المقاومة العراقية : هل التخلف حق من حقوق الانسان ؟ افتونا يرحمكم الله

 
 
 
شبكة المنصور
الوليد العراقي
لقد نزلت الاديان السماوية تواترا لمحق كل المظاهر التي تخرج على قوانين وحدود العقل والمنطق لدى الانسان فتنهره عن الاتيان بهذا ومن ثم ترجعه الى السلوك السليم المتوازن مع الفطرة البشرية  والانسانية التي صمم الانسان اساسا عليها واي خروج على تلك الحدود اعتبر بالمقاسات الالهية  واسرارها خروجا على فكرة الخلق الاول وفحواها للبشر ومحيطه.

 
ان الاديان السماوية بكل الانبياء والرسل الذين تحملوا تبليغها للبشر جاءت مكملة لبعضها الى ان تمت بكمالها من خلال الرسالة الاسلامية التي بعث سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام من اجل ابلاغها للبشرية جمعاء ومن ثم تركت  البشرية بعد ذلك قيد الاجتهاد من اجل تمشية امور الحياة في كل زمان ومكان من خلال  التشريع المتسامح والمتصالح مع هاتين المتلازمتين وهما المكان والزمان وحاجات البشرية المتغيرة بتغيرهما على ان لا يخرج الاجتهاد عن فحوى حدود الايمان المطلق بما جاءت به رسالة الاسلام.

 
ان كل الرسالات السماوية جاءت من اجل تهذيب السلوك البشري وتنظيم افكاره باتجاه الايمان بالقوة الاعظم التي صممت وخلق السماوات والارض وما تحتويهما من اشكال الحياة والمخلوقات الاخرى الصامتة التي نقول عنها الجامدة جوازا ولا هي كذلك بالمفهوم العلمي الذي تم اكتشافه اخيرا في عصر الذرة  والنيوترون التي وحدة معجزة وحدة الخلق ومن ثم  ابانت للانسان ودون عناء وحدة الخالق الجبار الصمد والذي لا يشبه أي شئ ولا بمقدور أي كائن في هذا الكون الاتيان بما هو من قدرته تبارك وتعالى.

 
لقد عبد الانسان النار ولم يجد فيها ما يغني وما ينفع بعد سنين طوال من مزاولة  هذا النمط من العبادة  وبالتالي راجع البشر فكرة الوهية النار ومن ثم خاب ظنه فيها وبالتالي غادر هذا الاله المفترض  الجامد المسير والذي لا وجود له الا من خلال اتقاد المادة التي تبعثه وبفعل البشر وبالتالي فهي لا ترقى الى مكانة الخالق الذي هو يأمر وهو يبطل المتفاعلات في الكون ومنها النار التي كان الانسان يخشاها فعبدها  وبعد ان استطاع ان يطفئها ولالاف المرات سقطت من ناظريه كقوة تصل الى رفعة الخالق وبالتالي راح يبحث عن اله اخر..

 
ذهب الانسان ليعبد الاصنام  وما هي الا كتل من الحجارة او الطين يطبخه  ومن ثم ينحته ليتشكل امامه  تمثالا اخرسا لكن قوة الصمت التي  يتصف بها ربما كانت مدعاة للبشر ان تعبد خوفا  ان يتفجر هذا الصمت السرمدي الرهيب عن قوة خارقة تقوض حياة الانسان ورغباته .راح الانسان الجاهل يزور ويزور ويدعو تلك المخلوقات التي هو صنعها لتساعده في الخروج من محنته ففشلت خاصة عند منعطفات الايام والتاريخ وقسوة الزمن والطالع وبالتالي راح الانسان ينسف تلك الفكرة وينكر هذا الاله الجبار رويدا رويدا ليبحث عن اله اخر اكثر قوة وحضورا عند الطلب والحاجة الى المحاكاة  المعلنة والسرية.

 
ثم راح الانسان اكثر في البحث عن اله اخر هو يختاره وهو يعبده وكل هذا وذاك من باب البحث المتواصل المر عن الحقيقة  وهي التقصي عن الخالق الجبار الواحد الصمد .ذهبت ملة من البشر فوجدت الاهها في البقر ولا ندري ما هو السر في هذا الحيوان الاليف والضعيف في ان واحد لكي يختاره البعض من البشر الها له ليعبده ومن ثم يخافه ويتقي غضبه حتى حرم اكل لحمه الطازج المذاق وهي من نعم المخلوقات التي وجدت على الارض.راح البقر يسرح ويمرح غير ابها بكل الويلات التي تمر بعابديه من امراض وفيضانات وجوع وجهل وضياع لعدم قدرته على مساعدة عابديه من البشر وبالتالي اظهر عجزه لهم ومن ثم راحت الكثير من العقول العابدة له بالمغادرة من تلك الطقوس الجاهلية الاولى باحثة عن الخالق الاوحد القادر على فعل أي شئ والذي لا يشبهه أي شئ وهو الله سبحانه وتعالى ليدخل الكثير من هؤلاء العباد في فكرة الخالق الاحد.

 
ثم راحت مجموعة اخرى من البشر لتعبد الشيطان من دون الله  مرة بدعوى قوته على الاتيان بالضرر للبشر ومرة بدعوى اتقاء شره مع العرفان بوجود الخالق الاحد وفي الحالين وعلى لسان اتباع تلك الطريقة  انه لا ينفع وربما يضر وان لا قدرة له على خلق أي شئ وبالتالي فنحن نؤمن بالخالق الواحد الاحد الله سبحانه وتعالى الذي ليس بمثله شئ وهو ايضا ضرب من ضروب الرجوع الى الايمان بوحدانية الخالق وفرقه عن مخلوقاته التي لا تشبهه في شئ..

 
راح الانسان بل وحتى البعض من الانبياء لييقولوا الشمس ربي والقمر ربي وعندما افلتا خاب ظنهم فيهما وراحوا يبحثون عن خالق لا يأفل ولا ينام ولا يغفل الى ان وجدوا ضالتهم في التوصل الى فكرة الخالق الاوحد  ومن ثم تخلصوا من تلك الاوهام ليستقر في نفوسهم الايمان المطلق بوحدة الرب ووحدة خلقه المصنوعة بيده الواحدة لا بأيادي ارباب متنوعة  وظمن قوانين متنوعة لو حصلت ان خلق الكون بتلك الطريقة المنفلتة ومتعددة الاقطاب الالهية الخالقة  لحصلت الزلزلة وانهار الوجود حال أي خلاف يحصل بين تلك الالهة.

 
وخلاصة القول من تلك المراجعة لا بد من هدف لهذا المقال المقتضب وهو الادعاء الشيعي الصفوي وتحديثه حول القدرات الخارقة التي تصل قدرات الخالق الواحد الاحد لال البيت الاطهار سلام الله عليهم وكيف ان علي كرم الله وجهه يملك القدرات الالهية بل ويرتقي الى مصافي الخالق والغافر من كل ذنب وتلك مأساة التشيع الصفوي الذي يقاتل الفكر والمنطق البشري اليوم بل ويسري بين بلادنا وشعوبنا من خلال حب اهل البيت وهي كلمة حق يراد بها باطل.ان مقارنة تلك الافكار بالرسالة المحمدية الشريفة توصلك الى استنتاج بأن التشيع الصفوي هو دين اخر بعيدا كل البعد عن الاسلام  بل اتخذ الاسلام ستارا له واهل البيت جوازا ليعبر به الى عامة العرب والمسلمين من خلال تسويق تلك الافكار المتخلفة  الى العقول الجاهلة والبسيطة.

 
نحن هنا في العراق اقدم شعوب الارض التي خاطبت العقل وتواضعت للمنطق بعد ان اكتشفت  اعاصيره الممطرة خيرا من خلال الجدل والحوار لا الايمان الاعمى بالاشياء ومن هنا راح العقل البشري العراقي يبحث عن طريقة اكثر تقدما وتطورا  وقبولا لتسيير الحياة  من خلال وضع اول دستور  في تاريخ البشرية في زمن حمورابي وبهذا كان الانسان في العراق متقدما على غيره في تنظيم الحياة والغاء كل الافكار والسلوك الغابي بين البشر وهذه دعوى متقدمة بين كل شعوب البشرية للدلالة على التطور ونبذ مظاهر التخلف  والغوغائية والجمود.

 
في عصر الظلمة والجاهلية الاولى استطاع الانسان بالعراق التوصل الى منفذ للخروج الاول من العبثية والسلطنة المطلقة لاي مخلوق في السيطرة  والاذعان ليحول الانسان  هنا من قطيع بشري  مستعبد الى مجتمع حر ومنظم تديره قوانين ومستشارية  بدل الخنوع الى الفكرة البشرية الواحدة.ان الذي حصل في وادي الرافدين حينذاك ليجعل منا شعبا مراجعا لنفسه معتمدا على تاريخه المتحضر والمتقدم على غيره لا ان نتحول بتأثير القوى الخارجية الى شعب تدل مظاهره اليوم الى انه اكثر الشعوب تخلفا من خلال المد التشيعي الصفوي  الذي راح يسدل افكاره ومظاهرها المتخلفة على الانسان العراقي  مستغلا  المناسبات الدينية وخاصة ذات العلاقة باهل البيت الاطهار ليصدرها الى مجتمعنا المتحضر تاريخيا  والذي يجب حمايته من تلك المظاهر المتخلفة التي اضحت عيبا علينا وعلى كل من يدعي قيادة هذا الشعب الجبار على مد التاريخ والذي هو اليوم ضحية  التسلط الصفوي باسم الدين وتسلط(السيد)باسم القدرة الكهنوتية التي لا تخالف كونها البديلة عن الخالق الواحد وهذا هو الاشراك والكفر بعينه عندما نتحدث عن الايمان المطلق بالخالق الذي جاء به الاسلام الحنيف.

 
ان على اهلنا الكرماء من الشيعة في العراق خاصة وبلاد العرب والمسلمين عامة ان يقفوا وقفة جادة ويعيدوا التفكير  بكل المظاهر المستوردة والتي يحصل لها في كل عام تجديد موغل في التخلف كي تطرح خلال المناسبات الدينية التي يزاولها اهلنا ومنها عاشوراء .ان ثورة الحسين رضى الله عنه وارضاه هي ثورة ضد الظلم ومن اجل الحق لكن ان تحول الى مظهر من مظاهر التدمير لكل ما يمت للعقل والمنطق اللتان يتحلى بهما العراقي لهي كارثة تحل ببلادنا وتدمر شعبنا وتحيله الى رماد اسود في الاخير.

 
اليس من حق أي عاقل رزين ان يتساءل ومهما كانت خطورة هذا التساؤل لماذا لا يحصل الذي يحصل اليوم في ذكرى وفاة النبي محمد صلوات الله عليه بل ولماذا لا يحصل الذي يحصل اليوم على سيد شهداء الجنة الحمزة عم الرسول ومن اهل البيت الاطهار؟الم يستشهد على ايدي الكفار في معركة احد والم يؤكل كبده وتبقر بطنه؟كل هذا وذاك لهو مدعاة للتساؤل المشروع عن كل الذي يجري هنا او هناك في مناسباتنا الدينية.ثم تساؤل اخر اليس الذي حدث من فاجعة كربلاء هو خلاف على امارة المسلمين بين العمومة في قريش وساداتها في حينه؟واذا كان الامر كذلك فما هو ذنبنا نحن العرب المسلمين في ان ندفع ثمن الخلاف بين الاقرباء وقبل الف  ونصف سنة تقريبا؟اليس الذي يحصل اليوم  جزؤ منه على الاقل بدافع صفوي باسم التشيع  واما العرب المسلمين  اليوم لا ناقة ولا جمل لهم فيه الا اذا كانت مظاهر التخلف تستهوي البعض منا واخرى بدافع العمالة لقم وطهران  هذا اذا ما استحضرنا ساداتنا علي والحسن والحسين والعباس والحمزة  رضوان الله عليهما ودرسنا بدقة وبتجرد سيرتهم وطريقة ممارستهم للطقس الاسلامي  امام الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وبين اصحابه الغر الميامين وغير ذلك هو نوع من التخلف الذي هو ليس من حقوق الانسان كونه مذهبة للعقل ومصادرة للمنطق والحوار وتشويه لصورة الانسان التي تعبث بها معاول وسلاسل وقامات الفرس الصفويين بدل قراءة القران والصلوات  والدعوات لال البيت الاطهار ووضعهم في المكانة اللائقة بهم في تاريخ الاسلام والمسلمين.

 
العراق اليوم بلد محتل ومدمر حتى العظم وبحاجة الى العقل الرشيد والسليم  كي يثور من اجله وبحاجة الى نبذ كل الافكار الهدامة والمستوردة من ما وراء الحدود بغية تحريره من براثن المحتل الغيض.العراق اليوم به رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وما بدلوا تبديلا ومن زاخو الى الفاو وعنوانهم الوحيد هو اخراج كل العابثين بمصير العراقييين  ومن ثم اعادة العراق الى حاضرته العربية والاسلامية النظيفة والمعتدلة المتوازنة.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ١٣ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٣٠ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور