صمت الحملان
الاحتلال الايراني لحقل الفكة النفطي
الأحتلال الايراني لا يعتبر مظلمة عند دعاة المظلومية

 
 
 
شبكة المنصور
هاني الحاج عمران

عندما تطرق أحد ضيوف برنامج الاتجاه المعاكس قبل سنوات إلى شخص السيستاني وتسائل عن دوره في العراق، ثارت ثائرت الألوف من حاملي الجنسية العراقية وخرجوا في مظاهرة عارمة منددين بقناة الجزيرة معتبرينها قناة تثير الفتنة الطائفية !!، وطالبوا الحكومة القطرية بتقديم اعتذار رسمي إلى الشعب العراقي !!، كما طالبوا بغلق مكاتب الجزيرة في بغداد مؤكدين على أن السيستاني خط أحمر لا يمكن تجاوزه !!، وقد كثفت قنوات الفيحاء، الفرات وما تسمى بقناة العراقية الجهود لتغطية الحدث والاحتجاجات معللين الغضب بالدفاع عن الدين والمذهب ورموزه !!، والعجيب أن هذا الموقف لم يشهده الشارع عندما ظهرت أحدى القنوات الامريكية تنتقد فتاوي السيستاني وتصفه بمرشد مجلة "بلي بوي" !!، فهل يا ترى أن الخط الاحمر مسموح أمريكياً بتجاوزه ؟؟، أم ان العلاقة الحميمة بين العمامة الصفوية والبسطال الأمريكي لها خصوصية ؟؟.

 

في موقف سابق لمقتدى الصدر، أعلن عن استعداده لدعم جماعة الحوثي في اليمن لرفع "الظلم" الذي يلحقهم من الحكومة اليمنية حسب زعمه، وكذلك أعلن عن استعداده للدفاع عن إيران فيما لو تعرضت لهجوم أمريكي، بالمقابل لم نشهد موقفاً وأستعداداً مماثلا من مقتدى الصدر لرفع الظلم عن العراقيين الذين لحقهم ظلم الاحتلال والحكومة العميلة !!، ولم يثيره احتلال العراق بقدر ما أهتم لموضوع ضرب إيران من قبل أمريكا!!.

 

ما أن نعود بالذاكرة للخلف ونقلب أوراق عام 1991 نجد أن بعضاً من دعاة المظلومية نفذوا أكبر عملية تأمر في تاريخ العراق، حيث عملوا على اسقاط البصرة من خلال فوضى طائفية لقطع الامدادات عن الجيش العراقي ومحاصرته في الكويت ليصبح لقمة سائغة للقوات الامريكية، ثم يتجهون نحو المحافظات الآخرى لاسقاطها لنصرة إيران بتمكينها من العراق بعد ان يتخلصوا من الجيش، وعندما يتوجه السؤال لجوقة الادوات التي استخدمتها ايران لتنفيذ مآربها عن دافع القيام بهذه الفوضى الطائفية التي يطلقون عليها "انتفاضة" سيكون ردهم هو دافع الوطنية !!.

 

من خلال قراءتنا لجزء يسير من هذه المواقف التاريخية نتسائل اليوم عن غياب مواقف مماثلة من التجاوزات الإيرانية على الاراضي العراقية وموارده النفطية التي اصبحت بالعشرات وأخرها حقل الفكة النفطي فهل أصبح السيستاني وإيران والحوثيون أغلى وأهم من العراق ؟؟؟، فأين وطنيتكم التي دفعتكم للتآمر على العراق وجيشه في العام 1991، وأين الواعز الديني الذي دفعكم للخروج متظاهرين احتجاجاً على قناة الجزيرة، فاللأرض حرمة على الاغراب يحث ديننا الحنيف على الدفاع عنها، لماذا لا يخرج المتظاهرون للتنديد كما خرجوا قبل ايام لرفضهم ابقاء مجاهدي خلق في العراق !!، أين الهالكي (الجبان) الذي هدد سوريا قبل أيام وأنتقد السعودية ؟؟ هل فقد الرجولة أمام اسياده في إيران ؟؟ أم انه تنازل عن الحقل النفطي كما تنازل عن ربطة عنقه من قبل عندما تمسح بذيل الولي الفقيه وقبل يديه ورجليه !!، أين مقتدى الصدر وعمار الحكيم و الباكستاني "الجعفري" هل هم متفقون مع "النذل" جلال الدين الصغير الذي نفى هذه الحادثة و أكد على ضرورة أن لا ينجر الاعلام وراء كلام غير مؤكد !!، رغم شهود العيان الذين أكدوا الاحتلال الايراني  للحقل، أم أن نصيحة "كريم شاهبوري" الذي طالب بزيادة عدد الزوار الايراننين للعراق كرد على التجاوزات الايرانية هي الموقف الذي ستتبناه حكومة المراعي الخضراء !!، والسؤال الذي يطرح نفسه، هل سيكون الركون للصمت هو الموقف المتخذ من قبل المالكي وشلة اللصوص في المنطقة الخضراء لو ان السعودية أو سوريا هي من قامت بهذا الفعل ؟؟!!، اترك الجواب لمن يعنيه الامر.
 
 
 

يرجى الاشارة

إلى شبكة المنصور عند إعادة النشر او الاقتباس

كيفية طباعة المقال

الاثنين / ٠٤ مـحـرم ١٤٣١ هـ

***

 الموافق  ٢١ / كانون الاول / ٢٠٠٩ م

الرئيسية | بيانات البعث | بيانات المقاومة | مقالات مختارة | تقارير إخبارية | دليل كتاب شبكة المنصور