التفجير والتفخيخ وقتل الأبرياء .. كانت ولازالت من ثقافة قيادات سلطة الإحتلالَين

 
 
 
شبكة المنصور
الدكتور محمود عزام

يستمر مسلسل العنف اليومي المدمر والمنظم الذي يستهدف المواطن العراقي البسيط وممتلكاته في العراق بدون رادع أخلاقي أو إنساني ..

 

ولن يسمع الشعب العراقي محاسبة ومسائلة وإستقالة أي مسؤول!..

فالسلطة بكل أركانها مشغولة بمسائلة ومحاكمة الوطنيين والمقاومين والشرفاء!..

 

وعندما يدين حزب البعث وفصائل المقاومة الوطنية هذه التفجيرات الإرهابية فأنه يؤشر بوضوح بأن الجهات التي تقف وراء هذه التفجيرات الدامية التي إستهدفت بغداد الجريحة والأسيرة هي نفس الجهات الحكومية المتنفذة والميليشيات الطائفية والعنصرية المتعاونة والداعمة للمجرمين واللاهثين وراء السلطة والمال الحرام والتي تسترخص حياة وأمن الناس يوميا في عموم محافظات العراق تحت حماية ورعاية وتسهيلات المُحتل وأجهزته الإستخبارية المعقدة والغاية في التطور وتحول الأنظار عن أفعالها بإلصاق التُهم العشوائية التي لاتستند الى أدلة وبراهين ..

 

ولعل تصريحات المرتد وكذّاب بغداد قاسم عطا المكصوصي وعلي الدباغ ومستشاري المالكي وأركان حزب الدعوة العميل وتفرعاته من تيارات بعد كل حدث يشير الى هشاشة الوضع الأمني وتخبط وضياع وغباء الساسة المُنصبين بأجندات خارجية ودعاة التقسيم وسرّاق الشعب .

 

ولعل صفة الغباء هي الصفة الأكثر تطابقا مع تصرفاتهم عندما تهتز بغداد أو إحدى المحافظات بفعل تفجير إجرامي يستهدف الناس أو بعد عملية بطولية للمقاومة والبعث في إستهداف المحتل وأذنابه ..

 

ففي حالات عمليات المقاومة البطولية والنوعية وتطورها وتفاقمها والتي تستهدف المُحتل فإنه يجري تعتيم قيامنا بها !..

 

أما التفجيرات الإجرامية كما في سلسلة العمليات الإرهابية التي تمت وتلك التي حدثت في أيام الأربعاء والأحد وآخرها يوم الثلاثاء في 8/12/2009 فغباء سلطة الإحتلالين الأمريكي والإيراني  والقائمين على الأجهزة الأمنية وعمليات بغداد وميليشيات القتل تتسرع وفي كل عملية للإعلان وبعد أقل من ساعة على هذه العمليات عن أن المنفذين هم (التحالف البعثي والتكفيري)!..وآخر هذه التصريحات الغبية ماقاله المكصوصي بقوله مباشرة بعد أحداث الثلاثاء الدامية :

 

(إن الأيادي التي ارتكبت تفجيرات الأربعاء والأحد الداميين هي ذاتها التي استهدفت المواطنين الأبرياء. نخوض معركة شرسة مع البعث وتنظيم القاعدة، والمعركة ما زالت مستمرة)!..

وقوله  أن (الهدف من هذه التفجيرات هو التأثير على العملية السياسية)!..

 

والغباء في هذه التصريحات وتلك المماثلة من أركان التحالف الطائفي والمتحاملة على البعث وما أعقبها من لغو في إجتماع ما يعرف بمجلس النواب في نفس اليوم يكمن في الحقائق التالية:

 

-  إن وجود عدو قوي لأي سلطة وهو في حالة مواجهة دائمة معها لايعني بالضرورة أن يقف هذا العدو وراء كل نكسة تُصيب هذه السلطة في النواحي الإقتصادية والإجتماعية والصناعية والعلمية والعسكرية والأمنية وغيرها.. نعم هو يتمناها ويعمل على تحقيقها ولكنه لا يقف بالضرورة والواقع وراء حدوثها..

 

-   وإن إعتماد هذه السلطة على منطق رمي المسببات وتعليقها على شماعة (هذا العدو) وبعد (سلسلة طويلة من التحقيقات والأدلة المعدة مسبقا!)..دليل على ضعفها وتخبطها وفي أحيان كثيرة دلالة واضحة على بطلانها فما بالك بقيام هذه السلطة بالإعلان عن هذا المنطق العدائي والتبريري بعد أقل من ساعة من حدوث خرق أمني خطير بوجود مليون جندي وشرطي عراقي واكثر من 150 ألف جندي أمريكي وعشرات الشركات الأمنية وموظفي وعملاء السي آي أي والأف بي آي والإستخبارات العسكرية الأمريكية والمخابرات والميليشيات الإيرانية !..

 

-  وفي الشأن العراقي يعرف الجميع ومنهم أركان حزب الدعوة العميل وتفرعاته وتياراته ومؤيديه بأنه لايوجد أي تحالف بين القاعدة والبعث..وهذه حقيقة يعرفها الأمريكيون إبتداءا من بوش واوباما وإنتهاءا بأدنى عنصر إستخباري أمريكي مرورا بقائد القوات الأمريكية في العراق أوديرنيو وقبله بيتريوس ..ومن غباء سلطة الإحتلالين الأمريكي والإيراني خلق دعاية لمثل هذا التحالف الوهمي في حين إن القاعدة تضع في مقدمة أعدائها حزب البعث!..

 

-   نحن نعرف أن السلطة الحالية المُنصبة من المُحتلين الأمريكي والإيراني ترى في البعث عدوها الأول وهذا ما تعلنه هذه السلطة وأركانها يوميا وخلال أكثر من ست سنوات وهي تمسك بزمام السلطة والمال والإعلام وتصدر القوانين المُجحفة والإقصائية بحق البعث ومناضليه وتساعدها أعتى وأقوى دولة في العالم وبشكل مطلق ..ولكن هذا لايبرر للموظف والمدير العام والوزير في هذه السلطة المنحرفة والفاسدة والغير كفوءة القيام بكل الموبقات والمحرمات والمخالفات بحجة وجود البعث كعدو أول (يتربص بالعملية السياسية!)..لذلك فمن الغباء لأركان هذه السلطة وحزب الدعوة العميل وتفرعاته أن يتوهم بأن المستمع العراقي والمتلقي العربي والأجنبي بهذا المستوى من الغباء لنضع البعث وراء شحة مياه الفرات !..وتدني المستوى العلمي!..وتفشي الفساد ..وهجرة العقول والكفاءات ..وتدني بل وغياب الخدمات الأساسية وتراجع مستوى الوعي والخدمة الصحية ..وحتى إغتيال وملاحقة وإعتقال البعثيين ومحاربة عوائلهم!..

 

-  ومثلما أدان البيت الأبيض (بشدة) الاعتداءات الأخيرة..وكذلك إيران!..ومافعلته بريطانيا والإتحاد الأوربي والأمين العام للامم المتحدة والجامعة العربية والعديد من دول العالم فكذلك أدانها البعث!..

 

-   وهذه الإدانات لاتعني بأي حال مع الأحوال ثناء للمالكي وحكومته ولمجلس النواب ورئاسات الإحتلال الثلاث بقدر ما هي تعبير عن الوقوف مع الشعب الذي تبتعد عنه حكومته التي تبحث عن مكاسب إنتخابية بالدم العراقي..وسيكون من الغباء هنا أيضا ان تعتقد السلطة وميليشياتها وأحزابها الطائفية إن العالم يقف معها بقدر ما هو يتعاطف مع حالة البلاء والتي يعيشها الشعب العراقي ..

 

-   وسيكون من الغباء أيضا أن تروج الحكومة المسلطة على رقاب الشعب بأنها عاجزة عن رد هذه الهجمات!..لأن العالم سيسألهم : بعد كل هذه السنوات وكل هذه المليارات والإعداد هل تحتاجون الى مائة سنة أخرى لوجود القوات والخبرات الأمريكية وعشرات التريليونات من الدولارات لتكونوا قادرين بعدها على حماية شعبكم؟..

 

وأخيرا سيكون من الغباء أيضا ( وهذا ما حدث وسيحدث!)..أن تتغافل الحكومة والأحزاب الطائفية عن الدور الإيراني في هذه الأحداث ولا تتحدث به ..

 

وسيكون من العار على هذه الزمرة أن تتشدق بانها حريصة على العراقيين أكثر من البعث والنظام الوطني وبغياب لغة المقارنات البسيطة والمعقدة..

 

وسيكون غباء رموز سلطة الإحتلال متأصلا عندما يتناسون حقيقة من يرغب بعراق غير مستقر وغير آمن ومقسم ومشتت وضعيف ..

 

وسيكون غريبا وعميقا غباء أولائك الذين يحكمون العراق عندما يغضون الطرف عن الجهات التي تقف وراء نشر ثقافة التفخيخ والتفجير وضرب التجمعات السكانية والجامعات ومآتم تشييع الشهداء في العراق !..

 

تلك الثقافة التي إبتدعوها  هم في العراق في قديم الزمان !..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٢ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ٠٩ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور