البعث .. عقيدة لنضال دائم وكفاح متواصل

 
 
 
شبكة المنصور
الدكتور محمود عزام

سنين طويلة مرت علينا ونحن نعيش  بإلتزام  وإنضباط ونسير وفق نُظم لا تقبل لا الشك ولا إعادة التفسير أو التطوير ولا التحريف ولا المناقشة في الولاء للوطن ..

وكان الإنتماء للبعث يعني ولاءا للعراق وللأمة العربية وإستعدادا دائما للتضحية من أجل تحقيق الأهداف في الوحدة والحرية والإشتراكية ..

 

ولم يكن في نية أي من المناضلين أن يأتي يوم ونستلم فيه السلطة ونطالب به بإستحقاق ..

ورغم كل سنوات الكفاح والنضال المرير المتواصل  وتثقيف الذات وتهيئة للنفس وإشاعة روح التضحية والإقدام والصمود والصبر والسعي اليومي الجاد لنكون قدوة في كل شيء ..

 

كنا آخر من يستفيد وأحيانا كثيرة نخرج بعد توزيع الفوائد بلا شيء ..وكانت قناعتنا لاتعرف إلا بالأقل من المطلوب..وعندما يتعلق الأمر بالتضحية وقيادة المظاهرة والتصدي للسلطة والإنذار وترك الحالة الخاصة وتغليب الواجب على الذات كنا أول من يقف في الصف الأمامي ..

 

ودخلنا السجون وذقنا الحرمان من الحقوق والمطاردات ..ومع كل ذلك كنا واثقين من مسيرتنا وننام ملء الجفون ..

 

وخضنا معارك وصراعات وملاحم ومواقف كثيرة وصعبة قبل أن يستلم الحزب السلطة في العراق في ثورة تموز 1968 ..

 

ولم يخطر في بالنا يوما أن نكون شيئا على حساب الحزب وإستثمارا لوجودنا فيه وكنا نعطيه من وقتنا وجهدنا وفكرنا وسهَر الليالي لنزداد إيمانا بمبادئه وحبا بالشعب الذي نناضل من أجله ..

 

وعندما أستلم البعث السلطة أحسسنا فجاة بان هنالك خطر كبير جدا يترقب بأحلامنا ومشاريعنا بل بوجودنا ويستهدف ضحكات أطفالنا ..

 

كانت المسؤولية أكبر من أن يحملها الحالمون بعراق ووطن عربي كبير سعيد وقوي وحر ومستقل..أكبر من ان يتحملها  المحبون العاشقون لتربة العراق والأمة العربية ورسالتها ..

كانت المهمة بحاجة لبناة ومنفذين ومقتدرين ..

 

كانت إمتحانا معقدا يتوجب فيه على القيادة أن تزاوج بين الخبرة المهنية والكفاءة وبين قيادة الشعب جماهيريا وتنظيميا وفكريا ..

 

وكثيرا ما تزاحمت هذه القدرات لتتمخض عن ولادة كفاءات بعثية مقتدرة قائدة في النضال وفي الميدان وفي سوح العمل ..

 

كذلك فقد أوجدت هذه المعادلة شخوصا أكفاء في قيادة مؤسسات الدولة المهنية ولكنهم يفتقدون لحس ونبض البعث مثلما أوجدت تلك المرحلة رفاقا ذو ملكات قيادية في قيادة الجماهير تنظيميا وثقافيا ولكنها تفتقر للقدرة والكفاءة المهنية..

 

وكان ولايزال الإجتماع الحزبي هو البودقة التي تنصهر فيها القدرات والملكات ومكان نسيان الإنتماء القومي أو العشائري أو المذهبي والطائفي ..كان الإجتماع الحزبي هو الحيز الذي لا مكان فيه للشهادات والمناصب والمسؤوليات والألقاب ..كان للجميع فيه نفس الحق وعليهم نفس الواجب..

 

كانت الديمقراطية المركزية واحدة من سمات البعث التي رافقته منذ الولادة وفي النضال السري وخاصة في تجربته في العراق قبل وبعد إستلام السلطة وبعد كل المؤامرات والإنشقاقات والإعتقالات والسجون والمعتقلات والتضحيات .. وآخرها ما حدث في إحتلال العراق عام 2003 وسرقة سيادة وإرادة وشرعية الدولة والحزب ..

 

لقد قدم البعث في هذه المنازلة أغلب قياداته وخيرة رفاقه ومناضليه قربانا للعراق وفداءا للعقيدة وعلى رأسهم شهيد الحج الأكبر الرفيق الخالد صدام حسين الأمين العام للحزب وعدد من أعضاء القيادة القومية والقطرية وأعضاء قيادات الفروع والشعب والفرق والأعضاء ومن جماهير الحزب حيث وصل عدد شهداء الحزب أكثر من ثلثمائة ألف شهيد كانوا في رأس السلطة والقيادة العسكرية والمدنية والشعبية ..

 

وتعرض الحزب لأبشع عمايات التزوير والتحريف والكذب وإلصاق التهم وأصدر تحالف المحتل الأمريكي مع الأحزاب العميلة والخائنة لتربة العراق قرارات جائرة وحاقدة وإنتقامية منعت البعثيين من كل حق حتى وصل الأمر ببعض الحاقدين ان يرفع شعار (منع الماء والهواء عن البعثيين) فجاءه الرد سريعا وأسكته للأبد ..

 

وتعرض البعث لحملة تصفية وإغتيالات وملاحقة وطرد وإعتقال فاقت ما تم التخطيط له ومع كل ذلك إلتزم الرفاق في البعث العظيم بتعليمات وتوجيهات القيادات المسؤولة وبقي البعث قويا ومتماسكا أكثر من قبل رغم أننا كنا نقول أن الهجمة هذه تستهدفنا تأريخا وحاضرا ومستقبلا وعلينا أن نهيء صدورنا لكل أنواع الطلقات وعبأنا عوائلنا على كيفية التعايش مع الفراق والتهجير والحرمان وأن لايسكتوا على أي آثم يحاول النيل من حزبنا حتى وإن كانت الشهادة ثمنا لذلك..

 

إن هي إلا ساعات من ليل وساعات من نهار ..

وننتزع النصر إنتزاعا..

وهل ننسى الذي كان والذي صار..

نحن حجبنا الشمس من جمع السرايا ..

سرايا البعث ..

وستنتفض معنا كل أكفان الشهادة ..

وسيقاتل معنا الأجداد ..

وكل الشهداء ..

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ٢٦ ذو الحجة ١٤٣٠ هـ

***

 الموافق  ١٣ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور