عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الرابعة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

الفصل الثالث

الصفحة الاولى من معركة الحواسم

 

 

لأن هذا الفصل مهم جدا والذي يليه أيضا، أرتأيت إدراجه بشكل شبه كامل، لاسيما وأن فيه حديث عن معارك شارك فيها الشهيد بنفسه...

 

لم نضع في منهجنا أو حساباتنا يوما ما أننا إذا ما واجهنا أي شر خارجي سنستقوي بالاجنبي، لأن الاستقواء بالاجنبي وخاصة على بعضنا البعض هو تافه وحقير.... (صدام حسين في المعتقل)...

 

ص (85)

 

وقع الزلزال المروع في التاسع من نيسان 2003 واحتلت بغداد الحبيبة على يد المغول الجدد... كان كل شيء يبعث على الذهول... الدبابات في الشوارع والغربان السود تحلق بكثافة في سماء بغداد توزع دمارها وحقدها على العراقيين... حل المحتلون الجيش العراقي الباسل وحلوا أجهزة الدولة وأصدروا قانونا لتصفية حزب البعث واعتقلوا القيادة...و.....و.....

 

حين استحضرت مع الرئيس ما مر بالعراق قال: ليلة الحادي والعشرين من آذار، بعد أن أيقنت انا ورفاقي وكل شعب العراق الصابر المجاهد أن العدوان الامريكي الشرير واقع لا محالة ويستهدف العراق ووجوده، قمنا بوضع الخطط اللازمة للمواجهة بعد أن قبلنا مضطرين بها، وأن لا بديل عنها... أعددنا شعبنا البطل وقواته المسلحة للدفاع الشامل بمشاركة كل طاقات الدولة والشعب....

 

قمنا بتقسيم العراق الى أربع مناطق كما يلي:

 

قاطع العمليات الشمالي: بقيادة أبو أحمد الدوري، يعاونه قادة فيالق وفرق التشكيلات الموجودة في ذلك القاطع الذي شمل: نينوى، التأميم، بعض أجزاء ديالى وبعض أجزاء محافظة صلاح الدين.

 

القاطع المركزي: يشمل مناطق بغداد الأنبار، صلاح الدين، ديالى وأجزاء من واسط وكربلاء، ويقوده قصي واخوانه القادة العسكريون في هذا القاطع.

 

قاطع منطقة الفرات الأوسط: يشمل، بابل النجف، القادسية والمثنى... يقوده الرفيق مزبان خضر هادي، يعاونه الرفيق فاضل محمود غريب وأنيطت مهمة الدفاع عنه الى جيش القدس وتنظيمات الحزب..

 

القاطع الجنوبي: يشمل البصرة، ميسان، ذي قار، وتم تكليف علي حسن المجيد يعاونه قادة الفيالق والفرق في نفس القاطع...

 

كان هذا من أهم الخطط التي سبقت العداون والخطة النهائية هي الدفاع عن بغداد، ولذلك قسمناها الى مناطق يتولى قيادتها رفاقنا... وكان الاهتمام ببغداد من أهم اهتمامات الرفاق في القيادتين السياسية والعسكرية لأن رهان المعركة النهائي عليها...

 

قبل وقوع العدوان قلت للرفاق أن البندقية سيكون لها الدور الكبير الحاسم في المعركة.... ثم طلبت من افراد الحماية تهيئة أحزمة ناسفة لكي نستعملها عندما نقاتل العدو اذا وجدنا أنفسنا في وضع نضطر فيه الى استخدامها وذلك لايقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر في صفوفه، فلم نضع في الحسبان حالة الوقوع في الاسر... لكنني بعد تأمل... تراجعت عن قراري هذا وقلت في نفسي ماذا أقول لشعبي ورفاقي في القيادة وماذا سيقولون عني؟ هل أنا قائد وفقا لواجباتي في أن أقود المعركة أم أنا مقاتل؟ وقد يفسر موقفنا هذا على أنه تخل عن القيادة... فعدلت عن الفكرة...

 

وحين وقع العداون، قاتلت قواتنا المجاهدة بكل شموخ وبسالة ومعهم الشعب العراقي المجاهد، وكان لدور جيشنا الباسل وخاصة اللواء 45 البطل الذي أذهل العدو بصموده الاسطوري في أم قصر وجعله يعيد النظر في خططه العسكرية أكثر من مرة... وبعد اشتداد المعركة وأثناء معركة المطار في 5/4/2003 شاركت اخواني بعض مراحل القتال بنفسي ومعي أبطال الحرس الجمهوري وأبطال من المقاتلين العرب والفدائيين الاماجد...

 

وذات يوم كنت أوجه بعض قادة الجيش و الحرس بالقرب من جامع أم الطبول فالتحق بي أبونادية (الشهيد طه ياسين)... وكان العدو قد استطاع أن يخترق بدباباته ودروعه بعض مناطق بغداد... كنا والرفاق تحت الجسر... فقمنا بشن هجوم على قطعات العدو وقد مكنني الله من حرق دبابتين بسلاح RBG7 فاعترض أبونادية على ذلك وقال أرجوك لا تفعل هذا... فأنت قائد تقوده وتوجه ولست جنديا لتقاتل بنفسك... فإذا جرحت أو استشهدت لاسمح الله فإن هذا سيؤثر على معنويات الجنود والضباط وعلى الرفاق في القيادة... ونعتبر هذا تخليا منك عن واجبات القيادة.... ثم ذهب أبونادية وبقيت مع اخواني المقاتلين وافراد الحماية... وكان للمقاتلين العرب دور بطولي ومشرف سيكون درسا للاجيال القادمة...

 

في معركة المطار صعدت الى احدى الدبابات وقدتها بنفسي وسط رتل دروع متقدم باتجاه المطار وكانت طائرات العدو وغربانه تحوم في سماء المعركة... حينئذ هبت فجأة عاصفة رملية غطت سماء المعركة حالت دون تمكن العدو من قصف آلياتنا.... بعد ذلك دفع العدو بآليات وغير من خططه وجمع حشوده واستطاع احتلال بعض مناطق المطار... لكن قواتنا البطلة بصواريخها وراجماتها قامت بإبادة العدو إبادة شبه تامة خسروا فيها أكثر من ألفي عنصر... وأضعاف ذلك من الجرحى والآليات المدمرة وهي المعركة التي أشار اليها محمد سعيد الصحاف... وكانت صدمة قوية للعدو تكتم فيها عن خسائره... واستطعنا استعادة المواقع... ولايزال العدو حتى الان متكتم عن نتائج هذه المعركة.... وتحديناهم ومانزال في الافصاح عن خسائرهم الكارثية في هذه المعركة....

 

بعد هذه المعركة فقد العدو صوابه وجن جنونه... فقصف بغداد بشكل غير مسبوق... وقام بقصف قواتنا في المطار بالاسلحة النووية والمحرمة دوليا بشكل همجي حاقد... ما أفقدنا خيرة أبناءنا وقواتنا... وكان ذلك من أكبر عوامل تمكنه من دخول بغداد واحتلالها... وكان هول القصف الهمجي قد جعل بعض الآمرين والقادة يفقدون السيطرة على قطعاتهم بسبب ما آل اليه القصف بالاسلحة النووية على معنويات الجنود وبعض الضباط من شتى الرتب... فتركوا الموضع الدفاعي... الأمر الذي سهل دخول قطعات العدو إلى بغداد...

 

لقد خاض المقاتلون العرب ومعهم الفدائيون البواسل أشرس المعارك ضد قطعات العدو خاصة في معركة نفق الشرطة... وكنت معهم نحاول منع تقدم العدو والياته ودروعه صوب بغداد... وقمنا بتدمير آلياته... وهنا دعوت المقاتلين الابطال لحماية أشقائهم المتطوعين العرب... ثم غادرت الى حي المنصور وشاركت اخواني المقاتلين من العراقيين والعرب الذين كانوا يخوضون معارك ضارية ضد العدو... واستطعنا اعطاب بعض دباباته وولى هاربا من أرض المعركة في شارع 14 رمضان... كنا ننتقل من موقع إلى آخر ونتواجد بين المقاتلين لنرفع من معنوياتهم....

 

في التاسع من نيسان التفت الجماهير حولنا بكل عفوية في المنصور... ذهبت بعدها الى الباب الشرقي ولم أكن بعيدا عما حصل من مسرحية في ساحة الفردوس... لقد أرادوا بهذا العمل رفع معنويات جيشهم المنهار... ثم تجولت في مدينة صدام وسط الناس... لكن في تلك اللحظة فقدنا المصور الذي لم يستطع الوصول الينا لتوثيق ما حدث... في ذلك اليوم التقيت رفاقي في القيادة... وكان يدور في الاعظمية قتال شرس في ساحة عنتر... وكان المقاتلون العرب يخوضون هذه المعركة بشراسة... وقد استطاعت قوات العدو ومعهم كل العملاء والخونة التسلل الى بغداد من أغلب الاتجاهات... انتقلت الى الاعظمية وتناولت الغذاء مع افراد الحماية الذين أحضروه من أحد المطاعم المجاورة... ثم أديت صلاة العصر في جامع الامام أبوحنيفة... حيث احتشد المئات من أهالي الاعظمية الابطال وكان يرافقني المقاتلون العرب والفدائيون... فقمت بتحية الجماهير ووداعهم... ومن ثم خاطبت المقاتلين العرب وطلبت منهم المزيد من المقاومة وعدم اتاحة الفرصة للعدو.... فاليوم بدأت معركتنا الحقيقية... وعليكم تلقين الغزاة درسا لن ينسوه... لقد حاول العدو التأثير السلبي في معنوياتنا واستفزازنا... لكن ايماننا بالله وبعدالة قضيتنا خيب ظنه... فقد حاولوا التأثير على معنويات العراقيين بالقول ان صدام حسين قتل، فطلبت من رفاقي عدم تكذيب الخبر...

 

كان الرفاق والقادة على مستوى عال من الصمود والشجاعة رغم ضراوة المعركة... وكنا متواصلين معهم طيلة أيام المعركة وخاصة طه ياسين رمضان وطارق عزيز وقصي والفريق سلطان والصحاف بالإضافة الى القادة الميدانيين.... لكنني لم ألتق بأبوأحمد الدوري بسبب قيادته للقاطع الشمالي بعيدا عن بغداد.... كنا نتجول في بغداد وبين صفوف الشعب.. ونشارك القطعات دورها في المعارك وكنا نتحرك أحيانا بسيارات مموهة ومختلفة الانواع... بعضها قديم والاخر سيارات عامة.... وقد التقيت مع الرفاق وقررنا الانتقال الى صفحة المقاومة... وكان خروجنا من بغداد يوم 11/4/2003 حيث اتجهنا الى المقرات البديلة...

 

أين كان الرئيس يوم الغزو؟؟

 

منذ اليوم الاول لدخول الغزاة الى بغداد بدأت أستعد نفسيا لذلك وأعود لسنوات النضال الاول منذ عام 1959... كان الاشرار يدقون طبول الحرب ويتحدثون عن الفرصة الذهبية... كنا نحاول ألا نوفر لهم تلك الفرصة التي قد تكون كارثية على قواتنا المسلحة... لم تكن حياتي تعني لي شيء مقابل أن يحيا العراق حرا كريما... في الليلة التي بدأ فيها بوش عدوانه على بغداد كنت في منزل متواضع في حي التشريع ليس بعيدا عن القصر الجمهوري... فقام العدو بضرب القصر والاهداف  التي حددها....

 

إنتبه أخي القاريء لهذه الفقرة... وحبذا لو نجد من يفيدنا بإسم الشخص المعني....

 

وفي أحد الايام دعوت القيادة الى اجتماع في مطعم الساعة في حي المنصور... وطلبت من أعضاء القيادة الدخول من الباب الامامي والخلفي للمطعم للتمويه... وبعد أن تمعنت في الحضور وجدت أن أحد الاشخاص المهمين كان غائبا عن الاجتماع... فقلت في نفسي: لقد فعلها... وعلى الفور طلبت من الحضور الانصراف والتوجه إلى مكان آخر... وبعد خروجنا مباشرة ضرب الغزاة المكان ودمروه بالكامل... توجهنا الى دار اعتيادية في حي المنصور... وبعد دخولنا ولقاءنا لفترة قصيرة أمرتهم بالخروج... ثم ضرب المكان بشدة بعد دقائق من خروجنا.... آنذاك أعلن العدو أن صدام قد مات في هذا الموقع....

 

بعد احتلال بغداد... ذهبت الى الانبار حيث مضيف عائلة عراقية معروفة بكرمها ووفائها ووطنيتها، هي عائلة الخربيط... وهناك كنت التقي بعدي وقصي وبعض المرافقين اضافة الى برزان... كنت في ديوان المضيف... وكان الشباب يتصلون بواسطة جهاز الثريا المعروف بسرعة رصده من الاقمار الصناعية ويستطيع رصد هدفا دقيقا جدا... وبينما كنت أعد نفسي للنوم قليلا... إذ بالطائرات الامريكية تضرب المكان... فاستشهد روكان عبد الغفور رحمه الله كما استشهد بعض المرافقين وعدد كبير من عائلة صاحب الدار... وبسبب هذه الحادثة الاليمة ما زلت أشعر بالخجل من آل خربيط.... وعلى الفور خرجت بصحبة اثنين من المرافقين وتوجت الى قضاء هيت... حيث التقيت مع قائمقام القضاء... فاستبدلت سيارتي بسيارته ثم تجولت متنكرا في ضواحي الرمادي بالقرب من عشيرتك استاذ خليل... وفي الحقيقة قررت أن لاأثقل على العشيرة... فذهبت الى أماكن أخرى...

 

ثم صمت الرئيس لفترة حسبتها دهرا... فسألته: هل تعتقد سيدي أن هناك ثغرات في خطة الدفاع عن بغداد؟؟ فأجاب: نعم... كانت هناك بعض الثغرات المهمة واستطاعت مجريات الامور وسير المعارك والتفوق الهائل للعدو استغلال هذه الثغرات في حسم المعركة سريعا... ورغم كل هذا أقول أن المقاتلين من رجال القوات المسلحة البطلة قادة وأمرين ومقاتلين ومعهم الفدائيين الابطال والمتطوعون العرب قد أبلوا بلاءا حسنا ومن خلفهم الشعب العراقي البطل وقيادته... ولكن تلك ارادة الله ولا راد لأمره.....

 

الفصل الرابع – ص 93 -

الصفحة لثانية من الحواسم

المقاومة

 

إن من شهر السلاح مرة واحدة في وجه الامبريالية لايمكن أن يسقطه من يده... إن فعل ذلك، فالامبريالية ستحفر قبره... (كاسترو)...

 

أشرق وجه الشهيد وهو يتحدث عن المقاومة الباسلة التي أذهلت العالم بسرعة وقوة انطلاقتها.... فقال:

 

إن مقاومة الغزاة يا ولدي خليل بدأ يوم 11/4/2003... التقيت بالقادة العسكريين في ذلك اليوم وسألتهم إن كان لديهم شيء فأجابوني واحدا واحدا... وكانت اجاباتهم متعددة... فقال آخرهم: سيدي بقي لي فوجان... فقلت: اذهبوا وتوكلوا على الله وابدأوا الصفحة الثانية من معركتكم... لذلك إن ما يحدث اليوم ليس وليد صدفة.. وليس فعلا عفويا... هي عملية مخطط لها منذ فترة طويلة قبل وقوع العدوان... وقد أخذنا كل الاحتياطات اللازمة.... فقمنا بتخزين الاعتدة والذخائر المطلوبة لمستلزمات معركة استنزاف طويلة وحرب عصابات لايجيدها العدو...

 

في 9/4/2003 قمت بزيارة مدينة الثورة وتفقدت الاهالي، ولم يكن معنا طاقم تصوير بسبب سلوكه طريق غير الطريق الذي سلكناه بسبب شدة القصف... ثم ذهبت الى الاعظمية وقامت احدى المدرعات الامريكية بإطلاق النار فجرحت في خاصرتي ولم يكن جرحا بليغا.... يوم 11/4/2003 قررت الخروج من بغداد يرافقني أفراد الحماية الخاصة... لكنني طلبت منهم الذهاب الى بيوتهم وأبقيت معي عددا قليلا حيث سلكنا طريق دجلة في زورقين... وخرجنا من بغداد... تصرفنا مثلما كنا في عام 1959... بعدها تابعت فصائل المقاومة بالتعاون مع الرفاق قبل أن يؤسر بعضهم... كنا على اتصال مع الفصائل نتابع وضعهم في المحافظات،

 

لكننا وبعد تسلل الاعداء ومخابراتهم واجهزتهم وخاصة في ايران وتغلغلهم في محافظاتنا في الجنوب فضلنا عدم الذهاب الى تلك المحافظات... ثم ذهبت الى ديالى وكنت على اتصال مباشر برجال المقاومة الابطال... ووصلت الى نينوى وأطراف الموصل والتأميم والحويجة وجميع مناطق صلاح الدين وأغلب مناطق الانبار... ولم أمكث في أي مكان زرته أكثر من ثلاث ساعات.... كنت أما اتصل مع رجال المقاومة أو أوجههم بالرسائل الخطية وهي قليلة لأسباب أمنية أو رسائل شفوية... وكنا لضرورات أمنية نتخفى بملابس عربية أو بزي الرعاة... كما كنا نتنقل بسيارات مختلفة الانواع...

 

في أحد الايام كنا في سيارة تاكسي نحمل بنادق كلاشنكوف ومسدسات وقنابل يدوية... بالصدفة اقتربنا من سيطرة لقوات الاحتلال غير ثابتة... واراد السائق وهو من افراد الحماية أن يغير مسار السيارة ويستدير عائدا... فقلت له واصل السير وتوكل على الله... استوقفنا الجنود الامريكان لكنهم لم يدققوا في وجوهنا... وطلبوا منا مواصلة السير... وكانت أسلحتنا مخبأة تحت أرجلنا... كثيرا ما كنت أطرق أبواب العراقيين في المناطق التي ذكرتها فادخل بعد أن يؤذن لي وكنت أقول لرفاقي إن طرقت أي باب ولم يفتح لي فيعني أن هناك خللا ما وقد يكون هذا الخلل فينا....

 

كنت أحاول أن لا أثقل على الناس لئلا أسبب لهم حرجا أو مخاطر ولأسباب أمنية تعود لي شخصيا وأدخل البيوت أحيانا متأخرا وأخرج مبكرا من دون إيقاظ صاحب الدار.... كنت أسعى لأمد المقاومة بالمال الذي نحمله خلال زيارتنا لبعض الفصائل كي تستمر المقاومة بوتيرة تصاعدية... وكان أول سؤال وجهه لي الأمريكان حين اعتقالي عنها وعن أبوأحمد الدوري... فقلت لهم: حين تستباح الشعوب وكرامتها وتنهب ثرواتها لابد أن تقاوم ولو أن عزة الدوري في جفوني لأطبقت عليه عيوني...

 

وحين كانوا يلحون بالسؤال عن المقاومة كنت أقول أن عليكم سجن الشعب العراقي بأسره لأن كل عراقي شريف هو في صف المقاومة التي هي أكبر مما يتصورون لأنها تضم احرارا من عروبيين واسلاميين ووطنيين ومواطنين عاديين من كلا الجنسين... وقلت لهم إن عليكم تجهيز النعوش لأنكم سوف تنتحرون على أسوار بغداد.... وكنت أعني ما أقول.. فهاهي المدن المحيطة ببغداد أذهلت العدو ببسالة مقاومتها... أنا أعرف معدن شعبنا وأصالته... لقد شعرت من خلال تحقيقاتهم أنهم في ورطة كبيرة وأنهم يبحثون عن حلول تحفظ له ماء الوجه.... قلت لهم أن الشعب الامريكي ليس عدوا لنا وانما العدو الحقيقي هو حكومتكم التي ورطتكم في احتلال العراق...

 

وحين الحديث عن الفلوجة قال الشهيد: إنه توقع أن يقوم العدو بعدوان عليها... فقد كان صوت الطائرات الذي يسمعه أثناء خروجه إلى القاعة يقول انه موجه ضد الفلوجة وأهلها الابطال... فهي لن تركع وأنا أعرف حجم المقاومة فيها... وقدرات رجالها على التصدي والمواجهة وأغلب كودار المقاومة فيها هم من جنود وضباط الجيش العراقي الباسل وكوادر الحزب والوطنيين وجيش القدس.... ولديهم خبرات قتالية عالية... دعوت الله أن يمنحهم النصر وأن تكون الخسائر البشرية قليلة..... إن عدد سكان بغداد هو سبعة ملايين نسمة فيهم مليونين يحملون السلاح... وكنت قد قلت لرفاقي والقادة العسكريين: تهيأوا لقتال الامريكان بالبندقية... وبعد أن تحول جيشنا إلى المقاومة صار أكثر قوة من الجيوش الامريكية.... قلت للرفاق: إحنا رضاعي الموت...

 

حين عبرت نهر دجلة عام 2003، كان ذلك العبور ضروريا فحين وصلنا إليه كان هناك زورق صغير، قال لي المضيف إن الزورق لايكفي لنقلي مع البنادق، فأجبته: استقل أنت الزورق مع البنادق وسأقوم أنا بعبور النهر سباحة... إن قوة الرجل في قلبه وإيمانه وليس في عضلاته...

 

كنت حريصا على التواصل مع رفاقي واخواني وكنت تواقا لرؤيتهم وسماع أخبارهم والتعرف على أرائهم التي يمكن أن نستفيد منها.... ذات يوم التقيت أبوأحمد في إحدى البوادي فكان على عهدي به... على معنوياته... فقام ولدماثة خلقه، بخلع عباءته وفرشها على الأرض كي نجلس عليها... لقد كانت تلك المرة الوحيدة التي التقيته فيها... لكننا بقينا متواصلين بواسطة طرف ثالث...

 

يستشهد الاستاذ خليل (ص 97) بظهور الاستاذ صلاح المختار على قناة الجزيرة بتاريخ 25/3/2008 وما قاله يومها حول صدق الشهيد صدام بمقولته إن المحتلين سينتحرون على أسوار بغداد... وكذلك يستشهد بمقال الاستاذ فيصل الفهد، وعنوانه: صدق صدام حسين والصحاف وظهر كذب بوش وأعوانه... نشرته البصرة بتاريخ 12/5/2005....

 

يتبع

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الخميس / ٠٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٤ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور