في ذكرى استشهاد مولانا الحسين - تعالوا يا إخواني الشيعة أتحدث معكم بالعقل وليس بالعاطفة

﴿ الحلقة الثالثة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

قبل أن أتابع الحديث عن المقتل...

أولا...شوف أخي المسلم الشيعي... والله الذي لا إله إلا هو... لست إلا حزينا على استشهاد سيدي ومولاي الحسين رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى آل بيته وصحابته وصحابة أبيه وجده... ولعنة الله ثم لعنة الله ثم لعنة الله على المجوسي شمر بن ذي الجوشن قاتله، وعلى كل الفرس الاوغاد الذين قتلوا أهل البيت سلام الله عليهم.... وعلى أبولؤلوة المجوسي قاتل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه... وقاتل الله من قتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه...

 

ويا أخي، اعلم أن محدثك ليس بشيخ أو مفتي، ولا عالم دين – مع الاسف – والله العظيم... حتى ما عندي لحية وشوارب في وجهي .. يعني هذا دليل على أنني أنا إنسان عادي جدا مثلي مثلك وربما أنتا أفضل مني... لكن يا اخي فكر معي بالعقل... فكر معي بالعقل يا أخي مو بالعاطفة... أخي أنا أتحدث معك بلهجة عامية جدا ومفتهمة وكأنك تجلس مقابلي... لاتدع هؤلاء المعممين الخبثاء يخدعونك ويضحكون عليك ويشفطون أموالك... هم يريدونك حين قراءة المقتل أن تبكي فقط... تضع يدك على جبينك تبكي مقهورا بدون تفكير... هكذا... مسلوب العقل والارادة وكأنك – حاشاك – خروف تساق إلى النحر....

 

فلتثبت لهم أنك غير ذلك، وأنه لديك عقل تفكر به، وأنك تعلم ألاعيبهم وخبثهم ودجلهم ونفاقهم وكسرويتهم ومجوسيتهم... وأن غايتهم أبعد من أن يجعلوك تبكي كالنساء على شهيد ساكن الجنان ليس بحاجة لا لدموعي ولا لدموعك لأنه في مقعد صدق عند مليك مقتدر... مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين....

 

ثانيا: أقوم بتلوين الكلام كي يلتف نظر القاريء إليه... لأن هذا الذي نقرأه والله أعجب من العجب.....

 

لو تابعنا يا أخي قراءة المقتل...

أنا أريدك قبل ذلك... أن تلاحظ التسلسل السينمائي المعد بدقة عن الواقعة، ولاحظ أيضا الخيال الواسع لمن كتبها، وكيف أخرجها بطريقة درامية تجعلك تحزن وتبكي على كل فقرة فيها.... لاحظ كيف يجعلك تبكي بدون تفكير... لأنه هو يبكي حين القراءة... والجو مشحون.... والسواد يلف المكان.... والمناسبة حزينة... وكل من حولك يبكي.... ستجد نفسك أنك أيضا أنت لا بد أن تبكي وإلا سيتهمونك بأنك لا تحب الحسين، أو تأتيك التهمة الصاعقة... وهي إنك ناصبي.. فرحت لمقتل الحسين!!!!!! إذن، يريدك أن تبكي فقط بدون تفكير كيف حصل هذا.... وكيف حدثت تلك..... وكيف يمكن أن يكون ما كان!!!!

 

اقرأ هذا المقاطع عن سيدنا الإمام الحسين... اخترتها من عدة مواقع... وما أسهل أن تجدها على الانترنت... فقط اكتب على جوجل واقعة كربلاء... أو شيء مشابه لها، وستظهر لك عشرات المواقع التي تتحدث عنها...

..... فتقدّم إلى باب الخيمة وقال لزينب: ناوليني ولدي الرضيع لأودّعه: فنادى يا قوم قتلتم أنصاري وأولادي، وما بقي غير هذا الطفل، إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل، لقد جفّ اللبن في صدر أمّه....

 

فرماه حرملة بسهم فوقع في نحره فذبحه من الوريد إلى الوريد..... فوضع الحسين كفّيه تحت نحر الطفل فلمّا امتلأتا دماً رمى به إلى السماء وقال: هوّن عليّ ما نزل بي أنه بعين الله، اللهم لا يكونن طفلي هذا أهون عليك من فصيل -أي فصيل ناقة صالح-

 

ثم عاد بالطفل مذبوحاً وحفر له بجفن سيفه ودفنه...... وولد للحسين ابن وقت الظهر، فأتي به إلى الحسين وهو قاعد بباب الخيمة فأخذه في حجره فاذّن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى، فرماه لعين فذبحه في حجر الحسين!!!!

 

السؤال... كيف ذبح السهم الطفل من الوريد إلى الوريد ؟؟ نحن نرى القصاب يذبح الشاة من الوريد إلى الوريد بسكين حادة وليس بسهم ؟؟ فما هذا السهم الذي ذبح عنق هكذا ببساطة !!! ثم يعني... كيف ولدت زوجة الحسين في هذا الوقت العصيب... ومن كان معها أثناء الولادة... وكيف يأتي سيدنا الحسين بزوجته معه إلى كربلاء وهي على وشك الولادة!!! وكيف أصاب السهم الطفل الرضيع هكذا على الفور ولم يصب أباه مثلا أو غيره في الخيمة!!! أظن أنه أمر صعب تصديقه نوعا ما... وفيه مبالغة كبيرة...

 

أما هذا المقطع الذي يتحدث عن استشهاد الامام: (بصوت الشيخ ابوالزهراء الكعبي)

 

.... فجعل يقاتلهم حتى قتل منهم ألوفاً ولا يبين النقص فيهم لكثرتهم..... حتى أثخنوه بالجراح، هذا والأعداء يحملون عليه وهو يحمل عليهم فينكشفون عنه وهو في ذلك يطلب شربة من الماء فلا يسقوه أبداً، هذا والعطش أثر بعينيه حتى صار لا يبصر بهما وأثر بلسانه حتى صار كالخشبة اليابسة وأثر بأحشائه بحيث صار الغبار يدخل في فمه وينزل في جوفه!!!!! فحملوا عليه حملة رجل واحد وافترقوا عليه أربعة فرق ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح ورمياً بالسهام ورضخاً بالحجارة.... ولم يزل يقاتل عليه السلام حتى أصابه اثنان وسبعون جراحة!!!

 

فوقف يستريح ساعةً وقد ضعف عن القتال!!!!

 

عجيب غريب... كم خياله واسع ذاك الذي كتب هذا...

 

بالله عليك.... اقرأ معي هذا المشهد مرة ثانية... واجلس بينك وبين نفسك... واسأل حالك: هل يمكن أن يكون هذا معقولا...

 

طيب...

 

فجعل يقاتلهم حتى قتل منهم ألوفا ولايبين النقص فيهم لكثرتهم!!!

 

قالوا إن جيش بن زياد عدده أربعة ألاف... ورواية ثانية للمقتل قالت ثلاثين ألف... ورواية ثالثة أوصلت العدد إلى مائة ألف... كما قلت لك من قبل، ادخل على الانترنت وابحث عن المقتل، ستجد أن كل موقع يتناقض مع الثاني، سواء في عدد جيش ابن زياد أو في أمور ثانية... وكمثال على هذا، أن أحد المواقع ذكر أن شخصا نصرانيا حاول قتل الحسين... فقال له الحسين يا أخي ألم تقرأ في إنجيلكم عن الرسول محمد وعن وصيه علي ؟ فقال النصراني: نعم قرأت هذا... فقال الحسين ذاك جدي وهذا أبي!!! فامتنع النصراني عن قتل الحسين لما عرف هذا!!!!!

 

كيف يمكن لشخص واحد أن يقتل ألوفا... هذه كلمة الالوف يمكن تفسيرها على ثلاثة ألاف أو أربعة أو خمسة آلاف على الارجح... يعني أكيد ما بين الثلاثة والخمسة.... وفي قراءة أخرى للمقتل من موقع آخر يمكنك أن تقرأ هذا: .....وفي خبر أنه قتل ألفاً وتسعمائة وخمسين رجلاً......

 

برأيك هل سيدنا الحسين من البشر أم من الملائكة أم من الجن ؟؟

 

إذا كان من البشر... فهل يمكن لشخص مثلنا أن يقتل هذا العدد لوحده؟؟ الجواب طبعا لا...

وإذا كان من الملائكة... فلماذا لم يقتل جيش بن زياد بضربة سيف واحدة ويبيدهم عن بكرة أبيهم وينقذ أصحابه وأهله وأطفاله..

وإذا كان من الجن... فلماذا لم يتخفى ويخفي أهله وأصحابه وينفخ على جيش ابن زياد ويمحوه من الوجود ؟؟

أنت.... بينك وبين نفسك اجلس وفكر.... وأجب عن هذه الاسئلة.... ولا تلتفت إلى المعممين..

 

ثم...

أثخنوه بالجراح... وهو يطلب المياه فيمنعونها عنه...

ثم: حملوا عليه حملة رجل واحد وافترقوا عليه أربعة فرق ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح ورمياً بالسهام ورضخاً بالحجارة!!!

وبعد كل هذا..... وبعد أن أصيب بإثنان وسبعون جرحا وقف ليستريح !!!

 

بعد كل ذلك الطعن والضرب بالسيوف والرماح والسهام والحجارة وبعد كل تلك الجراح لم يمت بعد؟؟ بل وجد وقتا للاستراحة ؟؟ يعني سألتك بالله... إلا تلاحظ الغرابة في الموضوع؟ شخص أصيب بكل تلك المصائب، ولازال يجد وقتا للراحة !!!!

 

وأما هذا المقطع المنقول من موقع أخر... فيقول:

 

..... فـصـاح الشـمر ما وقوفكم، وما تـنتـظـرون بـالرجـل وقد اثـخـنته السـهام والرمـاح، احملوا عـليـه، فـضـربــه زرعة بـن شـريك على كتـفه الأيسـر! ورماه الحـصـين في حلقه! وضـربـه آخـر على عاتـقه! وطعنه سـنان بن انس فـي تـرقوته، ثـم في بـواني صـدره، ثم رماه بسـهم في نحـره، وطـعـنه صالح بن وهب في جنبه!!!! ... فاستسقى في هذا الحال ماءاً فأبـوا ان يسقوه !!

وقـال له رجـل: لاتـذوق المـاء حـتى ترد الحاميـة فـتشـرب من حميمها !!!

 

قـال: أأنـا أرد الحـامـيـة؟؟ وإنما أرد عـلى جـدي رسـول اللّه، وأسكـن معه فـي داره، في مـقـعـد صـدق عنـد مليك مقتـدر، وأشـكوا إليه ما ارتـكبـتم مني، وما فعلتـم بـي فغضبوا بأجـمعهم حـتى كأن اللّه لم يجعل في قلب أحدهم من الرحمة شيئا....

 

لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم...

 

تخيلوا المشهد مرة ثانية عن شخص ما...إجتمع عليه خمسة أشخاص: الأول ضربه، والثاني رماه في حلقه، والثالث ضربه على عاتقه، والرابع طعنه في ترقوته ورماه بسهم في نحره، والخامس طعنه في جنبه!!!!!

 

أنا على يقين أن كثير من القراء يعرفون ما هي الترقوة وأين هو النحر... فبالله عليكم... كيف لشخص طعن في ترقوته وأصيب بسهم في نحره لازال يقوى على الكلام !!!! والأهم أنه لازال يطلب الماء من قاتليه!!!!


أما فرس سيدنا الحسين.. فهو اعجوبة من الأعاجيب!!!!


يقول المقطع ما يلي:

 

واقـبـل فـرس الحـسين يدور حوله ويلطـخ ناصـيتـه بـدمـه! فصاح ابن سعـد : دونـكـم الفـرس، فانه من جـيـاد خـيل رسول اللّه... فأحـاطـت بــه الخيل فجعل يرمح برجليه، حتى قتل جماعة فـقـال ابـن سـعـد: دعوه لننظـر مـا يـصـنع فلما امن الجـواد الطـلب، أقبل نحو الحسين يمرغ ناصيته بدمه ويشمه ويصهل صهيلا عاليا.... قال أبو جعفر الباقر كان يقول : الظـليمـة الظليمة  من أمة قـتـلت ابـن بنت نبيهـا، وتوجه نحو المخيم بذلك الصـهيل ....

 

واقرأوا هذا الذي نقلته من مقطع آخر... ومن موقع آخر...

 

.....أخذ الثوب ليمسح الدم عن جبينه الشريف فأتاه سهم مسموم له ثلاث شعب، فوقع على قلبه الشريف.... خرج مع ذلك السهم ثلثا كبد ابي عبد الله، خر صريعاً الى الارض، جعل جواده يدور حوله ويأخذ عنانه بأسنانه ويضعه بيد الحسين (ع) مشيراً إليه بالقيام... فلما رأى الجواد أن الحسين لا قابلية له على النهوض، خضَّب ناصيته بدمه!!!

 

تابع معي ... الخاتمة ...

 

هذا اليوم شهد تأسيس أعظم جيش عرفته الأمة العربية في تاريخها الحديث... هذا الجيش هو امتداد جيش ذي قار والقادسية والمعارك الكبرى في تاريخ العروبة والاسلام... إنه الجيش الذي تخرج فيه كبار القادة العسكريين الكبار الذين كان يشار إليهم بالبنان... كان جيش عبد الجبار شنشل وسلطان هاشم وصباح الفخري وابراهيم عبد الستار ومجيد الدليمي واياد الراوي وسيف الدين الراوي ومهند الراوي وسفيان ماهر وضياء التكريتي ومعتمد التكريتي والحكم التكريتي وعبد الكريم الحميدي ومعد الجحيشي وخالد الهاشمي ونوري مشعل داود العبيدي وعبد الامير خزعل واحمد العكيلة وماهر عبد الرشيد، وروكان العجيلي، اسكندر التكريتي، هشام موصلي، سامي أحمد شهاب، فلاح حسن، سامي الهيتي، عوف عبد الرحمن، مشعان الفيصل وأركان ياسين... والبطل أبوفراس الدوري، والبطل علي حسن المجيد.... وغيرهم وغيرهم... كان هو الجيش المقدام الذي يقوده صدام... رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء...

 

فهل يا أمة العرب لديكم مثل هذا الجيش حاليا ؟؟؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٢١ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٧ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور