في ذكرى استشهاد مولانا الحسين
تعالوا يا إخواني الشيعة أتحدث معكم بالعقل وليس بالعاطفة

﴿ الحلقة الثانية ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

أنا عندي عقل... إذن، علي أن أفكر بنفسي ولا أسمح لمعمم يفكر عني...ولماذا حتى أدع المعمم يخدعني بالطلب مني الرجوع الى الصفحة الفلانية في الكتاب الفلاني... كيف لي أنا البسيط المسكين العامل الذي أعود إلى المنزل متأخرا بعد عناء يوم طويل من العمل والجهد أن أمسك كتابا لأراجع ما طلبه مني المعمم الدجال ؟؟ معظم هؤلاء المعممين خبثاء، هم يعلمون أن الذي يستمع إليهم لن يعود إلى أي مرجع ولن يقرأ، لذلك يخدعونه بالمقولات الكاذبة عن الويل والثبور والعذاب لمن لايلطم ولايبكي ولا يشق الجيوب ولايتبرع للسادة ولا للأئمة... يعني حالهم مثل حال المنافقين الكهنة في الكنيسة الذين يخدعون الاتباع أيضا...

 

الآن أخي...... لنتحدث سوية عن المقتل، بعيدا عن التعصب والتشنج، وبعيدا عن مسميات وهابي وناصبي وصدامي وبعثي وسني وكافر و....و....و....

 

كما قلت لك، اعتبر أن الذي يحاورك شخص غير مسلم ويريد أن يصبح مسلما، لنفترض أن شخصا أوروبيا أو أمريكيا جاء إليك يريد الدخول في الاسلام، ورحت تتحدث له عن عاشورا بعد أن رأى تلك الطقوس... كيف سقتنعه بها إذا دارت في مخيلته بعض الاسئلة وهو يقرأ المقتل...

 

هذا المقطع يتحدث عن الحر بن يزيد.... يقول:

 

وحمل عليهم وقتل منهم نيفاً وأربعين رجلاً، فعقروا فرسه فجعل يقاتلهم راجلاً، ثم شدّت عليه عصابة فقتلوه، فلما صرع، وقف عليه الحسين ودمه يشخب، فجعل الحسين يمسح الدم والتراب عن وجهه وهو يقول: بخٍ بخٍ يا حر، أنت الحر كما سمّتك أمك، وقضى نحبه وحملته عشيرته ودفنته....

 

السؤال، وأين كانت عشيرته في ذلك الوقت؟؟ كلمة عشيرة تحتمل عشرات من الناس، أين كانوا وهم يرون ابن عشيرتهم يقاتل وحده ولماذا لم يقاتلوا معه؟؟ ثم كيف دفنوه وجيش ابن زياد يحاصرهم؟؟ يعني كيف استطاعوا دفنه والحرب مستعرة ؟؟ ثم ما هذه القوة التي لدى الحر حتى جعلته يقتل نيفا واربعين رجلا!!!!


ثم هذه المقاطع عن استشهاد الأصحاب...

 

برز وهب بن عبد الله الكلبي، فرجع فلم يزل يقاتل حتى قتل تسعة عشر فارساً وعشرين راجلاً، ثم قطعت أصابع يده، وأخذت امرأته عموداً وأقبلت نحوه وهي تقول: فداك أبي وأمي! قاتل دون الطيّبين حرم رسول الله، فاقبل كي يردّها إلى النساء فأخذت بجانب ثوبه وقالت: لن أعود أو أموت معك، فقال لها: كنت تنهينني عن القتال والآن تحرّضينني؟ قالت: يا وهب لقد عفتُ الحياة منذ سمعت نداء الحسين ينادي واغربتاه وا قلّة ناصراه، أما من ذابّ يذبّ عنّا؟ أما من مجير يجيرنا؟

 

ثم استعان وهب بالحسين وقال سيدي ردّها، فقال الحسين: جزيتم من أهل بيت خيراً، إرجعي إلى النساء يرحمك الله، فانصرفت، وقتل وهب، ورموا برأسه إلى عسكر الحسين...

 

السؤال، قتل تسعة عشر فارسا وعشرين راجلا... يعني المجموع 39 جندي!!!! ثم قطعت أصابع يده ولازال باستطاعته الحديث مع امرأته التي استطاعت أخذ عمود وأقبلت نحوه!!! على أن العمود الذي أخذته المرأة إما أن يكون خشب أو من حديد.... فأنى لإمرأة حمل مثل هذا العمود!!!

 

ثم.... خرج حبيب بن مظاهر وودع الحسين وجعل يقاتل... فقتل اثنين وستين فارساً ثم قتل.... فبان الانكسار في وجه الحسين...

 

ثم.... تقدّم زهير بن القين وقاتل قتالاً لم ير مثله، ثم رجع ووقف أمام الحسين وجعل يضرب على منكب الحسين!!!!!!!

 

والله الذي لا إله إلا هو أنني أنا الذي أدعي أنه لدي 10% من العقل لم أفهم ماذا يعني يضرب على منكب الحسين! ولماذا يفعل ذلك؟؟!!..... وعاد يقاتل حتى قتل مائة وعشرين رجلاً.....

 

ثم.....

علي الاكبر بن الحسين... فشدّ على الناس وقتل منهم خلقاً كثيراً حتى ضجّ الناس من كثرة من قتل، فروي أنه قتل مائة وعشرين رجلاً، فرجع إلى أبيه وقد أصابته جراحات كثيرة وهو يقول: يا أبت العطش قد قتلني وثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة من الماء سبيل أتقوّى بها على الأعداء....فبكى الحسين وقال: .... يا بني هات لسانك.... فأخذ لسانه فمصّه، وأعطاه خاتمه وقال: أمسكه في فمك وارجع إلى عدوّك، فإني أرجو أن لا تمسي حتى يسقيك جدّك، ولدي عد بارك الله فيك....

 

على أن السؤال هنا... ولماذا أعطاه خاتمه مثلا كي يمسكه في فمه !!!

والأهم أن علي لم يزل يقاتل حتى قتل تمام المائتين، فضربه مرّة بن منقذ العبدي ضربةً صرعته، وضربه الناس بأسيافهم فاعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلى معسكر الأعداء فقطّعوه بسيوفهم إرباً إرباً، فلما بلغت روحه التراقي نادى رافعاً صوته: أباه هذا جدّي رسول الله قد سقاني بكأسه الأوفى شربةً لا أظمأ بعدها أبداً، وهو يقول: العجل العجل فإن لك كأساً مذخورة تشربها الساعة.....

 

السؤال يا عقلاء... كيف لشخص أجهده العطش وأصابته الجراحات الكثيرة وأثقله الحديد أن يعود للقتال!!! وكيف نادى رافعا صوته بعد أن قطعه الفرسان بسيوفهم اربا وكان مرة بن منقذ قد ضربه ضربه صعقته!!! كيف استطاع التحدث بعد إصابته بكل تلك السيوف والرماح التي دخلت جسده وأصابته بالجراح !!!!

 

ثم....  

خرج أولاد أمير المؤمنين(عليه السلام) وأول من خرج منهم أبو بكر بن أمير المؤمنين فقاتل حتى قتل....

 

أقول: إذن طالما أبوبكر بن الامام علي استشهد في كربلاء... لماذا سمحتم للفرس بشطب اسمه من قائمة الشهداء ؟؟ ولماذا لاتطلقون على أبناءكم أسماء مثل أبوبكر وعمر وعثمان تيمنا بسيدنا ومولانا علي بن أبي طالب سلام الله عليه الذي أطلق هذه الاسماء على أولاده من شدة محبته بالخلفاء الثلاثة الأوائل ؟؟!!!!

 

ثم برز أبو بكر بن الحسن.... وهو يقول:

إن تنكروني فأنا ابن حيدرة *** ضرغام آجامٍ وليث قسورة

على الأعادي مثل ريح صرصرة *** أكيلكم بالسيف كيل السندرة


فقاتل حتى قتل....

 

ثم... برز عثمان بن أمير المؤمنين، وعمره إحدى وعشرون سنة فقاتل حتى قتل.....

 

ثم.... اقرأوا معي هذا المقطع:

..... فسمع العباس الأطفال وهم ينادون: العطش العطش فركب فرسه وأخذ رمحه والقِربة، وكان عمر بن سعد قد وكّل أربعة آلاف رجلاً على الماء لا يدعون أحداً من أصحاب الحسين يشرب منه.....

لاحظوا الرقم.... أربعة آلاف موكلين على الماء!!!! يعني جيش ابن زياد بأكمله... وأين توجد هذه الماء وكيف شكل البئر وهل يستوعب محيطه أربعة آلاف فارس يقفون عليه ليمنعوا أحدا من القدوم إليه!!!! على أن الأهم من هذا كله أن العباس حمل عليهم وفرقهم وكشفهم وقتل منهم ثمانين رجلا!!!!

 

تخيل أخي.... أن العباس وحده استطاع الاغارة على أربعة آلاف فارس!!! وليس ذلك فحسب، بل قتل منهم ثمانين فارسا وفرقهم أيضا... ودخل الماء أيضا ولم يشرب منه..... ((على أننا لم نفهم كيف يعني دخل الماء؟؟))

 

لكنه:

ملأ القربة وحملها على عاتقه وتوجّه نحو الخيمة فقطعوا عليه الطريق وأحاطوا به من كل جانب، وأخذوه بالنبال حتى صار درعه كجلد القنفذ من كثرة السهام، فكمن له زيد بن ورقاء من وراء نخلة وعاونه حكيم بن طفيل فضربه على يمينه فقطعها، فأخذ السيف بشماله!!!!! فجاء سهم وأصاب القربة وأريق ماؤها، فبقي العباس حائراً ليس له يد فيقاتل ولا ماء فيرجع إلى الخيمة، فضربه رجل بعمود من الحديد فسقط عن فرسه ونادى: يا أخي أدرك أخاك...

 

فبينما هو كذلك، واذ بالسهام نزلت عليه مثل المطر، فوقع سهم في نحره، وسهم في صدره، وأصاب سهم عينه اليمنى فطفاها، وسهم أصاب القربة فأريق ماؤها!!!

 

القربة أريق ماؤها من قبل... فكيف أريق مرة ثانية!!!!!!

 

فجاؤا بعمد الحديد، وضربوه على ام رأسه فهوى على الارض مناديا: أخي يا حسين ادركني فوصل اليه، وجلس عنده فوجده مطبوخ الجبين:

 

أخي ابا الفضل، الآن انكسر ظهري الآن شمت بي عدوي وقلت حيلتي، أراد أن يحمله الحسين الى المخيم...!!!.... أخي دعني أموت في مكاني، اوّلاً نزل بي الموت ، وثانياً أنا مستح من سكينة لاني وعدتها بالماء وكذلك الاطفال.... اخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من يأخذ برأسك!!!!!

 

بالله عليكم.... بالله عليكم... بالله عليكم... كيف ستقنعون شخصا اعتنق الدين الاسلامي بهذا الكلام؟؟ بأية طريقة ستقنعون هذا الاوروبي بهذا المشهد... الذي يصعب على أي مخرج هوليوودي تصويره!!!!!

 

تخيل معي المشهد مرة ثانية أخي...

 

شخص أغار على أربعة ألاف فارس!!!! واستطاع تفريقهم وقتل ثمانين فارسا منهم!!!

 

ثم... أحاط به الفرسان، وقطعوا عليه الطريق من كل جانب... ورغم أنهم رموه بالنبال إلا أنها لم تصبه وإنما كلها أصابت درعه!!! عشرات الفرسان رموا عليه النبال ومع ذلك لم تصبه... وإنما أصابت درعه فقط!!!!

 

والأهم من هذا...

 

أن فلان من الناس كمن له وراء نخلة!!!

 

كيف كمن له هذا الفلان " زيد" وهو أصلا محاط بأربعة آلاف فارس؟؟ والأدهى أن هذا الذي كمن له ليقطع يده لم يكن وحده، وإنما عاونه شخص آخر " حكيم" !!!

 

ثم قطعوا يمينه... فحمل السيف بشماله.. وبقي حائرا ليس له يد يقاتل بها!!!!

 

إنه يحمل السيف بشماله! فلماذا لايقاتل بها!!! ولا أدري كيف يصبح شخص حائرا بعد قطع يده!!!

 

ثم ضربوه بعمود...

 

والضربة التي توقع الشخص عن فرسه غالبا ما تكون على الرأس أو الجسد... على أن الضربة بعمود... يعني العمود إما خشب أو حديد... يعني ضربته لابد أن تكون صاعقة وقاتلة!!

 

ومع كل هذا.... نادى يا أخي أدركني!!!

 

ولا أدري كيف سمع أخاه صوته وأربعة ألاف فارس موجودون في المكان!!!

 

وحين جاء أخوه ليدركه.... اذ بالسهام نزلت عليه مثل المطر، فوقع سهم في نحره، وسهم في صدره، وأصاب سهم عينه اليمنى فطفاها!!!

 

والغريب أن السهام أصابت العباس ولم تصب الحسين على كثرتها وهي مثل المطر!!!! يعني بمعنى آخر.. أن مياه المطر هطلت فوق شخصين... أصابت واحدا، بينما الثاني لم يتبلل!!!!

 

لكن واحدا من السهام الكثيرة التي مثل المطر... أصاب القربة فأريق ماؤها، رغم أن القربة أريق ماؤها من قبل... فكيف أريق مرة ثانية!!!!!!

 

أما آلاف الفرسان، فقد....

جاؤا بعمد الحديد، وضربوه على ام رأسه فهوى على الارض مناديا: أخي يا حسين ادركني فوصل اليه، وجلس عنده فوجده مطبوخ الجبين:

أخي دعني أموت في مكاني، اوّلاً: نزل بي الموت ، وثانياً: أنا مستح من سكينة لاني وعدتها بالماء وكذلك الاطفال.... اخي أبا عبد الله أنت الآن تأخذ برأسي ولكن بعد ساعة من يأخذ برأسك!!!!!

 

أنت... أنت.... أنتا يا من تقرأ هذا الكلام الآن...

 

اذهب الآن وخذ سكينا واجرح يدك جرحا عميقا... أو.... إجرح طرف من جسدك... أو ادع واحد من هؤلاء المعممين الذين يقرأون المقتل... واغرز سكينا في قدمه... يده..... بطنه.... رأسه....  أصبه بسهم في عينه... كيف سيكون حاله بعد كل هذا ؟؟ هل سيقوى على نبس كلمة واحدة أم سيتألم ويتلوى من الألم؟؟؟

كيف لشخص وقعت عليه السهام مثل المطر، فأصابه سهم في نحره، وسهم في صدره وسهم في عينه... ثم ضرب على رأسه بعمود فهوى على الأرض... كيف له أن يتحدث ولو بحرف واحد!!!!!

 

وطالما أصابه سهم بنحره... كيف استطاع الحديث والسهم في نحره؟؟

 

يا أخي...أرجوك ثم أرجوك ثم أرجوك... فكر معي قليلا وتخيل هذا المشهد من حياتنا.....

 

الطبيب.... يأتيه مريض، لاهو مجروح ولا هو مصاب، وإنما يتألم من معدته أو شيء ما في بطنه... ومع ذلك يدوخ الطبيب وهو يسأله أين مكان الألم... ولا يجيب المريض إلا بصعوبة من شدة الألم!!! وإذا أجاب، فيكون صوته غير واضح، ولايقوى إلا قول: دكتور الحقني... معدتي... بطني... راسي... قدمي... وهكذا.....

 

والمجروح يأتي للطبيب في المستسشفى، وغالبا قسم الطواريء... والدماء تسيل منه، من طرف ما في جسده أو رأسه... فلا ينبس، أو لا يستطيع التحدث ولا بحرف بسبب آلام الجرح... أليس كذلك ؟؟

 

إذن السؤال المشروع العاقل يقول:

 

كيف لشخص مصاب بالنبال في نحره وصدره وعينه... وعمود حديد هوى على رأسه، ولازال باستطاعته الحديث وسلسلة الكلام أولا وثانيا!!! وفوق هذا مستحي من زوجته لأنه لم يحضر لها الماء!!!!!

 

 

يتبع ...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاربعاء / ٢٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٦ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور