عرض كتاب المحامي خليل الدليمي

( صدام حسين من الزنزانة الأمريكية هذا ما حدث )

﴿ الحلقة السابعة ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

الفصل الثامن

قصة الاعتقال

 

الفصول الماضية كنت أدرجها بشكل شبه كامل، فلا شك كان فيها بعض المعلومات الهامة التي كان لابد للقاريء العراقي والعربي من الاطلاع عليها وخصوصا حول ما يتعلق بيوم تدنيس بغداد واللغط الذي أثير حوله.... لكن اعتبارا من هذا الفصل سأقوم بالإيجاز والتركيز على النقاط المهمة...

 

يقول الشهيد:

 

لقد عرفنا الاعداء قبل الاصدقاء، مناضلين منذ شبابنا قبل وبعد عام 1959 وجئنا الى السلطة من خلال نضالنا، واختارنا الشعب لنكون في مقدمته، ولم تأت بنا الدوائر الامبريالية ومخابراتها، وخسيء من يقول ويدعي غير ذلك.... ولو أتت بنا أمريكا أو ربيبتها الصهيونية لما كان حالنا كهذا الحال الذي نعتز به، وسنواجه الله بقلب نظيف ويد نظيفة إن شاء الله... ولو كانت أمريكا ودوائرها هي التي أتت بنا إلى السلطة، لفضحنا الله منذ أول يوم تصدينا لها، لكننا والحمد لله نتحداها أن تقول ما يسيء لتاريخنا العظيم...... (صدام حسين في المعتقل)....

 

في الصفحة 153 إلى الصفحة 161 من الكتاب، يروي المحامي خليل للشهيد رحمة الله عليه قصة اعتقاله كما أوردتها وسائل الاعلام الأمريكية والمستعربة المتعاونة معها... وهي المسرحية الهزيلة التي قرأناها جميعا... عن الحفرة.... والمرافق الشخصي كيف اعترف تحت التعذيب.... وما إلى ذلك من فبركة هوليودية قصد بها الإساءة للشهيد رحمة الله عليه.... كذلك أقحموا في روايتهم اسم القائد العراقي الشهم طارق عزيز، والمرافق العقيد محمد ابراهيم المسلط، الذي كان أحد أفراد الحماية الخاصة بالشهيد....

 

لكن الشهيد يروي قصة اعتقاله، فيقول للمحامي خليل بعد أن استمع منه للرواية الأمريكية...

 

الأمريكان أساتذة في الدبلجة، وكنت على ثقة بأنهم سيحرفون الحقائق... فقد أرادوا أن يقدموني للعالم بطريقة غير لائقة ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم ويقولوا للعرب هذا هو بطل قوميتكم... وقد رأينا ما فعلوا بالجنرال مانوييل نورييغا حين أنزلوا قواتهم في بنما... كيف اختطفوه وشوهوا صورته... والاسم الذي ذكرته (المسلط) بأنه هو الواشي، لدي ثقة كبيرة فيه، الأمريكان يريدون خلط الأوراق والتمويه على الخونة الحقيقيين الذين سلموني للغزاة...

 

كنت أتردد على دار أحد الاصدقاء في قضاء الدور (محافظة صلاح الدين)، اخترت هذا المكان لأنه المكان ذاته الذي لجأت إليه في عام 1959 وعبرت نهر دجلة عندما شاركت بالهجوم على عبد الكريم قاسم، وهو يقع على نهر دجلة وبالقرب من أحد القصور الرئاسية في الضفة الثانية... كان صاحب الدار صديقا أثق به ثقة كبيرة وهو قيس النامق، وكنت آنذاك أصطحب اثنين من أفراد حمايتي المقربين حتى لا أثقل على صاحب الدار ولكي لاتكون الدار هدفا مرصودا للقوات الامريكية..... ودرءا لأي طاريء، قمنا بوضع دراجة نارية وحصان وزورق جاهز في نهر دجلة أمام الدار لكي نستخدمها عند الحاجة... فإذا جاء الأمريكان من الصحراء نقوم باستخدام الزورق، وإذا جاؤوا من جهة النهر أو الشارع نستخدم الحصان ونسلك الأراضي الزراعية، وإذا ما أتو من الأراضي الزراعية يمكن أن نستخدم الدراجة النارية ونسلك الصحراء... وقد أعددنا العدة لكل حالة...

 

ثم....

 

وزيادة في الحذر، قمنا بإنشاء ملجأ تحت الأرض كي نلجأ إليه في الحالات الطارئة... يشبه الملاجيء التي كنا نساعد العراقيين في إنشائها وقت الحرب الإيرانية....

 

كنت أمضي وقتا في هذا البيت أكثر من أي مكان آخر... في أحد الأيام كنت في مكان بعيد، بقيت فيه لعدة أيام أتفقد بعض فصائل المقاومة وبعض دور العراقيين.... عدت لهذه الدار وأنا منهك من التعب، كان الوقت عصرا، فأخذت المصحف الشريف وقرأت بعض الآيات وبقيت حتى الغروب، كانت زوجة الصديق تعد لنا الطعام، وعندما حان وقت الصلاة أطبقت المصحف واتجهت إلى مكان الصلاة، فإذا بصاحبي يأتي راكضا من خارج الدار صائحا: لقد جاؤوا، مكررا هذه العبارة عدة مرات... فتساءلت عمن يكونون؟ فأجاب: الأمريكان!!!!

 

نزلت على الفور إلى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الأمريكان مكاني، فقبضوا علي من دون أية مقاومة مني، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم والسبب هو أنني قائد... ومن جاؤوا كانوا جنودا، وليس من المعقول أن أشتبك معهم وأقتل واحدا أو أكثر منهم وبعدها يقومون بقتلي.... فهذا تخل عن القيادة.... والشعب وضع ثقته فينا رئيسا وقائدا وليس جنديا.... لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى أنتصر عليه أو أموت...

 

قبل القبض علي تكونت لدي عدة ملاحظات على صديقي صاحب الدار... فقد بدا لي شارد الذهن وبدأ وجهه يتغير وتصرفه غير طبيعي... ومن شدة ثقتي به لم يساورني أدنى شك في احتمال أن يغدر بي... بدا لي في بعض اللحظات أنه خائف ومرتبك... مع الاسف ركب الهوى وتبع الشيطان... وربما الغنيمة التي وعده بها الأمريكان... أما أنا فلم أكن أملك مبلغا كبيرا من المال لأتحسب للخيانة مكانا... كل ما كان معي هو مليون ومئتان وثمانون ألف دولار أدير بها بعض عمليات المقاومة... لذا، عليكم أن تخبروا العراقيين بأن قيس النامق وإخوانه هم الذين وشوا بي...

 

وأنفي كذلك ما قيل حول تعرضي للتخدير، فهذا جزء من مسلسل الكاوبوي الامريكي، والحقيقة أنني لم أكن مخدرا، ولم أتناول طعاما أو شرابا لا في الايام الاولى لاعتقالي ولا بقية الايام... وما يتعلق بكلام حول نقلي إلى أمريكا، فإنني لم أتناول أي شيء أفقدني الذاكرة أو أية مادة منومة... ومكاني لم يتغير سوى أنني انتلقت الى المكان الثاني حيث كنت في البداية قريبا من ساعة بغداد حيث المعتقل الاول... وأنفي ما قيل حول نقلي إلى جزيرة سانتياغو....

 

المكان الوحيد الذي انتقلت اليه هو مستشفى بن سينا، حيث أجريت لي عملية فتق بدون تخدير ليسببوا لي آلاما شديدة، إلا أنني تحملت بصبر كبير... كانوا يريدونني أن أضعف إلا انني قمت ومشيت بعد العملية بشكل طبيعي متحديا ظلمهم... وقلت لهم: هذه هي انسانيتكم وديمقراطيتكم!!! ثم إنهم كانوا ينقلونني إلى المستشفى حين تستدعي حالتي الصحية ذلك... وأكرر ولدت في العراق وسأبقى فيه وأموت وسط شعبي، ولن أخرج من معتقلي إلا إلى حيث اختارني ربي...

 

تاريخ اعتقالي كان يوم 12/12/2003 وقبض علي قبل صلاة المغرب... أما صورة النخلة والتمر التي أظهرها الامريكان فقد كانت حقيقية وليس هذا أمرا عجيبا، فالعراق زاخر بأنواع مختلفة من التمور التي يتأخر ثمار بعضها في النضوج، وبعضها يبقى كزينة على الشجرة لعدم حاجة أصحابها إليها...

 

((لاحظ الوثيقة بخط الشهيد رحمة الله عليه والاسماء التي فيها واستمع للتسجيل المرفق))....

 

الاعتقال والتعذيب وأول الزائرين...

 

حين ألقوا القبض علي مباشرة سمعت أحدهم يقول بوش يسلم عليك... ثم قام مترجم أمريكي يتحدث اللهجة العراقية وانهال علي بالضرب المبرح والعبارات البذيئة... وأخذ الجنود الأمريكيون ينهالون علي بالضرب بأعقاب البنادق... ثم اقتادوني بطائرة عمودية إلى بغداد حيث استمر تعذيبي بطريقة غير معقولة...

 

كانت ذقني طويلة وكذلك شعر رأسي... وعندما أحضروا الطبيب بدأ يفحصني، وكنت أشير له على فكي إذ توقعت بأن فكي قد كسر من شدة الضرب... وكان يبحث في فروة رأسي عن كدمات حدثت من شدة التعذيب.... كنت منهكا جدا... فالموقف لم يكن سهلا أبدا... ثم حلقوا شعري وذقني....

 

وجاؤوا إلى بثلاثة أشخاص عرفت من بينهم عدنان الباجه جي، لأنه كان وزيرا سابقا للخارجية العراقية... وهذا الشخص سياسي... سألني: ما الذي فعلته بالعراق يا صدام؟؟ وبدوري سألته: ما الذي جاء بك مع هؤلاء... أنت رجل سياسي ولك تاريخ؟؟... ثم قدموا الشخص الآخر والذي بقى صامتا لا يتكلم، وهو أحمد الجلبي... اما الثالث فكان (المسخ الصفوي النجس الحقير) كريه شهبوري (المتسمي زورا موفق الربيعي) الذي بقي خارج السور... فقد كان بيني وبينه أسلاك شائكة....

 

بعدها قابلني الجوحي ولم يقابلني غير هؤلاء سوى الامريكان من الحرس والضباط... وزراني الصليب الاحمر وكنت مستاءا منهم لعدم قيامهم بواجبهم كما يجب وفقا لاتفاقيات جنيف... وسلموني رسالتين إحداهما مؤرخة في شهر آب 2004 شطبوا سبعين بالمائة من محتوياتها... وردا على سؤالك....... فإنني لم ألتق بأي من رفاقي ولا أعرف مكان اعتقالهم أو أحوالهم... وقد أبلغني أحد الضباط أن علي حسن المجيد قال عني إنني لم أكن شجاعا... تجاهلت هذا الكلام لأنه من باب الفتنة التي يجب الحذر منها... وهي نوع من انواع الاستدراج في التحقيق....

 

وكانوا يسألونني عن أسلحة الدمار الشامل... وكنت اقول اسألوا أنفسكم... لو كان لدينا أسلحة دمار لما أقدمتم على غزو العراق واحتلاله... ثم سألوني أين أخبيء الـ 36 مليار دولار التي بحوزتي!!!! فقلت: فتشوا في كل مصارف العالم... وانبشوا الارض... فلن تجدوا شيء... تعلمون أن صدام ليس لديه حسابات حقيقية أو وهمية وأنتم على معرفة بوضع عائلتي... وجزى الله خير الجزاء من آواهم وأعالهم....

 

أسئلة سخيفة طرحوها علي..... شعرت خلالها بتخبطهم في التحقيق.... وبأنهم في ورطة حقيقية... لذلك تجدهم يبحثون عن أي حل يحفظ ماء وجوههم....

 

أقول....

 

في الصفحة 163 يذكر المحامي حاشية تقول أن الشهيد زادت شكوكه حول قيس النامق حيث طلب منه وضع بعض الحجارة والعراقيل في الطريق التي تؤدي إلى المرزعة فلم يفعل قيس ذلك رغم تكرار طلب الشهيد، إضافة إلى أن قيس وضع ضوءا كاشفا على سطح الدار قبيل أيام من اعتقال الشهيد، والاموال التي كانت بحوزة الشهيد ووضعها في المرزعة والتي كانت مخصصة لفصائل المقاومة قد فقدت من مكانها....

 

لاشك أن هذا الموضوع ثار حوله الكثير من القيل والقال وكثرة الجدال، وطبعا كيلت الاتهامات للاستاذ خليل حول تعمده "الكذب" في هذا الموضوع واخفاء الحقيقة حول الكيفية التي تم فيها توقيف الشهيد رحمة الله عليه...

 

طيب...

 

دعونا نضع خطوط عريضة نحن متفقين عليها جميعا، وذلك حتى نقطع القيل والقال، ونوقف التشكيك بالاستاذ خليل ونوقف الاتهامات الرخيصة التي طالته وقالت إنه باع الشهيد – حاشاه – وأظهره على غير المظهر الذي نعرفه جميعا.... وكذلك نحاول وضع حد لهذه المقالات التي تنشر هنا وهناك تشكك بوطنية الاستاذ خليل وتلصق به التهم التي ما أنزل الله بها من سلطان... على أنني أنا شخصيا أرجو بعد هذا من مواقعنا الوطنية التوقف عن نشر أي مقالة تطال الاستاذ خليل وتجرحه....

 

الخطوط العريضة تبدأ بكلمة أننا جميعا متفقين على محبتنا للشهيد رحمة الله عليه.... وأننا لانرضى النيل من مقام الذي صار رمزا للعراق وللعروبة وللاسلام قاطبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها....

 

من هنا أسأل:

 

أولا: هل يشك عراقي وعربي بشجاعة رجل اسمه صدام حسين ؟؟

 

ثانيا: هل يشك أحد في أن الذي كان يتجول في بغداد رافعا رأسه غير عابيء بالقصف والصواريخ والطائرات هو صدام حسين أم غيره ؟

 

ثالثا: هل لدى أحد شك في أن الشهيد صدام يكذب أو يعرف الكذب ؟

 

رابعا: هل من مصلحة للشهيد صدام – وهو في عرينه - في أن يروي رواية – خيالية - يظهر بها بطلا اسطوريا وأن عملية أسره احتاجت أمريكا معها لصواريخ ودبابات وطائرات ومئات الجنود و....و...و....

 

رابعا: في أعوام 2004 و 2005 هل كان في الميدان غير خليل الدليمي قريبا من الشهيد رحمة الله عليه؟؟ هل كان لدى أي محامي وكالة من الشهيد في تلك الأعوام؟ وإذا كان كذلك فليتفضل ويبرزها لنا... على أنني في نهاية البحث، سأنشر وثائق ربما تفحم الكثيرين، وخاصة أولئك الذين يتطاولون على المحامي خليل الدليمي...

 

خامسا: ألم يفرح موقف الشهيد الشجاع والشهم أمام ما يسمى بالمحكمة ملايين محبيه فازدادوا اعجابا به ومحبة له ؟؟

 

سادسا: حين عملية الاغتيال... ألم نفرح لهذه الوقفة الايمانية الشجاعة أكثر مما نحزن؟؟ ألم تثلج قلوبنا ابتسامة الشهيد صدام لحظة التنفيذ... والبشرى الالهية التي حلت عليه من الرحمن الرحيم بنطقه للشهادة أكثر من مرة، وأنه كان أسدا شجاعا قويا بمواجهة بضعة خنازير التفوا حوله خائفين منه حتى وهم يغتالوه؟؟

 

إذن... إذا أجبنا عن تلك الاسئلة فإننا متفقين جميعا على أن الرواية التي رواها الشهيد لمحاميه هي رواية صحيحة، وأن علينا تصديق ما قاله الشهيد كوننا لانشك به... صحيح سرت روايات عدة حول كيفية اعتقاله، لكن أعتقد أنه كلها ليس لها مستند كهذه الرواية التي لها مستند بخط الشهيد نفسه... أرجو أن يقرأه القاريء العربي بمتعن شديد...

 

أنا الذي أذكره تماما أنه في ذلك اليوم المشؤوم، خرج على قناة الجزيرة الاستاذ ظافر العاني، الذي كان قبل الاحتلال استاذ جامعيا وبعده صار عضوا في جبهة التوافق، وهو شخص لايشك بوطنيته للامانة، خرج هذا الاستاذ على الجزيرة – الاتجاه المعاكس - ليقول إنه حصل على معلومات من الانترنت تقول إن معركة شرسة دارت لمدة ثلاثين ساعة بين الشهيد وبعض حراسه من جهة وبين القوات الامريكية والمتعاملة معها من جهة ثانية، ولأن القوات الامريكية تكبدت خسائر فادحة من جراء تلك المعركة استخدمت غاز محرم دوليا يشل الاعصاب... ما مكنها من اعتقال الشهيد وفبركة قصة الحفرة!!!! والذي أذكره جيدا أن الاستاذ ظافر قال كلمة ذات مغزى وهي: لماذا أنا لا أصدق أن هذه المعركة حصلت فعلا، بينما يريدوني أن أصدق أن جورج بوش لم يأت إلى بغداد متسللا خائفا متخفيا تحت جنح الظلام... كيف لي أن أصدق أن صدام جبان وبوش شجاع!!!!

 

هذا شيء...

شيء آخر....

 

وردت إلي أنا رسالة من المحامي خليل الدليمي بضمنها رسالة من أحد المحامين عن أبطالنا المعتقلين المرابطين في عرين الشرف، وفي هذه الرسالة تأكيد على أن رواية الشهيد صحيحة، بدليل أنه حين اجتمع يوما قبل اغتياله مع أخوه الشهيد الحي، الشيخ الدكتور أبوياسر، وتبادلا الحديث، فإنه روى له تلك الرواية بحذافيرها... وقام الشيخ أبوياسر بدوره بإبلاغ أحد المحامين المشهود لهم بالوطنية والأمانة هذه الرواية... فقام المحامي بدوره يعزز ما روي في كتاب الاستاذ خليل برسالة يقول له فيها: أبلغني الشيخ أبوياسر أن قصة اعتقال الشهيد هي نفس القصة التي ذكرتها في الكتاب... وقام الاستاذ خليل بإرسال تلك الرسالة كما هي لي بدون أي تعديل....

 

وأنا الآن أورد وللأمانة جزء من هذه الرسالة - التي حذفت بعضها - تقول:

 

اخي العزيز ابا علاء حماك الله

اهديك اجمل التحيات واطيب الامنيات وبعد

 

ارى ان تقوم بكتابة رسالة الى ....... تشكره فيها على اطراءه لك ومحبته واعتزازه وترد له التحية ...... ثم تعرض على موضوع الكتاب ........ وتشير له الى الحملة التي شنت ضدك وتراجع عنها فيما بعد واعتذر من شنها تحريريا وسوف اقوم بسحبها من النت ووضعها بين يديه ....... ان شاء الله واعدك انني سانشرها وازودك  بنسخة ان شاء الله

 

والان اثبت لك ابراءا لذمتك امام الله اولا وامام الراي العام وللتاريخ  ما رواه لي الدكتور سبعاوي ابراهيم الحسن الاخ غير الشقيق للرئيس الشهيد صدام حسين وبالحرف الواحد مؤيدا ماجاء في كتابك هذا ماحدث جملة وتفصيلا بخصوص موضوع الاسر ومكان الاسر ومن وشى به فقال بالنص

التقيت باخي الشهيد قبل اعدامه بيومين

 

وحدثني عن موضوع أسره قائلا:-

ان من وشى به هو قيس النامق واخوانه وهناك شخص آخر  دوري شارك معهم ايضا  وان الامريكان قبضوا عليه في ملجأ  من ضمن مشيدات الدار  واكد لي ان هذه الواقعة حقيقية، وسمعها من الشهيد مباشرة.... هذا ماافاد لي به ...... والله على ما أقوله شهيد

 

ثم...

 

أرسل لي الاستاذ خليل رسالة مطولة... أحببت نسخ بعض فقراتها ليقرأها القاريء العراقي والعربي... تقول:

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الاخ الفاضل د . صباح المحترم

تحية محبه واحترام وتقدير

أخي العزيز

 

.... وقرأت تفاصيل مسهبة عن كتابي يستعرضها جنابكم الكريم في البصره الموقره وموقع المنصور الموقر، وهي شهاده لصالحي ولصالح الحق لانه ليس من المعقول ولا من الشهامه ان اقوم بالتشويه او الافتراء لاسمح الله على رمز اقترن اسمي باسمه وكلما كبرناه وهو كبير فاننا سنكبر به وانا نقلت منه ودونت بشكل مباشر وامامه واحيانا يطلع على اوراق التدوين بشكل مباشر يشهد الله ليس شكا ولكن ليطمئن على تدوين حقائق التاريخ

 

..... حاولت اطراف معروفه بخيانتها للرئيس الشهيد والتي كسرت ظهر العراق وظهر الرئيس أن تدس اشياء لخدمة مصالحها الشخصيه في الكتاب الا انني رفضت ذلك جملة وتفصيلا ولو عرفت حضرتك من هذه الاطراف لوقف شعر رأسك واعتزلت الكتابه ولا  اقتصر نشاطك على معيشة اطفالك , ياأخي ماعرفته انا وتعلمته في الثلاث سنوات العجاف يشيب له رأس الرضيع.....

 

وتكريما مني لك شخصيا كونك ابن عم لي وانا واثق من حرصك علي ان تتناول بعض المواضيع التي حصلت حولها اثاره مثل قصة الاسر والتي وضحتها للاخ ...... والرجل اقتنع وشكرني، ولامانع من ان ارسل لحضرتك تسجيل بصوت الشهيد في المحكمة..... لكني أتمنى من كل قلبي ان لاننبش بمواضيع حساسه ولنتريث حتى يتحرر العراق وتتشكل فيه قياده وطنيه وعند ذاك سأدلوا امامهم بدلوي وبما يعزز الحقائق ويوضح الغموض لاني أرى ليس كل مايعرف يقال..... فالمرحله حساسه كما يمكنك ان تتناول قضية الكويت  لاني واثق انك بعد قرائتك للكتاب أحسست بحجم الظلم والتشويه المتعمد الذي وقع علي ومهما بلغ لن يهز قيد أنمله من عزيمتي.....

 

........ شيطنة الرئيس الشهيد مطلوبه امريكيا بعد فشل اميركا في اقناع شعوبها الثائره على اسباب ومبررات الحرب والعدوان..... ولم يتبقى امامهم الا ان يشيطنوا خليل الدليمي ومن خلاله شيطنه اوتوماتيكيه للرئيس..... وهذا ماتم ابلاغنا به قبل اكثر من عام من شخصيه غربيه جائت لهذا الخصوص الى عمان لتبلغنا بذلك..... وقد ابلغنا الاخ ..... بذلك.....

 

ثم...

 

هذا المسخ الصفوي ذو الاصول الفارسية المجوسية منير حداد، راح يكيل الاتهامات الباطلة الزائفة لفرسان هيئة الدفاع عن الشهيد ورفاقه... وهم تاج رأسه ورأس ملايين من أمثاله وأمثال الذين أحضروه من بلاد كسرى والمجوس... اتهامات زائفه رخيصة.. وهو يعلم قبل غيره ان قرار اغتيال الشهيد هو قرار أمريكي كسروي خميني، وأنه هو بشخصه ماهو الا دمية حقيرة من دمى الاحتلال سيتخلص منها حين تنتهي مهمته... فهو مثل منديل الورق... استخدام مرة واحدة فقط...

 

أنا لا أعتقد أبدا أن فرسان هيئة الدفاع بوارد الرد على حقير مثله، لأنهم كبار، والكبير عادة لايلتفت إلى الحقراء الصغار... إن الشعب العراقي العظيم هو الذي سيحاسب كل من أجرم بحقه وحق رجاله وان غدا لناظره قريب..... هذا السارق الذي سرق أوراق الشهيد من الاستاذ خليل سيقطع الشعب العراقي يديه ويسحله كما سحل أبطال الفلوجة المجاهدة إخوانه علوج الأمريكان من قبل.... (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب)...

 

أما آخر ما لدي... فأقول... أرسل لي الاستاذ الدكتور ناجي، أبومحمد، مقالا مميزا للاستاذ مهند بني هاني، منقول من شبكة الرافدين، الحقيقة لفتت نظري عدة نقاط مهمة في ذلك المقال أنشرها كما هي وعنوان المقال هو: 

 

سبب الحملة على كتاب الشهيد صدام حسين ابرازه مكانة البعث في حياة الأمة

وكشفه خطورة الدور الايراني

وتثبيته لانتقال الشرعية الدستورية والحزبية

للمجاهد عزة الدوري  

 

...... بينما انساق آخرون وراء هؤلاء بحسن نية لا مجال للتشكيك بها دون وعي بحقيقة هؤلاء ودون ان يقرأوا الكتاب ليستطيعوا تقييمه ككل وبشكل دقيق وواع....

 

وبالتالي اختزل كتاب يقارب 500 صفحة بصفحة واحدة بل ربما بسطر واحد يتعلق بقصة اسر الرئيس الشهيد.....

 

ووجدت انه من واجبي ان ابرز بعض الملاحظات الأساسية لجميع من يريد ان يضع تقيما للكتاب :

 

أولا: إن الأستاذ خليل الدليمي – وبالمناسبة أنا لم أتشرف بمعرفته شخصيا -  افتدى الرئيس بحياته وحمل روحه على كفيه عندما تصدر هذه المهمة الشاقة في عراق ما بعد الاحتلال الذي تعيث به الميليشيات فسادا، وما زالت للان حياته مهددة من هذه الميليشيات نتيجة لهذا الموقف البطولي ، وبالتالي ليس لأحد التشكيك بتوجهات الدليمي وبعشقه لصدام حسين الذي يبرز في كل صفحة ان لم يكن في كل حرف في كتابه، وقد كان الدليمي طول فترة عمله كرئيس لهيئة الدفاع وسيلة اتصال الرئيس مع العالم وقد ائتمنه الرئيس في الكثير من الأمور وكتب فيه شعرا يمتدح فيها خصاله وشجاعته ، فكيف لأمرء افتدى رجلا بحياته ان يقلل من صورته وهيبته ؟!! .. في الواقع فالدليمي هو ناقل أمين لما صدر عن صدام حسين ولو شاء ان يدخل نفسه في الكتاب اجزم انه لم يأتي على هذا النحو.

 

ثانيا : إن اختيار الأستاذ خليل لدار المنبر للنشر لنشر كتاب يحمل هذا العنوان هو دليل واضح على توجهات هذا المرء وحسن نواياه وان ليس باحثا عن مصالح مادية كما يزعم البعض، فلو أراد الاستاذ خليل ناتجا ماديا لنشر الكتاب لكان أعطى حق نشره لدار نشر شهيرة وغنية للحصول على مقابل مادي مجزي، فمع تقديرنا واحترامنا البالغ لدار المنبر للنشر في السودان الشقيق إلا أنها لا تقارن بحجم الامكانات التي تمتلكها دور نشر عربية وعالمية كانت لتدفع الملايين للحصول على حق نشر كتاب عن صدام حسين الذي يشغل الوطن العربي من محيطه الى خليجه ويكفي ان نعلم ان الكتاب نفذ من الأسواق بعد يومين من طرحه في الأردن – حيث أقيم – لنعلم حجم الإقبال على كتاب يحمل أسرار حياة سيد شهداء العصر أثناء أسره الى استشهاده وما كان يمكن للدليمي ان يحصل عليه لقاء بيعه لدار نشر كبرى.

 

الاستاذ خليل حصل على مجد لن يفارقه طوال حياته ما عاش على هذه المعمورة بل وسيحمله بعد ذلك ، فالتاريخ سيخلده كرئيس هيئة الدفاع عن سيد الشهداء أثناء أسره على يد قوات الاحتلال وكناقل لمشاعر وأحاسيس وأفكار وآراء الريس صدام حسين رحمه الله في هذه الفترة الحرجة . وقد حصل عليه بظرف تاريخي دون شك لكن بشجاعة نادرة وبفداء كبير سيجعله رمزا لجميع المحامين ومحمولا في ضمير الأمة المؤمنة بصدام حسين ونهجه.....  فهو الناقل الأمين لما ائتمنه عليه الرئيس وهو دور مستمر وممتد لدوره كمحام للرئيس وليس جديدا عليه او قفزا منه في الهواء...

 

للأسف ان جميع من قاموا بتقييم كتاب الأستاذ خليل والتعليق عليه لم يقرأوا الكتاب ولم يتمعنوا في مضامنيه، وما حاول الرئيس قوله لنا على لسان محاميه، بل تم التركيز على نقطة واحدة فيه وهي قصة الأسر، ولهذا لا بد من مناقشة هذه الفكرة وصولا للاستنتاج الذي اعتقد انه سبب هذه الحملة على الكتاب ومؤلفه:

 

ورد في الكتاب وتحديدا في الصفحة 162 منه على لسان الرئيس الشهيد :" .. وعلى الفور نزلت الى الملجأ، وبعد دقائق اكتشف الأمريكان مكاني، فقبضوا علي دون اية مقاومة مني، بل لم أضع في حسابي مقاومتهم والسبب هو أنني  قائد، ومن جاؤوا كانوا جنودا وليس من المعقول ان اشتبك معهم واقتل واحدا او أكثر منهم وبعدها يقومون بقتلي.... فهذا تخل عن القيادة، والشعب وضع ثقته فينا رئيسا وقائدا وليس جنديا.... لكن لو كان بوش معهم لقاتلته حتى انتصر عليه او أموت....

 

هنا كانت النقطة التي تم التركيز عليها وتضخيمها بحيث تلخص بها الكتاب وانبرى بعضهم  للدفاع ان هذا لا يمكن ان يصدر من صدام حسين، لكن لو ناقشنا بهدوء ما ورد على لسان الرئيس نقلا عن الدليمي يمكننا القول انه لا يمكن للعدو فكيف بالصديق ان يدعي ان صدام حسين كان جبانا او ضعيفا، ففي المحاكمة ومن ثم في لحظات الاستشهاد على مقصلة العزة والشرف اظهر صدام حسين شجاعة أسطورية وجعل من نفسه في ضمير أمته رمزا للشجاعة  والصلابة،

 

فإذا استثنينا هذه الفكرة وأنها محاولة لإظهار ضعف الرئيس وخوفه او جبنه فان امتناع الرئيس عن مقاتلة الجنود الذين أسروه لا يقل شجاعة عن لحظة استشهاده بل هو كما جاء على لسان الرئيس تحملا لمسؤولياته كقائد، فالموت يبدو أسهل من الكثير من المواقف التي يستطيع اي كان ان يقدرها للرئيس عند أسره من الاحتلال وازلامه وأذنابه

 

لكنه رضي هذا القدر بصلابة وشجاعة لكي يشجع ويقوي ويثبت المقاومين.... بل بالنظر الى الصورة الأخرى لو استشهد الرئيس لحظة أسره لكنا اكبر الخاسرين ، ونحن هنا اقصد بها الأمة وجميع المؤمنين بها وبمقاومتها ، فقد  حاكم الرئيس جلاديه والعملاء في المحكمة وقزمهم وأحرجهم ومن ثم في لحظات الإعدام اظهر شجاعة وصمودا قل نظيره عزز صورته لدى عشاقه وحجم بها أعدائه الذين حاولوا حتى لحظات الإعدام ان يبينوا الرئيس جبانا وخوافا ، فقد اجتهد الرئيس وأصاب..... ولو فعل ما يرغب بها بعضهم لخسرناه وخسرت قضيتنا التي زادها صموده صلابة ورسوخا قوة.......

 

فلماذا التشكيك بهذه الرواية ولمصلحة من ؟!!!....

 

ليس لمصلحة الدليمي ان يحرف ما رواه الرئيس ونقله عنه بل لو أراد التشويه كما يزعم بعضهم لفعل ذلك في مجمل الكتاب لا في سطر واحد منه.....

 

لكن سبب الحملة كان التشكيك بالكتاب ككل لكي يرفض بمجمله وقبل قراءته وبشكل خاص في نقطيتين أساسيتين وهما برأيي:

 

1.  ما ورد على لسان الرئيس غير ذي مرة من خطر إيران على العرب، ومنها ما جاء في الصفحة 232 من الكتاب على لسان الرئيس :" .. وإيران بالنسبة لنا كعرب، اخطر علينا من إسرائيل، وعلى العرب ان يفهموا ذلك، وكما تعلم هناك حلفا قائما بين إيران واليهود منذ التاريخ .. " فالبعض يسؤه – ولحد الآن للأسف بعد ان كشفت الوقائع حقد الايرانين على العراق والعرب ومشروعهم الحضاري -  ان يقال ان إيران خطر على العراق والعرب....

 

2.  اما النقطة الثانية فهي ما ورد في الصفحة 401 من الكتاب حيث نجد فيها :" وفقا للقواعد الدستورية ونصوص النظام الداخلي للحزب، وكاستحقاق فان السيد عزة الدوري نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب القائد العام للقوات المسلحة قد شغل السلطات الخاصة برئيس المجلس وأمين سر القطر تلقائيا بعد اسر الرئيس

 

وهنالك الكثير مما ورد في الكتاب ويثير البعض ويستفزه مثل كذكر الرئيس الشهيد لميزات حزب البعث ودوره التاريخي فبعضهم يحاول جهده ان يفصل صدام حسين عن حزبه وقيمه ليعرضه كشخص وفرد لا كحامل لمشروع الأمة وكأمين عام لحزب عربي قومي عريق وأصيل .

 

وهناك الكثير الكثير مما ورد في الكتاب ويمكن ان يثير البعض كما تثير البقعة الحمراء الثيران ولذا الأفضل قراءة الكتاب بتمعن بعيدا عن التشكيك وليكن النقد موضوعيا بهدف الإثراء لا التجريح والتصيد، والشكر الموصول للأستاذ خليل الدليمي لدوره البطولي منذ تشكلت هيئة الدفاع ولغاية نشره للكتاب وبعده ..

 

وأقول فقط لأولئك الذين يستحقون ان نناقشهم أصدقائنا ورفاقنا واخواننا الذين حاولوا التشكيك بالكتاب بحسن نية وبدافع الذود عن صدام حسين:

 

" يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين " صدق الله العظيم ( الحجرات أية 6 )

 

 

يتبع .....

 
المرفقات
 

 
 
المرفق الثاني

 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور