المقاومة العراقية : التكتيك التاريخي الفارسي مع المتمردن الكورد شمال العراق

 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
منذ ان اعلن الانفصالين الكورد عن نياتهم بتحقيق الحلم في انشاء دولة كوردستان الكبرى على الاراضي التي يتواجدون عليها في المنطقة  المتمثلة بتركيا وايران والعراق وسوريا وحسب كثافة تواجدهم في تلك البلاد وايران الفارسية تمد لهم يد العون ما استطاعت كون قاعدة انطلاقهم الاولى في القرن العشرين ووجود زعاماتهم هي شمال العراق.ان ايران كانت وما زالت تمثل الحضن الدافئ للمتمردين الاكراد ومنذ ملا مصطفى البرزاني  الذي اتخذ من ايران منطلقا وملاذا امنا له كلما اجهزت حكومة العراق بقواتها المسلحة على تلك الحفنة من المتمردين الخونة الذين ابتلى بهم العراق وقبل ذلك شمال العراق موطن الكورد العراقيين.

 
ان اللعبة الفارسية مع متمردين كورد العراق لا تخلو من ذكاء وقدرة على تجنيد ابناء العراق ضد وطنهم ومتى شاءت وارادت ضاغطة على القرار السياسي العراقي من خلال هذا الواقع المتمرد الذي سيطرت عليه ايران واستثمرته لصالحها.في الوقت ذاته لم تستطع الحكومات المتعاقبة التي قادت العراق على تأجيج روح الثورة والتمرد والانفصال لعرب الاحواز كي تبلغ بذلك المعادلة الضاغطة على التلاعب الفارسي بمستقبل العراق وامنه واستقراره.

 
هناك فرق بين تثوير عرب الاحواز ومن ثم مطالبتهم العسكرية عن طريق الثورة والتمرد ضد النظام الفارسي  بالمقارنة مع تثوير كورد العراق الانفصالين في شمال العراق.ان تثوير الانفصالين الكورد في شمال العراق يمس امن ووحدة اربعة دول رئيسية  في المنطقة والتي يتواجد فيها الكورد وهذه مسؤوليتها اكبر وتبنيها اعسر على الجانب الساند لهذا التمرد وهي ايران كونها سوف تثير حفيظة كل من تركيا والعراق وسوريا فضلا عن المخاطر والمجازفة في حالة اعلان الكورد في شمال العراق عن الانفصال الرسمي النهائي ومن ثم تشكيل ما يسمى  بدولة كردستان كون ايران تحتوي على النسبة العالية من الكورد بعد تركيا وهم على امتداد كورد العراق.اذن لعبة التكتيك الفارسي لم تأتي  بغباء  بل هي محسوبة النتائج ومراقبة بشدة في ان يتحجم دور الاكراد التخريبي ظمن حدود العراق والتي تعتبره ايران الفارسية العدو التاريخي لها  منتهزة أي حالة ضعف يمر به هذا البلد من خلال توجيه عصابات الكورد الانفصالين ليخلقوا البلبلة واشغال الدولة العراقية بقضية التمرد ومن ثم استنزافها  وفي نفس الوقت التوجه المباشر من قبل الفرس لاذى العراق في فترات الضعف التي تمر بها الدولة وكما حصل في بدايات السبعينات وما يحصل اليوم من اجهاز فارسي على بلاد الرافدين من خلال الكورد في الشمال ومن خلال التغلغل المباشر مستغلة فرصة الاحتلال الغربي الذي استغلته ايران وساعدته في احتلال العراق ومن ثم تشكيل الحكومة الفارسية في بغداد بالاتفاق مع قوى الاحتلال والعدوان الانكلواميركي الصهيوني وبمساعدة الخيانة الرسمية العربية العظمى ضد البوابة الشرقية للوطن العربي  وما تبع ذلك من شرور على الشعب العربي برمته .

 
هذه ليست المرة الاولى التي تتعاون ايران الفارسية مع الغازي لبلاد الرافدين ومن ثم يتم احتلال بغداد واسقاط النظام العربي فيها فلقد مارست ايران نفس الدور وبالتعاون مع هولاكو وجنده للاجهاز على بغداد  وتدميرها وقتل قادتها وتهميش العنصر العربي في تلك البلاد ومن يريد الاستسزادة حول ذلك عليه مراجعة تاريخ احتلال المغول لبغداد والدور الفارسي الصفوي الذي لعبته تلك الدولة الجارة  وهو قدر العرب  سكنة العراق.

 
وهنا لا بد ان نستعرض  من هو المستفيد من اضعاف بغداد كمركز لحكم العراق كونها عاصمته في الزمن الحاضر؟ هناك قوتان لهما هدفان ستراتيجيان وان كانا مختلفين في اضعاف بغداد  وهما ايران الفارسية  وعصابة الانفصال في شمال العراق التي ترى في قوة بغداد لجما لطموحاتها في تفتيت العراق ومن ثم الانفصال اذا جاز التعبير.وعليه فكل ما يحصل في بغداد من تدهور امني وسلطوي وهي قيد الاحتلال البغيض هو من صنع تلك القوتين الملتحمتين بحكم اهدافهما  بعيدة المدى وكل كما يريد وهما الانفصاليين والفرس.فمخطئ من يعتقد ان ما يحصل في بغداد من تفجيرات وتدمير شامل للبنية التحتية والبشرية ومنها العسكرية هو بفعل ايران بالدرجة الاولى تخطيطا وتنفيذا بل الذي يحصل من نسف لقوة بغداد السياسية والعسكرية والعمق العروبي هو هدف مشترك وتكتيك متفق عليه بين الكورد الانفصاليين والقوى الفارسية ذات المصلحة في انهاك العراق من خلال مركز الحكم فيه وهي بغداد وبأستخدام كل الوسائل المتاحة في زمن فراغ السلطة وهي الفرصة الاخيرة لتلك القوتين لتنفيذ اهدافهما الشريرة في تشظية العراق وتشويه وجهه العربي لدرجة انه ما عاد ذلك الوجه العربي القوي الصبوح.

 
ايران الفارسية ليست غبية بكل العمائم التي علت هاماتها المجوسية لكي تعطي بالنهاية الضوء الاخضر للكورد الانفصاليين في شمال العراق الضوء الاخضر لتشكيل دولتهم  لان ذلك يشكل على المدى البعيد تمددا كورديا انفصاليا حالما نحو المنطقة التي يتواجد فيها الكورد على حدود العراق وهي ذات الامتداد للمكون الكوردي في كل من العراق وايران وتركيا وسوريا.بالنتيجة فأن الكيان الانفصالي في شمال العراق لن يتوقف عند حدوده بل سوف يقضم مرحلة معينة ومن ثم يزحف باتجاه دول الجوار وبتخطيط  صهيوني بحت بعد حرق المرحلة الايرانية الفارسية  المتعاونة اليوم مع الانفصاليين الكورد.

 

ان خلخلة المنطقة كل المنطقة هو هدف ستراتيجي صهيوني يتعدى اهداف ايران الفارسية التي تلعب على كورد العراق كورقة ضغط تستخدمها بين الفينة والاخرى ضد الدولة العراقية لكن بحدود العراق وعلى ان تبقى قوى التمرد في شمال العراق على حالها غير مستقرة ولا حاصلة على مبتغاها في تشكيل دولة على الحدود الساخنة الفارسية اذ ان تشكيل مثل تلك الدولة خاصة بعد الاعتراف بها لا سامح الله سيجعل منها مستغنية عن الخدمات الفارسية كون قطاع الكورد الايرانيين في متناول يد  تلك الدولة المفترضة في شمال العراق والتي ستعتمد على اصدقاء لها لا اعداء كون ايران بالنتيجة وفي  باطن العقل الكوردي الانفصالي العالمي هي عدوة طالما تحتوي على الملايين من الكورد وعلى الاراضي الشاسعة التي تعيش عليها تلك القومية المبطوش بها في ايران.

 
ان الاتفاق الاخير الذي جرى بين ايران والانفصاليين في شمال العراق حول الغاء سمة الدخول بينهم جاء بدافع دفع الاكراد العراقيين نحو المزيد من الايغال في التطرف نحو الاستقلال عن الدولة الام العراق لكن في نفس الوقت نجد ان هذا الحال المؤقت الجديد يخضع الى مراقبة دقيقة ومرحلية من قبل حكام طهران  والتي تفعل فعلها باتجاه اضعاف العراق  وتأخير استعادته لقوته الوطنية واستقلاله من الاحتلال  الى ان تتم  كل الصفقات المتفق عليها بين المحتل الاميريكي وايران المشاركة في الاحتلال من خلال التمهيد له جغرافيا وبشريا من خلال الاحزاب الطائفية التي ترعرت في ايران وتدربت على النهب والسلب والقتل والتهجير لكل ما هو وطني عراقي وعروبي يشكل خطرا في وأد المكتسبات الفارسية التي خطط لها وبالاتفاق مع اميريكا من ناحية ومع الكورد الانفصاليين من ناحية اخرى.

 
ايران الفارسية لم تصدق نفسها حين ترى جلال الطلي باني رئيس العراق حتى وان كان ذلك شكليا ومن ثم ترى ان وزير خارجية العراق من قوى الانفصال الكوردي  فضلا عن الكثير من قادة البيش مركة ومنهم رئيس اركان الجيش الحكومي الذين اعتلوا سلطة  ومن ثم تمثيل اعلى للعراق ولسياسة العراق حتى وان كان هذا بقيادة المحتل اساسا كونه الراعي والمقرر الرئيسئ.هؤلاء الاشخاص الانفصاليين الكورد الذين جاء بهم الاحتلال  لهم تاريخهم مع ايران الفارسية فكلما كان الجيش العراقي البطل يطردهم خارج الحدود للتخلص من تخريبهم للبلاد كلما كانت ايران حاضنة لهم بحسن وفادة لان لها فيهم اهداف وغايات شريرة ضد استقرار العراق  وفي النهاية هي تعرف أي ايران ان هؤلاء ليسوا اكثر من جحوش  يركبهم أي طامع في المنطقة بعد ان يلقنهم درس استقلالهم  الموهوم فيصدقونه وهكذا يرخون ظهورهم كي يعتليها كل غاز اثيم ومن ثم يتركهك للقدر وتلك هي مسرحية الكورد المخربين في شمال العراق والضحية هم البسطاء من الكورد.

 
فضلا عن ذلك فأن ايران الفارسية وبعد ان اعتلى الكورد الانفصاليين  مراكز الصدارة في المنطقة الخضراء جاء دور دفع الجزية وكل المستحقات بذمتهم لايران الفرس التي حمتهم  من خلال عبورهم الحدود امام ضربات الجيش العراقي الباسل حفاظا على وحدة الوطن التي امتدت لالاف السنين.اذا ايران لعبت دورا خبيثا تجاه العراق وبالتالي هو نفس الدور بنفس التكتيك الخطير تجاه الكورد كشعب من خلال استغلال هؤلاء الجحوش الذين ما زالوا يعتقدون بحلف ايران معهم لانهم ما زالوا خارج نطاق المطالبة بفصل اكراد ايران وظمهم الى شمال العراق كمركز حكم كوردي كما يحلو لهم تسميته.ايران كل يوم تشنق كرديا بسبب المطالبة بالانفصال نتيجة الحراك هناك بتأثير حساسية وضع الكورد الانفصاليين في العراق.فكيف لدولة ايران ان تقبل بدولة كوردستان الكبرى وكما يتوهم الانفصاليون المتمردون في شمال العراق؟

 
الغاء تأشيرة الدخول بين ايران وشمال العراق لم تقبل به ايران الفارسية لسواد عيون العصابات الكوردية بل تعاملت مع هذا الملف  بطريقة من التمويه والتغاضي عن الحقيقة امام الكورد وهو تخطيط مرحلي ايضا ولا يخلو من دهاء مجوسي حيث ان هذا القرار مقابل شئ خطير سيضطلع به المتمردون من اكراد العراق وهو الخيانة العظمى في التمادي بالحاق اكبر اذي بالعراق  امنيا وبنويا فضلا عن تسهيل العمليات الاجرامية من تفجيرات وخطف واغتيالات تقوم بها ايران وخاصة في بغداد والمحافظات الاخرى كنينوى والتأميم وصلاح الدين وديالى والانبار  وبابل وواسط.هناك الكثير من الزمر الفارسية التي دخلت وما زالت تدخل تلك المناطق عن طريق الشمال لتقوم بابشع العمليات ضد البنى التحتية  والعلماء والمفكرين والقادة العسكرين الكبار وكادر العراق المتقدم وقد القي القبض على الكثير منهم.ان هذا الدور التخريبي الذي تقوم به عصابات البيش مركة الجحوش لصالح  ايران المتامرة على العراق  يقابله فتح الحدود الايرانية بدون سمة دخول للاكراد العراقيين وكذلك دخول الكورد الايرانيين الى داخل العراق وتزوير هواياتهم للقيام  بالمشاركة  بالانتخابات التي ستجري بالعراق في اذار القادم من اجل زيادة الاكراد في المحافظات الشمالية وخاصة ديالى ونينوى والتأميم وتلك جريمة اخرى يقوم بها النظام الفارسي الصفوي بالعراق بتسهيلات متبادلة شريرة بينه وبين العصابات الكوردية الخائنة في شمال العراق.

 
المؤامرة كبيرة وكبيرة جدا ابطالها هم اميريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني  ودولة الفرس الصفويين واما مادة تلك المؤامرة الشريرة فهم العصابات الكوردية شمال العراق  الى جانب الاحزاب العميلة الصفوية وهي المجلس الاعلى وحزب الدعوة وجيش المهدي الى جانب الخونة الاخرين من العرب العراقيين الذين خانوا قوميتهم وتركوا دينهم بدافع المغانم الزائلة الحرام.من هنا تكمن خطورة التكتيك الفارسي مع عصابات البيش مركة  التي لعبتهم الامبريالية العالمية بل وركبتهم كراحلة لها تجوب بلادها وتخربها  بعد ان تناست فطرة المواطنة   وعميت عن ارضها  وقدسية تلك الارض وهي بلاد الرافدين العصية على مد التاريخ على المتجاوزين حدودهم.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور