المالكي يختتم فروض الطاعة لأسياده الملالي

 
 
 
شبكة المنصور
علي الكاش - كاتب ومفكر عراقي

عندما نتحدث عن نظام الملالي في طهران ودورهم التخريبي في العراق يعيب البعض علينا إستخدام مفردة( الفرس) وكأنها إهانة لا تغتفرلجنسهم! ربما لم يدر بخلدهم أن إعتراضهم هو بحد ذاته إهانة للفرس كجنس من خلال إزدرائهم هذا الوصف واعتباره لا يتوافق مع المفاهيم الإسلامية أو علاقات حسن الجوار. وهذا أمر يدل على أما جهل أعمى أو تطرف أعمى وكل منهما أسوأ من الأخر. فكلمة فرس هي تعبير عن قومية أو عنصر ولا علاقه لها بالدين وبقية الخصائص الوطنية والقومية ولا تشكل إهانة كما يتراءى للبعض. فالعرب والترك والأرمن والكرد هي قوميات شأنها شأن الفرس! ولانعرف لماذا يحتج بعض المحسوبن على العروبة من كلمة فرس في الوقت الذي يتفاخر بها الفرس أنفسهم؟ فدولة فارس كانت التسمية الرائجة والمعتمدة رسميا لما قبل القرن الماضي حيث غيرت إلى إيران في زمن الشاه كما هو معروف. وهم يتفاخرون بأمجادهم الفرس وحضارتهم الفارسية أكثر من الحضارة الإسلامية وهذا الأمرلا يعنينا. لننظر مدى إعتزازهم بالشاهنامة التي يتوارثون تعليمهما لأبنائهم وحفظ عشرات الأبيات منها على ظهر قلب! وهي تمجد الفرس وفيها إساءة بالغة للعرب والمسلمن، في حين أنهم لا يمجدون الحضارة الإسلامية ويعدونها غزوا وليس فتحا مباركا كما تشير أدبياتهم! علاوة على ذلك، أنهم يطلقون (وليس نحن) على الخليج العربي تسمية ( الخليج الفارسي) بل رفضوا مقترح منظمة المؤتمر الإسلامي بتسميته( الخليج الإسلامي) مفضلين كلمة فارسي على إسلامي رغم أن دولتهم تسمي ( الجمهورية الإسلامية) وإيران دولة أجنبية واحدة تمتد على الخليج العربي مقابل الجمع العربي المتبقي المطل على الخليج العربي؟

 

أما كلمة(المجوس) فهي كلمة تعبر عن دين وضعي غير سماوي ما تزال له جذور قوية في إيران ولم نستخدم نحن هذه التسمية في كتاباتنا مطلقا لوصف الشعب الإيراني بل نتحفظ عليها ولا نجد فيها تسمية لائقة لوصف الشعب الإيراني المسلم كأكثرية تربطنا بهم علاقة تأريخية متجذرة! رغم تحفظنا الشديد على إستخدام التقويم الفارسي المعتمد حاليا بدلا عن التقويم الإسلامي، والإحتفالات المهيبة بعيد النوروز حتى أن رئيس الجمهورية والمرشد الأعلى يلقيان خطبة بالمناسبة ويقدما ويتلقيا التهاني بها ونستذكر جميعا تهنئة الرئيس الأمريكي أوباما(الشيطان الأكبر) لنظيره أحمد نجادي بتلك المناسبة! في حين لا يحظى العيدين الإسلاميين بعشر إهتمامم بعيد النوروز!!!

 

ندما نتحدث ن نظام الملالي فأننا لانني مطلقا الشب الإيراني،كما أنن ا لا نلوم الشعب الإيراني المقهور أو نحمله وزر المصائب التي لحقت بنا من جراء سياسة نظامه الحاكم. فالشعب الإيراني  ـ مهما كانت معاناتنا من نظامه ـ إنما يعاني هو الآخر من زمرة الشر هذه التي وأدت أحلامه وسودت عيشته وزادت من آلامه. وما الإضرابات الطلابية الأخيرة إلا شاهد من شواهد عديدة على معاناة هذا الشعب المظلوم ورغبته وتصميمه على كسر القيود التي كبله بها المعممون وآيات الشر.

 

ومن هذا المنطلق فأن دفاعنا عن معسكر أشرف ينطلق من حقيقة نظرتنا الإسلامية والإنسانية لهذه العوائل المنكوبة التي تلاحقها زمر الشر وأعوانها في العراق المحتل. وكلنا نتساءل ما الذي يشكله معسكر أشرف من خطورة على نظام ذي توجه نووي ويعد من أقوى الأنظمة الحالية بعد تركيا في منطقة الشرق الأوسط؟ ما التهديد الذي يمثله(4003) نسمة جلهم من النساء والأطفال والشيوخ على نظام متغطرس يحكم بألنار والحديد؟ وأن كان معسكر اشرف رغم بعده نسبيا عن نظام الملالي يحظى بكل تلك الأهمية ويشكل خطورة على نظام الملالي فما بالك بالمعارضة داخل إيرن وكيف تتعامل معهم السلطات الحاكمة؟ وأية مكائد تكيد لهم؟

 

من جهة ثانية فأن التدابير الأخيرة التي جاءت على لسان رئيس حكومة الإحتلال نوري المالكي بأن" عملية نقل سكان أشرف إلى نقرة السلمان تعتبر خطوة على طريق إخراجهم من العراق" جاءت كلكمة قاضية في وجه كل من يعتقد بأن المالكي وحكومته المتهرئة ليس سوى عجينة من الطين بيد الملالي يشكلونها حسبما يريدون. وهي صفعة بوجه كل من ينكر التدخل الإيراني الأرعن في شئون العراق الداخلية.

 

هل يشكل معسكر أشرف تهديد خطير للحكومة العراقية وسيدها نظام الملالي؟ كل المؤشرات تشير إلى خلاف ذلك! فإذا كان المعسكر يشكل تهديدا جديا لنظام الملالي في طهران فأي نظام أضحوكة هذا؟ وعلام يتبجح بقواته ومناوراته وتهديداته المستمرة لجيرانه ويخشى معسكر مدني؟ فالمعسكر جل سكانه من الشيوخ والنساء والأطفال وقد نزع عنه السلاح بحكم الأتفاقية التي وقعت مع إدارة الإحتلال الأمريكي. أي أنه معسكر لمدنيين عزل ويحظى بالحماية الدولية الواردة في إتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 وليس لضوابط حكومة الإحتلال لعام 3200. كما أنه لا يشكل تهديدا للحكومة العراقية بإعتراف (24) برلمانيا عراقيا من خلال البيان الذي أصدروه وجاء فيه" للحكومة العراقية مشاريع تقدم من خلالها مكافئة للنظام الإيراني ورضخت بكل أسف لمطالبته بنقل معسكر أشرف إلى موقع آخر" كما جاء في البيان البرلماني" نؤكد بأن سكان معسكر أشرف لا يشكلون أي تهديد للعراق" من هذا البيان نستنتج بأن القرار المالكي كان رضوخا لإرادة أسياده في قم وطهران وأن المعسكر لا يشكل تهديدا للعراق. فما وراء ذلك التهديد؟

 

ما أن أصدرت منظمة مجاهدي خلق بيانا أكدت فيه ضلوع نظام الملالي في التفجيرات الأخيرة حتى بدأت حكومه تنط هنا وهناك مثل بالونة حرر عنقها من الخيط. رغم أن الشارع العراقي بأكمله يؤكد ضلوع نظام الملالي فيها! لكن هذا من شأنه أن يعصف بإتهامات المالكي لسوريا بأنها تقف وراء التفجيرات الأخيرة! والغريب أن المالكي في التفجيرين الإخيرين لم يطالب الأمين العام للأمم المتحدة بفتح تحقيق جديد أو يتهم سوريا بقوة كما فعل في التفجير الأول الذي أستهدف وزارتي الخارجية والمالية! فلماذا؟

 

التفجيرات الأخيرة أسقطت ورقة المالكي وحزبه في الإنتخابات القادمة بطريقة لا تقبل الجدل فإنجاز المالكي ـ كما يعتقد أو يصوره له مستشاريه النوابغ ـ بالتحسن الأمني أصبح صرحا من خيال سرعان ما هوى! والتفجيرات الأخيرة الثلاث تعد ضربة تحت الحزام لحكومة المالكي. ومن المؤكد أن رفاقه في الإئتلاف الحاكم لهم دورا في عملية الإسقاط هذه! سيما بعد عزوفه على الإنضمام إلى الإئتلاف الجديد الذي تدعمه إيران ومرجعيتها الدينية في العراق. وكانت إستضافة المالكي في البرلمان والفشل الذي لازمه خلالها قد صعقه ولم تعد تجدي التغييرات في القيادات الأمنية نفعا لأن الموضوع رغم أهميتة يتجاوز عامل القيادة لعدة عوامل. ولم يجد المالكي أمامه سوى توجيه الأنظار إلى زاوية أخرى بعيدا عن فشله الأمني وهي التهديد بنقل معسكر أشرف إلى منطقة أخرى! رغم ان الظروف الحالية تتطلب الحذر و التأني وعدم إثارة مشاكل لا داع لها.

 

فمنظمة مجاهدي خلق كشفت ضلوع نظام الملالي بسفك دماء العراقيين الأبرياء وهذا أمر لا يغتفر من وجهة نظر المالكي الذي أستمر لمدة أربع سنوات يدافع عن نظام الملالي ويبرأ ساحتهم من نزيف الدم العراقي. كما أن هذه الفضيحة كشفت مدى أذعانه وتستره على جرائم النظام الإيراني في العراق. ومن جهة أخرى فقد أعتبر المالكي هذا الكشف المعلوماتي  نوعا من التحدي سيما أن العملية الإجرامية لمداهمة المعسكر في شهر تموز الماضي لم تجد نفعا في إسكات صوت الضمير والحق!

 

ويبدو أن الملكي ـ ربما بتحريض من مستشاريه الحمقى ـ يحاول أن يجعل من نفسه موضع إهتمام من خلال تحديه الأسرة الدولية التي إستهجنت تهديده بنقل معسكرأشرف وقبلها إقتحامه، سيما ان المحكمة الإسبانية العليا أدانت عملية الإقتحام ونددت بها لجنة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية والعديد من المنظمات والشخصيات على كافة المستويات. والتهديد الجديد بنقل المعسكر أثار إستهجان الرأي العام العالمي الرسمي والشعبي.

 

فقد أدان نائب رئيس البرلمان الأوربي( آلخو فيدال كوادراس) تهديد المالكي وأعتبره خرقا لإتفاقية جنيف الرابعة وطالبه بإحترام المواثيق الدولية. كما أدانه البرلمان البريطاني وجاء على لسان (اللورد كاربت) بأنه " إذا نفذ المالكي تهديده بنقل سكان أشرف قسرا إلى مكان آخر سنعتبره مجرم حرب وفقا للقانون الدولي وسنلاحقه في محكمة لاهاي" ووضع اللورد كاربت النقاط على الحروف من وراء تهديد المالكي بنقل المعسكر بقوله" أن نوري المالكي ينفذ أوامر الحكومة الإيرانية، ومن المفروض أن لا يخضع لمطالبها خدمة لبناء الديمقراطية في العراق، فالإنصياع للتوجيهات الإيرانية لا يصب في مصلحة أحد". من جهة ثانية أصدرت منظمة العفو الدولية بيانا أستنكرت فيه تهديد المالكي بنقل سكان أشرف وأعتبرته تجاوزا على الشرعية الدولية وإنتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الإنسان وأتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية اللاجئين.

 

كما أصدر البرلمان النرويجي( Norsk Parlament ) بيانا أعرب فيه عن قلقه من " قيام النظام الإيراني بمحاولة إزالة معسكر أشرف عن طريق الحكومة العراقية" كما أستنكر الهجوم الذي قامت به القوات العراقية على معسكر اشرف في شهر تموز الماضي الذي خلف(11) قتيلا و(500) جريحا و(63) رهينة, ووصفه" بالهجوم القاتل" ومن الطريف أن يوافق صدور البيان إحتفال جامعة أوسلو( Oslo Universitet) بمنح مرشد الثورة الإسلامية علي خامنئي لقب (دكتاتور العام) وهي جائزة مخصصة لأكبر عتاة الدكتاتورية في العالم.

 يبدو أن المالكي لم يتعظ من أخطائه السابقة ونصائح مستشاريه العباقرة التي أوصلته إلى الحضيض! ولكن عندما نكتشف بأن أكثر مستشاريه من الإيرانين والمتبقي منهم عملاء لنظام الملالي يمكن بسهولة فك رموز تصرفات المالكي وإرهاصاته!

 

إخير نسأل المالكي إذا كان معسكر أشرف يشكل تهديدا للعراق حسب إدعائك فلماذا صبرت عليه أربع سنوات؟ وقررت نقله وأخراجه من العراق وحكومتك على وشك الرحيل النهائي والأبدي؟ ونسأل إدارة الإحتلال أين أنت من كل تلك الخروقات الديمقراطية؟ وأين ذهبت تصريحات هيلاري كلينتون بدعم المعارضة الإيرانية؟ أم هي مجرد تصريحات للإستهلاك الإعلامي ولا تعبر في جوهرها عن العلاقة الحميمة بين الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر؟ وكيف يمكن تفسير مطالبة الناطق بأسم وزارة الخارجية الأمريكية(أيان كيللي) للمالكي بأن تتم" عملية النقل لسكان المعسكر بطريقة شرعية وإنسانية" أليس هذا النقل تعسفيا وقسريا يتنافى مع مواثيق حقوق الإنسان وإتفاقيات جنيف التي تدعي حكومة كيللي الدفاع عنها؟ أما إدعاء كيللي بأن " حكومة المالكي أكدت له بأنها لن تطرد سكان المعسكر إلى بلد آخر" فينطبق عليها المثل القائل" عصفور كفل زرزور والأثنين طياره"! لكن يا ترى ما هي الصفقة الجديدة بين الشيطانين الأكبر والأصغر؟ هذا ما ستسفر عنه الأحداث القادمة.

 

وهل سيتحدى المالكي ـ بإصراره على نقل معسكر أشرف ـ الإرادة الدولية ويخرق مواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي وأتفاقية جنيف الرابعة بعد أن تسلم الضوء الأخضر من إدارة الإحتلال؟ ومن أجل من هذا التحدي السافر للشرعية الدولية؟ لمنفعة العراق مثلا! فما هي تلك المنفعة ولماذا يتكتم عليها؟ وهل ستمر هذه السقطة بسلام شأنها شأن السقطات التي أرتكبها هو ووزرائه بحق الشعب العراقي؟ أم أن شبح محكمة لاهاي سيلاحقه كظله؟ هذا ما ستثبته الأيام القادمة ولنا معها موعد!

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٢٧ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٤ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور