لماذا تفجر حكومة المالكي الوضغ مع سوريا الان !؟

 
 
 
شبكة المنصور
د. يوسف اليوسفي
بعد يوم الاربعاء الدامي في بغداد والتفجيرات التي استهدفت بعض الوزارات ( السيادية ) ويقصد بها وزارتي الخارجية والمالية اضافة الى التفجيرات الاخرى وقبل هذه الجريمة النكراء سبقتها جريمة السطو على مصرف الزوية انكشف مخطط الحكومة العميلة واحزابها التابعة لايران بشكل لا يقبل الشك والتأويل بان وراء هذه الجرائم اياد خفية خبيثة تسعى لجر العراق مرة اخرى الى حرب طائفية داخلية وكذلك انكشف (المستور) عن سر خطير جدا هو وقوف دولة جارة ذات مكانة عسكرية ومادية وراء هذا الفعل الاجرامي فهي من قام بالتخطيط والتدريب والتمويل والتسليح والتنفيذ، وقامت اجهزة الامن العراقية والميليشيات بتسهيل هذه المهمة ولهذه الدولة مصلحة كبرى في اشاعة الفوضى الطائفية والقتل والتهجير من جديد في العراق وخصوصا قبل الانتخابات القادمة لتصنع العصا في عجلة من يعارض هذه الحكومة وعلاقاتها المشبوهة بايران، وهذا ما كشفه رئيس جهاز المخابرات العراقي المستقيل محمد الشهواني اذن فايران والحكومة العراقية التابعة لها هم من يعنيهم الامر اكثر من اية جهة اخرى بعد ان خسرت جميع احزاب السلطة مصداقيتها وفرصتها القادمة في البقاء على كرسي الحكم لدورة انتخابية ثانية ولتعزز هذه الاحزاب وجودها من جديد في ادارة الحكومة وعدم تضييع الفرصة مرة اخرى واستلامها من المالكي كي تستطيع احزاب الائتلاف الجديد والمتمثلة بالمجلس الاعلى ومن أئتلاف معه كما حصل في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة ... برغم ان المالكي وحزبه وائتلافه القادم يلعب على نفس الوتر الذي تعزف عليه امريكا وايران ولكن هذا الاختلاف فيما بينهم لا تفرقهم عن الهدف المركزي الاول وهو احتفاظهم بالسلطة وعدم التفريط بها في الانتخابات القادمة ولهذا كان سيناريو ( الاربعاء الدامي) معد بكل دقة واتقان وسياسة خبيثه من قبل هؤلاء الاحزاب سواء التي في السلطة او التي خرجت منها ( بشكل تكتيكي) منظم لتعود الى السلطة بثوب جديد واستراتيجية تخريبية جديدة، اذن بالتاكيد وعلى ضوء نتائج الانتخابات السابقة التي أخفق بها المجلس الاعلى وجميع من خرج من الائتلاف السابق ( عدا المالكي) ورفض المالكي ( وهذا تكتيك اخر) الدخول في هذا الائتلاف جعل ايران تعيد حساباتها مع اصدقاء الامس من الدول العربية ومن حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي فكان هذا المخطط الرهيب ومخطط اغتيال المالكي مسرحية جديدة يعدها الائتلاف الجديد بكل مكوناته تدعمهم ايران بكل ما اتيت من امكانات والاسباب التي تقف وراء هذه التفجيرات واتهام سوريا والبعث وتدويل الجريمة كله يصب في خندق واحد وخلفه اسباب كثيرة منها:


(1) ان ايران والحكومة الحالية متأكدتين ان العلاقة السابقة مع سوريا لن تجلب الشك للجميع بان ايران سوف تقدم على مثل هذا الفعل الشائن .


(2) اتهام البعث بهذه التفجيرات يحجم الحزب في العملية السياسية القادمة لان الحكومة وايران اكثر ما تخشاه هو ( عودة البعث وبطريقة مشرفة لا عن طريق التحالفات مع امريكا ) والمساهمة الفاعلة في بناء العراق وطرد المحتل .


(3) الامر الاكثر خطورة على الحكومة العراقية العميلة يكمن في تواجد مليون ونصف المليون عراقي تحتضنهم الجارة العزيزة سوريا وهؤلاء يشكلون خطرا كبيرا في الانتخابات القادمة والسبب ان هذا العدد من العراقيين المهجرين والمشردين من بلدهم على يد هذه الحكومة واحزابها وميليشياتها سوف يجيرون اصواتهم الاتخابية ضد من كان السبب في تهجيرهم علما ان هذا العدد سوف يوفر حسب الاطلاعات الاخيرة ( 12) مقعدا في البرلمان القادم وهذا سوف يربك احزاب السلطة ومن تحالف معهم من الاحزاب الكردية وغيرهم ... !


(4) الامر الاخر ان تواجد العراقيين المسفرين من العراق والايرانيين المؤيدين للمالكي في سوريا اخذ تأثيرهم المستقبلي على الانتخابات في تناقض والسبب الرئيسي في ذلك هو عزوف الكثير منهم عن التعامل مع هذه الحكومة والاهم هو ان العراقيين الجدد والبالغ عددهم كما قلنا مليون ونصف المليون سوف يشكلون عامل ضغط لافشال دعم هؤلاء المؤيدين لايران في الانتخابات وهذا اكثر ما تخشاه الحكومة العراقية الايرانية بأمتياز .


(5) التقارب العربي مع العراق اخذ يزعزع المخططات الايرانية ونهج الحكومة العميلة لانهما يريدان ابعاد العراق عن حاضنته الامة العربية .


(6) اتهام سوريا والبعث اكذوبة لا يصدقها ( اللبيب) الذي من الاشارة يفهم الان من مصلحة سوريا استقرار الوضع في العراق وخصوصا ان سوريا بدأت تعيد حساباتها وعلاقاتها السابقة مع الدول العربية التي قاطعتها من جهة ومن جهة اخرى بدأت تعيد النظر بعلاقاتها مع ايران مما سبب رفضا سوريا عربيا لكل تدخل ايراني في شؤون العراق اضافة الى ان حزب البعث لا يقتل ابناء شعبه .. وان المقاومة العراقية الباسلة تقاتل المحتل وتريد طرده وعملاءه من ارض العراق الطاهرة.


(7) تحجيم دور (حزب الله) في لبنان وانسحاب سوريا منه اثار حفيظة ايران وجعل دورها في المنطقة العربية خطر ومكشوف ناهيك عن انكشاف دورها في فلسطين واليمن .


(8) الموقف العربي الصميمي تجاه ايران من ( المسائل الطائفية) وتصدير ثورتها الاسلامية المزعومة افشل مخططاتها التي كانت تعول عليها الكثير .


(9) ايران تحاول جاهدة بالضغط على امريكا من خلال اثارة ( الفوضى الطائفية) لكي تخفف من ضغط امريكا على ايران فيما يخص القضية النووية .


(10) محاولة ايران امتصاص الغضب العارم للجماهير الايرانية وتصدير هذه الفوضى الى العراق لانها تريد من خلال هذا معاقبة الشعب العراقي اولا وامريكا ثانيا لانها متهمة لدى ايران بانها هي صاحبته ( مشروع الفوضى الايرانية) ، وهذا تكتيك اخر يضاف الى التكتيك الامريكي الايراني المشترك .


(11) تصاعد الموقف الاوربي الحازم من قضية المفاعلات النووية الايرانية ، وتهديد المنظومة الاوربية ومعها مجلس الامن ، لعرض عقوبات جديدة ضد ايران ، واتخاذ روسيا موقفا داعما للموقف الامريكي الاوربي ضد ايران والذي كان سابقا يدعم ايران مما دفع ايران لان تحد من حدة التوتر الامني وتصعيد الموقف داخل العراق بهدف احراج امريكا وحكومتها العراقية المزدوجة الاداء


(12) استقرار الوضع في لبنان وتشكيل حكومة ( الوحدة الوطنية الجديدة) منها حزب الله ( محدود الامكانيات) للاخافة في الانتخابات السابقة ، شل حركة ايران على الساحة العربية ، ناهيك عن موقف عربي ضد انتشار افكار الهدامة للمجتمع العربي جعلها تتخبط في مسارها التأمري .


(13) تفجير الوضع الامني في العراق هو ( ذر الرماد في العيون ) بان ما تسميه بـ ( الارهاب) هو المسؤول عن التفجيرات ، بات لا يشكل قناعة لدى الكثير من السياسيين والجماهير العراقية والعربية .


(14) حرب المياه من قبل ايران ضد العراق وشحه المياه وزيادة الملوحة في شط العرب ، جميع هذه الامور جعلتها ايران ورقة ضغط على الشعب العراقي ، لتدفع الحكومة المالكية واحزابها لتتمسك بالسلطة لفترة ثانية وتعمل على اثارة عامل ضغط مضاف على وضع العراق المتدهور وموقف الحكومة العاجز عن معالجة ومحاسبة ايران يدخل في باب التضامن والتعاون بينهما .


(15) وسبب مضاف اخر هو ان ايران شعرت ان سوريا اخذت المسار العربي الصحيح مع بقية الدول العربية لانقاذ العراق من الاحتلال الامريكي والغزو الفارسي ، فعليه ومن باب اولى بالنسبة لايران ان تعاقب سوريا بأتهامها انها وراء ايواء ( الارهابيين) وتسللهم الى داخل العراق !!!


(16) ثبت بما لا يقبل الشك ان هنالك اربعة خطوط لتنظيم القاعدة ، الاول بزعامة بن لادن وهذا الخط وحسب ادعائهم هو ( لمحاربة المحتل وعملاءه في افغانستان ومناطق اخرى فقط) اما الخطين الثاني والثالث فتدعمهما ايران بالدعم المادي والمعنوي والتدريب العسكري وهذان الخطان هما وراء احداث التفجيرات والفوضى الخلاقة في العراق او اية منطقة يراد اثارة الفتنة الطائفية فيها اما الخط الرابع فهو( صناعة) امريكية صهيونية ، وهذا الخط له تنسيق واشراف وتنفيذ من قبل الجناحين الايرانيين سابقي الذكر وايضا يصبان في التوجهات الايرانية لضرب الدين الاسلامي الحنيف واثارة الفتن في عموم الشرق الاوسط والدول الاسلامية .


والمعلومات الاكيدة حول تفجيرات الاربعاء الدامي وما لحقها من جرائم كانت كسابقاتها تنفيذا وتخطيطا من افكار ( قاعدة) ايران . فالسؤال المشروع المراد طرحه هو ما مصلحة سوريا لدعم هذه التفجيرات ؟ وما مصلحة حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق من هذه التفجيرات ؟ وما علاقة تواجد العراقيين المشردين من بلدهم والمهجرين بسبب الاحتلال والعنف الطائفي بهذه التفجيرات وهم يعلمون ان النتيجة السلبية سوف تنعكس على سوريا البلد الذي اواهم وظيفهم ؟ وهل يجوز توجه هذه التهم الى سوريا وغيرها جزافا ؟

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٠ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢٧ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور