بيان لمناسبة حلول الذكرى الثالثة لاستشهاد الرئيس صدام

 
 
 

شبكة المنصور

الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين ـ تونس

بمناسبة حلول الذكرى الثالثة لاستشهاده نصدر بياننا هذا تحية للرئيس الشهيد البطل صدام حسين رجل الوفاء والفداء، وتحية لحبيبته فلسطين التي جند كل العراق دعما لثورتها، ومصافحة لشعب العراق الصامد ومقاومته الباسلة،

 

إننا عندما نستعرض "المدونة الصدامية" ونستذكر مسيرة الرئيس صدام ومنهجه الجهادي والفكري فإننا نلتمس دعوة أبناء الأمة لاستحضار المنابع التي ألهمت صدام " قوميته المؤمنة " و" عروبته الجهادية " وجعلته يتمسك بتراث الأمة المجيد بدءا بالقرآن الكريم والمسيرة المحمدية وبطولات العرب الأولين والفاتحين وصولا إلى طور النهوض القومي المعاصر والى ما جاء في كتابات الدعاة القوميين الذين كان الشهيد يفتخر بمنهجهم ويحلل جوهر مقولاتهم ويطورها بما كان يقدمه لها من إضافات في خطبه وكتاباته وفي جهاده اليومي بدءا من ساطع الحصري وصولا إلى أ.م.عفلق . لقد أكد صدام طوال مسيرته الجهادية والفكرية على أن عقيدته الحزبية تحمل "روح العرب في الإسلام" و ظل يستحضر في مسيرته تلك "عمق كل ما هو مشرق في تاريخ أمتنا".

 

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ حسن خليل غريب في كتابه (البعد الإيماني والفكر القومي العربي) لم يستفد العرب من نقاط الارتكاز الصحيحة، كما رأى صدام حسين حينما قال: "بين التاريخ والحاضر، وبين الدين وما يتصل به من الحياة...وبين المعاصرة المنقولة عن قشور الغرب وطبيعة ما ينبغي من تطور...بين النصوص الجامدة المنقولة...ودورنا، وما يقتضي منا أن نسجله فكريا وعلميا بعد أن نستوعب الماضي ونتفاعل معه" أما عملية "الخلق الجديد المولود عن التراث..فنكاد لا نهتدي إليه في سياسة أي حاكم..وبغض النظر عن مستوى التلاقي،أو الافتراق..فان النقل لا يحقق لأمتنا النهضة..(أما ما يحققها فهو:)الإيمان العظيم بالله،والقيم العليا لتراثنا الروحي، وفي مقدمتها الإنصاف،والعدل..مستندين إلى الفكر القومي، وتكوين المجتمع القومي،والدولة القومية المؤمنة".

لقد شدد صدام في خضم مسيرته الجهادية على عضوية العلاقة بين العروبة والإسلام مؤكدا على ما جاء في فكر رفيق دربه الأستاذ أ.م.عفلق الذي قال في هذا الشأن:"وعندما أقول عروبة، تعرفون بأنني أقول: الإسلام أيضا، لا، بل الإسلام أولا: العروبة وجدت قبل الإسلام، ولكنه هو الذي أنضج عروبتنا،وهو الذي أوصلها إلى الكمال، وهو الذي أوصلها إلى العظمة،وإلى الخلود..هو الذي جعل من القبائل العربية أمة عربية عظيمة، أمة عربية حضارية- فالإسلام كان،وهو الآن،وسيبقى،روح العروبة،وسيبقى هو قيمها الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية.

 

هذا هو الإخلاص للشعب،هذا هو حب الشعب، هذه هي الحقيقة).


و كذلك ما كان يؤكد عليه عفلق في قوله: (
بدافع من الحب للأمة العربية، أحببنا الإسلام، منذ السن اليافعة.وبعد أن اقتربنا أكثر من فهم الإسلام،أضحى حبنا لأمتنا يتلخص في حبنا للإسلام،وفى كون الأمة العربية هي أمة الإسلام".."لقد ولد الإسلام في أرض العروبة،وضمن تاريخها وأهلها،لكنه أصبح هو أباها،لأنها ابتداء من الإسلام ولدت ولادة جديدة،وأضحت أمة عظيمة تاريخية،لها دور أساسي في تاريخ الإنسانية،وفى صنع مستقبل الإنسانية).


ثم قوله: ( فالوطنية..هي العروبة بعينها.. والعروبة- هي الإسلام في جوهره". "العروبة كـثورة، فجرها الإسلام، فأصبحت ثورة إنسانية عالمية، وأعظم ثورة في التاريخ البشري، والعروبة كرسالة خالدة، لأن الإسلام، وهو دين هداية للعالمين، كان العرب أول من حمل مسؤولية نشره، وسيظلون مسؤولين قبل غيرهـم عن حمايته ورفع لوائه وتجسيد قيمه في نهضتهم الحديثة).

 

وفي كتابه (التيار القومي - الإسلامي) علق د.محمد عمارة على بعض ما جاء في فكر عفلق الذي مثل نبراسا في جهاد الرئيس الشهيد صدام بقوله أن مشروع النهضة المنشودة، في مثل أمتنا العربية، لا بد وأن يكون نابعا من المشروع الذي أنهضها نهضتها الأولى .. ورسالتها المعاصرة، لا بد وأن تكون في مستوى رسالتها الروحية الأولى وفيضا من ذلك النبع الأول .. مستشهدا بما قاله عفلق : (..إن الأمة العربية قادرة على أن تنهض ، وقادرة على أن تكون ليس في مستوى العصر وحضارته فحسب ، بل في مستوى رسالتها العظيمة التاريخية أيضا ، في مستوى الرسالة الروحية التي تفردت بهابين الأمم ، والتي ستبقى إلى الأبد هي المدد والمعين الروحي الذي سيدفع أمتنا نحو التقدم والرقي والإنجازات الحضارية العظيمة...إن نهضتنا العربية الحديثة، هي من ذلك النبع، من ينبوع الرسالة الأولى..).

 

لقد نجح الرئيس الشهيد صدام حسين بالاستناد إلى أفكار و مبادئ عروبية وجهادية أصيلة في تحويل العراق إلى نموذج للنهضة العربية معتمدا على جيش من العلماء والمهندسين ومتدبرا باقتدار كبير لمقدرات العراق وجعل من العراق قاعدة جهادية لوثبة المجاهدين نحو فلسطين – حرة عربية من النهر إلى البحر – وتبوئه لتوجيه الأمة المؤمنة بعروبتها نحو التحرر والحرية وإقامة الوحدة وبناء مؤسساتها القومية .

 

لكن المؤامرة الدولية على الأمة حولت العراق بعد غزوه إلى مقر وممر لزعزعة أمن المشرق العربي ومغربه وتوسيع نطاق هيمنة كيان العدو الصهيوني الذي بعد أن كان العراق منطلقا لضربه وزعزعة استقراره تحول اليوم العراق "الجديد" بــ"حكامه الجدد" إلى مرتع للإرهاب الصهيوني ومصدرا جديدا لتهديد الأمن القومي العربي. إن حكومات الحلف الثلاثيني بزعامة بوش وبلير تتحمل مسؤولية الجرائم الاستعمارية التي سلطت علي العراق وروعت أبنائه ونفذت فيه جرائمها الوحشية بدعوى بسط الحرية وتصدير الديمقراطية المزعومة حتى إن أدى ذلك إلى تدمير الدولة و قتل الملايين من شعبه وصب الرصاص المحرم على رؤوس أبنائه وترويج نفايات الدول الغريبة التي حولت العراق والمشرق بصفة عامة إلى فوضى عارمة وسوق لبرنامج " المبيعات العسكرية الخارجية للحكومة الأمريكية " ذات الأسلحة الصدئة في معظمها ومصب لمختلف المواد الغذائية التالفة ومنتهية الصلاحية علاوة عن الأدوية الفاسدة والمقلدة التي تغتال العراقيين في المستشفيات بصمت مريب أنه عار النظام العالمي الجديد الذي بادر الرئيس الشهيد إلى التنبيه له والتحذير من مخاطره على الأمة وإعلان الاستنفار لمواجهته .وهاهي المقاومة العراقية البطلة التي أسس لها الشهيد وأعد لانطلاقها منذ اللحظات الأولى للغزو تفشل المشروع الأطلسي الصهيوني وتبطل "شرقه الأوسط الجديد" وتلحق بقواته الخسائر الفادحة وتجبره على إعادة الانتشار والاستعداد للرحيل.

 

إن مسيرة صدام المجاهد الشهم والشهيد الذي دافع عن العراق وتمسك بالكفاح من أجل فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر وأخلص لأمته وقدم لها دعما بلا حدود ووصل من أجل ذلك إلى حد المشنقة بشهامة المجاهد العربي الأصيل و "مرجلة" منقطعـة النظير أضاءت هذه المسيرة المشرقة حاضر ومستقبل الأمة وألهمت ملايين العرب والمسلمين وأحرار العالم معاني التضحيات الجسام في سبيل التحرر والحرية وتحقيق العدالة الإنسانية .

 

ونحن نتقدم ببياننا هذا متمنين على كل وطني عربي مخلص لأمته ملتزم بتحريرها وبوحدة مصيرها أن يتمثل مسيرة صدام حسين ويستلهم من منهجه الفكري و الجهادي نحو خلاص الأمة والإنسانية. أما صدام فيستمر شهيدا حيا ونهج مقاومة باسلة ومبادئ خالدة ومشروع تحرر ونهضة أمة وطريق إلى إنسانية حرة أما اغتياله فسيبقى إلى الأبد وصمة عار على جبين الغرب ما لم يتخلص من عنصريته و عدوانيته ومن تعطشه إلى كل قطرة دم ونفط عربية . التحية إلى صدام المجاهد الكبير الذي يصح فيه القول:

 

وتعظم في عين الصغير صغارها ... وتصغر في عين العظيم العظائم .

 

عن الهيئة الوطنية التونسية لدعم المقاومة العربية في العراق وفلسطين ـ تونس

أحـمد الكـحـلاوي

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ١٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور