عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة الخامسة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي / كييف – أوكرانيا

الفصل الخامس

أحداث سبقت عدوان 1991 – ص 103 -

 

 

هذا الفصل فيه معلومات مهمة عما حدث عام 1990...

 

أيها المناصل، إذا اهتزت أمام عينيك قيم المباديء.. فتذكر قيم الرجولة... (صدام حسين)..

 

سألت الرئيس.. هل هناك تقصير من القيادة في العراق بعدم الانفتاح على الولايات المتحدة وبناء علاقات جيدة معها؟؟ فأجاب: تعاملنا مع الولايات المتحدة خلال فترة الحرب مع ايران على مستوى وزارة الخارجية... وكنا نأمل بحصول تفاهم أفضل لمصلحة الشعب العراقي والشعب الامريكي.. وذات يوم احتجنا الى قمح... فتعاقدنا مع الولايات المتحدة في زمن ريغان.. كان لابد من اصدار أمر سريع من جانبهم للاسراع في تنفيذ العقد... قيل للوفد العراقي المفاوض لاتدفعوا للشركات الامريكية أموالا وانما الحكومة الامريكية هي من سيدفع... وبإمكانكم الدفع حين تكونون في وضع يسمح لكم بذلك... هذه واحدة من المسائل التي لاننساها رغم مضي السنين...

 

وكذلك باعونا حوالي ثمانين طائرة غير قتالية أفادتنا في نقل الذخائر الى الجبهة.... وفي أيام الحرب مع ايران أصيبت بارجة امريكية وقتل سبعة وثلاثون بحارا أمريكيا وكان بإمكان ريغان أمر قواته بقصف بغداد مثلما فعل كلينتون لكنه لم يفعل... وما حصل أن طيارينا شاهدوا هدفا فقاموا بإطلاق الصواريخ عليه وأغرقوه ونحن أخطرناهم بأن تصرفهم كان خاطئا... واعتذرنا عن الحادث وقبلت أمريكا الاعتذار وعوضنا العوائل المتضررة بدون اي عائق من الحكومة الأمريكية...((.....دفع العراق وقتها ثمانمائة ألف دولار عن كل جندي أمريكي.... صباح))...

 

السؤال... ما الذي حدث بعد رحيل ريغان ومجيء بوش حتى تتغير الخارطة ؟؟

 

حاولنا فتح نافذة للتفاهم بعد عام 1990 على أساس مصلحة البلدين.. لكنهم أوصدوا جميع الأبواب... وقلنا لهم إن النفط لايمكن لنا أن نشربه أو نعيده ثانية تحت الأرض وهو ثروتنا المشروعة ومن حقنا التصرف به على أساس مصلحتنا الوطنية والقومية... وليس من المعقول أن يتنعم العراقي بهذه النعمة بينما ابن الاردن أو مصر أو موريتانيا محروم منها.... لقد حاول الملك حسين فتح صفحة جديدة بيننا وبينهم وكان يتصل كل مرة يسأل إن كان لدينا رسالة للأمريكان، وكان يسعى لترطيب الاجواء بيننا وبينهم... لكن جهوده باءت بالفشل بسبب تعنت أمريكا وسعيها لتنفيذ مخططات استعمارية في المنطقة.... يا ولدي خليل... إن الشعب الامريكي شيء وحكومته شيء آخر.. بعض الحكومات إن لم نقل جميعها تقودها وتوجهها الصهيونية...

 

زيارة بريماكوف الأولى... (ص 105)...

 

في عام 1991 جاءني بريماكوف والحرب قائمة ضد العراق بذريعة اخراجه من الكويت... قال انني جئت بعدة نقاط يجب أن توافقوا عليها وإلا فإن روسيا ستقف ضدكم الى جانب أمريكا... فابتسمت وقلت له لا تخطئوا... المفروض أنكم تعرفوننا أكثر من أمريكا والتهديد لايجدي نفعا سواء من أشخاص أو من دول... وقلت له كلاما يؤذيه وسألته: ماذا ستضيفون الى قوة أمريكا وأنت تسمع صوت القنابل... لذا.. لايهمنا ما يضاف الى قوتها..... واتفقنا على بعض النقاط... لكن بوش الاب كان متعجلا وحصل ما حصل... إن الشعب العربي ليس ضد الشعب الامريكي... وانما ضد هذه الحكومة التي أشعلت الضغينة في قلوب العرب والمسلمين...إضافة إلى آخرين في العالم... ولا أعتقد أن أية دولة تريد لأمريكا أن تخرج سالمة من العراق الآن... فالعراق يدافع بالنيابة عنهم... وحين نقول هذا الكلام فليس خشية أو رغبة في أن ينتصر لنا الشعب الامريكي كي نخرج من المعتقل... وانما لان الشعب العراقي وحكومته قبل الغزو لم يكونا ضد أمريكا... والذين عينوهم هم ذيول لهم... وهم عصابة عملاء وليسوا حكومة... وأنتم تعرفون طريقتنا وعقيدتنا السياسية....

 

لقاء جاك شيراك....

 

في غمرة حديثنا عن زعماء العالم تطرقنا للحديث عن فرنسا فقال الرئيس: التقيته عام 1975 وكان صديقي.. وعلى علاقة جيدة مع أغلب الدول العربية... وقد سألته: لماذا تريدون للعراق والعرب أن يتطوروا... أهو حقا كذلك أم كلام للسياسة؟؟ فأجاب: ان ما يطرحه ليس ضد مصلحتنا...

 

ثم يمكل الرئيس حديثه عن الامريكان فيقول: ..... هم يعرفون أن العراق هو الظهير القوي للامة العربية ولن يهدأ له بال حتى يحرر فلسطين، وهذا ما يغيظهم... لقد كانت أمريكا ولا تزال تريد أن تفرض شروطها علينا... وما علينا إلا السمع والطاعة... فلتخسأ...

 

الرئيس وشخصيات إعلامية وسياسية...

 

كان الرئيس الشهيد يدرك أهمية الاعلام ودوره في معركة التحرير... وقد تحدثت معه عن بعض الشخصيات الاعلامية العراقية والعربية الذين هم على صلة بهيئة الدفاع مثل الاستاذ مصطفى بكري، وعبد الباري عطوان، وفهد الريماوي، فأشرق وجهه وقال: كلهم رجال شجعان، فمصطفى رجل عربي أصيل ومواقفه لا تتغير، بلغه تحياتي الشخصية ومن خلاله سلامي الى شعب مصر... أما عبد الباري فهو إنسان شجاع وثقتي به عالية، فقد منح الكثير من وقته لخدمة قضايا الأمة، وكذلك الاخ فهد الريماوي، لهم كلهم تحياتي ولكل رجال الاعلام العراقيين الوطنيين، وكل من يجاهد في قول الحقيقة ومنهم السيد جورج جالاوي الذي تحمل الكثير دفاعا عن العراق وكذلك السيد رامزي كلارك إضافة الى السادة مآثر محمد ونيلسون مانديلا... قل لهم إن معنويات صدام مرتفعة بنسبة مائة وعشرون بالمائة وهو صامد داخل المعتقل ومتفائل ولا يشك لحظة في قرب ساعة النصر والتحرير...

 

وماذا عن الكويت ؟؟

 

بعد توقف العدوان الفارسي على العراق...... وحين زار الشهيد صدام إحدى المدن العراقية، التف المواطنون حوله، فقال لهم: لم يتبق لنا إلا معركة صغيرة... فهم الصهاينة تلك الاشارة، فبدأو يفكرون جديا في التخطيط لتدمير هذه القوة الجبارة التي إذا ما اتجهت صوب فلسطين فلن يستطيع أي جيش ايقافها... فقامت اسرائيل بجس نبض الاردن وهددته بجعله ساحة قتال، فرد الرئيس صدام: إذا أرادت اسرائيل أن تجعل من الاردن ساحة قتال، فالعراق سيجعل منها هي ساحة قتال... إذا ما قامت اسرائيل بضرب العراق نوويا، فإننا سنقوم بحرق نصف اسرائيل بالسلاح الكيماوي المزدوج... هنا بدأت الصهيونية بالتفكير في كيفية التخلص من قوة الجيش العراقي وتدمير العراق وتغيير وجه الصراع...

 

أخي القاريء انتبه إلى هذه الفقرة...ولاحظ نذالة المجوس الفرس...

 

قبل نهاية عقد الثمانينيات من القرن الماضي، قامت شركة أمريكية بالتعاقد مع الكويت للتنقيب عن النفط ظاهريا، واختاروا أراضي تعود للعراق، حيث حفروا آبارا مائلة ومن ثم قاموا بسحب ثرواته النفطية بشكل يؤثر على المخزون النفطي العراقي، وقامت ذات الشركة بتسويق النفط المستخرج وبيعه بأسعار زهيدة إلى إيران... كما قاموا بإغراق السوق العالمية بالنفط وبأسعار متدنية جدا لتدمير الاقتصاد العراقي... وكانت هذه الاجراءات مدروسة ومعد لها بعناية فائقة... وتطور الموقف أكثر في عام 1990 إثر بدء انهيار الاتحاد السوفييتي، وتفرد أمريكا كقطب واحد، وابتدأت اللعبة الصهيونية ضد العراق...

 

كنت قد أقسمت للرئيس صدام بأن أطرح عليه كل ما يجول بخاطري من أسئلة تهم العراقيين والعرب والرأي العام بدون أي مجاملة... كان السؤال عن قرار دخول الكويت... هل كان قرارا متعجلا وهل كان فخا نصب للعراق؟؟ فأجابني بهدوء:

 

ولدي خليل... إن الدماء العراقية التي سالت طيلة فترة ثماني سنوات من الحرب مع الفرس كانت دفاعا عن الكويت وغيرها... لقد تحمل العراق الكثير في سبيل محيطه العربي.... كانت الكويت تقوم بإغراق السوق بالنفط وتسرق بصورة غير مشروعة من نفط العراق... لقد خرج العراق مثقلا بديون تبلغ 40 بليون دولار... عدا المساعدات التي اعتبرها البعض ديونا علينا... وبدلا من أن تساعده الكويت فإنها قامت بإيذائه... وكنا قد نبهنا مرارا إلى دور الكويت والامارات في تخريب اقتصاد العراق بعد خروجه منتصرا من الحرب... وفي عام 1990 وبعد احتدام الازمة مع الكويت وصار حلها صعبا بالحوار... استدعيت السفيرة الامريكية في بغداد وناقشتها نقاش سياسي كامل حول التطورات الجارية وحملتها رسالة الى بوش الاب... وكان الرفيق طارق عزيز حاضرا ذلك اللقاء...

 

موقف بعض الدول العربية من أزمة الكويت...

 

مساعدة دول المنطقة لنا في مواجهة ايران لم تكن اعتباطية، وإنما لخوفهم من أن تكتسحهم الثورة الخمينية التي أرادت ايران تصديرها للعراق وللمنطقة كي يبدأ بعدها الطوفان... لكن وقوف العراق بوجه هذا المد الشرير الذي ما كان بالامكان التفاهم معه إلا بلغة القوة حال دون تصدير هذه الثورة... أنت تعلم يا استاذ خليل أن موضوع الشرف هو خط أحمر بالنسبة لنا... والذي أثارنا وكان السبب في إسراعنا باتخاذ قرار دخول الكويت هي تلك الكلمات المهينة لشرف المرأة العراقية... فقد كنا نسمع كلاما جارحا من مسؤولين كويتيين تجاه حرار وماجدات العراق... وهو كلام مخالف لقيمنا العربية الاصيلة... وقد سمعتم والعالم أجمع كلامهم البذيء ومن أعلى مستوياتهم الرسمية... وتعدى ذلك إلى الحد الذي ما عاد بإمكاننا السكوت عنه...

 

حين زارنا الرئيس حسني مبارك عام 1990 حاولنا جاهدين حل الخلافات القديمة مع الكويت... وسألني مبارك أثناء اللقاء سؤالا محددا: هل تنوي القيام بعمل عسكري ضد الكويت؟ فقلت له: نحن لا نريد استخدام القوة العسكرية ما دام هناك أمل في نجاح المفاوضات، وقد طلبت من الرئيس مبارك أن لا يبلغ الكويتيين بذلك حتى يكونوا مرنين في المفاوضات ويتخلوا عن عنجهيتهم واستقوائهم بالاجنبي.... لأننا نعرف الكويتيين جيدا...

 

وقد سألني ما إذا كانت قواتنا في الجنوب هي للتحضير لعمل عسكري أم لردعهم وتخويفهم... فقلت له أن أحد مقاصدنا هو الردع والتخويف وحينها وافقت على كل ما طرحه الرئيس مبارك وأبدينا رغبة صادقة في حل المشاكل المعلقة بين البلدين ضمن الاطار العربي.... كما تمنيت عليه ابلاغ السعي بعدم تدخل الامريكيين في قضايانا... لكنه للأسف غادر العراق الى الكويت فوجدهم خائفين وكانوا على استعداد لحل الخلاف عن طريق المفاوضات، فطمأنهم بأن العراق لاينوي مهاجمتهم وهذا ما جعلهم يتمادون... أما ما يقال أنني أعطيت الرئيس مبارك وعدا بعدم اللجوء الى القوة فهذا غير صحيح... إذ علقت استخدام القوة بنجاح المفاوضات، ولكن المفاوضات لم تنجح... ثم إن الرئيس مبارك قام على الفور بالاتصال ببوش وأعطاه كل التفاصيل التي يريدها...

 

السعودية كانت جادة في حل الخلاف سلميا... حيث دعت كل الاطراف للتفاوض، وقد بذل الملك فهد رحمه الله كل ما يستطيع كذلك فعل الامير عبد الله... لكن جاءت الاوامر الى الكويت بتقويض المفاوضات... كانت السعودية حريصة على ابعاد شبح الحرب والتدخلات الاجنبية... لكن امريكا استطاعت خداع المملكة والرأي العام بأن العراق ينوي مهاجمة السعودية... لقد استطاعت امريكا أيضا تأليب بعض الدول العربية والاسلامية وكان انضمامها الى المعسكر المعادي بحجة حماية المقدسات في أرض الحرمين الشريفين....

 

كان عتبنا كبيرا على الاخوة في السعودية والخليج، إذ كان عليهم أن يتذكروا أنه لولا العراق كانت قوات الخميني ستجتاح الرياض وكل الخليج، وربما امتد طوفانهم الى مصر والمغرب العربي... لقد أفشلت كل الوساطات والجهود.... وكان الرئيس مبارك يدفع بالامور بالاتجاه الذي حصل... إما لهوى في نفسه أو انتقاما مما حصل أيام السادات... حيث كان للعراق موقف رائد حين طالب بإخراج مصر من الجامعة العربية... وربما كان مبارك يدفع لمصالح مادية.... حيث انهالت على نظامة المليارات من الدولارات... علما بأن العراق لم يقصر أبدا مع مصر ومع مبارك بالذات ولا أريد الخوض في تفاصيل أكثر، فهو يعرف كل شيء... لقد بذل مبارك جهودا كبيرة للدفع باتجاه العدوان على العراق وخاصة في قمة القاهرة... حيث تشاجر مع العقيد القذافي الذي كان يسعى لحل الازمة بعيدا عن التدخلات الخارجية... كان بإمكان مبارك أن يفعل الكثير ويترك للشعب المصري العظيم غلق قناة السويس وبذلك يجنب نفسه الاحراج.... أما من يتهم الملك حسين بأنه دفع الامور باتجاه دخولنا الكويت فهذا كلام غير صحيح... لقد بذل جهودا كبيرة لحل الازمة وكان يحذر من قوة أمريكا.... وما قيل عن أن موقف السعودية كان غير ممانع لدخول الكويت فهو أيضا غير صحيح، فقد كان موقف الملك فهد واضحا في هذه القضية....

 

استاذ خليل...

 

بعد اسبوعين من دخولنا الكويت كنا مستعدين للانسحاب وكان لنا مطالب منها تسوية كل القضايا في المنطقة وليس على على أساس الانتقاء أو التجزئة.... لقد جيشوا جيوش أكثر من ثمان وعشرين دولة تقودهم أمريكا نحو الشر... وسخروا كل امكانياتهم المادية والعسكرية وكذلك الألة الاعلامية الضخمة المسعورة للتضليل والتطبيل للحرب وبإعلام مفبرك وامكانات دعائية كبيرة جدا وفي كل اتجاه... اقنعوا العالم بأن العراق دولة معتدية وأن مهمتهم هي اخراج العراقيين من الكويت... وقبل ذلك قالوا انهم جاؤوا لحماية السعودية من غزو العراق... وللأسف صدقتهم بعض شعوبهم، ومع ذلك كانت هناك معارضة كبيرة للحرب.... في الوقت الذي كنا نريد أن  نوجد حلا مشرفا للقضية كانت أمريكا تقوم بارسال رسائل استفزاز مباشرة وغير مباشرة لنا، وتتدخل بشكل سافر في شؤوونا وتطلب منا مغادرة موقع القيادة... بل طلبوا من برزان وهو في جنيف أن ينقل لي رسالة تقول: قل لأخيك إن عليه أن يعرف أننا شياطين بيض... وعليه أن ينسحب من الكويت، وأن يرفع يده عن العراق... اما بوش الابن فقد ارسل لي رسالة قبل الاحتلال يقول لي فيها بكل وقاحة: إن لم تترك السلطة وتغادر العراق فإنني سأفنيك وأفني عائلتك!!!!!

 

أقول....

أقرأتم أيها القراء ما قاله الحقير بوش.... هذا هو بوش..... الذي استقبلته بعض الدول العربية بفرش السجاد والطبول والزمامير والورود والعناق والتقبيل وكأنه أحد أبطال العرب الفاتحين... هذا ما قاله للشهيد رحمة الله عليه... لكن هذا الوغد بوش الذي استقبله العرب بالاحضان استقبله العراقيون بالحذاء في بغداد... فإذا كان البعض قدم له الهدايا الغالية وتشرف بعناقه والسلام عليه، فإن العراقيين رموه بالحذاء العتيق... بل حتى الحذاء العراقي أشرف من رأسه ورأس كل من تأمر معه على العراق...

 

نتابع كلام الشهيد : كان بعض العرب ينصحنا بالمرونة مع أمريكا، فقلنا لهم إن المرونة لدى أمريكا هي المساومة... ونحن لن نساوم على الثوابت... أمريكا انفردت كقوة عظمى منفلتة وكقطب واحد... قلنا للأمريكان إن ما يرضي الفلسطينيين يرضي العراق ويرضي باقي الشعب العربي... لكنهم كانوا مصممين على تدمير العراق وبنيته التحتية... ولم يتركوا أمامنا أي خيار، إما الرضوخ مهانين لشروطهم وأجندتهم وإما المواجهة بكرامة بعد الاتكال على الله...

 

أقول.... لا أدري إن كان بعض القراء يوافقني على هذا.... فقد شبهت أنا (صباح) يوما ما، ما حدث في عام 1990 ومحاولة العراق حل الازمة مع دولة لا تريد الحل وإنما التدمير، بأن الامر يشبه كما لو أن شخصا دخل بإرادته الى قصر كبير فيه أكثر من مائة باب للخروج، وعندما تجول في القصر وأراد الخروج من الباب الذي دخله، وجده موصدا بإحكام من الخارج، فتوجه للباب الثاني فوجده أيضا مقفلا من الخارج، ثم توجه إلى الثالث وإذ به أيضا مقفل، والرابع والخامس والسادس والسابع وهكذا.... كل أبواب القصر مقفلة من الخارج بحيث لا يستطيع الخروج منه أبدا... وهناك من يطلب منه الخروج حالا ويهدده بالويل والثبور وعظائم الأمور إذا لم يخرج!!!!

 

نتابع كلام الشهيد: لم نكن نستهين بأحد حتى حين دخلت قواتنا الى الكويت... وما حصل من مواجهة لبعض القطعات من الجيش الكويتي جعلنا مسرورين... وقلت وقتها إن أشقاءنا الكويتيين من العسكريين كانوا شجعانا وأبدوا مقاومة حقيقية تستحق الاحترام، وهذا أملنا بالجيش العربي... كان من المفروض أن نتعامل مع الكويت بطريقة أخرى، ومع الاسف حصل ما حصل، وسامح الله من كان السبب (كررها عدة مرات) ورحم الله شهداءنا من كلا الطرفين.... وعندما سألته عن الطريقة التي أشار اليها، اكتفى بالقول بأنه كان من المفروض أن نتعامل معهم بطريقة أخرى....

 

أريد أن أعلق حول هذه الفقرة بالذات...

 

يعني إشادة الشهيد رحمة الله عليه بمواجهة حصلت بين الجيش العراقي وأفراد كتيبة المغاوير الخاصة ثار حولها لغط كبير وجدل وقيل وقال، وكثرت علامات الاستفهام والتعجب... وكلها تقول هل من المعقول أن يشيد الشهيد صدام بمقاومة قوات كويتية للجيش العراقي ؟؟

 

البعض ممن يتصيدون في الماء العكر، ولم يعجبهم الكتاب ولا ما فيه، وربما حقدوا على مؤلفه لأنه كان الوحيد الذي ينفرد باللقاءات مع الشهيد صدام وغيره لم يفعل، راح يشكك بالكتاب كله من خلال هذه النقطة بالذات... وهي اشادة الشهيد بمقاومة بعض أفراد الجيش الكويتي لجيشنا... ترك كل المعلومات الهامة في الكتاب ولم يلتفت إلا إلى هذه النقطة.... حاله، وآسف للتشبيه،... لكن وكما يقال لكل مقام مقال... كحال من عرضوا عليه الزواج من ملكة جمال العالم.. فتاة جميلة في كل شيء...دلع وعيون خضراء وشعر أشقر وقوام جميل مع بياض وأنوثة صارخة...و...و....و....  لكنه ترك كل ذاك الجمال والأنوثة وراح يعيب على الفتاة حذائها المتسخ قليلا!!!! وهذه مشكلة من يريد أن يتصيد في أي كتاب...

 

وقد ذكرني هؤلاء الناس بأولئك الذين تصيدوا في كتاب الفريق رعد الحمداني... الذي كان يتحدث عن بطولات الجيش العراقي والمعارك المشرفة التي خاضها عبر تاريخه.... تركوا الكتاب وما فيه من بطولات وتضحيات ومعارك مشرفة ولم يأخذوا منه إلا جملة نسخها مؤلف الكتاب من مواقع حاقدة أو من كتب مكتوبة بأيدي فرس وصهاينة... وهي الجملة التي تقول إن من أحد أسباب "سقوط بغداد السريع" أن القادة العسكريين العراقيين كانوا بمزاد استعراض القوة أمام الشهيد قبل وقوع العدوان!!!!

 

أولا...

 

لاشك أنه قامت قوة من كتيبة المغاوير الكويتية بمقاومة بسيطة للجيش العراقي المتقدم يومها، وهذا لاشك حصل، حيث تبين فيما بعد أن كتيبة المغاوير هذه... الغالبية العظمى من أفرادها هم من العرب... واصول هؤلاء العرب هم من العراق... قولا واحدا لاثاني له... نعم أصولهم كما أصول ثمانين أوتسعين بالمائة من عرب الكويت هم من العراق ومن الزبير والبصرة تحديدا... إنسى قوم بوهشتة بشتة ومن تجنس بعد عام 1990 من باقي العرب بجنسيتهم من اخواننا أهل بلاد الشام وغيرهم... أنتا تريد الاصل... الأصل يقول إن العرب في الكويت هم من العراق... شاء هذه الحقيقة من شاء وأبى من أبى...

 

المقاومة الكويتية للجيش العراقي العظيم حصلت نعم... لكن...وهنا السؤال... هل كانت مقاومتهم لجيشنا مثل مقاومة رجالنا للمحتل الصهيوصفوي أمريكي؟؟ هل فعلا أسقطوا لنا خمسين طائرة!!!! تصوروا أيها القراء... خمسين طائرة مع بداية الساعات الأولى لدخول جيشنا إلى مشارف المطلاع!! كما يتبجحون في هذه الايام بهذه المقولة التافهة!!! أسقطوا لنا خمسين طائرة مع الساعات الاولى لفجر الثاني من أغسطس!!! والغريب أنهم لم يجرؤوا على قول هذا حين كان العراق عراق ما قبل التدنيس والاحتلال... بدأت هذه المقولات بعد الاحتلال وبعد اغتيال الشهيد رحمة الله عليه....

 

سبحان الله... الفرس في مواقعهم على الانترنت وإعلامهم وفضائياتهم يتبجحون بالانتصارات علينا أيام القادسية الصدامية المجيدة... وقوم ولاد الصباح يسيرون على نفس الخط... وكأن هناك اتفاق بينهم علينا... وهو أكيد على كل حال...

 

طيب....

لنقرأ ما قاله الفريق رعد الحمداني – كان أحد قادة القوات العراقية التي دخلت إلى ارض الكويت – يقول في كتابه قبل أن يغادرنا التاريخ، وفي الجزء الحادي عشر منه... ونشرته شبكة البصرة والمنصور من قبل:

 

حال وصولنا الى وادي اللياح وجدنا مقاومة بسيطة من وحدات لواء المشاة الالي السادس الكويتي... فجرت معركة سريعة معه انسحب بعدها الى الفور وترك مواضعه... ثم شاهدنا سرية دبابات من اللواء 35 المدرع الكويتي نوع جفتن بريطانية الصنع... وما ان شاهدونا حتى لاذوا بالفرار بعد ان أطلقنا بعض الطلقات التحذيرية.... وترك الجنود دباباتهم وحمدت الله انه لم ترق دماء وأننا أنجزنا المرحلة الاولى بنجاح... وحينما التفت الى اليسار رصدت بمنظاري مجاميع من لواء المغاوير رقم 80 الكويتي تلوذ بالفرار.. وأخرين يفترشون الارض جلوسا... فأشرنا لهم بالاعلام بترك المكان... ففعلوا...

 

في الساعة 09:30 وصلنا الى فندق المسيلة...... ثم وصلت كتيبة دبابات القائد والفوج الثالث قوات خاصة حرس جمهوري، الذي هبط بواسطة الطائرات على هضبة المطلاع فجر نفس اليوم... فانطلقت سريعا في طريق الخليج العربي الحولي رأس الارض للالتقاء بجحفل معركة الفارس الذي أخذ بتدمير سرية مدرعات حماية القصر الاميري (السيف) حين اصرت على القتال....

 

وعند وزارتي الدفاع والداخلية كان هناك مقاومة شديدة... لكن عالجنا الامور بروية قدر الامكان مع تقديم الاسناد للواء السادس عشر قوات خاصة... واشرت عليهم انه من الافضل اعطاء المقاومين فرصة الهروب... مع الاشارة الى ضرورة حماية الفنادق والاسواق الثمينة واغلاق مداخلها....... وبعد أزاحة المقاومة قرب السفارة العراقية تم الاتصال بجحفل الفارس في رأس الارض.... ثم اتخذت من الساحة الامامية لنادي بدع البحري مقرا لنا....

 

بعد ظهر نفس اليوم اصبح لوائي بإمرة فرقة نبوخذ نصر حرس جمهوري بقيادة العميد الركن محمود دهام، والتي صارت مسؤولة عن العاصمة.... وتم في ذلك اليوم القضاء على بعض المقاومات الطفيفة هنا وهناك... وخاصة في منطقة وزارتي الداخلية والدفاع.. بعدها اصبحت كل الاراضي الكويتية تحت سيطرتنا التامة، بما في ذلك القاعدتين الجويتين احمد الجابر جنوب الكويت، وعلي السالم على طريق السالمي....

 

وحين أعددت أنا بحثا عن دور آل الصباح في المؤامرة على العراق... تحدثت عن هذا الأمر بالذات، استندت الى معلومات من ضابط كان على رأس إحدى الوحدات المقاتلة، وهو ابن عمي... وقلت يومها في الجزء الرابع من ذلك البحث:

 

........ وفي منطقة الجهرة الواقعة في غرب مدينة الكويت، كان هناك معسكرا ‏لوحدة يطلق عليها اسم كتيبة المغاوير الخاصة، التي وللأمانة قاتلت ببسالة للدفاع ‏عن معسكراتها ولكنها مع الأسف تكبدت خسائر جسيمة، وحين أوقف رجال الجيش العراقي من تبقى من عناصر هذه الوحدة، اذا بهم كلهم عرب ومن اصول عراقية خالصة، ومن البصرة بالتحديد، بل ان قائدهم نفسه كان لايتحدث الا اللهجة العراقية.... (فعلق أحد ضباط الجيش العراقي قائلا : لان اصولهم عراقية قاومونا ببسالة، أما ذوي الاصول الفارسية وقوم ابو هشتة بشتة فقد هربوا الى السعودية)... للمصادفة استطاع رجال الجيش العراقي ‏حصر أكثر من مائة وخمسين فردا من هذه الكتيبة امهاتهم عراقيات، فأخلوا سبيلهم....

 

هذه هي المقاومات التي نقلت من القادة العسكريين للشهيد رحمة الله عليه فأشاد بها... فما الضير في ذلك؟؟؟ فلا شك ولا مزايدة أبدا أن الشهيد رحمة الله عليه كان عربيا محبا للعرب حتى النخاع.... فإذن الصورة كانت أن شخصا عربيا حتى النخاع أعجبه أن ظهرت بطولة من أناس عرب رأوا جيشا قادما إلى ديارهم فقاوموا بما استطاعوا وإن تفاوت العدد والعديد بين جيشين... فالمهم أن العربي لم يخف وقاوم.... فهل تحتاج هذه الكلمة إلى كل هذا اللغط وهذا التشكيك وهذا الصراخ ؟؟.. بل وصل الأمر أن شككوا بعراقية خليل الدليمي لأجل هذه الكلمة!!!!

 

للأسف.... بعض الناس تلبسهم السخافة والتفاهة كما يلبسهم الثوب.... هؤلاء من يقال عنهم أنهم يبحثون في القشور ويتركون الجوهر... تقدم لأحدهم فواكه طازجة، فيقوم برمي الفاكهة ويأكل قشورهاـ ثم يعيب عليك أنك لم تقم بواجبه على ما يرام!!!!!

 

المهم.... نتابع....

 

سألت الرئيس عن مفاوضات جدة بين الوفدين العراقي والكويتي... وقلت له أن السيد عزة الدوري كان متشددا في المفاوضات، فأجاب: أخي أبوأحمد أبدى الموقف المتشدد بناء على توجيهاتي، وكان الغرض من ذلك دفع الكويتيين لحل النزاع سلميا وعدم التمادي في تأزيم الحالة بيننا... يشهد الله أن أبوأحمد لم يكن من المتشددين في هذا الموضوع ولم يحرض ولم يدفع باتجاه الحل العسكري....

 

في الصفحة 112 من الكتاب يوجد حاشية حول أزمة 1990، تقول مايلي: إن آمر لواء كويتي مدرع آمر افراده بدخول الأراضي السعودية والاحتماء بها، فالتقطت الصور الاقمار الصناعية وأجهزة الاستخبارات الامريكية على أن هذه دبابات عراقية ضمن قوة تنوي مهاجمة السعودية... ثم قامت بتزويد السعودية بهذه الصور المحرفة لتأليب الرأي العام ضد العراق... ونجحت في ذلك... رغم أن السعودية بذلت قصارى جهدها لمنع وقوع الكارثة وكانت تنوي التبرع بثلاثين مليار دولار للعراق للخروج من الكويت... لكن فشلت كل تلك الجهود بالإضافة الى جهود أخرى بذلتها دول عربية.... عدا عن أن منشورات قدمها بعض المقربين للرئيس كانت في معظمها بعيدة عن الحقيقة والواقع... ما جعلت الرئيس يتشدد في موقفه الرافض للانسحاب...

 

لكن الفريق رعد مجيد الحمداني في كتابه: قبل أن يغادرنا التاريخ، وحين يتحدث عن دخول الجيش العراقي الى الكويت يتحدث عن هذه الدبابات فيقول:

 

نشير إلى أن الحجج الملفقة التي استند اليها "الوغد" تشيني عن تهديد عراقي محتمل للسعودية ظهرت دلائله من خلال صور جوية لعدد من الدروع العراقية المتجهة صوب الحدود السعودية، ما قد يشير الى بداية هجوم عراقي قريب لاحتلال السعودية!!!!!! وحقيقة الامر ان الصور كانت تعود الى ثماني دبابات كويتية من اللواء الخامس والثلاثون المدرع.... كانت جنازيرها قد غرزت في أرض رملية رخوة جدا خلال هروبها من مواجهة الجيش العراقي!!! وحين تأخر اخلاء تلك الدبابات بقيت في مكانها..... ألامر الذي أغضب الشهيد صدام..... فأحيـل على التقاعد من جراء هذه الحادثة كل من العميد الركن بشار أيوب قائد الفرقة الخامسة، والعقيد الركن سامي أحمد آمر اللواء السادس والعشرين المدرع.. لتقصيرهما في اخلاء الدبابات... ((ص 226))...

 

 

دور إيران في تأزيم قضية الكويت...

 

فلينتبه المستعربون أصحاب الأقلام المأجورة الغارقة بالتومان الفارسي، والمدافعون عن مجوس الفرس الكسرويين والهائمين حبا وغراما وعشقا بملالي العار القابعة في حوزات العار إلى الفقرات القادمة....

 

عندما كانت وفودنا تزور إيران من باب حسن النوايا لتسوية كل ما يتعلق بالمشاكل بيننا، كان المسؤولون الايرانيون وعلى أعلى المستويات يؤكدون رفضهم لأي تدخل خارجي لكنهم كانوا يقولون إنه ليس من مصلحة إيران خوض حرب جنبا إلى جنب مع العراق ضد أمريكا، لكن إذا قامت أمريكا باستفزاز إيران فمن الممكن أن نقف مع العراق لاحقا... وأن على العراق الصمود بوجه أمريكا وأنهم مستعدين لاستقبال الطائرات الحربية العراقية لتجنيبها أية ضربة استباقية محتملة قد تشنها أمريكا ضد العراق... وحسب تعهد مسؤولي ايران فإنهم سيسمحون لنا باستخدام هذه الطائرات في صفحة التصدي الثانية... وقدموا لنا وعودا كثيرة من باب حسن النوايا... لكنهم فرس... ولايمكن الوثوق بهم أبدا... وأثناء الحرب لم يكتفوا بالوقوف ضدنا، بل أعترضوا الجيش العراقي المنسحب واعتدوا عليه من خلال حرسهم الثوري... وسمحوا للعصابات والغوغاء بالدخول إلى العراق وحرق محافظاته الجنوبية والوسطى، وكانوا يشاركون مشاركة فعالة في تدمير العراق، وحين طلبنا منهم أثناء العدوان إعادة الطائرات للتصدي لأمريكا رفضوا... وما زالوا يحتجزونها حتى الآن... لهذا أسمينا تلك الصفحة صفحة الغدر والخيانة... أي غدر إيران وخيانة بعض المغرر بهم...

 

وحين سألت الرئيس عن معنى قوله غدر الغادرون الذي ورد في خطابه يوم بدء العدوان على العراق في 17/1/1991 قال: رغم التهويلات الاعلامية التي شنت علينا آنذاك إلا أن أمريكا كانت تبعث لنا رسائل شفوية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق وسطاء حاولوا حل الازمة بين العراق وأمريكا قبل دخولنا الى الكويت... تؤكد في تلك الرسائل أنها لن تتدخل في قضايانا العربية، لكنها نكثت بوعودها وغدرت بنا... لذلك قلناها في البيان الاول... غدر الغادرون...

 

في حربنا الدفاعية مع ايران كانت هي خط المواجهة الاول نيابة عن الامبريالية الامريكية، ولم تخدعنا الشعارات الدينية الزائفة التي اراد الخميني ايهام من توهم بها... كانت امريكا تريد اضعاف العراق وتدميره... وكانت تزود الطرفين بالمعلومات لإطالة أمد الحرب، فضلا عن أنها هي والمخابرات الغربية من أوصل الخميني الى سدة الحكم ودعمته بالمال والسلاح... حتى الكيان الصهيوني وقف بكل ما يملك من أسلحة وخبرات مع إيران.... وأذكر ما قاله كسينجر في مذكراته: إنها أول حرب في التاريخ أردناها أن تستمر أطول مدة ممكنة ولايخرج منها أحد منتصرا....

 

الانتفاضة الفلسطينية...

 

في غمرة حديثنا عما حصل عام 1991 فاجأني الرئيس بسؤال: شخبار اخواننا في فلسطين؟؟ فأفضت بالحديث عن الوضع الفلسطيني ولكنني لم أخبره برحيل الرئيس عرفات... فقال: أعرف جيدا الشعب الفلسطيني ولن يهدأ لي بال حتى تعود حقوقه المشروعة كاملة... إن قضيتهم هي قضية العرب جميعا ومن يفرط بها هو كمن يفرط بعرضه... لقد حاولوا مساومتي في هذا الموضوع عبر قيادات وشخصيات عربية قائلين: نريد منك كلمة ولا نريد اتفاقا الآن... كانوا يريدون مني اعترافا بالكيان المزعوم... وقالوا ان الاعتراف بالكيان يعني انتهاء الحصار المفروض على العراق وعودة العلاقات الى طبيعتها مع أمريكا... إنني أدرك أن من يتنازل عن تراب وطنه فإنه سيتنازل عن شرفه وكرامته ولن تبقى لديه خطوط حمراء....

 

في الصفحات 118 – 119 يوجد صور للشهيد صدام: واحدة في أحد مؤتمرات القمة العربية ويظهر خلفه الكبيران: المرحوم سعدون حمادي، فقيد العروبة الاول، والثاني القائد الاسير الشهيد الحي طارق عزيز... وفي الثانية صورة الشهيد مع جاك شيراك، والثالثة يظهر مع الشهيد أبوعمار رحمة الله عليهما...

 

يتبع....

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور