صحّ النوم مخرز ''سيف'' الخيّاط هههه لا زالت تظن بوش حرّر العراق ؛ ها !

 
 
 

شبكة المنصور

طلال الصالحي

طبعا .. جميعنا , تقريباً , قد سمع بتلك الطرفة التي تحدّثت عن ذلك السجين , ولا بأس من إعادة تلك الطرفة التي لها نصيب كبير من الحقيقة , ولكن ليست في السياق الشعبي المتداول وإنمّا بشكل قريب منه , إذ أنّ لضرورة الزيادة والتحريف نصيب تضيفها طبيعة الجنس البشري , لنلقيها على مسامعكم أعزائي القرّاء ... فالسجين المفترض الذي قد تم الحكم عليه بالسجن مدّة طويلة , زمن "الوصي" عبد الإله بداية أربعينيّات القرن الميلادي الماضي , وبعد سنين طويلة قضاها في غياهب النسيان خلف القضبان خرج في وضح النهار بعد ردّة تشرين السوداء 1963م إلى الشارع مباشرة من السجن بعد قضاء محكوميّته الطويلة وهو يفرك عينيه بسبب تعرّضه المباشر , بعد انقطاع طويل جدّاً عنها , لأشعّة شمس المدينة , وبما أنّ محكوميّته كانت كسجين سياسي , فأوّل سؤال وجّهه لأحد أقاربه الذين كانوا في استقباله عند باب السجن هو : ما هي آخر أخبار ثورة مايس .. وين وصلوا الجماعه ! ...

 

أ "خونا" الخيّاط ... ضاع وصاع بعد أن أعلن القدر ومنذ السنين الأولى لسقوط الاحتلال في بغداد وصرخ بوجهه بصوت قويّ متهدّج يشبه صوت المسرحي يوسف وهبي "أخرج من الكعكة عليك اللعنة" ! فخرج أبو السيوف من العراق وطار إلى أوروبّ عن طريقترتيب وضعه في منطقة السيّدة زينبفي سوريا , ومرّت به الأشهر ثم السنين وهو "يكحف" بقدميه ويذرع شوارع أوروبّا بلداً بلداً ليحطّ به الرحال أخيراً طالباً للجوء في فرنس, وليس طالب جامعة ! "بعد أن صدّق كذبة خليفة بلير ساركوزي رئيس فرنسا باستعداد بلاده لاستقبال ألف من اللاجئين العراقيين" ! ليواصل بعد يأسه من هذا السراب , لربّم لا يدري بأنّه في بلاد الكذابين ! .. كل هذا الفترة الزمنيّة منذ خروجه من العراق ولغاية مؤتمر منتظر الصحفي في باريس , وهو لازال يظنّ بأن العراق قد تحرّر على أيدي بوش ! .. طبع هذا الولد لم يسمع طيلة فترة الهمرعة التي قضاه في الغرب بما أصاب الاحتلال في العراق من نكسات مدوّية ولم يسمع باعترافات بوش بخسارة بلاده الحرب على العراق ولم يخبره أحد ما بأنّ بوش اعترف بـ"خطأه" الفادح في غزو العراق ولم يقر أو يطالع خبر صحيفة من صحف باريس المنتشرة على أرصفة أكشاكها بطول المدينة وعرضها بتصريحات جدّته أولبرايتعندما اعتبرت احتلال وغزو العراق كان كارثة كبرى على بلاده سوف لن تستفيق منه إلاّ بعد دورة تاريخيّة كاملة !

 

ولم يدري ما صرّح به جدّه شيراك عندما أعلنها صراحة قائل أن بوش بغزوه العراق قد فتح علين أبواب الجحيم ! ولم يقرأ أبو القنادر الخيّاط "وهو الصحفي الهمام" بما أعلنته صحيفة الواشنطن بوست بأن ولي نعمة الخيّاط بوش دخل موسوعة جينس للأرقام القياسيّة في الكذب بعد أن اعتلى فوق بلير صاحب مسابقة "كذبة بلير..ة" عندما أعلنت تلك الصحيفة عن توثيقها لتسعمائة وخمس وثمانين كذبة , كذبة تنطح كذبة , كان قد كذبها بوش وهو على سدّة حكمه كرئيس أضخم بلد عسكري ومالي على وجه الأرض ! ويبدو أن الخيّاط هذ لم يسمع بالانتكاسات الماليّة التي عصفت بالبلد الذي "حرّر" العراق والتي بلغت مديونيّاته التسعة تريليونات من الدولارات بسبب مقاومة العراق العظيمة الذي أحد قادته الكبار البطل منتظر الزيدي , ويبدو أن "الواد سيف" لم يسمع بفضائح أبو غريب التي هزت فضاعاتها أركان العالمبجزئيه الشريف والغير شريف , ولم يسمع بالجادريّة وبالأيّام "التحريريّة" الدامية خميس واحّد وأربعاء و "قاسم زويّة!" ولم يسمع بدريل صولاغ "علامة السعفة" مثل دبس أي أي !

 

ولم يسمع بتحرير بنوك العراق من ثرواته الماليّة على أيدي قادته الجدد أنفسهم ولم يسمع بخطف الأطفال ولم يسمع باستمرار انقطاع التيّار النووي والشمسي والنفطي والغازي الكهربائي ! طيلة سنين التحرير رغم أن العراق يخضع لسيطرة أشهر بلد في معالجة الظلام وتنويره ! ... ولم تسمع ولم تسمع .. ولم تسمع يا سيّوفي بالمليوني شهيد من العراقيين بين مغدور ومرمي ومثقوب ومخروق ومحروق ومسلوخ ومشوي ومسلوق ومكبوس ومثروم .. هذا عدى .. يا سيف .. ملايين الأيتام والأرامل والمعتقلين وملايين المهجّرين والمخطوفين وانهيار ثلاثة أرباع البنية التحتيّة للعراق وعدا عشرات الآلاف من المسرطنين نساءً واطفالاً وشيوخاً نتيجة احتفالات التحرير التي ألقى "صعّاداتها" المنضّبة والجرثوميّة بطل التحرير بوش .. يا أغبر !... ويبدو انك يا مخرز الخيّاط لم تدري بعد بأن العراقيين أصابتهم الزملة البارانويّة من كثرة وعود الإعمار "التحرّريّة البوشيّة" من كثرة ما سمعو عن "سـ .. و س .. وسـنعمل .. وسـ !" ... ويبدو انك يا سيف لم تسمع أو تشاهد أو تقرأ كل ذلك الذي جرى في عراق بوش حبيبك , حقّك ! ..

 

عقلك منشغل بأمور أخرى أهم من العراق , وبينما أنت تتسكع داخل دهاليز طموحاتك الخاصّة .. وبينما أنت دائح في فرنسا لا تعلم ما هو مصيرك , فجأة .. وبعد أن حفرت جهات معيّنة "معنيّة" حفرةً للبطل منتظرعلى شكل مؤتمر صحفي , "تمّ تكليفك" على إثر النيّة المبيّتةتلكمن قبل تلك الجهات لغرض تبييض وجه بوش أبو خوذة "على اعتبار اشتهاره بإعلان النصر على العراق وتحريره من فوق حاملة الطائرات الأميركيّة وهو يحمل تحت إبطه خوذة الطائرة التي هبط بها فوق الحاملة!" بوش المختفي والذي اختفى عن جميع الساحات العالميّة رياضيّاً ونفطيّ واجتماعيّ وطبيّ واقتصاديّ وسياسيّاً وفنيّ وبات لا يظهر إلى العلن إل في المناسبات والأعياد الطينيّة والوطنيّة وركضة عويريج "حقّه ! ..

 

وذلك لارتباط الذهن العالمي بصورة القندرة كلّم ظهر بوش أمامه .. نهاية مفجعة حقّ وبمعنى الكلمة لم تحصل ليوليوس قيصر ... عمليّة قتله المرعبة أهون مما تعرض له حفيده بوش !" فتبرّعت أنت بصبغ حذاء بوش .. عفون .. بصبغ وجه بوش, كل ذلك مقابل لجوء من درجة "كيولي" من المؤمّل أن يمنحك إيّاه كذّاب اوروبّا الجديد ساركوزي ! .. ربّما أخبرتك الجهات التي كلّفتك بهذه المهمّة أن العراق لازال يعيش على أيّام الوصي عبد الإله "بخير ورِبِيع" ! ...

 

يبدو انك لم تسمع بكل الذي جرى "لأخوتك" العراقيين أو أنك عزمت على أن تضرب بعرض الحائط مواجع وعذابات بلدك وأخوتك بحذاء رميته على وجه العراق منتظر ! ...

ساركوزي أبو الأزياء لن يمنحك اللجوء بفعلتك هذه يا مسكين .. لسبب بسيط .. هو أنّ منتظر لن يطاردك لأنه أحد ألدّ أعداء المنطقة الخضراء ! ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

السبت / ١٨ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٥ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور