المقاومة العراقية : غرور الادارة الاميريكية  والاختيار الخاطئ في احتلال افغانستان والعراق

 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
ان سطوة القوة التي تمتلكها الدولة أي دولة اذا ما لغت فكرة المنطق والتحليل الواقعي لمستقبل خططها من  اجل الابقاء على عظمتها من خلال التبصر والتروي في علاقاتها مع الشعوب ربما كل ذلك سينتهي بها الى جملة من الكوارث والاحباطات وتشكيلة من الازمات سيصعب حلها  من قبل ادارة تلك الدولة العظمى نتيجة تفاقم ازماتها التي ستنقلب على الداخل فيها وهو مجموعة مواطنيها والقدرة على تلبية حاجاتهم.ان اكبر مرض فاتك بالدول ومهما كانت عظمتها بشريا واقتصاديا  يبدأ بالتغلغل الشعبي الممرض لقواطع ومفاصل الدولة تلك من خلال تململ الشعب من سياسة تلك الدولة  وتشتت قدرتها على اهداف خارجية ناسية ما يجول وما يدور في صدور الشعب داخل البلاد.من هنا تبدأ وطأة السياسة غير المتوازنة على الداخل وهذا ما يحصل فعلا داخل الولايات المتحدة الاميريكية نتيجة السياسة المنفردة الرعناء المغرورة بسبب سطوة القوة والتوق للهيمنة على العالم بكل وسيلة وبالسرعة الجنونية دون دراسة واقع الامم والشعوب وبلا دراية كافية للنتائج التي ممكن ان تكون ثقلا عليها داخل البلاد وبالتالي تجرجر تلك الاحوال الداخلية  المأزومة  فكرة وتخطيط  ادارة الدولة نحو حل ازمات الداخل بضغط  شعوبها وحاجاتها  المنهارة  عندما تفشل الدولة بالايفاء بها بعد اعطاء مواطنيها مهلة ما بسبب الازمات الخارجية التي تعاني منها دولتهم ومنها الحروب الكارثية وهذا ما تعيشه اليوم الادارة الاميريكية وما يعاني منه الشعب الاميريكي الذي طفح عنده الكيل ليقول لادارته كفى  لقد هزمت في الداخل فما عليك الا الرجوع من الخارج  والتبصر  في ما يحصل من كوارث داخل البلاد واهلها.

 
يقول احد المواطنين الاميريكان  والذي التقى احد الاصدقاء في زمن قريب :انني اتيت الى هنا كي اتعالج في بلد اخر غير بلدي اميريكا كوني لا استطيع تحمل نفقات العلاج التي تكلفني اضعاف ما انفقه في هذا البلد(العربي؟).وعندما سؤل هذا المواطن الاميريكي عن الحال الذي يعيشه الشعب الاميريكي قال:نحن في اميريكا امام كارثة اقتصادية كبرى والمواطن هناك ينتظر قدره  فلا يوجد ظمان وكل ما يتنظره الاميريكي سبيل للعيش هو نوع من ضربة الحظ ليس الا ..وهذا الحال هو الذي دعاني للقدوم الى هذا البلد العربي كي اتعالج  وبكلفة اقل وظمن امكانياتي المادية بعيدا عن الضرائب المهولة التي ستقع علي اذا تم علاجي في بلدي هناك وهو مبلغ يعادل مئات الالاف من الدولارات في حين لا يكلفني نفس العلاج هنا سوى عشرون الاف دولار لا غير مضافا له  كلفة النقل الجوي المرجع من والى اميريكا وهو حوالي الف دولار  والف دولار اخرى مصاريف الاقامة هنا..اردف صاحبنا بسؤاله لماذا كل هذا الغلاء هناك ليجيب الاميريكي المريض كل ذلك بسبب الحروب وخاصة في العراق وفي افغانستان والتي توزع تكاليفها على الشعب الاميريكي من خلال الضرائب  العالية جدا.

 
ثم سؤل مرة اخرى ما هو السبب الاول في ازمتكم الاقتصادية ليقول انه (الك...)بوش الذي دمر اقتصادنا بالحروب الخاسرة مقدما وبسبب النزعة الشخصية للقتل والموت بدوافع شتى بدأ من ابيه ومن ثم  الدفع  الصهيوني له  وبتشجيع من صقوره الفاشلين سياسيا..يقول والايام بيننا ان اميريكا السلطة لم تقاوم وتصبر في العراق وستهزم وترحل ونفس الامر سترونه حاصلا لها في افغانستان وهكذا سلسلة من الحروب  تتبعها سلسلة من الفشل والخيبات والخاسر النهائي هو المواطن الاميريكي دافع ضرائب الحروب.

 
كما تم توجيه السؤال له هل تعتقد ان الرئيس اوباما قادر على حل ازمتكم الاقتصادية والخروج من تلك الحروب العبثية منتصرا ليجيب:انظر صديقي السائل ان في اميريكا نظام عند استلام السلطة اثر كل انتخابات عامة رئاسية تجري هناك  وهي ان الحزب المهزوم بالانتخابات يترك عادة مشكلتين او ثلاثة للرئيس الذي يستلم السلطة من بعده لكن بوش الابن ترك للرئيس اوباما ست او سبع مشاكل كبرى ولا اظن انه قادر على حلها لان في حلها في فترة حكم اوباما الاستحالة ..انه متورط بأرث حكم بوشي كارثي..ومن تلك المشاكل الرئيسة الكبرى هي الحرب في العراق والحرب في افغانستان والازمة الاقتصادية  وازمة الخدمات ومشاكل الصحة  وتردي  التربية والتعليم بسبب عدم الايفاء بمستلزماتهما الى غير ذلك من المشاكل الاخرى التي تعاني منها الولايات المتحدة الاميريكية...

 
بعد تلك التوطئة المتواضعة  وبعد شهادة شاهد من اهلها لا بد ان تكون لنا وجهة نظر حول التخبط الاميريكي ولا نقول سياسة القوة  لا قوة السياسة التي تتحلى بها الادارة الاميريكية  ان ما جرى من احتلال العراق له عدة اسباب وكل هذه الاسباب لا تنفع تلك الادارة ولا الشعب الاميريكي بشئ  فأن كان الحقد والكراهية الشخصية من قبل الاب والابن بوش للرئيس شهيد الحج الاكبر صدام حسين رضوان الله عليه  هما سبب الحرب على العراق فلقد  قاومهم الشهيد بكل بسالة  الرجال العظام القلائل حين قاد جحافل المقاومة منذ ايامها الاول  وبقى يقودها وهو في المعتقل الى ان انتهت قيادته بالاستشهاد ليصبح رمزا تاريخيا خالدا  وبطلا يعربيا فريدا  في عصر عربي خلا من الحكام العرب المجاهدين حد الموت والاستشهاد.لكن في الطرف الاخر الاميريكي كم هي خسارة اميريكا المعنوية والبشرية والمادية وهي تعبر كل تلك المحيطات والبحار والبراري من اجل احتلال بلد امن وتدميره بالكامل ومن ثم اغتيال رئيسه وقيادته الوطنية المجاهدة .ثم ما الذي بقى من مصداقية للادارة الاميريكية في تزييفها للحقائق  وانها جاءت لافشاء الديمقراطية وتخليص العراقيين من الدكتاتورية ولغة الموت كما يدعون هم وذيولهم من العملاء من النوع الردئ؟كل ما جاءت به اميريكا هي ديمقراطية الموت  الجماعي فطالما انت في ركبها الشرير فأنت بكل ديمقراطية قادر ان تقتل ما تشاء ومتى تشاء واين تشاء وكم تشاء من العراقيين  حتى تلون دجلة والفرات بالدم العراقي القاني الطهور وكل يوم  ودون كلل او ملل ..يعاونها في  ديمقراطية الموت كل من الكيان الصهيوني والكيان المجوسي  الكافر الحقود.

 
الادارة الاميريكية بعد الذي فعلته في العراق فقدت مصداقيتها تماما امام كل العالم ليصبح دخولها الى أي بلد هو الموت الزؤام لشعبه وتدمير حضارته وانهائه كوجود..فما عادت ديمقراطية اميريكا تنطلي على الشعوب وما عاد ولوجها الى أي بلد مرحبا به من قبل الشعب ومهما كانت حكومته  دكتاتورية وقاسية الا انها ارحم من خنازير الاحتلال.الشعوب في دول العالم اليوم تتواصى بينها ان لا مجال ولا نقبل ان تدخل اميريكا بجيوشها الى الينا كي تدمرنا ومثال ذلك ما جرى ويجري في العراق وفي افغانستان وعلى هامش الاحتلال هناك باكستان التي اضحت اليوم  الهدف الثالث لخنازير الجيش الاميريكي وحلفاؤه وعملاؤه في درب التدمير الشامل لهذا البلد المسلم ومن يدري ربما تنتهي تراجيديا الباكستان بالاستيلاء الاميريكي على السلاح النووي الباكستاني ومن ثم نزعه من ايادي المسلمين ارضاءا للوصيفة العزيزة دولة الكيان الصهيوني  وربيبتها دولة الملالي في طهران.

 
لقد اختارت اميريكا العراق وافغانستان لغاية  ستراتيجية وجيوسياسية  ارادت من خلالهما ايصال رسالة الى العالم وخاصة الدول العظمي وبالتحديد الاتحاد السوفيتي(روسيا اليوم) مفادها ان الولايات المتحدة وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي استطاعت بقوتها ذات السطوة الهائلة ان تحتل اقوى شعبين عنيدين معروفين بقوة الشكيمة في القتال في تلك المنطقة ولم يكن هذا الاختيار جاء اعتباطا ولسبب اقتصادي ومواد خام فقط بل لاعتبارات دفاعية  واستعراض قوة امام العالم ولسببين معقودين بتلك الدولتين وهما:

 
اولا:
ان العراق استطاع تشكيل دولة قوية هائلة بعد ثورة السابع عشر من تموز عام 1968 بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي وقد تنامت تلك الدولة بسرعة فائقة من خلال تخريج الالاف من العقول والخبرات المدنية والعسكرية وكانت في نفس الوقت شرقية الهوى والعسكرة من ناحية الالة  والسلاح وبتلك القوة استطاعت ان تركع ايران  غربية الهوى والسلاح وتنتصر عليها في حرب الثمان سنوات بل واستطاعت تجاوز الخطوط الحمراء من خلال دخول القاعدة الانكلواميريكية (الكويت العراقية) ومن ثم ظمها الى الوطن الام العراق.فضلا عن ذلك قامت تلك الدولة ولاول مرة بضرب الكيان الصهيوني بالصواريخ وهذا الامر بالنسبة للغرب واللوبي الصهيوني ممنوع تماما لكنه حصل من قبل دولة البعث في العراق بأمر من قائده الشهيد صدام حسين رضى الله عنه.كما ان وجود  تلك الدولة العربية بتلك القوة تشكل العمود الفقري الصلب الذي يقف عليه الجسد العربي  ليواجه اعداءه ويقول كلمته ومن ثم يلملم جراحه داخل العائلة العربية من خلال القيادة المحنكة والقوية التي كانت تقود العراق قبل الاحتلال وذات الفكر القومي العربي.اذن في احتلال العراق رسالة لبقية الدول العربية ان انظروا ماذا جرى لاقوى دولة عربية بينكم وعليكم بعد الذي رأيتموه ان تدفعوا الجزية والاتاوات من ناحية ومن ناحية اخرى  وجهت اميريكا ايران للدخول في مفاصل الوطن العربي اثر احتلال العراق  بدافع الخلخلة السياسية  وافشاء روح الرعب عند الحاكم العربي الغني المترف وبالتالي لجوءه الى اميريكا بقصد الحماية من الغول الفارسي كما صور لهم.

 
كانت كارثة الاميريكان في العراق وسوء طالعهم انهم نسوا طبيعة العراقيين الموروثة منذ الاف السنين وكم من موجات الخراب والتدمير مرت عليهم لكنهم صمدوا وقاتلوا وانتصروا ومن ثم تلاشت الدول الكبرى الغازية لهم  واليوم جاء دور اميريكا القوة الاعظم لتلقى نفس المصير على ايدي العراقيين هذا الشعب العجب والذي اجبر كل جيوش الاحتلال واخرها الجيش الاميريكي على الانسحاب وخلال ست سنوات من القتال الضاري الملحمي الذي اصطدم به العسكري الاميريكي حتى  استهوى الانتحار على مواجهة الموت الزؤام والرعب المدمر على ايدي الثوار العراقيين.ان كسر شوكت الاميريكان في العراق هي بداية الاستهانة عالميا بهم وبالتالي تشجيع الشعوب الاخرى الخائفة من مقاتلتهم ان هم اعتدوا عليها وهذه نكسة ستراتيجية اخرى للمنظر  الستراتيجي الاميريكي وكيف انه اخطأ تماما في اختيار العراق بلدا للاحتلال والاستيطان...لقد استطاع العراقي ببقايا السلاح الشرقي تدمير الالة الغربية المتطورة جدا  فسحقها وخدش هيبتها امام  سوق السلاح العالمي وهذه ضربة اخرى قاصمة للالة الاميريكية وحليفاتها اذ زال وولى الرعب منها الذي عشعش في عقول شعوب العالم.

 
لقد صور الاعلام الاستعماري الغربي المتصهين قوة اميريكا والتهويل في ذلك من خلال استطاعة تلك القوة على تفكيك الاتحاد السوفيتي والحقيقة غير ذلك حيث ان الاتحاد السوفيتي كان مفككا بارادته  أي من داخله ولم يحصل تفكك تلك الدولة العظمى من خلال حرب شنتها عليها اميريكا وحليفاتها بالقوة العسكرية.الاتحاد السوفيتي سابقا وروسيا الاتحادية اليوم تمتلك من السلاح النووي ما تستطيع تدمير العالم وليس اميريكا لوحدها خلال دقائق وتحويل كوكبنا الى هالة من الصقيع المنجمد وعليه ليس بمقدور اميريكا ان تنهي تلك البلاد بالقوة العسكرية ولا حتى بالاقتصاد بل الذي هار الاتحاد السوفيتي هو الفكر الذي خان.

 
ثانيا:ان افغانستان التي وقع عليها اختيار الاحتلال من قبل اميريكا وشركائها كان خطأ قاتلا اخر وقعت به اميريكا لسوء حظها .بغض النظر عن التفاصيل والتدخلات الغربية ونوع المساعدات التي قدمت للشعب الافغاني ابان  الاحتلال السوفيتي الا ان هذا الشعب الجبار المقاتل الشرس العنود والمتمرس استطاع طرد السوفيت من اراضيه وبنفس الطريقة وبنفس الشعب يمكن له ان يطرد اميريكا وحلفائها من اراضيه حتما رغم كل الترميمات  والخطط التي وضعها دهاقنة الساسة الاميريكان ومنهم  المخضرم هنري كيسنجر.الجيش الاميريكي هناك في ورطة والثوار الافغان يتقدمون على الارض  حيث عجزت الالة الحربية الغربية الغاشمة من ايقافهم .كما ان الثلاثين الف من الجنود الاميريكان الذين سيذهبون الى هناك كمدد لن يستطيعوا فعل أي شئ فالنهاية معروفة سلفا ان جيوش الاحتلال مندحرة وراجعة الى بلادها من تلك البلاد المعروف اهلها بالقتال والصبر عليه.

 
اما ايران الفارسية التي لعبت دور الشيطان الاكبر والمنافق الاشر في احتلالي افغانستان والعراق فاليوم لا تحسد على ما هي عليه وهي تقع بين كماشتي العراق والافغان حيث ان ايام الاحتلال لهذين البلدين راحت تتقلص لتنتهي كليا عن قريب وسوف يرحل المحتل الغربي ويبقى سكنة البلاد  في تلك البلاد  ليعيدوا كتابة تاريخهم من جديد دون وجود حامي هدف وهو الاحتلال الاميريكي البغيض كون الشعوب لا تنسى ويلاتها  ولا خسائرها وخاصة البشرية ولا انهار الدم الزكي الطهور التي صبغت الانهر والبحار والمحيطات واليابسة من قبل والسؤال يبقى من هو المسؤل عن كل تلك الكوارث.

 

التاريخ ينتظر وما اصبر التاريخ.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢٣ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور