فــكــــرة الأمــــن الــــقـومــي وخــط بـارلـــيف المــــصـري

 
 
 
شبكة المنصور
الــوعــي الـعــربــي
بعد أن وضعت الحرب الصهيونية أوزارها ومرور عام علي العدوان الصهيوني الهمجي العنصري علي الشعب الفلسطيني وخروج غزة بأبطالها منتصرين في معركة الفرقان أمام جحافل مجرمي الحرب الصهيوأمريكي خرجت علينا أصواتا من المارينز الإعلامي العربي تؤيد و تهلل لنا وتبشرنا بالقرارالأمريكي الصهيوني الذي أعلنت عنه صحيفة "يديعوت أحرانوت " الإسرائيلية وقالت فيه أن السلطات المصرية أقدمت بل وشرعت في بناء جدار فولاذي علي حدودها مع غزة عن طريق تركيب سلسلة من الصفائح المعدنية على عمق 60 قدماً على طول الحدود مع غزة، في محاولة لعرقلة الأنفاق التى تتخذ كقناة رئيسية لنقل الأسلحة إلى الأراضي الفلسطينية وقالت الوكالة الأمريكية "أسوشيتد برس " الأمريكية إن المشروع الأمني الحدودي يبدو كواحد من سلسلة من التدابير التى أتخذتها مصر بالتعاون مع الولايات المتحدة لاتخاذ إجراءات صارمة ضد التهريب منذ نهاية الحرب التى شنتها إسرائيل على حركة حماس فى الشتاء الماضي حيث كانت الأنفاق الهدف الرئيسي للهجوم الذي شنته إسرائيل علي غزة وهذه ليست المرة الأولي التي يلجأ فيها الغزاة المحتلين إقامة جدران او موانع وهذا ماحدث في العراق عندما شرع الإحتلال الأمريكي في أقامة جدران عازلة في مدينة الأعظمية لعزلها عن باقي المدن العراقية وأيضا ماحدث في الفلوجة لعزلها عن باقي مدن العراق وتجنب ضربات المقاومة ومع ذلك فشلوا وسيفشلوا حتي لو صنعوا جدران نووية ،

 

إلا أننا نعتقد بأنه ليس مقبولا أو معقولاً بان توافق مصر علي أن تقطع شريانا للاتصال بينها وبين الشعب الفلسطيني لتتولد مشاعر من الكراهية يمكن أن تمتد الي أجيال بين المصريين والفلسطينيين لان الهدف من هذا الجدار هو قطع الرأس المصري من الجسد العربي في ظل ما تتعرض إليه الأمة العربية من محاولات التقسيم الإستعماري الجديد ونحن علي ثقة بان مصر لن توافق علي أقامة هذا المانع الفولاذي إلا أن تأكيد الجانب الأمريكي والإسرائيلي علي بدء العمل في هذا الجدار مع التأكيد بان ذلك يتم تحت إشراف أمريكي وفرنسي هو أكثر ما أقلقنا من جدية تنفيذ هذه المنظومة أو هذا الجدار أياً كان المسمي في ظل حالة الصمت المصري الذي لم ينفي أو يؤكد صحة هذا المشروع علي الرغم من تصريح السيد أبو الغيط وزير الخارجية المصري وتأكيده شروع مصر في أقامة هذا المانع الفولاذي إلا أننا لا ناخذ تصريحات أبو الغيط علي محمل الجد لان أبو الغيط ليس مصر ولا يعبر عن الأرادة المصرية ، وعندما نسمع بان مصر لها مطلق السيادة في الحفاظ علي أمنها القومي نحن بالطبع نتفهم ذلك جيداً ،

 

وأن تبحث مصر عن أمنها القومي فهذا حقها ولكن أن تلجأ إلي أقامة جدران مائية وفولاذية لتامين حدودها من أشقائها العرب فهذا ليس مقبولا وهو مكمن الخطر لان هذا يهدد سمعة مصر وعروبتها وتاريخها النضالي وأمجادها التاريخية في صنع وتصدير ثورات التحررالي البلدان العربية والأفريقية ، فلن يحمي مصر وأمنها القومي جدران فولاذية أو نووية وإنما من يحمي أمن مصر هو تواصلها مع أشقائها العرب والدفاع عن قضايا أمتها العربية والإسلامية وخاصة قضية كل العرب وهي القضية الفلسطينية لان تخلي مصرعن القضية الفلسطينية وشعبها يعطي الفرصة للراعي الأمريكي والذئب الصهيوني ممارسة العدوان المتواصل والحصار المستمرعلي الشعب الفلسطيني ، إذن من يحمي مصر هو العدل مع القضية الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني ورعاية المقاومة ومساعدتها في مواجهة الإحتلال ،

 

وقد روي بان أحد الولاة ذهب للخليفة العادل عمر بن عبد العزيز يستأذنه في بناء جدار يحيط بمدينته للحد من عمليات النهب والسلب فرد عليه الخليفة العادل بأن حصن مدينتك بالعدل لان العدل هو أساس الملك ، فالعدل هو من يحمي ويصون ومصر لن توافق علي أقامة هذا الجدار العنصري لأنه ضد العدل وبه يتحول قطاع غزة والشعب الفلسطيني إلي معسكر أعتقال كبير أشبه بمعسكرات النازية ولا يمكن أن نصدق بان مصر توافق علي هذه الجريمة أرضاءاً لأمريكا والصهاينة ولا يمكن أن تقبل مصر بمعاقبة أهل غزة الذين تربطنا بهم صلات الدم والنسب منذ أن كانت غزة خاضعة للأشراف المصري والسيادة المصرية حتي خرجت من يد الإشراف المصري ودخلت حقبة الإحتلال الصهيوني منذ عام 1967 ولهذا تقع علي مصر المسئولية الأدبية والمعنوية في الحفاظ ونجدة أهل غزة من أي أعتداءات صهيونية ولا يمكن أن نوافق أو نصدق بان مصر تعاقب شعب غزة لنزع موقف من المقاومة أو لممارسة ضغوط عي حماس ، ولا يمكن أن توافق مصر علي القول بان هذا الجدار يحمي مصر من عقوبات دولية بحجة عدم مشاركتها بفاعلية في الحرب علي الإرهاب وهو ما يكشف عن أستخفاف بعقول الشعب المصري،ولا يمكن أن توافق مصر علي أعتبار هذا الجدار بمثابة خط بارليف المصري الذي أقامه الجنرال الصهيوني حاييم بارليف علي شاطئ القناة الشرقي وحطمته قواتنا المسلحة الباسلة وهو شرف ومفخرة قومية وتاريخية لتاريخ مصر والأمة العربية في العصر الحديث فلا يمكن أن يقام خط بارليف المصري لحماية وأمن الصهاينة بحجة أن ما يحدث هو حماية لمصر وآمنها القومي ،

 

ولا يمكن لمصر أن توافق علي تحويل أبناء قطاع غزة إلي أعداء لمصر وشعبها في الوقت الذي يكون فيه اليهود الصهاينة هم الأصدقاء الحريصون علي مصر وأمنها القومي وأن الخطر هي غزة ، لا يمكن أن توافق مصر علي حماية أمن إسرائيل العنصرية والصهيونية سواء من الفلسطينيين الذين يمارسون حقهم في المقاومة المشروعة أو من خلال المتسللين ، ولا يمكن أن نصدق أو توافق مصرعلي مقولة أن أبناء قطاع غزة يهددون أمن مصر لان أمنهم هو من أمن مصر ، ولا يمكن أن تقبل مصر بان غزة وأطفالها وشيوخها وأمهاتنا وأخواتنا يتحولون إلي وقود للاحتلال من أجل عيون الصهاينة والأمريكان ، مصر يا سادة ليس بها شارون صاحب مشروع الجدار العازل والذي أقامه عام 2002 بطول 650 كيلو متر وبارتفاع يصل في بعض منه إلي حوالي 9متر علي أمتداد الخط الأخضر الفاصل لمنع دخول سكان الضفة الغربية الفلسطينيين لإسرائيل أو في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الخط الأخضر.

 

ومنع هجمات المقاومة الفلسطينية علي المستوطنات إلا أن المقاومة أمام جدار شارون العازل لم تقف مكتوفي الأيدي بل إبتكرت أساليب جديدة أستطاعت بها أن تتسلل إلي مواقع في عمق الكيان لتنفيذ عمليات نوعية ومنها آسر الجندي الصهيوني جلعاد شاليط بل وقامت بتطوير صواريخ قادرة علي الوصول إلي المستوطنات اليهودية ، الجدران أيها المبشرون والمهللون لا تحمي وثبت فشلها ولا نصدق بان مصرتبني علي حدودها مع فلسطين خط بارليف مصري وكما يقول المثل المصري الميه تكدب الغطاس .

 
http://www.alarabi2000.blogspot.com
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ١١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٨ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور