حينما تتحول الكارثة الفلسطينية الى مهزلة فلسطينية عربية

 
 
 
شبكة المنصور
دجلة وحيد

أعتبرت الكارثة الفلسطينية ومنذ تأسيس دولة الكيان الصهيوني المسخ في أرض فلسطين المحتلة وتشريد شعبنا العربي الفلسطيني من دياره وأراضية  قضية العرب المركزية الأولى حيث قدم شعبنا العربي من المحيط الى الخليج التضحيات الجمة بالمال والرجال والسلاح من أجل تحرير الأرض المقدسة وإسترجاع حقوق شعبنا العربي الفلسطيني المغتصبة. لقد أستشهد من أجل ذلك الواجب القومي مئات الألاف من قادة ورجال أمتنا العربية المجيدة من أجل هذه القضية المركزية ومنهم الشهيد جمال عبدالناصر، والشهيد ياسر عرفات وخليل الوزير وغيرهما وأخيرا الشهيد الحي صدام حسين المجيد. الإنتكاسات بدأت منذ زيارة الخائن المقبور أنور السادات الى القدس المحتلة وإلقاء خطابه التنازلي والإستسلامي الأسود في 20/11/1977 في الكنيست الصهيوني ومن ثم توقيع إتفاقية كامب ديفيد الخيانية في 17/9/1978 مع المجرم الصهيوني مناحيم بيكين مرورا بمؤامرة مؤتمر مدريد المشؤوم بعد حرب الخليج عام 1991  ومن ثم مرورا ببقية المؤتمرات التأمرية والإستسلامية المتعلقة بهذه القضية.

 

لقد لعبت الإنشقاقات داخل المنظمات الفلسطينية خصوصا بعد إغتيال الشهيد ياسر عرفات دورا كبيرا في تمييع هذه القضية الكارثية. بعد ذلك لعبت مصر ودول وإمارات الإنحطاط العربي وجامعة الدعارة والأحذية العربية دورها المتكامل في زيادة هذه الإنشقاقات ورمي مجمل القضية الفلسطينية في أحضان الإدارات الأمريكية المتصهينة المتعاقبة ودولة ملالي وحاخامات قم وطهران. الولايات المتحدة ومصر وبعض الدول والإمارات العربية تساند إدارة محمود عباس بينما إيران المتحالفة مع أمريكا والصهيونية العالمية تساند حركة حماس والخاسر ألأول والأخير هو شعبنا العربي الفلسطيني المغدور.

 

بدأ تحول القضية الفلسطينية الى مهزلة فلسطينية عربية بشكل أوضح بعد إنتهاء الإعتداء المجرم الأخير على غزة وتدميرها وقتل وجرح الألاف من الأبرياء الفلسطينيين بواسطة أسلحة محرمة دوليا.  

 

بينما يمنع الكيان الصهيوني المجرم الإمدادات الى قطاع غزة عن طريق الأرض والبحر من خلال القرصنة البرية والبحرية نرى أن النظام المصري يحاصر قطاع غزة ويدمر الأنفاق المحفورة بين غزة ورفح ويمنع مرور الإمدادات الإنسانية عبر الأراضي المصرية إلى القطاع بالتعاون مع الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية. النظام المصري وبأوامر أمريكية وتمويل أمريكي صرف يحاول حاليا بناء جدار فولادي أرضي بعمق 30 مترا بين حدود مصر الشرقية وغزة وذلك لمنع التواصل عبر الأنفاق بين الأراضي المصرية وقطاع غزة المحاصر. الطامة الكبرى في هذا السياق أن محمود عباس ولأسباب سياسية تخدم مصالحه الخاصة ومصالح الكيان الصهيوني يدعم النظام المصري لتكملة بناء هذا الجدار والذي يبغي الى تجويع  وخنق الشعب الفلسطيني في غزة الصابرة لحمله على رفض حركة حماس. حماس من ناحيتها تعمل المستحيل على عدم التوصل الى إتفاق يضمن الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله السياسية والعسكرية.

 

ساعد أيضا على ظهور هذه المهزلة هو المزاودات والمساومات التي تقوم بها قيادات منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة محمود عباس وقيادة حركة حماس الإسلاموية على حساب شعبنا العربي الفلسطيني وقضيته العادلة وكذلك على حساب قضايا الأمة العربية الكبرى الملحة خصوصا قضية إحتلال العراق ومقاومته المسلحة الباسلة.

 

من ناحية فإن قيادة حماس التي توجه الإنتقادات الى المقاومة العراقية المسلحة الباسلة تقف الى جانب النظام الإيراني المجرم المشارك في إحتلال وتدمير العراق والمحتل كذلك للأحواز العربية ولثلاث جزر عربية أخرى في الخليج العربي من أجل بضعة ملايين من الدولارات والإسناد الإعلامي الفارغ من قبل نظام ملالي قم وطهران وعملائه في جنوب لبنان.

 

من ناحية أخرى نرى أن محمود عباس المساوم على القضية الفلسطينية أيد إحتلال العراق من خلال زيارته الى المنطقة الخضراء في نيسان الماضي وإجتماعه هناك بعملاء أمريكا وطهران ومن ثم زيارته الى شمالنا الحبيب وإجتماعه بربيب الخيانة والعمالة الكردية مسعود البرزاني. هذه الزيارة والتي تبعتها زيارة أبنه ياسر محمود عباس الى شمالنا الحبيب وإجتماعه في 14/12/2009  بالمجرم الخائن مسعود البرزاني وتأيده لأجندات الأحزاب الكردية الإنفصالية وتمنياته بأن تصل العلاقات الفلسطينية مع ما يسمى بــ "إقليم كردستان" الى أعلى مستوياتها خصوصا في المجالات الإقتصادية والتجارية والصناعية والصحية والنفطية لا تساعد على إيجاد صيغة إيجابية للتلاحم العربي من أجل تأييد القضية الفلسطينية بل أنها أحدثت شرخا كبيرا وتساؤلات مهمة حول أهمية مساند القضية الفلسطينية مستقبلا وفائدة التضحية بالعراق وأمواله وأبناءه وحكمه الوطني من أجل فلسطين الحبيبة.

 

هذه السلوكية الشاذة للقيادات الفلسطينية وتفاعلها السلبي فيما بينها من جهة ومع قضيا الأمة العربية الكبرى من جهة أخرى قد حولت الكارثة الفلسطينية الى مهزلة فلسطينية الخاسر فيها الأول والأخير هو شعبنا العربي الفلسطيني لأن أعداء العراق وخونته من عراقيين ومستعرقيين من سماسرة قم وطهران كانوا وما زالوا يهاجمون نظام الشهيد صدام حسين ويوجهون الإتهامات المغرضة له خصوصا حول طبيعة مساندته للقضية الفلسطينية وتعويض عوائل شهداء الإنتفاضة بأموال شعب العراق في الوقت الذي كان فيه الشعب العراقي يعاني أمر الصعاب نتيجة الحصار الظالم عليه. لقد حان الوقت الأن،  أن على الشعب العربي الفلسطيني الصابر والمجاهد أن يستيقض ويعاقب قياداته المفلسة التي حولت الكارثة الفلسطينية الى مهزلة فلسطينية في أعين ابناء أمة العرب الشرفاء وذلك لإسترجاع كرامته وكرامه هذه الأمة المظلومة من قبل أبنائها الرعاع والمشتتة بأقطارها المتناحرة.

 

ملاحظة: لقد كتبت هذه المقالة قبل أيام ولم تنشر ولكن قررنا نشرها بعد إطلاعنا على مقالة الأخ ركاد سالم المنشورة في موقع البصرة تحت عنوان "الفكة بين فكي المرشد" ورد الأستاذ المناضل صلاح المختار على تلك المقالة.

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور