؟ عذرا يا رسول الله وعذرا لحفيدك الشهيد لكن هكذا تجري الأمور عندنا! دمائهم غالية عندك ولكنها رخيصة عند مراجعهم  الذين يحرضونهم على الفتك بأنفسهم، ولم يسلم من ذلك حتى الطفل الرضيع فيشقون له رأسه بالنيابة لتسيل الدماء على جبينه البريء! ينزعون منه الإيمان ويكسونه بالكفر قبل أن يميز الخير من الشر؟

 

سيدي! المعممون يضحكون على الأتباع حتى الموت! وكلما كبرت العمامة كلما كبرت فنون الحيل والخديعة عند صاحبها. تصور سيدي إننا لم نشهد مرجعا واحدا طوال التأريخ يطبر رأسه أو يجلد نفسه بسلاسل حديدية حبا بك! فلماذا لا يباركون رؤوسهم وظهورهم كما يباركون رؤوس وظهور الآخرين بنزيف دمائهم؟ ولأجل من مسيرة الدماء هذه؟ كأنك لسجاذتهم وجهلهم أبو لهب ـ معاذ الله ـ تصلى في سعير جهنم، ولست بسيد شباب اهل الجنة تحيط بك حور العين وأنهار من لبن وعسل! سيدي لو لم تكن في الجنة  ـ حاشا الله ذلك ـ فما كان لهم أن يفعلوا؟

 

" يا لثارات الحسين" شعاربائس أكثر من بؤسهم، يرفعونه بإسمك وأنت بريء منه. يطلبون الثأر لك بعد ألف وأربعمائة عام! ولكن ممن؟ هل يثأر للشهداء المخلدين أحباب الله" أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه" صدق الله العظيم؟ هل يوجد عاقل في الدنيا يثأر لشهيد تولاه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته ويكفيه أنه لقب من قبل المصطفى بسيد شباب أهل الجنة؟ إن كان الأمر ثأرا فعلام لم يثأر لك ابنائك وأحفادك؟ اليس هم أولى بالثأر لك من أتباعك؟ وهل آل بيتك الطاهر تقاعسوا أوتخاذلوا عن الثأر لك؟ يا ويلهم إن فعلوا ـ معاذ الله ـ  فأننا لا نتسامح مع  من يجبن عن الثأر لحفيد رسول الله مهما كانت منزلته.

 

معذرة يا سيد الشهداء الأبرار ورائد الثوار و عنوان كبرياء الأمة وفخرها! أني على يقين لو كان الفقر رجلا لقتله الإمام علي، ولو كانت الفتنة إمرأة لتزوجها الإمام الحسن, ولو كان الجهل رجلا لقتله الإمام الحسين! لكن الأتباع يجهلون بأن الماضي كائن ميت! وكل يوم جديد يدفن أمسه. والغد هيأ لهذا اليوم كفنه! لكن روحه تضحك مقهقهة على عميً بصائرنا وثقل أدمغتنا. والحاضر كائن حيً يتحسرعلى عظمة جهلنا ومصداقية غبائنا وعبقرية بلادتنا. والمستقبل يحمل في إحشائه جنين أمل، لكنه يخشى  خطورة عبثنا به. مساكين الذين يغمسون عقولهم بصحن الجهل ويلعقون أصابعهم مستطعمين مذاقه المر. يحملون الأموات مسئولية الأحياء! ويظنون بأن طابوق قبور الأموات يصلح لبناء صرح الحضارات!

 

هل تعلم سيدي الجليل لمن أودع سيف أبيك الهمام؟ فشيطان المنطقة الخضراء الجعفري الإشيقر حمله إلى شيطان البيت الأبيض رامسفيلد الذي سفك أرواح العراقيين بلا رحمة، وقلده ذي الفقار ليحصد المزيد من رقاب أبنائك الأبرياء؟ نقل الظالم السيف المبارك من قبضة الحق إلى قبضة الباطل, من الراحة المباركة إلى الراحة الملعونة وبكل وقاحة يدعي نسبه إليكّ! فليخسأ الظالمون دنيا وآخرة. بالأمس خذولك وأبيك وأنتم أحياء واليوم يخذلونكم وأنتم أموات! لم يوفوا بعهدهم لكم وأنتم أحياء فهل سيوفوا به وأنتم أموات؟

 

لا أثقل عليك أكثر سيدي وقرة عيني، وسأخبرك عن هذا السيف الذي ظلم كصاحبه في حديث آخر! فكأني أرى قلبك يحترق بالحسرة ولسانك يفيض بالمرارة. فمعذرة وألف معذرة على جرأتي ولكن ليً العذر فيها، فقد تعلمتها منك، بعد أن سرت في رياض مبادئك، أقتطف من أزاهير أفكارك وأتفيأ تحت ظلال محبتك. قد يظلمني البعض فيطعن بأنني من أعدائك وآل بيتك الكرام. معاذ الله أن أكون وغيري كذلك! فهل هناك مسلم يعادي حبيب رسول الله وسيد شباب أهل الجنة؟ وأن فعل فهل هو مسلم حقا؟ فإن ظلمت لجرأتي فأني مثل غيري تعلمت منك" كيف أكون مظلوما وأنتصر".

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الجمعة / ١٥ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠١ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور