جيشنا العظيم في ضمير الشعب وذاكرته

 
 
 
شبكة المنصور
الدكتور محمود عزام
في السادس من كانون ثاني 2010 تكون قد مرت على شعب العراق ست سنوات وسبعة أشهر وهو بلا جيش حقيقي أصيل ووطني ..


89 عاما مرت على تأسيس ذلك الجيش العظيم الذي لقّن أعداء العراق والأمة الدروس وأذاقها الهوان..وتتزامن هذه الذكرى مع حقيقة مرور 80 شهرا على تغييبهِ وحلُِهِ وتهديم مؤسساته والإستمرار بإغتيال وملاحقة وإعتقال قادته وضباطه ومقاتليه..


هذا الجيش الذي وقف دائما في صف الشعب ..
جيش معارك فلسطين وحروبها ..
جيش القادسية وأم المعارك ..


جيش المواجهة الحاسمة مع الأمريكان وحلفائهم من المرتزقة والطامعين والخائفين والخانعين الذين ساقتهم الولايات المتحدة لحرب لا أخلاقية وغير شرعية..


هذه المواجهة الملحمية التي لاتزال كل قوى العدوان الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والإيرانية والمخابرات وتقنياتها الإعلامية وثقلها في التضليل وترويج الإشاعات ونشر الإدعاءات من إن الجيش العراقي لم يقاتل في هذه المعركة وترك ضباطه وجنوده السلاح وفروا الى منازلهم!..


وسوف لن يكون بعيدا ذلك اليوم الذي تتحدث فيه أراضي وسماء البصرة والفرات الأوسط والصحراء والمطار والسيدية وأبو غريب وحي الجامعة ومدينة الشرطة والأعظمية واليوسفية وساحة النسور وساحة قحطان والدورة والراشدية والتاجي والزعفرانية وجسر ديالى لتشهد على حجم التضحيات وهي تفخر وتغني لبطولات أبناءها من منتسبي قواتنا المسلحة كفرق مدرعة ومشاة وقوات خاصة ومدفعية وقوة جوية ودفاع جوي وصواريخ ومقاتلة دروع وفدائيي صدام ومناضلي الحزب وهم يقاتلون القوات الأمريكية والدبابات بالسلاح الأبيض في ملاحم تأريخية لازال التعتيم عليها يعتبر واحدة من اهم سياسات العدو وأزلامه ومروجي تجارته وهم يتفننون يوما بعد يوم في ساحة محسومة لهم بفعل المال وشراء الذمم وهم يستخدمون وسائل القذف والشتيمة الجارحة والهجوم اللاأخلاقي بإستخدام التعابير والمصطلحات غير اللائقة..هي وسيلة المهزوم والخاسر والجاهل والحاقد الذي أعماه التعصب وبشكل أفقده البصر والبصيرة..


وإستمرت هذه السياسة الإعلامية ليدخل اليوم تزويق جديد مضاف لهذه الوسائل.. وهو تخويلهم لأنفسهم بالحديث والكتابة والتصريح والتعقيب وكأنهم لايملكون لا الأذن لسماع الرد المقابل ولا العين التي تتيح لهم رؤية مايقدمه الخصم من حقائق ولا البصيرة التي تتيح لهم قول كل الحقائق ليبني عليها قناعاته أو ربما أكاذيب لينبري لمهاجمتها وتفنيدها بشكل علمي وواقعي ومنطقي!..


لقد عملت قوات الإحتلال الأمريكية والحكومات المتعاقبة التي عينوها لحكم العراق وأحزابهم الطائفية بإتباع أساليب إيهام الناس بان تحليلاتهم وإستنتاجاتهم وأحكامهم الخائبة والمغلوطة مقدسة ومُنَزَّهة وربما مُنَزَّلة وغير قابلة للمناقشة وعلى المقابل أن يبحث لوحده عن تفاسير وأدلة لإستنتاجات هم وضعوها وصدّقوها!..


ومن هذه الأحكام المدسوسة ما يشاع من إن جيش العراق العظيم كان يقف ضد الشعب وإرادته ونضاله..وإنه لم يقاتل العدو الأمريكي كما ينبغي في المواجهة وغنه ترك ساحة المنازلة لعدم قناعته بضرورة التضحية والقتال!..
لقد توضح للداني والقاصي طبيعة هذه السياسة وما يغلب على مروجيها في النيل من الجيش العراقي الأصيل البطل من حقد وحسد وغل وكراهية منطلقين من مواقف شخصية أو عقد ذاتية والكراهية بإصرار لحزب البعث العربي الإشتراكي وقيادته ومهاجمة أهدافه ومبادئه وشخوصه ولثورة 17 تموز 1968 وما قامت به من إنجازات لأن رجالها حاربوا حزب الدعوة العميل لإرتباطه بإيران وتآمره على الثورة والشعب وقيامه بتفخيخ السيارات وتفجيرها في المناطق السكنية والتجارية بتخطيط وتمويل من إيران ..


هؤلاء الخونة الذين يؤثرون الإبتعاد المتعمد عن الحقيقة والموضوعية والعقلانية بإثارتهم لهذه الإتهامات من طرف واحد وفي منبر هم المتحكمون به متناسين إن التأريخ تكتبه الحقيقة وإن العصيان الذي أشعلته العصابات الكردية وحتى قبل مجيء البعث للسطة وصفحة الغدر والخيانة والشعوذة التي ظهرت في جنوب العراق ومدن الفرات الأوسط وغيرها من الفتن والإضطرابات والتفجيرات كانت تقف ورائها كلها إيران !..تمدها بالمال والسلاح والعتاد والخطط والرجال والمعلومات..


وفي المواجهة مع الجيوش المعتدية والغازية في حرب غزو وإحتلال العراق قاتل العراقيون يتقدمهم جيش العراق العظيم في صفحات مجيدة لم يحن بعد كشف تفاصيلها ..


ومع ذلك..
وفي كثير من الأحيان يجوز أن يتفهم العاقل شذوذ هذا التصرف غير الموزون لهذا أو ذاك!..
ولكن ماتفسير كره عراقي ما من هؤلاء لكيان تأريخي طويل إسمه الجيش العراقي العظيم؟..وقيامه بمهاجمته بشكل لايمت الى الحقيقة بشيء ..وإظهاره بشكل لايمت الى الحقيقة بشيء .. هذا الجيش الذي دافع عن العراق وحمى حدوده وكان طيلة 82 عاما ناصرا للشعب ومدافعا عنه وبغض النظر عن طبيعة من يحكم العراق؟..
هذا الجيش الذي كان أقوى خامس جيش في العالم في عهد البعث..


لقد جاء زمن علينا وظهر فيه من يكذب على نفسه ويخدعها ويوهمها ليروج لمبدأ أن لاضرورة لذكر تأريخ الجيش العراقي الباسل الأصيل وهو يرفع شعار إن تأريخ ميلاد الجيش العراقي الجديد يجب أن يكون يوم 9 نيسان 2003 !..


ألا تعسا لمن ينتسب للمواطنة ليتبنى يوم إحتلال العراق يوما لتأسيس جيشه للدفاع عنه!..
ومَن يحاول أن يخبيء تأريخه وجذوره ويتنكر لها ..فهو بدون أخلاق ..وبلا شرف ..
وحري بهؤلاء أن يتوبوا وينتصروا لأنفسهم نصرة للعراق..
والجيش العراقي الأصيل جبل كبير شاهق ..عمقه في الأرض يفوق حقيقة حجمه وتأثيره ..
وهو إبن الشعب البار ..
وقاهر الأعداء والفتن والعصيان ..
رغما عن أنوف الخائضين مع السرّاق وناهبي ثروات الشعب ومقسمي الوطن ..
عاش العراق ..
عاش الشعب..
عاش البعث..وتحية لكل مناضليه وقياداته وجماهيره..
عاش الجيش..وتحية له بكل صنوفه وتشكيلاته ..
تحية لكل قياداته وضباطه وجنوده..
وسيبقى جيش العراق الأصيل حيا في ضمير الشعب وذاكرته..
المجد والرحمة والجنة لكل عراقي شهيد سقط من أجل العراق والأمة في كل معاركها ويتقدمهم شهيد الحج الأكبر الشهيد الخالد صدام حسين ..
والله أكبر

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور