في ذكرى استشهاد مولانا الحسين
تعالوا يا إخواني الشيعة أتحدث معكم بالعقل وليس بالعاطفة

﴿ الحلقة الأولى ﴾
 
 
 
شبكة المنصور
د. صباح محمد سعيد الراوي - كييف – أوكرانيا

أتدرون ما الطامة الكبرى... إنكم تندبون مولانا الحسين وهو شهيد سعيد في الجنان، وبعضكم ساهم مع قتلة الحسين في قتل حسيننا الثاني ... حفيده الشهيد صدام حسين رضوان الله وسلامه ورحمته وبركاته عليه وعلى اخوانه الشهداء ... مفارقة غريبة عجيبة .... كيف تندبون الحسين وساهمتم بقتل أحد أحفاده!!!! كيف تقولون لبيك يا حسين وتحمر وجوهكم وأنتم تكررون هذه الكلمة ولا تسيرون على نهجه في الشهادة والتضحية ؟؟ كيف ترضون أن تسيل الدماء منكم بسبب الضرب بالسيوف والقامات ولا ترضون أن تقدموا أرواحكم فداءا لله والدين والوطن وتلتحقوا بركب الحسين مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين عبر الجهاد .... الجهاد الذي يدخلكم جنة عرضها السموات والارض؟ إذا كنتم صادقين في مقولة لبيك يا حسين ... فهذا طريق الجهاد مفتوح أمامكم ... وها هي بلاد الحسين مدنسة بقتلته المجوس والمغول ... فلم لا تقومون بواجبكم بدلا من الكلام؟

 

الحسين دافع عن شرفه وعرضه في كربلاء، وقاتل دونهما حتى استشهد شهادة ستبقى الالسن تتحدث بها إلى قيام الساعة... وأنتم.... ما بالكم ترون خنازير الفرس والمغول تعتدي على أعراضكم وشرفكم وتبقون ساكتين وكأن الشياطين على رؤوسكم ؟؟ فهل تستحقون أن يقال عنكم أنكم من شيعة الاسلام ؟؟

 

والله لا أحب هذه التسميات أبدا.... تسمية سني وشيعي... فأنا مسلم والحمد لله أحاول ما استطعت اتباع سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأنا متشيع لله ولرسوله ولآل بيته وصحابته أجمعين... كلهم كرام وكلهم أئمة ونتشرف ونتبارك بهم ونتقرب إلى الله بمحبتهم وموالاتهم والسلام والترضي عليهم... ولست أنا يا إخوان من يسدي لكم النصيحة، فأنا نفسي والله بحاجة لمن ينصحني ويوجهني....

 

لكن....

 

حين تأتي ذكرى عاشوراء الأليمة يقرأ المرء منا ويسمع العجب العجاب من هؤلاء المعممين الفسقة الفجرة أصحاب الفتنة، والدعاة إلى الفتنة بين أبناء الدين الواحد وبين أبناء الشعب الواحد... أنا والله لايهمني إلا شعبنا العراقي.. لن يهمني هذا الباكستاني الهمجي سواء السني أو الشيعي الذي لا يفقه من دينه شيء.... وفي يوم عاشوراء يضرب نفسه بالسيف والسكين... بينما هو يأكل الربا ويستحل الحرام... ولا هذا الفارسي الذي يتزوج بالمتعة ويأخذ الخمس ويشتري القصور في أوروبا ويدعي الزهد والتدين في الدنيا... يهمني العراقي أولا وأخيرا لأنه إبن بلدي... ويصعب علي كثيرا حين أرى شيوخ من بلدي تبدو عليهم سمات العروبة الأصيلة ويبدو عليهم المظهر العراقي الأصيل يجلس ليندب وينوح ويلطم مع اللطامة ويضرب نفسه وتسيل الدماء منه... هكذا.... وكأنه خروف سيق إلى المذبح... بينما ذباحه يقف يتفرج عليه ويهزأ به!!!!

 

صادفت ذكرى عاشورا مع ذكرى اغتيال شهيد العراق الأول، الامام صدام، الذي قدم روحه فداء لله والدين الوطن، فاستحق بحق أن يقال عنه أنه هو من سار على درب الحسين في الشهادة... شاء من شاء وأبى من أبى... وأرجو أن لايخرج بعض الناعقين ليتفلسف بالقول إني كيف أدعوه شهيدا وهو بعثي؟؟ فالرد على أولئك الناعقين، وهل البعثي في عقيدته إلا الشهادة أو النصر؟؟ ألم تكن تلك عقيدة الحسين حين خرج ثائرا لنصرة دين الله ؟؟؟ ألم يخرج الحسين طالبا النصر أو الشهادة؟؟ هذه هي عقيدة البعثي التي استلهمها من خروج الحسين... يا حثالات الفرس وحشرات الأرض... يا أعداء العرب والعروبة والدين... عقيدتنا هي الشهادة أو النصر.... أما عقيدتكم أنتم فهي زواج المتعة، والخمس، واللطم والنواح وتمييع الدين والتركيز على ما يدخل الجوف والجيب.....

 

هذا شيء....

 

إذن إمامنا وشهيدنا صدام سار على نهج الحسين في الشهادة، وسبحان الذي وافق بين المناسبتين العظيمتين... ذكرى استشهاد الحسين، وذكرى استشهاد صدام الحسين... وهذا أبلغ دليل على أن هذا الفرع من ذاك الاصل العربي القرشي الهاشمي المحمدي... فهي شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء....

 

فإليك يا مولاي الشهيد السعيد - إن شاء الله – نتوجه إلى الله ثم إليك يا صدام في ذكرى يوم استشهادك الميمون، وانت عند مليك مقتدر، في جنات عدن مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين... ونقول لك إن شعبك العراقي الابي صامد بوجه المحتل الصهيوصفوي، هذا الشعب الاصيل الذي وقف معك طيلة سنوات قيادتك له... وقدم التضحيات الجسام العظام... هذا الشعب الاصيل النشمي لازال كما عهدته مغوارا شجاعا أصيلا نبيلا كبيرا... لم ينساك ولم ينسى وقفاتك البطولية ولم ينسى شموخك وقامتك وطلتك البهية ونظراتك الأبية الشجاعة.... فالعراق هو صدام وصدام هو العراق وليخسأ الخاسئون....

 

الشيء الثاني....

 

اعتبروا يا إخواني الشيعة... أن الذي يتحدث إليكم غير مسلم!! لكن لديه شيء بسيط جدا جدا من العقل... يعني دعونا نقول ولو 10% من العقل... فحديث العقل يغلب حديث العاطفة... وأنا سأتحدث معكم بالعقل، لن أكون مثل ذلك الاستاذ الملحد الذي وقف أمام التلاميذ ليقول لهم: من كان يؤمن أن الله موجود فليريني إياه كي أؤمن به، وإلا فلن أؤمن أن الله موجود... فقام أحد التلامذة وقال له: استاذ أنتا ما عندك عقل!! فثار الاستاذ من الغضب وقال للطالب كيف تتحدث معي بهذه الطريقة ؟ فأجاب الطالب بكل هدوء: طيب أين هو عقلك... أرنا إياه حتى نتأكد بأنه لديك عقل!!! أنا إذن لن أكون مثل ذلك الاستاذ...

 

يا أخي العراقي العربي الأصيل الشيعي الذي تجلس لتستمع للمعممين الفسقة الفجرة... أمثال الاعرجي وعبد الشيطان المهاجر والمجرم الصغير والغدار الصدر وهمام حمودي وكتكوت الحوزة ابن الزنيم وغير هؤلاء الكفرة..... اعتبرني أنا مقابلك وأتحدث معك وجها لوجه...

 

المقتل... واقعة الطف... فيه أمور غريبة لايصدقها عاقل ولا تدخل في عقل إمريء.... وهي تدعو للسخرية والعجب وللاسف الشديد.... نعم لا تستغرب أخي القاريء... فيه أمور تدعو للاستفسار ووضع مليون علامة استفهام... خاصة من أولئك الذين يريدون الدخول في دين الاسلام عن طريق بعض المعممين الجهلة... وكم صادفت أنا من أسئلة محرجة للغاية لم أعرف كيفية الإجابة عليها، ووجدت أنها أسئلة مشروعة وشرعية وعاقلة بالمناسبة... وكم آلمني أن ارى بعض الناس المسلمين الجدد يسألون أسئلة محرجة عن المقتل لم يسألها من نشأ مسلما؟؟؟ فهل من صار مسلما لاحقا بعد أن لم يكن غير ذلك لديه عقل أكثر من الذي نشأ مسلما بين أبوين مسلمين وفي بلد مسلم ؟؟ أمر غريب فعلا...

 

يعني هذا الذي صار مسلما يريد التحرر من المعممين ومن كذبهم ودجلهم عبر عقله، وذاك العراقي أو غيره لا زال يخشى حتى النظر إلى المعمم أو يخشى من سؤاله... وكأننا في اليابان قديما... حيث كان الناس لا يجرؤون على النظر إلى وجه الامبراطور خشية الاصابة بالعمى!!!!

 

لدي عدة أسئلة أسألها للأخ المسلم الشيعي... وبعدها أناقش في المقتل وما فيه... لاسيما وأن الذي كتبه فارسيا أبا عن جد... وهذه الأسئلة وردت إلي من أحد الأخوة المحترقة قلوبهم على العراق وعلى ما آل إليه وضع الشعب العراقي... كنت أتراسل معه حول ما حصل في عاشورا، فأرسل لي هذه الاسئلة لأسئلها للإخوان....

 

هل تؤمن أيها الأخ بالقضاء والقدر؟
إن قلت نعم، سأقول لك لماذ تضرب نفسك وتجلد ظهرك وتصرخ وتبكي على الحسين؟
وإن قلت أنك لاتؤمن بالقضاء والقدر، انتهى الأمر بإعتراضك على قضاء الله وعدم رضاك بحكمته.


من أمرك أيها الأخ أن تفعل هذه الأفعال في عاشوراء؟
إن قلت الله ورسوله أمراني بهذا، سأقول لك أين الدليل؟
وإن قلت لي لم يأمرك أحد سأقول لك هذه بدعة..
وإن قلت أهل البيت أمروني سأطالبك أن تثبت من فعل هذا منهم؟
وإن قلت أني أعبر عن حبي لأهل البيت، فسأقول لك إذن كل المعممين يكرهون أهل البيت لأننا لانراهم يلطمون، وأهل البيت يكرهون بعضهم بعضاً، لأنه لا يوجد أحد منهم لطم وطبر على رحيل الآخر.


من قتل الحسين ؟
إن قلت لي إنه يزيد بن معاوية، سأطالبك بدليل صحيح من كتبك (بالمناسبة، لاتتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل في كتبك يثبت أن يزيد قتل أو أمر بقتل الحسين)
وإن قلت إنه المجوسي الفارسي شمر بن ذي الجوشن – وهو الذي فعل -  سأقول لك لماذ تلعن يزيد إذن ؟
إن قلت لي إن الحسين قتل في عهد يزيد، فسأقول لك أن الغائب القابع في السرداب مسؤول عن كل قطرة دم نزفت من المسلمين... ففي عهده ضاعت الأندلس وفلسطين والعراق وافغانستان وتشتت العرب وتقاتل الشيعة مع بعضهم، وتقاتل العرب وتقاتل المسلمين، وحدثت حروب طاحنة بين الدول، وراح ملايين البشر... ولازال هو قابعا يتفرج ولم يصنع شيء!!! (للأسف، يعتقد الإخوان أن الغائب القابع في السرداب هو الحاكم الفعلي للكون وهو صاحب العصر والزمان... فكيف بحاكم لم يحرك ساكنا إلى الآن لم ينقذ شعبه وشيعته من الهلاك والفجور والظلم والضيم والفقر... و... و....))

 

وعلى ذكر الغائب القابع في السرداب... لماذا لايراه إلا بعض المعممين الذين يكذبون عليكم بهذا، والذين يقولون إنهم رأوا القائم واجتمعوا معه ؟؟ لماذا لا تراه أنت أيها المسكين..

إن قلت لي إنهم علماء.. سأقول لك عندي مليون عالم مستعدين لرؤيته...

وإن قلت إنه لايظهر إلا على المؤمنين به، أقول لك سأؤمن به ولكن دعني أراه

 

أيهما أشد على الإسلام والمسلمين وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أم مقتل الحسين ؟
إن قلت وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، سأقول لك لماذا لا نراكم تلطمون على النبي؟
وإن قلت مقتل الحسين أشد، ستثبت للناس أن النبي لاقدر له عندكم وأنكم تفضلون عليه الحسين!!!


الحسين رضي الله عنه (حسب فهم الأخوان ومعتقدهم) يعلم الغيب كاملاً فهل خرج منتحراً وأخذ معه أهله لينتحروا أيضا؟
إن قلت نعم، طعنت بالحسين واتهمته بقتل نفسه وأولاده......

وإن قلت لا... فقد نسفت عصمته وأسقطت إمامته...


يقول علمائكم أن للأئمة ولاية تكوينية تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون، فهل كان شمر قاتل
الحسين يخضع للولاية التكوينية؟
إن قلت نعم، فهذا يعني أن الحسين مات منتحراً لأنه لم يستخدم ولايته التكوينية....
وإن قلت لا... لايخضع، كذّبت كل المعممين الذين أجمعوا على القول بالولاية التكوينة....


في حفلات عاشوراء، أقول حفلات، لأن المعممين يأخذون أموالاً مقابل إحياء هذه الأيام... تماما مثل المغنين في حفلات الصيف..... في حفلات عاشوراء هل أخذ المعمم والرادود للأموال مقابل أن يبكي أو ينشد لكم هل نعتبره متاجرة بذكرى الحسين ؟
إن قلت نعم انتهى أمرهم....
وإن قلت لا قلت لك لماذا لايبكون وينشدون مجاناً لو كانوا يحبون الحسين؟


لماذا نرى أن من يلطم ويصرخ ويجلد نفسه بالسلاسل ويضرب رأسه بالسيف هم أنتم فقط أيها البسطاء المساكين... بينما لم نرى أصحاب العمائم يفعلون ذلك ؟ ألايقول كتكوت الحوزة إنه حفيد الحسين؟؟ لماذا لا يلطم ويضرب نفسه بالسكين حزنا على جده ؟؟
إن قلت لي أن كلامي غير صحيح وهم يلطمون ويطبرون ويزحفون مثلكم... طالبتك بالإثبات ؟
وإن قلت نعم، هذا هو الواقع فسأترك ألف علامة استفهام في رأسك حول ولائهم ومحبتهم للحسين!!


أنتم تصرخون في عاشوراء من كل عام يالثارات الحسين بإشارة واضحة منكم للإنتقام ممن قتل الحسين!!!! السؤال هنا لماذا لم يأخذ الأئمة بثأر أبيهم من قتلته كما تزعمون؟
فهل أنتم أكثر شجاعة منهم؟
إن قلتم نحن أكثر شجاعة انتهى الأمر...
وإن قلتم لم يقدروا بسبب الأوضاع السياسية، فسأقول لكم وأين الولاية التكوينية التي تخضع لسيطرتها جميع ذرات الكون ؟ أم هي خرافة فقط في رؤوسكم؟
ثم من هم الذين ستأخذون ثأر الحسين منهم ؟
 

أيها الأخ لا أطلب منك إلا شيئاً واحداً فقط وهو
أن تستخدم عقلك وتفكر ولاتسلمه للمعمم ليفكر نيابة عنك ويقرر لك مصيرك فيكفي أن المعمم سرق منك مالك... وقد يكون سرق عرضك.... فأحفظ عليك عقلك وفكر...


فكر فقط !

 

 

وتابعني لنتحدث عن المقتل سوية...

 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاحد / ١٧ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١٠ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور